تعليم بلا فشل او رسوب دراسي !!

د. اسعد الامارة

مما لاشك فيه ان تطور الدول يقاس اولا بمخرجات التعليم الاساس والثانوي ومن ثم التعليم العالي في الجامعات والمعاهد المتخصصة، ونحن نعلم ان اهداف المدرسة تنحصر في عمليتين اساسيتين هما:

- عملية التعليم

- عملية التربية

فأما الاولى فهي اكساب النشء القدرة على القراءة والكتابة والحساب والعلوم المعرفية الاخرى واللغات ومع الاخذ بنظر الاعتبار تعليمهم التفكير الموضوعي المنظم لا التلقين واسترجاع المعلومات بطرق آلية.

واما العملية الثانية فهي التربية وتعني تربية النشء جسميا ونفسيا واجتماعيا.

وفي التعليم العالي الجامعي فإن المؤسسات الجامعية تقدم مواد علمية اساسية تهدف الى تطوير المهارات الدراسية عند الطلبة رغم ان بعض الدراسات انطلقت من افتراض اساس هو هناك طريقة واحدة جيدة للدراسة مثل أخذ ملاحظات دقيقة اثناء المحاضرة ووضع برنامج دراسي منتظم بعيدا عن المشتتات يقوم على تلخيص الافكار المهمة التي استخلصت من الكتب او المحاضرات ورغم ذلك فنجد بعض الطلبة المتفوقين لا يعتمد فقط على عادات دراسية جيدة محددة وانما يستخدم اساليب فردية يبتكرها بنفسه ويحقق بها نتائج عالية وكذلك استخدم بعض الطلبة الفاشلين طرائق دراسية فردية حققوا بها نجاح في المواد الدراسية.

 فإذن القول هنا ان الطالب المتفوق حقق النجاح لانه يمتلك طريقة جيدة للدراسة، والطالب الفاشل نجح لانه استخدم طريقة الحفظ الآلي وكلاهما عبر المرحلة الدراسية بدون ان تحدث تغيرات نوعية في تنظيماتهم المعرفية وهي كمخرجات للتعليم، هنا تكمن المشكلة الاساسية في التعليم العالي او التعليم الثانوي في كل الدول العربية بدون استثناء، وهنا تساوت القدرات في تحقيق النجاح المقنع بالفشل بدون اظهار الابداع الفردي للمتفوق او تحسين اداء الطالب الفاشل.

ان معظم الدراسات التربوية ودراسات علم النفس التربوي التقليدية تركز على طرائق التدريس وطبيعة المناهج والاهداف التربوية للوصول بالطلبة الى مستوى النجاح الدراسي بدون الاخذ بالاعتبار القدرات والكفاءات النوعية للطلبة ذوي هذه القدرات.

وكذلك لم تجرى عملية تطوير في قدرات اعضاء الهيئة التدريسية بعد تخرجهم من الجامعة سواءا من البكالوريوس ليلتحق بعد ذلك الى التعليم الاساس او الثانوي او حتى اساتذة المعاهد العليا والجامعات لم يلتحقوا بدورات متخصصة تواكب التطور الحاصل بطرائق التدريس التي تسير بسرعة فائقة في التطور مع عصر التكنولوجيا الحديثة ومنها عصر الاتصالات، فبقي المدرس واستاذ المعهد او الجامعة يحضر المؤتمرات الكلاسيكية التي يجتر منها معلوماته ومعلومات زملاء المهنة في حلقة مفرغة لا اكثر ولا اقل !!

ولو كان هناك تطور فعلي في آليات وطرائق التدريس واساليب التعليم والتعلم التربوية لكنا لمسناه في اكثر من دولة عربية وقلنا ان هذه المؤسسة التعليمية او الجامعية ارتقت بمستواها الى مصاف الدول العظمى بطرائق التدريس او اساليب التعليم او المنهج الدراسي.

اين تكمن المعضلة في التعليم الاساس والثانوي والعالي؟

تكمن في:

- الاستاذ – المدرس – المعلم

- المنهج الذي لا يواكب التطور

- طرائق التدريس الحديثة التي تتناسب مع قيم المجتمع

- اساليب التعامل بين الاستاذ والطالب (النقطة الاهم في تطور التعليم بالدول الاوروبية.. ومنها سنبدأ بطرح الحلول)

لايحتاج التعليم في الدول العربية الى تغيير الاستاذ ولا الى تغيير المنهج ولا الى طرائق التدريس بالوقت الحاضر،لانها مكلفة ماديا ومعنويا ونفسيا للجيل الذي وجد من قبله يعمل بنفس الطريقة والاسلوب وكذلك تحتاج الى الوقت الطويل باستحداث الاساليب الحديثة.

الطريق الاسهل للتغيير وهذا ما لمسه كاتب المقال من خلال خبرته في العمل بالمدارس السويدية بتخصصه السيكولوجي التربوي لسنوات ان يعاد تقييم الاساليب المتبعة بين المدرس والتلميذ او الطالب باساليب مجربة ومختبره ميدانيا وحققت النجاح وهي ليست صعبة بعناء كبير او سهلة الى الحد الذي يمكن استيعابه من اول مرة ولكن متاحة جدا وبها يبدأ التغيير الجذري لا الثوري الفوضوي.

العلاقة بين المدرس والطالب هي اساس العلاقة ويمتلك كاتب المقال الاساليب التي تكفل ضمان نجاح هذه العملية التي لا تؤثر على تغيير المنهج او طريقة التدريس او اسلوب المدرس ابدا.. دعنا نقول انها الطريقة السحرية بالتغيير غير المتوقع !!!!!

لايمكن لاية دولة ان تضمن النجاح في مدارسها الاساسية الابتدائية والمتوسطة "الاعدادية" والثانوية والجامعية بنجاح 100% إلا بهذه الطريقة المعمول بها في السويد منذ سنوات فضلا عن انها تواكب احدث التطورات في المنهج وطرائق التدريس والتي يعرفها كاتب المقال حق المعرفة بالتخصص..

ضمان النجاح لجميع الطلبة بكل المراحل الدراسية من الابتدائية الى الجامعية 100% !!!!

هل سمعتم بذلك من قبل ؟ لا بالتأكيد...

ولكنه موجود...

فضلا عن:

- الغاء كامل لقلق الامتحان في كل المراحل الدراسية.

- الغاء كامل للتخلف من المدرسة والجامعة (التسرب الدراسي).

- الغاء كامل من الرسوب بمعنى (مدارس وجامعات بلا رسوب مع الاحتفاظ بالجودة العالية بالتعليم الذي يظاهي اكثر الدول تطورا وتقدما في العالم).

- الغاء كامل من الغياب من المدرسة.

ولا يشترط في ذلك تغيير المنهج الدراسي او طريقة التدريس او تغيير المدرس، الاحتفاظ بكل ما موجود من آليات والتغيير سوف يتم بطريقة سحرية فقط للعلاقة بين المدرس والطالب في كل المراحل الدراسية وهي اولى الخطوات وباساليب غير متوقعة.

* استاذ في الاكاديمية الاسكندنافية الامريكية

باحث في علم النفس

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/كانون الثاني/2011 - 12/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م