شبكة النبأ: تجهد المنظمات والحكومات
التي تضع نصب عينيها الاثار الكارثية للاحتباس الحراري في ايجاد بدائل
طبيعية او معدلة تقنيا للحد من تداعيات تلك الظاهرة المتفاقمة.
وفي الوقت ذاته تطلق تلك الجهات تحذيرات شديدة اللهجة للدول
الصناعية الكبرى التي لا تزال تسهم بشكل كبير في التغييرات المناخية
والبيئية القائمة.
وتشير بعض الدراسات التي تصدر حول هذا الامر الى خطورة انقراض
الكثير من الكائنات الحية، الحيوانية والنباتية والمجهرية ايضا، سيما
من تضررت بشكل مباشر ولم تستطع التأقلم مع التحول البيئي الذي حدث خلال
العقود الاخيرة.
التنوع الحيوي
فقد قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في قمة للمنظمة
الدولية إن دول العالم تتسبب في افلاس اقتصاداتها الطبيعية وان عليها
اتخاذ اجراءات جريئة للتغلب على الخسائر في مجال التنوع الحيوي بسبب
التلوث وازالة الغابات والتغير المناخي.
وحاول زعماء العالم في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم
المتحدة تنشيط الجهود العالمية في مجال التنوع الحيوي أي حماية أنواع
الحيوانات والنباتات قبل محادثات الامم المتحدة التي تعقد في اليابان
للاتفاق على خطة رسمية.
وخلال قمة مصغرة عن هذه القضية قال بان ان العالم سيفشل في الوصول
الى هدف عام 2010 لتحقيق خفض كبير في خسائر التنوع الحيوي.
وقال بان الازمة المالية كانت صرخة تحذير للحكومات بشأن مخاطر
الاخفاق في الاشراف على العلاقات المعقدة التي تؤثر علينا جميعا
وتنظيمها. أزمة التنوع الحيوي لا تختلف عن هذا, وأضاف اننا نتسبب في
افلاس اقتصادنا الطبيعي. نحن بحاجة الى وضع خطة للانقاذ قبل فوات
الاوان بحسب رويترز.
وتقول الامم المتحدة ان العالم يواجه أسوأ خسائره منذ اختفاء
الديناصورات قبل 65 مليون سنة. ويمكن أن يؤدي تسارع معدلات الانقراض
الى الاخلال بامدادات الغذاء والمياه للاعداد المتزايدة من البشر الذين
سيصل عددهم الى تسعة مليارات نسمة بحلول عام 2050 .
وفقد كوكب الارض نصف أراضي المستنقعات و40 في المئة من الغابات و30
في المئة من أشجار المنغروف الاستوائية في المئة عام الاخيرة.
وقالت منظمة الامم المتحدة ان من الممكن التغلب على تدهور الانظمة
البيئية على مدى الاعوام الخمسين القادمة اذا استطاعت الحكومات الاتفاق
على اجراء تغييرات كبيرة.
وقال وزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا اذا استمر تدمير النظام
البيئي بهذه السرعة فقد يفقد الجنس البشري الى الابد معظم سخاء الطبيعة
في المستقبل القريب.
وخلال مؤتمر صحفي دعت مجموعة ممن يطالبون بوضع أهداف صارمة ومن
بينهم الممثل الامريكي ادوارد نورتون سفير الامم المتحدة للنوايا
الحسنة الولايات المتحدة التي لم تصدق على معاهدة للتنوع الحيوي لعام
1993 الى اتخاذ موقف قيادي أقوى.
وقال نورتون ان من الاشياء الجارحة للكبرياء أنه في الاعوام الاخيرة
أصبحت دول على درجة من الفوضى مثل العراق والصومال أعضاء في المعاهدة
بينما الولايات المتحدة لم تجد طريقها فيما يبدو حتى الان للتوصل الى
كيفية القيام بهذا. وهذا مخز.
أساس في الامن
في سياق متصل قال خبراء دفاعيون في لقاء مع الصحفيين بالكونجرس
الامريكي ان تدهور البيئة وتضاؤل الموارد الطبيعية يهددان أمن الولايات
المتحدة في القرن الحادي والعشرين.
وورد في اللقاء أن فقد الموارد الطبيعية المتجددة ومنها الغابات
والمياه العذبة والاسماك والتربة الخصبة يمكن أن يزعزع الاستقرار
السياسي ويثير صراعا في العالم النامي.
