اندونيسيا... جارة الكوارث المتأقلمة

 

شبكة النبأ: تعددت الأحداث في اندونيسيا، فبينما دعا نواب الى تفكيك الجماعات المتطرفة، تؤكد الكوارث المتزامنة على التحديات الفريدة التي يواجهها هذا البلد، ويقول الكثير من الخبراء أن الكوارث الصغيرة المستمرة مثل الفيضانات التي تمثل 40 بالمائة من الكوارث في إندونيسيا على مدى السنوات القليلة الماضية هي التي توقع العدد الأكبر من الضحايا. التقرير التالي يكشف عن اهم الأحداث في اندونيسيا، وتداعيات ما تجري من احداث.

جماعة إسلامية

فقد دعا نواب اندونيسيون الحكومة إلى تفكيك جماعة إسلامية نشطة تحطم الحانات وتهاجم المخنثين لكن المتشددين قالوا ان منتقديهم جزء من مؤامرة ليبرالية.

ويلقي الجدل الضوء على مشكلة تواجه اندونيسيا لتحقيق توازن بين رغبات سكان يزدادون ثراء وحرصها على ألا ينظر اليها على أنها تقمع المنظمات الإسلامية في أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان.

وتلقى جبهة الدفاع عن الإسلام والتي تعرف محليا باسم جبهة بامبيلا إسلام تأييدا محدودا في اندونيسيا الدولة الوسطية ذات الاغلبية المسلمة. لكن خوف رجال السياسة والشرطة من اتهامهم بالدفاع عن الرذيلة يعني أنهم قد يغضون الطرف عن هجمات الجبهة على أهداف مثل المخنثين. بحسب رويترز.

وأدى هجوم على اجتماع لنواب تتهمهم الجماعة الصغيرة بأنهم شيوعيون الى نداءات من مجموعة من النواب للرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو بتفكيك الجبهة.

وتصدرت الجبهة التي يرتدي أفرادها غالبا ملابس بيضاء وعمامة بيضاء عناوين الصحف عام 2008 عندما تم تصوير أتباعها وهم يضربون متظاهرين يطالبون بحرية العقيدة.

وطالب التماس نشر على شبكة الانترنت بتفكيك جبهة المدافعين عن الاسلام وحصل حتى الان على 26 ألف توقيع كما تم انشاء مجموعة لهذا الغرض على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي.

وقال منتدى المجتمع الاسلامي وهو مظلة تضم منظمات متشددة من بينها الجبهة ان منتقدي الجماعة جزء من مؤامرة يشارك فيها شيوعيون وتجار مخدرات يعارضون موقفهم المناهض للمخدرات.

كوارث كبيرة

من جهة أخرى تؤكد الكوارث المتزامنة التي واجهتها إندونيسيا نهاية العام الماضي والمتمثلة في البركان الذي فجر حممه في جاوة الوسطى والزلزال والتسونامي اللذان وقعا قبالة الساحل الجنوبي لجزيرة سومطرة - على التحديات الفريدة التي تواجه هذا الأرخبيل.

وفي هذا السياق، قال ناريك كماليان، نائب رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في جاكرتا، أن إندونيسيا بلد معرض للكوارث وهو ممتد على مساحة ضخمة. ولذلك تواجه البلاد من الناحية اللوجيستية العديد من التحديات عند وقوع أية كارثة".

وأضاف أنه في ظل وجود أكثر من 17,000 جزيرة وعدم كفاءة 30 بالمائة من الطرق في البلاد، تبقى حركة فرق الاستجابة ومواد الإغاثة إلى الأماكن التي تحتاج إلى مساعدة صعبة للغاية. بحسب إيرين الانسانية.

وأوضح كماليان بالقول: قد تكون قادراً على الوصول إلى أقرب ميناء بحري أو جوي، ولكن الوصول بعد ذلك إلى المنطقة المتضررة قد يكون صعباً إذا لم تتوفر الطرق أو إذا كانت الطرق مغمورة بمياه الفيضان.

