
شبكة النبأ: يبدو ان اسرائيل تسابق
الزمن للتعويض عما فاتها من خلال فترة وقف الاستيطان القسري الذي
التزمت به خلال الفترة الماضية في استقطاع ومصادرة الاراضي الفلسطينية
في القدس والضفة الغربية.
ويتجاهل الكيان الصهيوني لكافة الدعوات الدولية لوقف تلك الانتهاكات
والاعتداءات المستمرة والتي ادت بدورها الى وأد عملية السلام المزعومة،
بعد فشل تل ابيب في مجاراة المساعي الدولية لإنهاء ازمة الشعب
الفلسطيني المنكوب.
المستوطنات الإسرائيلية
فقد تسارعت في الآونة الأخيرة خطى المستوطنين اليهود لبناء وحدات
سكنية جديدة في الضفة الغربية، فخلال فتره قصيره، تم البدء ببناء 1700
وحدة سكنية في 67 مستوطنة، وفقا لمنظمة السلام الآن الإسرائيلية.
وتؤكد المنظمة أن هذا الرقم يشير إلى أن فترة تجميد الاستيطان، التي
امتدت لنحو عشرة أشهر، يتم تعويضها الآن. تقول هاغيت عفران، من منظمة
السلام الآن الاختبار الحقيقي أمام قرار التجميد هو فيما إذا كان
سيستمر أم لا، وفي حال عدم تمديده سيقوم المستوطنون بالتعويض عما فاتهم
خلال هذه الأشهر العشرة.
ولا يخفي المستوطنون حقيقة أنهم سيقبلون على عملية البناء بسرعة
فائقة. فمنذ اليوم الذي انتهت فيه مهلة التجميد، شهدت معظم المستوطنات
عمليات بناء واسعة وسريعة.
يقول ديفيد هاعفري، المتحدث باسم المستوطنين الإسرائيليين أعتقد أن
لدى الناس هنا تخوفا من أن يسري قرار تجميد الاستيطان، لذا فإنهم
يعملون بسرعة لإتمام بناء منازلهم قبل حدوث أي تغيير.
ولم تنجح المحاولات الأخيرة للرئيس الأمريكي باراك أوباما بإقناع
الإسرائيليين بوقف الاستيطان، ورغم كثرة الزيارات المكوكية التي يجريها
المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشيل، يبدو أن كلا الجانبين
مقتنعان بأن مفاوضات السلام بلغت حد الفشل،
إذ يقول نبيل شعث، أحد المشاركين في المفاوضات الفلسطينية
الإسرائيلية سنستمر بالعمل مع واشنطن، إلا أننا لن نستكمل المفاوضات
المباشرة مع إسرائيل حتى التزامها بقرار تجميد الاستيطان.
وتعتبر المستوطنات غير قانونية وفقا للقانون الدولي، رغم سعي
إسرائيل لدحض ذلك. وقد أصبحت قضية السلام في الشرق الأوسط محورا أساسيا
للدفع من أجل السلام العالمي، لتجعل من أمنية الرئيس الأمريكي بتحقيق
السلام في الشرق الأوسط بحلول سبتمبرأيلول 2011 كالحلم الذي لن يتحقق
أبدا.
الأفكار الأمريكية
من جهتها قالت السلطة الفلسطينية إن المبعوث الأمريكي الخاص لعملية
السلام، جورج ميتشل، قام خلال زيارته إلى رئيسها، محمود، بعرض أفكار
تتعلق بتوفير انطلاقة جديدة لعملية السلام، بينما قام الجانب الفلسطيني
بعرض مواقفه المستمدة من الشرعية الدولية.
وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب
عريقات، في مؤتمر صحافي مشترك مع ميتشل عقب اللقاء، إن الإدارة
الأميركية عرضت أفكارا في واشنطن ورام الله، ونحن عرضنا مواقفنا.
وأضاف عريقات شددنا خلال اللقاء على مواقفنا المتمثلة بإقامة الدولة
الفلسطينية على حدود عام 1967، وأن القدس الشرقية محتلة تماما كباقي
الأراضي الفلسطينية وينطبق عليها قرار مجلس الأمن بعدم جواز احتلال
الأراضي بالقوة.