وقال الجنرال المتقاعد انتوني زيني القائد السابق للقيادة المركزية
الامريكية لا نستطيع أن نرسل الجيش ومشاة البحرية والقوات الجوية
والبحرية لحل تلك المشكلات ولا يمكن أن تكون كلها مشاكل أمنية.
وأضاف سواء كان الامر تغيرا مناخيا أو كان خللا بيئيا بصورة
أخرى.فاننا سنشهد المزيد من الدول الفاشلة والعاجزة. وأشار زيني الى
تقرير لمركز نيو امريكان سكيوريتي الذي لا يهدف للربح ربط بين تناقص
أعداد الاسماك قبالة الصومال وتراجع الموارد المائية والنفطية في اليمن
ونوبات الجفاف المتكررة في افغانستان وندرة وتلوث المياه في باكستان
وبين تزعزع الاستقرار والامن.
وشبه اللفتنانت كولونيل شارون بيب محلل الشؤون العسكرية لافريقيا
التهديدات التقليدية لامن الولايات المتحدة والعالم بالتهديدات التي
تمثلها المشاكل البيئية ومشاكل الموارد الطبيعية. وأوضح أنه يعبر عن
رأيه الشخصي وليس رأي وزارة الدفاع الامريكية.
وقال تقوم النظرية الامنية الامريكية الى حد كبير جدا على الاشياء
المتحركة الطائرات والدبابات والبنادق والقوات المسلحة مضيفا أن هذه
التهديدات ستحل محلها نقاط ضعف زاحفة.
ومضى يقول تظنون أننا سنظل نواجه تهديدات متصلة بالدول دعوني أذكركم
بأكبر هجومين على الولايات المتحدة في مطلع القرن الحادي والعشرين ولم
يكن أي منهما في شكل تهديد تمثله دولة ألا وهما 11 سبتمبر والاعصار
كاترينا.
انقاذ الامازون
في نفس الصدد تسقط في غابة الامازون شجرة قديمة، اجهز عليها منشار
لكن هذه العملية لا تندرج في اطار هجوم الانسان على الطبيعة، بل هي ضمن
عملية للحكومة البرازيلية لانقاذ هذه الغابة التي تعد رئة كوكب الارض.
فقد قررت البرازيل ان تقوم باستغلال رشيد لمناطق شاسعة من الامازون
تمتد على مساحة 14 مليون هكتار، اي ما يوازي ضعفي مساحة ايرلندا،
بواسطة شركات خاصة ومجموعات من السكان الاصليين، على ما اعلن مدير شؤون
الغابات انتونيو كارلوس هوميل.
ويأخذ هذا البرنامج في الاعتبار الوقت الذي تتطلبه الغابة لتجديد
شجرها. وبعد عامين من التحضير، ستبدأ أول شركة عملها.
وقال ماركو لنتيني، مدير معهد الغابات الاستوائية أمام نحو عشرين من
طلابه ان استغلال الغابات يشكل النشاط الاقتصادي الوحيد للعديد من
القرى والتجمعات السكنية في هذه الغابة الاكبر في العالم، حيث يعيش 25
مليون شخص بحاجة الى مورد رزق.
ومعهد الغابات الاستوائية واحد من مراكز قليلة جدا تعنى بادارة
الغابات، وهو يقع في باراغوميناس على مسافة 300 كيلومتر من مدينة بيليم
عاصمة ولاية بارا. وقالت ريموندا ديودينا في قرانا لا يوجد عمل، لكن
استثمار الغابة يخلق فرص عمل.
ويشرح اندريه ميراندا ومارلي نوغويرا المدرسان في هذا المعهد
الحكومي الذي يعمل بالتعاون مع مؤسسة اميركية ان خطة ادارة الغابات
تعني الا نقطع أكثر من خمس أشجار في منطقة توازي مساحتها مساحة ملعب
كرة قدم، ثم تترك هذه البقعة ثلاثين عاما لتتجدد.
وقد أدى قطع الاشجار في غابة الامازون بشكل غير قانوني الى تدمير
اجزاء واسعة من الغابة، وتأمل الحكومة أن تتمكن من خلال هذا الاجراء من
مكافحة هذه الظاهرة التي بلغت ذروتها في العام 2004 اذ جرى تدمير 27
الف كيلومتر مربع.