وقد تم اختبار هذه التحديات في 26 أكتوبر عندما ثار بركان جبل ميرابي، وهو أحد أكثر البراكين نشاطاً في البلاد، بعد وقوع تسونامي ناجم عن زلزال في جزر مينتاواي النائية في الليلة السابقة. غير أن التسونامي وقع على بعد 1,300 كلم من البركان على الطرف الآخر من البلاد.

وأوضح سري ديوانتو، الخبير في الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث في إندونيسيا أنه كان من الصعب جداً الحصول على الإمدادات [لمينتاواي] بسبب وجود العديد من الجزر الصغيرة. وأضاف قائلاً: لم نكن قادرين على الوصول إلى هناك بواسطة القوارب، كما كان لدينا وقت زمني محدود للوصول عن طريق الجو بسبب سوء الأحوال الجوية.

ومع الظروف الجوية الصعبة، فإن الوصول المحدود يجعل الحصول على صورة دقيقة عما هو مطلوب على أرض الواقع وعن مستويات النزوح غير ممكن في كل الأوقات.

وبينما يشكل الطقس والجغرافيا وضعف البنية التحتية تحديات كبيرة لتوزيع مواد الإغاثة عند الوصول على الأرض، يمكن أن تشكل المسافة أيضاً التي يجب أن تقطعها تلك المساعدات للوصول إلى هناك تحدياً بحد ذاته.

وأفاد ديوانتو أنه عندما تحدث كارثة، يتم إرسال الإمدادات اللوجيستية والمساعدات الإغاثية من جاكرتا وهو ما يستغرق وقتاً طويلاً...علينا الحصول على الطائرات المروحية من الجيش أو الشرطة. وقد يكون ذلك صعباً في بعض الأحيان لأنك قد تعرض حياة الطيار للخطر.

وإذا وقعت كارثة في مقاطعة بابوا الغربية النائية في إندونيسيا على سبيل المثال، قد تضطر المساعدات الإغاثية قطع مسافة تصل إلى 3,754 كلم من جاكرتا إلى جايابورا، عاصمة المقاطعة، وهي نفس المسافة تقريباً بين لندن وبغداد.

لكن السلطات الإندونيسية تدرك هذه المشاكل جيداً وتواصل العمل لتعزيز جهود الاستجابة. فقد أفادت وسائل الإعلام المحلية أن مجلس النواب الإندونيسي وافق في الأول من نوفمبر على 16.8 مليون دولار كتمويل إضافي للاستجابة للكوارث الطبيعية الطارئة بحيث يتم إنفاقه بحلول نهاية هذا العام.

ولتحسين تنسيق جهود الإغاثة، تخطط الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث في إندونيسيا إنشاء مراكز لوجيستية في 6 مناطق مختلفة في جميع أنحاء البلاد لتقليص مسافات السفر وتحسين زمن الاستجابة.

معرضة للكوارث

وتحتل المرتبة الرابعة في العالم من حيث الكثافة السكانية حيث يبلغ مجموع سكانها نحو 250 مليون نسمة، واحدة من أكثر البلدان عرضة للكوارث بسبب وقوعها ضمن حزام النار في المحيط الهادئ.

ووفقاً لمؤشر مابلكروفت لمخاطر الكوارث الطبيعية لعام 2010، جاءت إندونيسيا في المرتبة الثانية بعد بنجلاديش من حيث التعرض للكوارث الطبيعية، وذلك من بين 229 دولة شملتها الدراسة.

وذكرت قاعدة بيانات الكوارث لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من مليون شخص في المتوسط يتأثرون سنوياً بالكوارث.

كما شهدت إندونيسيا في 2009 وحده 496 زلزالاً بقوة بلغت خمس درجات أو أكثر على مقياس ريختر، وهو أكثر من أية دولة أخرى، على الرغم من أن معظم هذه الزلازل لا تسبب خسائر كبيرة.