وحمّل عريقات الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن إخراج عملية
السلام عن مسارها، لأنها عندما خيرت بين السلام والاستيطان اختارت
الاستيطان، وأضاف الحديث عن أي مفاوضات بأي شكل يتطلب وقف النشاطات
الاستيطانية، والمجتمع الدولي يجب أن يركز حديثه الآن على ضرورة إلزام
الحكومة الإسرائيلية بوقف كل ما من شأنه فرض الحقائق على الأرض، وتخريب
مبدأ حل الدولتين.
بدوره، قال ميتشل إن البحث تناول مراجعة الظروف التي مرت بها
العملية السلمية، والخطوات المستقبلية، وأكد التزام البيت الأبيض
بالرؤيا الأميركية تجاه عملية السلام، وهي
البدء بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وانجاز اتفاق سلام يضمن
الأمن والكرامة والرفاهية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ويمتد ليشمل
أيضا سوريا ولبنان. وأوضح ميتشل أنه سيعود إلى المنطقة في القريب
العاجل من اجل استكمال المناقشات مع الأطراف خلال الأيام القليلة
المقبلة، من اجل التوصل إلى الأهداف المشتركة، وفقاً لوكالة الأنباء
الفلسطينية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أبدى استعداده
لمناقشة كافة القضايا الجوهرية الضرورية لاستئناف مباحثات السلام مع
الجانب الفلسطيني، وذلك قبيل اجتماعه بالمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط،
جورج ميتشل، في أول جولة له بالمنطقة منذ قرار واشنطن التخلي عن جهود
وقف الاستيطان كشرط مسبق لاستئناف المباحثات بين الجانبين، وفق وسائل
إعلام إسرائيلية.
ولفت نتنياهو إلى أن أمام تل أبيب وواشنطن عمل شاق لتحقيق الهدف
المشترك وهو التوصل لإطار سلام يضمن أمن المنطقة، داعياً الجانب
الفلسطيني للتعاون في هذا الاتجاه، وفق الإذاعة الإسرائيلية.
وأكد ميتشل تصميم الإدارة الامريكية على مواصلة جهودها للوصول إلى
إتفاق إطار ينطوي على حلول وسط في مختلف القضايا الجوهرية تمهيدا
للتوصل لاتفاق دائم.
ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن إدارة أوباما تريد من إسرائيل أن
تحدد في الأسابيع المقبلة موقفها في ما يتعلق بالقضايا الرئيسة، مع
التركيز على قضية الحدود. وبدأ ميتشل، جولة جديدة بالمنطقة لمحاولة جسر
الخلافات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي،
في أول زيارة منذ قرار الإدارة الأمريكية التخلي عن جهود إقناع
إسرائيل بإعادة وقف البناء في المستوطنات كشرط مسبق لاستئناف المباحثات
المباشرة مع الفلسطينيين.
من ناحية أخرى، من المقرر أن يجري ميتشل محادثات مع رئيس السلطة
الوطنية الفلسطينية محمود عباس في رام الله.
أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي ترحيبه بقرار واشنطن التخلي عن جهود
إعادة وقف الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، في مؤتمر اقتصادي بتل أبيب، إن واشنطن
أدركت أهمية الانتقال إلى المفاوضات حول القضايا الجوهرية.
وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت، التخلي عن جهود إقناع إسرائيل
تجديد تجميد بناء المستوطنات كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية
الفلسطينية، فيما اعتبر ضربة قوية لجهود تحريك عملية السلام بين
الجانبين.
ويذكر أن المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين توقفت
عندما انتهى أجل تجميد الاستيطان لعشرة شهور في 26 سبتمبر أيلول. وتسعى
الولايات المتحدة الآن العودة إلى المحادثات غير المباشرة بين
الفلسطينيين والإسرائيليين.
لا مفاوضات
الى ذلك جدد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، تأكيده
على رفض كل من القيادتين الفلسطينية والمصرية العودة إلى مفاوضات
السلام المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، في ظل استمرار الأنشطة
الاستيطانية في الأراضي المحتلة، كما أكد عدم وجود لقاءت سرية مع
الإسرائيليين.
وشدد رئيس السلطة الفلسطينية، في مؤتمر صحفي بالقاهرة، عقب لقائه مع
الرئيس المصري حسني مبارك، على ضرورة إيجاد ما أسماها مرجعية واضحة
لعملية السلام، خاصةً بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً وقف
جهودها لدفع الجانب الإسرائيلي على تجميد الاستيطان.