وقد تراجع هذا الرقم في العام الحالي الى خمسة الاف كيلومتر مربع،
وهو المستوى الادنى منذ عقود. وقال هوميل لقد فرضنا اجراءات رقابية
صارمة، ولهذا السبب اصبح القطاع الخاص يرى أن استثمار الغابة بشكل رشيد
هو الحل. واضاف في الوقت نفسه، نحن نؤمن فرص عمل للسكان.
وفي هذا الاطار قال بنديتو دي سوزا، احد العاملين في هذا القطاع لقد
فهمت الدرس، اذا قطعت هذه الشجرة، سأتقاضى ثلاثين دولارا لقاء بيعها
كحطب، اما اذا حافظت عليها، فسأتقاضى المبلغ نفسه سنويا مقابل زيتها
الطبي.
وقد أصبحت مؤسسة سيكل في بارغوميناس منذ سنوات، رائدة في الاستثمار
المستدام للغابات، وتتوافق منتجاتها مع المعايير الدولية أف أس سي.
وقالت وندريا بيتز المسؤولة في المؤسسة عندما بدأنا، كان جيراننا
يسخرون منا، لكن الكثيرين منهم تركوا السوق، وبقينا نحن. واقرت وندريا
باستمرار وجود استثمار غير شرعي للغابة. واضافة الى هذه الاجزاء التي
يجري استثمارها، تضم الغابة ايضا 210 مليون هكتار من الغابات المحمية
والمحميات التي يسكنها السكان الاصليون.
مجموعة فريدة من النبات
من جهةً اخرى في بافلوفسك قرب سان بطرسبرغ يهدد مقاولو بناء حوالى
مئة هكتار من مجموعة نبات وازهار فريدة من نوعها في العالم تشكلت في
عشرينات القرن الماضي وتضم حوالى 12 الف نبتة مختلفة.
فوراء جدار اسمنتي متداع وبوابة صدأة تقع هكتارات من المزروعات منها
الاشجار ومساحات من النبات الاخضر الطويل وحظائر تزخرح بالزهور
والشجيرات.
في ضاحية سان بطرسبرغ هذه بقيت محطة بافلوسك الاختبارية التي افلتت
باعجوبة من نيران الحرب العالمية الثانية وانهيار الاتحاد السوفياتي،
وكأنها جامدة في الزمن بين ابنية وفيلات في طور البناء.
الا ان احدى المحاكم اقرت اخيرا حق الشفعة بهذ الاراضي الى وكالة
السكن الفدرالية التي تنوي بناء منازل فاخرة لاثرياء سانت بطبرسبرغ
عليها. ويتوقع ان تعرض اول قطع ارض للبيع
يثير هذا الامر صدمة كبيرة في نفوس العاملين في المحطة.
وتقول عالمة النبات الكسندرا كوندريكوفا لبالغة الخمسين تقريبا لا
يسعني ان اتصور ان كل هذا الشيء لن يعود له وجود لقد امضيت حياتي كلها
وانا امر بهذا المكان, وتضيف نقل هذه المجموعة يحتاج الى سنوات عديدة
وهو امر سيقضي على هذه النبتات مشيرة بفخر الى 28 نوعا من شجيرات غنية
بالرحيق اختارتها نفسها.
وتقول اختيار نوع واحد منها يحتاج الى سنوات ممهدة باصابعها اوراق
نبتة اكتشفتها واطلقت عليها اسم نيمفا.
يمر عمال حاملين عدة الشغل فيما تترآى في البعيد ابنية بافلوفسك
وورشة بناء فيلا عند حدود اراضي المحطة. محطة بافلوسفسك الاختبارية فرع
من المعهد الروسي للنبات الزينة والزهور في سان بطرسبرغ الذي اسسه
العام 1920 عالم الوراثة نيكولاي فافيلوف، وقد تجاوزت كل المحن.
فخلال حصار النازيين لمدينة ليننغراد الاسم السوفياتي لسان بطرسبرغ
تفيد الرواية المحلية ان 12 موظفا من المحطة قضوا جراء الجوع عندما
كانوا يحاولون انقاذ مجموعة فافيلوف. مع ان المجموعة كانت تضم بذور قمح
وذرة كان بامكانهم ان يقتاتوا منها.
