معهد بولدر التعليمي بإيطاليا هو معهد متخصص في دراسة علوم التمويل
الأصغر وتم إنشاءه عام 2004 كمؤسسه لا تهدف إلي الربح ولكنها تعمل على
إيجاد منبرا للحوار والتفكير الخلاق في الأمور التي تتعلق بتمويل
المشروعات الصغيرة ويقدم المعهد للدارسين في برامجه المختلفة فرصة لا
مثيل لها للتعرف على القضايا الأكثر أهمية لقطاع التمويل الأصغر وأيضا
التعرف على أفضل الممارسات العالمية تحت إشراف نخبة من كبار
الأكاديميين والممارسين في العالم.
ويضم برامج المعهد دراسات مختلفة كلها تهدف إلي تطوير المهارات
الادارية لدي المتدرب وتعزيز المهارات التحليلية بإستخدام الأدوات التي
من شأنها أن تزيد من قدرة المتدرب على مواجهة القضايا المختلفة أثناء
مزاولته للنشاط مثال حماية العميل وتمويل المشاريع الصغيرة التي يديرها
المجتمع المحلي وتطوير النظم المالية الخاصة بمؤسسات التمويل الأصغر
والمخاطر التشغيلية في صناعة التمويل الأصغر والتحليل المالي والرقابة
الداخلية وغيرها من المواضيع التي تتعلق بممارسة الصناعة.
إن حجم الطلب في صناعة التمويل الأصغر في الوطن العربي تقدر بحوالي
24 مليون عميل المخدوم منهم فعلا 3 مليون عميل أي أن نسب الاختراق في
الأسواق العربية لا تتعدى 12.5% ولذا يجب أن نعمل جاهدين على اشباع
الحصة الأكبر من السوق ولن يتأتى لنا هذا بدون كوادر مدربة قادرة على
فهم واقع الصناعة ومزاولة النشاط بأفضل ممارساته العالمية.
إن العنصر البشري هو الأهم على الإطلاق في منظومة النجاح وبالأخص
في صناعة تتسم بالإعتماد على العنصر البشري وقدرته على الوصول إلي
العملاء في أماكنهم بالرغم من إتساع وإنتشار الرقعة السكانية ولذلك
تحتاج الصناعة إلي عدد كبير من الممارسين ونضرب مثال لذلك إن المؤسسة
التي تخدم حوالي 100 ألف عميل تحتاج ما لا يقل عن 500 موظف وبعملية
حسابية صغيرة فإن صناعة التمويل الأصغر في الوطن العربي كي تقوم بإشباع
السوق فإنها تحتاج إلي 120 ألف ممارس، لا يوجد منهم الآن أكثر من 15
ألف على أعلى تقدير ولذلك فإننا نحتاج إلى مكان يقوم بجذب ممارسين جدد
والعمل على دمجهم في ركاب الصناعة وليس هذا فقط ولكنه يعمل على زيادة
القدرات الإدارية والقيادية والتحليلية للممارسين فعلا.
صحيح أنه يوجد في الوطن العربي الآن جهات تدريب متخصصة في التمويل
الأصغر من أهمها شبكه التمويل الأصغر في البلدان العربية ( شبكة سنابل)
والتي تضم خيرة خبراء الوطن العربي في صناعة التمويل الأصغر وتعمل
سنابل على تحقيق برنامج تدريبي هدفه هو إعداد كادر من المدربين
المُعتمدين الذين يمكنهم المساهمة في صناعة التمويل الأصغر، وتقديم
دورات تدريبية ملائمة وعالية المستوى للمساهمين في هذه الصناعة
وأعضائها.
ومن بين الجوانب التي تم التركيز عليها مؤخراً إدارة الأداء
الاجتماعي ولكني أرى أنه بالرغم من الجهود الكبيرة لتلك الشبكة لدعم
الصناعة في الوطن العربي فإن إحتياج الصناعة من الكوادر المدربة
والقادرة على العمل على نمو الصناعة وانتشارها يفوق قدرات سنابل مجمعه
مع قدرات كل المؤسسات التدريبية الموجودة في السوق العربي لصناعة
التمويل الأصغر.
إن الإحتياج إلى وجود معهد تعليمي متخصص في علوم التمويل الأصغر في
الوطن العربي أصبح أمر ضروري جدا لإنتشار الصناعة وأنا أدعوا كل من
يهمه الأمر من جهات مانحة وحكومات ومؤسسات التمويل الأصغر إلي تبني تلك
المبادرة، إننا في الوطن العربي لا ينقصنا المال ويوجد مؤسسات كبيرة
معنية بصناعة التمويل الأصغر في الوطن العربي وهي قادرة على تحويل تلك
المبادرة الي حقيقة مثل مؤسسة أجفند التي تهتم بإنشاء بنوك الفقراء على
مستوى الوطن العربي ومؤسسة عبد اللطيف جميل الداعمة لصناعة التمويل
الأصغر. |