وقال عباس لا نعرف بالضبط ما جرى بين إسرائيل وأمريكا، وسنعرف ذلك
خلال الأيام القليلة القادمة، والمحصلة سنعرضها على لجنة المتابعة
العربية، وبعد اجتماع هذه اللجنة سنلتقي مع القيادة الفلسطينية لنأخذ
قراراً، في إشارة إلى الاجتماع العاجل الذي من المقرر أن تعقده لجنة
المتابعة العربية.
وحول نتائج مباحثاته مع الرئيس المصري، والتي تأتي بعد جولة أوروبية،
قال نحن في القاهرة بعد جولة قمنا بها في تركيا واليونان، أجرينا
محادثات معمقة مع الرئيس مبارك، وهذه الجلسة تناولت ماذا بعد؟ وماذا
سيأتي بعد؟ وفق ما نقلت وكالة وفا الفلسطينية للأنباء.
وتابع أن هناك مشاورات مع الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى أن المبعوث
الأمريكي الخاص لعملية السلام، السيناتور جورج ميتشل، الذي سيصل إلى
المنطقة، وأكد أنه مهما كانت النتائج والمشاورات، موقفنا وموقف الرئيس
مبارك يقوم على أنه لن نقبل مفاوضات مع بقاء الاستيطان.
وأشار أبو مازن إلى أنه تلقى مؤخراً اتصالاً هاتفياً من وزير
الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، وصفه بأنه لم يحمل أي جديد، وتابع
أن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، توجه إلى واشنطن، لنعرف
ماذا جرى بين الأمريكيين والإسرائيليين.
وحول ما إذا كانت هناك مفاوضات غير معلنة، قال رئيس السلطة
الفلسطينية إن عريقات سيتشاور مع كلينتون وميتشل فقط، ولن يكون هناك
لقاءات من وراء الستار بينه وبين إسرائيل، وعندما يعود سيأتي ميتشل
أيضاً.
من جانبها، لفتت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إلى أن المباحثات
بين الرئيسين مبارك وعباس في القاهرة، تناولت الخيارات والبدائل، التي
يمكن أن تلجأ إليها السلطة الفلسطينية، لإنقاذ عملية السلام، والخروج
من المأزق الراهن.
كما تطرقت المباحثات، التي حضرها رئيس المخابرات المصرية، عمر
سليمان، بحسب موقع أخبار مصر التابع للتلفزيون المصري، إلى مسألة
المصالحة الوطنية بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وحركة
المقاومة الإسلامية حماس، التي تسيطر على قطاع غزة.
وكانت مصادر إسرائيلية قد أعلنت، أن الولايات المتحدة تسعى لوضع خطة
جديدة تهدف إلى استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك
رغم إعلان واشنطن رسمياً وقف مساعيها لدى الحكومة الإسرائيلية، الرامية
إلى تجميد الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية.
واستعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام أعضاء
المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، آخر التطورات
السياسية في أعقاب إعلان الولايات المتحدة عن تخليها عن مطالبة إسرائيل
بتجميد أعمال البناء في المستوطنات، وسعيها لوضع مسار جديد للمفاوضات.
عمليات ارهابية
حيث قالت مصادر فلسطينية ان مستوطني مستوطنة شيلو قاموا بالاستيلاء
على 20 دونماً من أراضي خربة سِرا شرق قرية قريوت جنوب شرق نابلس في
الضفة الغربية.
وأفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس أن عددا
من المستوطنين يتواجدون في هذه الأثناء في مساحة من أراضي خربة سِرا
ويقومون بحراثة الأرض في المكان. في السياق ذاته أفاد دغلس أن ثلاث
جرافات إسرائيلية تقوم بعمليات تجريف على حدود مستوطنة براخا المقامة
على أراضي عراق بورين، جنوب نابلس.
وفي نفس الشأن استولى عشرات المستوطنين من مستوطنة مسا يائير على
نحو 1500 دونم من أراضي بلدة يطا بالقرب من الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقال شهود عيان ان عشرات المستوطنين وبوجود الإدارة المدنية
الإسرائيلية وجيش الاحتلال قاموا يتسييج نحو 1500 دونم بالأسلاك
الشائكة دون أي أوامر مصادرة ومنعوا المزارعين من الدخول إليها أو
العمل فيها.