ويقول الكثير من الخبراء أن الكوارث الصغيرة المستمرة مثل الفيضانات التي تمثل 40 بالمائة من الكوارث في إندونيسيا على مدى السنوات القليلة الماضية هي التي توقع العدد الأكبر من الضحايا.

حركة الطيران

وفي أطار حركة الطيران اقتربت زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لاندونيسيا التي تأجلت مرتين من قبل من التحقق وفق الجدول المقرر لها بعد ان عادت حركة الطيران الى حالتها الطبيعية بعد ارتباكها بسبب ثورة البركان ميرابي.

وقالت السلطات هناك انه ليس له تأثير على ظروف الطيران الا أن كثيرا من شركات الخطوط الجوية العالمية ألغت رحلاتها الى مطار سوكارنو هاتا الرئيسي في البلاد. بحسب رويترز.

وعادت معظم خدمة الطيران الى حالتها الطبيعية وان قالت شركة الخطوط الجوية الفلبينية سيبو اير انها الغت رحلتها التي كانت مقررة الى جاكرتا الساعة التاسعة والنصف مساء.

وقال اندانج سانتوسو المتحدث باسم عمليات التشغيل في مطار سوكارنو هاتا كل الاوضاع عادت الى طبيعتها. انهم يثقون فينا وفي عدم وجود تأثير لميرابي هنا. ومن ثم يمكنها (شركات الطيران) التحليق هنا. ورغم ذلك اغلقت السلطات مطار يوجياكارتا القريب من البركان.

وقال مسؤولون في البيت الابيض انهم يتابعون التطورات عن كثب ولكن لا توجد حتى الان خطط لتغيير موعد الزيارة التي تأجلت بالفعل مرتين من قبل.

وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي الامريكي في مومباي بالهند حيث بدأ أوباما جولة اسيوية مدتها عشرة أيام نتابع التطورات باهتمام شديد.

وكان أوباما قد اجل مرتين زيارة اندونيسيا -التي قضى فيها سنوات من طفولته مع والدته- أولاهما في مارس اذار بينما كان يسعى لاقرار مشروع قانون للرعاية الصحية في الولايات المتحدة والثانية في يونيو حزيران عقب حادثة التسرب النفطي من بئر تابعة لشركة بي.بي في خليج المكسيك.

مشروع زراعي

وفي ظل الإقتصاد دشنت اندونيسيا مشروعا زراعيا بكلفة 5 مليارات دولار لتوفير أراض زراعية في اقليم بابوا شرقي البلاد. ويهدف المشروع الى جعل اندونيسسيا تحقق اكتفاءا ذاتيا في انتاج الغذاء، ويحول اقليم بابوا الى سلة خبز اندونيسيا.

إلا أن المنتقدين يرون أن هذا المشروع قد يأتي بنتائج عكسية تجر مزيدا من المشاكل على بابوا، الذي يعد من ابعد الاقاليم الاندونيسية وأقلها نموا.

ويقول كاريشما فاسواني مراسلنا فى جاكرتا ان الحكومة الاندونيسية تقول انها ستستغرق اربعة اعوام على الاقل لتحقيق طموحاتها في تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي عبر مشروع بابوا.

وتقول وزارة الزراعة الاندونيسية إن الاراضي الزراعية في منطقة ميراواك ستغطي مساحة 3000-3500 كيلومترا مربعا أي ثلاثة اضعاف مساحة سنغافورة. وتأمل الحكومة أن يجذب المشروع المستثمرين من مختلف انحاء العالم.

وقال بايو كريشنامورتي وكيل وزارة الزراعة الاندونيسية لبي بي سي إن الخطة ستشمل زراعة محاصيل الارز والسكر والذرة في أراضي بابوا الزراعية.

واضاف أن الحكومة تحرص على ضمان أن تكون الوظائف التي سيوفرها المشروع لاعضاء المجتمع المحلي.