وتشدد عالمة نبات يصل راتبها الشهري الى 200 يورو الاشخاص لذين
يعملون هنا لا يزالون يتمتعون بالحماسة نفسها. مدير المحطة فيدور
ميخوفيتش غير قادر على احتواء غضبه.
ويقول ميخوفيتش الاربعيني الموظفون الحكوميون لا يأبهون للمجموعة
التي تعتبر 90 % من انواعها فريدة. الاهم بالنسبة لهم هو امكانية
الحصول عى مليار روبل 25 مليون يورو من خلال بيع الاراضي. على الجدار
وراء مكتبه صورة للبروفسور فافيلوف فيما تنتشر في كل مكان نبتات خضراء.
ويقول المدير غاضبا ان قرار المحكمة برر رسميا بعدم استغلال هذه
الاراضي موضحا يقولون ان الاراضي مكسوة فقط بالعشب لكن ماذا يريدون ان
يروا هنا اشجار جوز هند؟
وقد وجهت المحطة نداء الى الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف من دون اي
نتيجة حتى الان.
من أجل البيئة
الى ذلك ببدنها الطويل، والصواري الشاهقة والأشرعة الواسعة، تمخر
سفينة البحر وكأنها من القرن التاسع عشر، غير أنها مزودة بأحدث ميزات
التكنولوجيا الفائقة، وتحمل اسم سفينة الشراع، في أحدث مبادرة خفض
انبعاثات الكربون في أعالي البحار.
وهذه السفينة هي جزء من أسطول بواخر خالية من الكربون، تسير
باستخدام طاقة الرياح، تخطط شركة بي ناين، البريطانية للطاقة لإطلاقها،
لتكون مثالا على عودة الشركات للماضي للبحث عن بدائل صديقة للبيئة،
بدلا من السفن التي تستهلك كميات كبيرة من الغاز.
ويقول ديفيد سوربلس رئيس شركة بي ناين للطاقة والتي تدير أكبر مزرعة
للرياح في بريطانيا، إنه عندما يتعلق الأمر باستبدال طاقة الرياح
بالوقود في سفن الشحن فإن الأهم هو معرفة التوقيت لفعل ذلك. وأضاف وفقا
للتقديرات معظم الناس، نحن وصلنا ذروة استخدام النفط، وعاجلا أم آجلا
فإن الوقود سينفد، وسيكون هناك ببساطة فراغ في ظل عدم وجود البديل.
وتعتمد التجارة الدولية على نقل نحو 87 في المائة من البضائع عبر
الشحن البحري، وفقا لتقديرات المنظمة البحرية الدولية، في حين أن صناعة
الشحن مسؤولة عن نحو 4 في المائة من انبعاثات الكربون حول العالم، وفقا
لآخر الأرقام المتاحة من الأمم المتحدة.
وتزعم شركة بي ناين، أن سفينتها ستكون أول سفينة تجارية تستخدم
الطاقة البديلة، لكنها بالتأكيد ليست وحدها في استخدام قوارب تبحر على
الطراز القديم لنقل البضائع.
تفاقم الاحتباس
الى ذلك تشير أحدث التوقعات أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
والغازات الأخرى الناجمة عن حركة النقل الجوي ستتضاعف أو ربما تصل إلى
ثلاثة أضعاف حجمها الراهن بحلول 2050 لتصبح من أهم مصادر الاحتباس
الحراري.
ولاحظ القائمون على الدراسة التي نشرت في دورية العلوم البيئية
والتكنولوجيا، أن قطاع النقل الجوي، لا يعد، في وقتنا الراهن، واحدا من
المسببات الرئيسية لظاهرة الاحتباس الحراري.
وتنفث حركة الملاحة الجوية العالمية حالياً ما يتراوح بين 2 و3 في
المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أحد أبرز غازات الدفيئة
المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وترجح تكهنات أعدها علماء بمحاكاة
نماذج بالكمبيوتر، تزايد كميات غازات الدفيئة التي تنفثها الطائرات إلى
الضعف أو ربما ثلاثة أضعاف خلال نصف القرن المقبل.
وبحلول عام 2100، قد تتزايد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى سبعة
أضعاف المعدلات الراهنة، وفق الفريق العلمي. وأضافوا قائلين حتى لو
كانت هناك تحسينات كبيرة في كفاءة وقود الطائرات من خلال التكنولوجيا
وإدارة العمليات، إلا أن زيادة حركة النقل الجوي، ستطغى على ذلك.