الى ذلك شرع مستوطنون من مستوطنة أسفر شمال غرب بلدة سعير بالخليل
في تجريف عشرات الدونمات من أراضي البلدة المحاذية للمستوطنة.
إسرائيل تنتقد
من جهتها فقد انتقدت إسرائيل بقوة الأرجنتين والبرازيل وأوروجواي
لإعلانها الاعتراف بدولة فلسطينية قائلة إن هذا تدخل مضر للغاية من
جانب دول لم تكن قط طرفا في عملية السلام بالشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ييجال بالمور إن هذه الدول
لم تقدم قط أي إسهام في العملية. وتجيء الآن لتتخذ قرارا يتناقض تماما
مع كل ما اتفق عليه حتى الآن هذا عبث.
وقال بالمور إن إسرائيل ستنقل شعورها بخيبة الأمل لحكومة الدول
المعنية وإنها تحذر أي دولة تسلك نفس المسلك من أنها تخاطر بإثارة مزيد
من التشوش بشأن إمكانات السلام.
وأعلنت الأرجنتين إنها تعترف بفلسطين كدولة حرة مستقلة وقالت إنها
سلكت نفس مسلك أوروجواي والبرازيل اللتين اعترفتا بدولة فلسطين على
أساس حدود ما قبل 1967. وتعارض إسرائيل المطالب الفلسطينية باستعادة
جميع أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية التي احتلت في حرب 1967 .
وقال داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي مثل هذا الإعلان
اليوم لن يؤدي إلا إلى الإضرار بعملية السلام لأنه يشجع وحسب
الفلسطينيين على مواصلة التشبث بموقفهم أملا في أن تهبط من السماء أو
من المجتمع الدولي معجزة تفرض نوعا من الاتفاق على إسرائيل.
وأضاف لراديو الجيش الإسرائيلي والمهم هو أن الأمريكيين أيضا لا
يقبلون هذا. وتجاهلت معظم دول العالم إعلان الرئيس الفلسطيني الراحل
ياسر عرفات قيام دولة فلسطينية في عام 1988 . لكن مع تعثر عملية السلام
قال عباس إن الخيارات الأخرى قد تشمل السعي لاعتراف من الأمم المتحدة
وإن أقر بأن من غير المرجح أن يحظى الأمر بدعم أمريكي.
وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين إن أي جانب يؤيد حل
الدولتين ينبغي أن يعترف بدولة فلسطينية على أساس حدود 1967 مضيفا أن
هذا هو السبيل الوحيد لمواجهة سياسات الحكومة الإسرائيلية من استيلاء
على الأراضي وأنشطة استيطانية.
وتعارض حركة المقاومة الإسلامية حماس التي فازت في انتخابات جرت
عام 2006 وسيطرت على قطاع غزة بعد ذلك بعام التفويض الممنوح لعباس
بالتفاوض على الحدود وقضايا أساسية أخرى.
وقال بالمور هناك كيان فلسطيني في الضفة الغربية تحكمه السلطة
الفلسطينية وكيان فلسطيني آخر في غزة تحكمه حماس وكل منهما لا يعترف
حتى بالآخر. ومضى قائلا أي دولة فلسطينية تلك التي يعترف بها
البرازيليون والأرجنتينيون؟ هذا غير واضح حتى بالنسبة للفلسطينيين
أنفسهم.
في نفس الصدد اعترفت بوليفيا رسمياً بفلسطين دولة مستقلة في رسالة
موجهة الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على غرار البرازيل
والارجنتين، بحسب ما اعلن الرئيس البوليفي ايفو موراليس.
وصرح موراليس في مؤتمر صحفي في مقر الرئاسة في لاباز على غرار دول
اخرى كالبرازيل تعلن بوليفيا اعترافها بالدولة الفلسطينية، باستقلالها
وبسيادتها.
وسبق ان اعلن موراليس على هامش قمة مركوسور في فوز دو ايجواسو
البرازيل ان بوليفيا ستعترف رسميا بدولة فلسطين المستقلة. وكان الرئيس
الاشتراكي موراليس الذي يعتبر احد قادة الكتلة المناهضة للرأسمالية في
امريكا اللاتينية قطع في يناير كانون الثاني 2009 العلاقات الدبلوماسية
مع اسرائيل احتجاجا على هجومها على قطاع غزة.