بيد أن منتقدي المشروع يقولون إنه ببساطة ليس ثمة عدد كاف من اهالي بابوا لشغل مجمل فرص العمل التي سيوفرها المشروع.

ويخشى اهالي بابوا ومن بينهم حاكم الاقليم بارناباس سويبو من تدفق المهاجرين من مناطق اندونيسيا إلى الاقليم للعمل في المشروع.

وقال سويبو إن الهجرة من أماكن اخرى في اندونيسيا سوف تزداد بالتأكيد نتيجة لهذا المشروع، وليست لدينا اعداد كافية من المواطنيين المحليين لشغل هذه الوظائف، وعلينا المباشرة في تدريب السكان المحليين لتنمية مهاراتهم حتى يتمكنوا من خوض منافسة عادلة مع المهاجرين الذين عادة ما يمتلكون مهارات افضل .

ويتمتع اقليم بابوا بحكم ذاتي خاص منذ عام 2001 ، بموجب صفقة مع الحكومة الاندونيسية لتهدئة مطالب الاستقلال في المنطقة.

لكن الكثيرين يعتقدون أن هذا الحكم الذاتي لا طائلة منه. وقام في وقت مبكر من هذا العام عدد من اعضاء المجلس المحلي في الاقليم بأرجاع نصب مصغر يرمز للحكم الذاتي إلى جاكارتا.

سوء تغذية

في سياق متصل جعل نقص الأطقم الطبية المدربة والأدوية والتوعية الصحية من إقليم نوسا تينجارا تيمور في شرق إندونيسيا واحداً من أكثر أقاليم البلاد التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي على الرغم من توفر الغذاء بصفة عامة.

ويبلغ متوسط دخل الفرد 265 دولاراً في هذا الإقليم المعرض للجفاف والذي تغلب عليه الطبيعة الريفية ويصل عدد سكانه إلى أربعة ملايين ونصف نسمة منتشرين في ما يزيد عن خمسين جزيرة.

وفي هذا الإطار، قال أندريه دماليدو، مسؤول الأمن الغذائي في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في كوبانج، إحدى مدن إقليم نوسا تينجارا تيمور العشرين، أن الغذاء ليس المشكلة الرئيسية هنا. فلدينا اليقطين والمنيهوت والموز. يعرّف أهالي الإقليم الغذاء على أنه الذرة والأرز ولكن تنوع الغذاء هو المطلوب. حسب ايرين

وطبقاً لما ذكره أحدث دليل (أطلس) حكومي حول الأمن الغذائي ومواطن الضعف، ارتفع إنتاج الذرة والأرز بصورة مطردة في البلاد بين عامي 2003 و2007 مما أدى إلى حدوث فائض في بعض المناطق.

ووفقاً للدليل الحكومي، فإن إقليم نوسا تينجارا تيمور يضم مع ذلك ستة من أكثر مناطق البلاد ضعفاً ويأتي في المرتبة الثانية فقط بعد إقليم بابوا الشرقي الذي يضم 11 منطقة.

ولوضع مؤشر للأمن الغذائي، قام الباحثون بتقييم 14 عاملاً على مستوى البلاد بما في ذلك تعليم الإناث والحصول على المياه الآمنة وتوفر الصرف الصحي والكهرباء وإمكانية الوصول إلى المرافق الصحية وحالة الطرق ومدى التعرض للكوارث الطبيعية وإزالة الغابات والإنتاج الغذائي.

وقال أندريه دماليدو أن مفارقة الجوع في إقليم نوسا تينجارا تيمور هي أعمق بكثير من مسألة توفر الغذاء من عدمه. فالإقليم يضم أعلى معدلات سوء التغذية المزمنة التي تم تشخيصها بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات (بقياس الطول مقابل العمر) أو سوء التغذية الحاد بنسبة 46.7 و 20 بالمائة على التوالي مقارنة بالمتوسط القومي البالغ 36.8 و 13 بالمائة.