ويحذر العلماء من ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل متنام وما قد تشكله
الظاهرة التي تعرف بالاحتباس الحراري، من خطر بالغ على مستقبل البشرية،
بل على مستقبل كوكب الأرض بأكمله.
وقالت غاييل سيفينييه المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد
الجوية لو قمنا بفصل درجات حرارة اليابسة عن المحيطات، فإن أبريل نيسان
هو الأكثر دفئا بالنسبة للمحيطات، وبالنسبة لليابسة فهو الثالث الأكثر
دفئا. أما الدول التي كانت اكثر دفئا نسبيا فهي كندا والاسكا وشرق
الولايات المتحدة واستراليا وجنوب آسيا وشمال أفريقيا وشمال روسيا.
وتابعت وفي المقابل، فإن الدول التي كانت درجات الحرارة بها أبرد من
المعتاد هي منغوليا والأرجنتين وشرق روسيا وغرب الولايات المتحدة وقسم
كبير من الصين. وقد أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن
ظاهرة النينيو قد بدأت تضعف، ولكن من المتوقع أن تتواصل
في نفس الصدد قالت دراسة نشرتها مجلة العلوم البيولوجية إن فصائل
الأشجار المعدلة وراثيا يمكن أن تساعد على تقليل ظاهرة الاحتباس
الحراري.
والدراسة، التي يقودها فريق من مختبرات لورانس بيركلي الوطنية
ومختبر أوك ريدج الوطني، عمدت إلى تحليل الطرق التي تتعامل فيها
النباتات مع ثاني أكسيد الكربون وتحوله إلى أشكال أخرى من الكربون.
وهذه النتائج يمكن أن تؤدي يوماً ما إلى غابة من الأشجار والنباتات
الأخرى المعدلة وراثياً، والتي ستسهم في امتصاص مليارات الأطنان من
الكربون من الجو، في مسعى لمواجهة آثار ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويقول العلماء إن استخدام النباتات المعدلة وراثيا هو مجرد واحد من
العديد من المبادرات التي يمكن أن تساعد في تنحية الكربون، واسترجاع
الكربون الذي تم تخزينه لفترات طويلة في طبقات الجو. والتعديلات
الوراثية يمكن أن تحسن كفاءة العمليات الصناعية، بما في ذلك زيادة
الكربون التي يمتصها الغطاء النباتي بشكل طبيعي من الهواء، وفقا لمؤلفي
الدراسة.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تعديل التركيب الوراثي للنباتات لمساعدتها
على امتصاص المزيد من ضوء الشمس، كما تقدم الدراسة أفكارا مبتكرة
للنباتات المعدلة وراثية، مثل المساهمة في محصول أفضل، والوصول إلى
نباتات يمكنها تحمل أقسى ظروف النمو.
تغير المناخ
وبعيداً عن الانبعاثات الحرارية ومفاعلات توليد الطاقة، بالإضافة
إلى عوامل أخرى يوجه لها الاتهام في ظاهرة الاحتباس الحراري، رجحت
دراسة أمريكية حديثة أن البشر ربما ساهموا في تغير المناخ منذ أكثر من
10 آلاف سنة مضت.
وتقول دراسة جامعة ستانفور بكاليفورنيا إن انقراض الجد التاريخ
للفيل، وهو حيوان الماموث المُشعر، الذي لعب الصيد الجائر فيه دورا،
ربما تسبب في تغييرات في الغطاء النباتي والتي بدورها، رفعت درجات
الدرجة ما بين 0.3 درجة فهرنهايت، في سيبيريا وبرينغيا المجاورة.
وقال كريستوفر دوتي، باحث بمعهد كارنيجي للعلوم في جامعة ستانفورد
بكاليفورنيا ، وشارك في تأليف الدراسة البشر بدأوا التأثير على المناخ
العالمي في وقت أبكر بكثير مما كنا نعتقد.
ويربط معظم الباحثين بدء ظاهرة التغير المناخي، الذي سببه البشر،
إلى حقبة اكتشاف الزراعة قبل نحو8 آلاف سنة مضت، غير أن الثدييات
الضخمة كالماموث بدأت في الاختفاء والانقراض مع دنو حقبة العصر الجليدي
قبل ما بين 10 ألف إلى 15 ألف سنة مضت. ويرجع جانب من هذا الانقراض إلى
احترار المناخ، إلا أن الإفراط في صيد هذه الحيوانات يعد من أبرز أسباب
اندثارها.