ومن جهةً اخرى كشفت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية ان بريطانيا
تدرس احتمال رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني في لندن الى مكانة
مماثلة لسفارة دولة مستقلة، الأمر الذي سيحوّل المبعوثين الفلسطينيين
إلى دبلوماسيين بكل معنى الكلمة بحسب قول مراسل الصحيفة في لندن.
وتضيف الصحيفة ان الحديث يدور أيضا عن احتمال اعتراف بريطانيا
مستقبلا بإعلان فلسطيني أحادي الجانب عن دولة فلسطينية مستقلة وستحذو
بذلك حذو البرازيل والأرجنتين وبوليفيا والإكوادور.
وتعتبر أن هذا التحرك مدعاة للقلق في تل أبيب، وفي حال انجاز هذا
التحرك فان بريطانيا لن تكون الدولة الأوروبية الوحيدة التي تقوم برفع
مستوى البعثة الفلسطينية وتعترف بها كبعثة دبلوماسية حيث كانت كل من
فرنسا واسبانيا والبرتغال قد فعلت ذلك.
وتقول الصحيفة الاسرائيلية إن الخطوة البريطانية تعتبر بمثابة
مفاجأة في ضوء الحقيقة بأن الحكومة البريطانية المحافظة تبدي تعاطفا مع
إسرائيل. ونقل المراسل ان الناطق بلسان وزارة الخارجية البريطانية أوضح
ان الوزارة تدرس احتمال رفع مستوى البعثة الفلسطينية في لندن بإمعان
وبصورة معمقة.
واعلنت البرازيل والارجنتين مع مطلع ديسمبر كانون الأول عن
اعترافهما بفلسطين دولة حرة ومستقلة ضمن حدود 1967ما اثار انتقادات
اسرائيل والولايات المتحدة.
لا يزال الامل
حيث اعلن رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض ان السلطة الفلسطينية
لا تزال تسعى، وعلى الرغم من تعثر عملية السلام، الى اعلان قيام الدولة
الفلسطينية ولكن ليس من جانب واحد.
وقال فياض في حديث لقناة التلفزيون الاسرائيلية الثانية بث انه لا
يجب اعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد لان ما تسعى اليه السلطة هو
دولة فلسطينية حقيقية، وليس اعلان استقلال اضافي. كما كرر فياض التزامه
بــ خطة بناء مؤسسات الدولة قبل صيف 2011، قائلا انها تسير في الاتجاه
المرسوم لها.
ولكن رئيس الحكومة الفلسطينية اشار في حديثه الى ان سيادة الدولة
الفلسطينية تتوقف على موافقة اسرائيل وموقفها من هذه السيادة، شارحا
ذلك بالقول ان الدولة الفلسطينية يمكن ان تكون في ما يتعلق بالمؤسسات
وعملها، لكن مع بقاء الجيش على الاراضي الفلسطينية، فانها لن تكون دولة
ذات سيادة.
واضاف فياض لا نريد دولة ميكي ماوس ولا نريد شكلا من اشكال الادارة
الذاتية، بل نسعى لاعلان دولة فلسطينية ذات سيادة نعيش فيها نحن
الفلسطينيون شعبا حرا. واشار فياض كذلك الى ان ليس لديه مشروع بديل،
ولن يتقدم بمقترحات اخرى، كما لا يجب الاستسلام للفشل حتى ولو حصل ذلك
وتكرر عدة مرات.
وختم فياض حديثه بالقول ان الموضوع لا يتعلق بنزع الشرعية عن
اسرائيل، بل بنزع الشرعية على الاحتلال لاننا نريد السلام مع اسرائيل
واعترفنا لها بجق الوجود ولكن المشكلة بالنسبة للفلسطينيين هي استمرار
الاحتلال.
وكانت القناة الاسرائيلية الثانية قد سجلت الحديث مع فياض خلال
زيارته لواشنطن التي اعلنت مؤخرا فشلها في دفع عملية السلا م من خلال
استحالة اقناع اسرائيل بوقف حركة الاستيطان في الضفة الغربية والتي
تمثل الشرط الفلسطيني الرئيسي للعودة الى طاولة المفاوضات.
وفي ظل هذا الاعلان الذي خلق جوا من الاحباط ارتفعت بعض الاصوات
الفلسطينية التي طالبت بأن يكون البديل اعلان دولتهم من جانب واحد او
التوجه الى الامم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. |