وأوضح دماليدو أن سوء التغذية عموماً مشكلة قديمة في إقليم نوسا تينجارا تيمور وتتم معالجتها إلى الآن بحلول قصيرة الأمد، مضيفاً أن ما يتم توزيعه مجاناً من معجون الفول السوداني والأرز لا يعالج المشاكل الرئيسية لممارسات التغذية وانخفاض مستويات التعليم والعقبات الثقافية أمام التغذية الجيدة.

التحديات

وقد تم تسجيل ما يقرب من 1,300 طفل كحالة مصابة بسوء تغذية حاد في عام 2009 في إقليم نوسا تينجارا تيمور وهو ما يمثل 2 بالمائة من الأطفال الذين شملتهم الدراسة.

ووفقاً لوزارة الصحة، يتوفر في الإقليم أغذية علاجية لـ 10 بالمائة من الأطفال فقط. ويقول خبراء التغذية أنه يمكن للهزال الشديد أن يكون مميتاً إذا لم يتم علاجه لأن الطفل يفقد دهون الجسم وأنسجة العضلات.

وقال ميسيل أتوباه الذي يترأس مكتب الصحة في منطقة كوبانج بإقليم نوسا تينجارا تيمور أن عدم كفاية تدابير تعزيز الصحة ونقص أخصائيي التغذية المدربين الراغبين في العمل في المناطق النائية هي مشكلة أخرى تواجه الإقليم.

وأضاف أنه لسنوات طويلة ونحن [وزارة صحة] نتجاهل تدابير تعزيز الصحة...فلا يزال الناس يعتقدون أن مثل هذه التدابير مضيعة للوقت. كما من الصعب الحصول على موظفين يأتون للحصول على التدريب- والبعض  منهم يرفض حتى المجيء.

ويوجد سبعة أخصائيي تغذية في إقليم نوسا تينجارا تيمور يغطون 286 مركزاً صحياً. وقالت هاي راجا لاوا، وهي مساعدة تعمل لدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مدينة كوبانج أنه يمكن لموظفي الصحة غير المدربين في القرى جمع بيانات غير دقيقة عن سوء التغذية، مضيفة أن البيانات لا تزال تمثل تحدياً في إقليم نوسا تينجارا تيمور.

ومن المتوقع أن تقوم الحكومة بإصدار أرقام جديدة عن سوء التغذية في مسح الصحة الأساسية الوطني لعام 2010 في نهاية ديسمبر.

التدخلات

وفي أطار التدخلات أطلقت الحكومة مؤخراً برنامجاً في 11 منطقة في إقليم نوسا تينجارا تيمور يستهدف الأطفال الذين يفتقرون إلى الطاقة حيث يقدم لهم 100 غم من البسكويت المدعم يومياً ولمدة 90 يوماً.

وطبقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، هناك برنامج آخر يوزع بخاخات مدعومة بالمغذيات الدقيقة لمساعدة الأطفال تحت سن عامين على محاربة سوء التغذية المزمن - وهو أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة التي يمكن الوقاية منها.

كما يوجد مركزان للتغذية في إقليم نوسا تينجارا تيمور من المفترض أنهما يقدمان الأطعمة الغنية بالمغذيات لمعالجة الأطفال الهزيلين بسبب سوء التغذية الحاد والشديد.

وقالت لاوا من برنامج الأغذية العالمي أن لهذه التدخلات تأثير محدود. وأضافت قائلة: لا يرغب جميع الآباء بإحضار أطفالهم إلى مركز تغذية. فالآباء في إقليم نوسا تينجارا تيمور لا يرون سوء التغذية على أنه مشكلة.

وقالت لاوا أن بعض الآباء العاملين يهملون تغذية أبنائهم أيضاً موضحة أنها عاينت طفلاً تحت سن الخامسة كانت حالته بين الهزال الحاد والمتوسط الذي يتم تشخيصه بوزن الطفل المنخفض جداً مقابل الطول أو الذراع العلوي الصغير جداً.