وقالت دراسة عام 2004، أنه مع اندثار الماموثات، تغيرت طبيعة موطنها
السابق بنمو الأشجار، التي تمتص قدراً أكبر من الطاقة الشمسية، ما أدى
لاستمرار دورة ارتفاع حرارة الأرض، غير أن انقراض تلك الثدييات، ليس هو
التفسير الوحيد لانتشار الأشجار، فارتفاع درجة الحرارة الجو ساهم بدوره
في انتشارها.
وباستخدام نماذج بيانات الأفيال التي تعيش في عصرنا هذا، وجد
العلماء أن معدل نمو أشجار البتولا birch تزايد بنسبة 26 في المائة،
بعد 850 عاماً من بدء انقراض الماموث.
ومن خلال الجمع بين بيانات محاكاة المناخ مع نتائج فقدان الغطاء
النباتي ، قدر الباحثون أن انقراض الماموث ساهم بارتفاع درجة الحرارة
بما بين 0.4 درجة مئوية إلى قرابة درجة واحدة، خلال تلك الفترة الزمنية.
ويشار إلى أن الباحثين لم يصلوا لاستنتاجات قاطعة إزاء أسباب انقراض
الماموث ودور البشر تحديداً في ذلك، إلا أنه في حكم المؤكد أن الصيد
كان له دور في اندثار تلك الحيوانات الضخمة. وتقول الدراسة التي نشرت
في دورية "رسائل الأبحاث الجيوفيزيائية"، أن حتى مجموعة صغيرة من البشر
قد يكون لها بصمة مؤثرة في التغييرات البيئية.
ويحذر العلماء من ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل متنام وما قد تشكله
الظاهرة التي تعرف بالاحتباس الحراري، من خطر بالغ على مستقبل البشرية،
بل على مستقبل كوكب الأرض بأكمله.
لفتت الإدارة الوطنية الأمريكية لدراسة المحيطات و الغلاف الجوي،
إلى أن درجات الحرارة مجتمعة لكل من اليابسة وسطح المحيطات لشهر أبريل
نيسان عام 2010 تعد الأكثر دفئا على الإطلاق، إذ قدرت في المتوسط بـ14
درجة مئوية ونصف الدرجة، أي بزيادة بنسبة 0.76 في المائة عن متوسط درجة
الحرارة لهذا الشهر خلال القرن العشرين.
الدول الفقيرة
الى ذلك توصلت الوفود المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ
في كانكون بالمكسيك، الذي اختتم أعماله، لاتفاق يتضمن إنشاء صندوق
بمبلغ 100 مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة للتعامل مع ظاهرة
الاحتباس الحراري.
وأشاد الرئيس المكسيكي، فيليبي كالديرون، بالاتفاق الذي عارضته
بوليفيا، قائلاً هذه بداية حقبة جديدة من التعاون في مجال تغير المناخ،
هذه الخطوات الأولى نحو حملة طويلة ومتجددة.
وعارضت بولويفيا الاتفاق بدعوى أنه ليس كافياً، وقال سفيرها، بابلو
سولون بالنسبة لنا، وهذه ليست خطوة إلى الأمام، بل خطوة للوراء ما جرى
هنا هو تسويف لا حدود له لمناقشة بروتوكول كيوتو.
ويلزم بروتوكول كيوتو، بشكل قانوني، الدول الغنية بتخفيض غازات
الاحتباس الحراري كما يتضمن آليات مهمة لنقل تكنولوجيا الطاقة النظيفة
إلى الدول الفقيرة.
وكان المؤتمر الدولي لتغير المناخ، قد بدأ أعماله وسط آمال على أن
يتوصل المشاركون فيه إلى اتفاقية تضع حدا لتأثيرات التغير المناخي حول
العالم.
وتهدف المفاوضات التوصل لاتفاق بشأن خفض الانبعاثات الناتجة عن
استخدام الوقود الأحفوري، والذي تقع مسؤوليته الرئيسية على عاتق الدول
الصناعية، ولكن أيضا الدول النامية التي بدأت تخطو خطوات سريعة في
التنمية مثل الصين والهند أصبح أيضا لها دور كبير في هذا المجال في
العقود الأخيرة.
