قراءة في كتاب: اللوبي

 

 

الكتاب: اللوبي... القوة السياسية الصهيونية والسياسة الخارجية الامريكية

الكاتب: ادوارد تيفنان

الناشر: المجلس الاعلى للكتاب

ترجمة: حسن عبد ربه المصري

عدد الصفحات: 416 من القطع الكبير

قراءة عدنان: عباس سلطان

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: قبل ان نناقش معا اسباب قوة اللوبي اليهودي في امريكا لابد من الاشارة الى الدستور الامريكي كونه يسمح بتشكيل جماعات الضغط السياسي للتعبير عن المصالح السياسية ومع ذلك ارغمت الجماعات الموالية لاسرائيل ان يعترف بها ويشهد لها بالتميز رغم ما تبدو بها من عرقية صارخة الا انها تسهم بفاعلية بتحريك آليات النظام الديمقراطي لصالح الغالبية من ابناء المجتمع وقد سجلت الجماعات الموالية لاسرائيل نجاحاتها في معظم الاحيان على حساب المصالح الامريكية في الشرق الاوسط وهنا يلوح سؤال لماذا تتفوق الجماعات اليهودية الموالية لاسرائيل على غيرها ولماذا لم ينجح العرب حتى اليوم لتشكيل جماعات مماثلة في القوة او قريبا منها وللإجابة نقول

1 ـ ان الجماعات اليهودية تؤهل ابناءها دراسيا ليكون لهم مكان في قمة القرار السياسي فضلا عن قوة المال والاصدقاء.

2 ـ لان الجماعة اليهودية الامريكية اصبحت قادرة على تقديم المال اللازم لتخطيط وتنفيذ حملة دعائية انتخابية مضمونة على كافة المستويات وفي الايام الاولى لتقديم الترشيح ويصبح هذا المال مع مرور الايام مؤثرا في الفوز ويضمن تنفيذ التعهدات التي تدور حول الالتزام بالتصويت وفق ما تطالب به منظمة ايباك على مستوى مجلسي النواب والشيوخ حتى لو جاء مخالفا لتوجهات الادارة الامريكية ففي الانتخابات التشريعية جمعت ايباك بمفردها 6/5 مليون دولار

3 ـ لان شبكة العلاقات العامة التي تمتلكها هذه الجماعات تصب جميعا في خدمة اهداف الدولة اليهودية حتى لو تعارضت مع مصالح امريكا لذا فقد اصبح بمقدورها احداث التأثير القوي والمباشر لفرض عدد كبير من المرشحين على مستوى الولايات الامريكية للفوز بعضوية النواب والشيوخ واقناع البعض على التنحي واخضاع توجهات امريكية لخدمة اسرائيل.

4 ـ الزمت ايباك التي تتصدر العمل المؤيد لاسرائيل بتأييد سياسات الدولة اليهودية حتى لو اختلفت معها.

5 ـ  قادرة على التحالف مع القوى ذات التاثير النافذ في المجتمع الامريكي فبعد ان كانت بدرجة كافية عن اليمين الامريكي وتحظى بتاييد التيارات التقدمية والليبرالية اصبحت اليوم قادرة مع الاصولية المسيحية الصهيونية وتتحدث بلغتها وتتحالف معها لنفوذها في المجتمع الامريكي.

6 ـ لها التأثير على الاعلام بصورة واسعة ولذا فان الدعاية الانتخابية تكون ناجحة.

7ـ لها القوة على تكميم الافواه حتى بالنسبة لأشد منتقديها.

8 ـ قدرة ايباك على ترجمة توصيات مؤتمراتها الى خطط عمل من اجل الجماعة.

واذن فان جماعات الضغط السياسي الموالية لاسرائيل ليست اسطورة ولا هي ضرب من المستحيل انما هي عبارة عن برامج تاريخية تمتد في عمق التاريخ للصراع العربي الاسرائلي، فيما يحكم العرب التشتت والتشظي بصورة مريعة.

يتكون كتاب اللوبي لمؤلفه ادوارد تيفنان من الفصول التالية بعد المقدمة والتلخيص:

الفصل الاول والثاني اللوبي الاسرائيلي وتشغيل قنوات تفعيل الضغوط من اجل كيندي وجونسون. وذلك لان الاثنين كانا يعدان مكسبا سياسيا لصالح الدولة العبرية.

كان كيندي ايضا حريصا منذ ان قرر فيها الترشيح لمنصب الرئاسة الامريكية على كسب اصوات اليهود الى صفه. ويعرج الكتاب الى شخصيات سياسية مهمة في المشهد السياسي الامريكي.

الفصل الثالث والرابع السلام في الشرق الاوسط وجيمي كارتر ومشكلته مع اليهود.

الفصل الخامس والسادس معركة طائرات الأواكس النصر لمن لريجان ام لبيجن ايباك الحرب من اجل السيطرة والازمة السياسية التي اقامها اليهود حول هذه المواضيع التي تعتبر من المخاطر السياسية الكبيرة من وجهة نظر ايباك ذلك لأنها تعد تهديدا خطيرا في السياسة الامريكية وخلق منافس قوي في المنطقة تهدد الامن اليهودي في اسرائيل مباشرة.

الفصل السابع والثامن هيمنة لجان العمل السياسي الموالية لاسرائيل وبرنامج عمل المواطن والضغط السياسي.

الفصل التاسع والعاشر المساعدات الامريكية واعادة اكتشاف الشارع ذي الاتجاهين.

الكتاب يحتوي تفاصيل مهمة عن نشاط الجماعات الموالية لاسرائيل وكذلك تتحدث على اساليب عملها ونشاطاتها المنوعة في الاتجاه نفسه بغض النظر عما اذا كانت انشطتها لا تتفق مع مصالح الولايات المتحدة الامريكية سواء في الشأن الدولي او فيما يخص مصالحها وسياستها في الشرق الاوسط.

وعلى هذا نكتشف التخلف العربي الذي تقوقع باسم العداء للولايات المتحدة الامريكية وعدم ايمانها ان امريكا لها اليد الطولى في احداث ظروف مواتية للعرب كونها القوة الاكثر قدرة في توجيه السياسة العالمية وعندما يراد احداث تغيير في أي مستوى سواء كان سياسيا او اقتصاديا انما يتم طبخه في امريكا وكان ينبغي على العرب ان يفهموا هذه الحقيقة مثلما فهمها الجماعات الموالية لأسرائيل واعدوا برامج عملهم الذي أتى بالثمار المرجوة.

ذلك ان اخطر القرارات التي يتخذها العرب لا تجد الارض الصالحة مالم تكن معضدة من الدولة العظمى، هذا فضلا على ان التشتت العربي وانغماس قممه السلطوية في دائرة السلطة وكيفية المحافظة عليها وتلك دائرة محتدمة بين تثبيت النظام وتصفية المعارضين وتركيز قوى السلطة دون ان يكون مجال لأهداف اخرى اكثر حيوية وواقعية في الشأن الدولي.

واذن فان كرة التغيير هي لدى العرب الامريكيين ومن المهم ان يصار الى مسالة التمويل اللازم لهم وفق خطة عربية محكمة وان بدى هذا الكلام مشابها للاماني عسيرة الوجود الا انها امان قابلة للتنفيذ بعد الصحوة الواقعية للعرب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 16/كانون الثاني/2011 - 10/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م