وكان 23.9 بالمائة من الأطفال الذين شملتهم دراسة سوء التغذية في عام 2009 في المنطقة التي تعمل فيها في كوبانج يعانون من أعراض الهزال.

فيروس الايدز 

وفي مجال الصحة يشهد عدد الاصابات بمرض نقص المناعة المكتسبة الايدز في جزيرة بالي الاندونيسية ارتفاعا مع تسجيل اصابة مومس من بين كل اربع بفيروس هذا المرض، على ما اعلن مصدر رسمي الاحد.

واشار تقرير جديد للمفوضية الوطنية للايدز الى ان عدد الاصابات المعلنة في جزيرة بالي ارتفع هذا العام بنسبة 19% مسجلا 597 اصابة جديدة ليبلغ عدد الاصابات 3778.

وقال نيومان مانغكو كرمايا المتحدث باسم المفوضية في بالي هذا الرقم ليس سوى غيض من فيض، نقدر ان يكون العدد الفعلي للاصابات بحدود سبعة الاف اصابة، اذ ان عددا من الاصابات لا يكشف عنها.

واضاف المتحدث الكثير من الاشخاص يترددون في اجراء فحص طبي، جراء الشعور بالعار والتمييز الذي يتعرض له حاملو الفيروس. حسب فرانس برس

وقد شهد عدد الاصابات هذا العام ارتفاعا ملحوظا. ففي العام 2006 كان عدد المصابين 1253 بعدما لم يتجاوز 590 اصابة في العام 2004.

وقال كرمايا ان 25% من المومسات البالغ عددهن في بالي 8800 مومس، مصابات بفيروس أتش آي في هذا العام، فيما كانت النسبة 23% في العام الماضي، موضحا ان الفيروس ينتقل من الزبائن الذين يرفضون استخدام الواقي.

وأبدى كرمايا قلقه من هذا الواقع، لكنه اشار الى ان معظم السياح يقصدون الجزيرة لاسباب ثقافية وسياحية لا تتصل بالدعارة.

وتوقع ان تسجل في بالي أكثر من 840 اصابة سنويا اذا لم تتخذ الاجراءات الكفيلة باحتواء انتشار المرض.

وقال سوف نضاعف جهودنا لتوفير المزيد من المعلومات وتوعية المومسات كما توعية الجمهور، وسنكثف الحملات الداعية لاستخدام الواقي.

وتجذب جزيرة بالي سنويا نحو مليون سائح بفضل طبيعتها وثقافتها الهندوسية، وكذلك حياة الليل فيها.

تعرض للجلد

وفي ظل القوانين نفذ حكم الجلد برجل وشابة اندونيسيين لانهما تبادلا القبل في منطقة اتشيه التي بات القضاء فيها يفرض مزيدا من العقوبات الجسدية في حال مخالفة الشرع.

وشهد المئات تنفيذ الحكم بالجلد ثماني جلدات على الظهر بعصا خيزران بكل من انيس سابوترا (24 عاما) وكيكي حنفيليا (17 عاما) امام مسجد مدينة جنتو.

وكان سكان فاجأوا الرجل والمراة، وكلاهما متزوج، وهما يتبادلان القبل في الغابة في تشرين الاول/اكتوبر، من دون ان يقيما علاقة جنسية، كما قال وكيل النيابة ديبي رينالدي.

وتطبق منطقة اتشيه في شمال جزيرة سومطرة تدريجيا احكام الشريعة الاسلامية منذ 2002 باعتبارها تتمتع بحكم ذاتي داخل اندونيسيا، اكبر بلد مسلم في العالم والتي تتبنى دستورا مدنيا.

وفي تشرين الاول/أكتوبر جلدت امراتان لانهما عرضتا طعاما للبيع خلال ساعات الصوم في رمضان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/كانون الثاني/2011 - 3/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م