وبدأت قضية تغير المناخ تظهر في مطلع التسعينيات مع تأثير النشاط
البشري الصناعي على المناخ ودوره في ارتفاع درجة الحرارة، مما له
تأثيرات سلبية على الإنسان على المدى الطويل.
وجاء مؤتمر كانون بعد نحو عام من قمة كوبنهاغن التي أثارت الكثير من
الجدل، خاصة وأنها قد توصلت إلى اتفاق يهدف إلى الحد من ارتفاع درجة
حرارة الأرض بدرجتين مئويتين، دون تحديد جدول زمني واضح لذلك.
ووقعت ثمانون دولة، مسؤولة عن نفث 80 في المائة من إنتاج العالم من
انبعاثات الكربون، على اتفاق كوبنهاغن وتعهدات بتعبئة 100 مليار دولار
سنوية كمساعدات للدول النامية لمكافحة تغير المناخ.
وكانت دراسة حديثة صادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، نشرت
مؤخراً، قد أشارت إلى أن حكومات مختلف الدول لا تفعل ما يكفي لتخفيض
انبعاث غازات الاحتباس الحراري بالسرعة المطلوبة.
افريقيا
في سياق متصل أظهرت دراسة جديدة للأمم المتحدة تراجعاً حاداً في
نصيب الفرد من المياه في قارة أفريقيا، مما يضع سكان القارة السمراء
على حافة مجاعة مائية، في الوقت الذي ما زالت فيه العديد من دول القارة
تكافح من أجل توفير خدمات الصرف الصحي لسكانها.
وجاء في الدراسة، الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن 26
دولة فقط، من بين 53 دولة أفريقية، حققت خطوات ملموسة باتجاه تخفيض عدد
الأشخاص الذين يعانون من نقص إمدادات المياه النظيفة بحلول عام 2015،
وهو أحد أهداف قمة الألفية.
وتوقعت الدراسة، التي جاءت بعنوان أطلس مياه أفريقيا، والتي أطلقت
خلال أسبوع المياه الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن تحقق
خمسة بلدان فقط في أفريقيا هدف تخفيض عدد السكان الذين يفتقرون لوسائل
الصرف الصحي الأساسي بحلول عام 2015.
وذكر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنه قام بنشر هذا الأطلس، وهو
مجموعة من الخرائط والصور والرسوم، بطلب من مجلس وزراء أفريقيا المعني
بالمياه، وبالتعاون مع الإتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، ووزارة
الخارجية الأمريكية، وهيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية.
ويحوي الأطلس 326 صفحة، تتضمن معلومات حول دور المياه في اقتصاديات
أفريقيا، والتنمية، والصحة، والأمن الغذائي، والتعاون العابر للحدود،
وبناء القدرات، وتغير البيئة، كما يقدم حلولاً جديدة وقصصاً ناجحة، حول
إدارة مصادر المياه في أنحاء القارة، وفق مركز أنباء الأمم المتحدة.
ويتضمن أطلس مياه أفريقيا تفاصيل حول جمع مياه الأمطار لتحسين الأمن
الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، كما يضم صوراً عديدة، من ضمنها سحب
الغبار نتيجة لتآكل التربة، والتلوث الناتج عن تسرب النفط في نيجيريا،
بالإضافة إلى صور أخرى توضح فقدان أجزاء من دلتا النيل نتيجة التعرية.
وكان تقرير سابق قد أكد أن ما بين 75 و250 مليون نسمة من سكان
القارة الأفريقية سيتعرضون لزيادة في الإجهاد المائي نتيجة لتغير
المناخ، بحلول عام 2020، وسوف يكون لندرة المياه في بعض المناطق
القاحلة وشبه القاحلة، آثار عظيمة على الهجرة، حيث من المتوقع أن ينزح
ما بين 24 و 700 مليون نسمة بسبب ندرة المياه.
كما شدد التقرير على أن الفقر والموارد المائية قضيتان مرتبطتان،
مشيراً إلى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من 1.25 دولار في اليوم،
يتوازى مع عدد الأشخاص المحرومين من مياه الشرب النظيفة، معتبراً أن
هذا الوضع له تأثير كبير على الصحة.
وأوضح التقرير أن 80 في المائة تقريباً من الأمراض في البلدان
النامية، تعود أسبابها إلى المياه، وتؤدي إلى نحو ثلاثة ملايين حالة
وفاة مبكرة سنوياً. |