الصين تسحب البساط وامريكا تبتسم غيظا

الاقتصاديات النامية والتوجه شرقا

 

شبكة النبأ: لا يخفى على الجميع اليوم الدور الذي تعلبه الصين في الاقتصاد العالمي، خصوصا وان أغلب الدول الاوربية تشكو من ضائقه مادية خانقة وتدهور مستمر في قيمة عملاتها، فيما تتمتع الصين بحالة من الاستقرار ان لم نقل الانتعاش الاقتصادي.

وادى نجاح تلك الدولة العظمى في غزو معظم اسواق اسيا وافريقيا الى جانب الولايات المتحدة الامريكية، الى بحبوحة ما تعيشه اليوم من امن اقتصادي ملحوظ، الا ان ذلك النجاح لا يخلو من السلبيات، المحلية والعالمية، خصوصا على المستوى البيئي، الا انها باتت من اكبر الدول المنتجة للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بعد أن اتبعت المنهج الغربي.

فيما تراقب معظم الدول النامية عن كثب ما تفعله الصين، بحثا عن نمو شبيه قد يخلق لها توازن يخرجها من التذبذب الاقتصادي التي تعانيه اقتصادياتها الناشئة، بعد ان كانت تعول على النظام الغربي الامريكي في ادارة شؤنها الداخلية واسواقها المالية.

وهي بذلك اشبه بمن يسحب البساط من تحت الاقدام وهو يبتسم بدهاء، بعد ان ادركت الولايات المتحدة حجم الخسارة وضياع ما راهنت عليه في الماضي القريب.

ضرورة أمريكية

فقد أكد ان الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج الصين لسببين رئيسيين، الأول هو أن الصين يمكنها إحداث تغيير في العالم ما بعد الأزمة المالي، والثاني، وهو الأكثر أهمية، هو أن المصالح الأساسية للصين تأتي منسجمة مع الولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بالسبب الأول، كتب المستشار في مصرف الصين المركزي، لي داوكوي، يقول إن الصين يمكنها أن تحدث تغييراً في العالم اليوم وغداً، ذلك أنها تعتبر من أكبر الدول المصدرة للبضائع المصنعة في العالم.

ومن الأمثلة على التغيير الذي يمكن أن تحدثه الصين أن أي تغيير في قيمة عملتها "اليوان" يمكن أن تدفع باتجاه تصدير التضخم لديها إلى الدول الأخرى، وهو ما لا تحبذه الأسر والعائلات الأمريكية التي تكافح من أجل الحصول على وظيفة في زمن الأزمة المالية والاقتصادية. ويوجد في الصين أكبر احتياطي عالمي من العملة، ولديها ما يكفي لرفع أسعار الأسهم في نيويورك أو النزول بها لأسفل درك بحسب السي ان ان.

ورغم أنها مازالت في منتصف الطريق نحو التصنيع أو أن تصبح دولة صناعية كبرى، فإن الصين أصبحت أكبر دولة منتجة للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بعد أن اتبعت المنهج الغربي. كذلك تراقب الدول النامية عن كثب ما تفعله الصين، فإذا نجحت في تحقيق النمو المتوازن والدائم وتحقيق التوازن مع البيئة، فإن العديد من الدول الاقتصادية الناشئة ستتبعها.

ولكن هل هذا يعني أن الولايات المتحدة والدول الغربية فقدت سيطرتها على العالم؟ بالتأكيد لا! فما زال الغرب يتمتع بأعلى مستويات المعيشة في العالم وأفضل الإنجازات التعليمية والأكاديمية، كما أنه يمتلك التكنولوجيا سواء أكانت عسكرية أو مدنية، كما يحتفظ بالقوة العسكرية الرادعة والمنيعة.

لكن الأهم من هذا وذاك أن الغرب ليس الباني فحسب، بل والمحرك والمحفّز الأكثر مهارة في المؤسسات الدولية الحالية، مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة العشرين، وهي المؤسسات والمنظمات التي شكلها الغرب، كما أن معظم الأخصائيين المهرة في الصين هم غربيون أو تدربوا في الغرب.

لكن على الولايات المتحدة والغرب أن يفهموا أنه في عالم ما بعد الأزمة حالياً، فإن مصالح الصين الأساسية تنسجم وتتسق مع الدول الغربية، فمن مصالح الصين الأساسية أن تساهم في إعادة التوازن للاقتصاد العالمي والمحافظة على السلام والرخاء العالميين.

وفي الأثناء، يتفهم قادة الصين مدى الحاجة لخفض الفائض في الميزان التجاري، الذي يميل لصالح الصين، وذلك من أجل حماية الاقتصاد الدولي، بل وفي الواقع فإن فائض الميزان التجاري الصيني انخفض وللمرة الأولى دون نسبة 4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، بعد أن بلغ في سنوات سابقة 9 في المائة. ولا شك أن الجدل حول تعويم عملة الصين يعتبر، بالنسبة للمحلل لي، من أكثر العوامل المقوضة للإنتاجية، مشيراً إلى أنه لن تعمل كعصا الساحر.

ويعتقد المحلل أن الجدل حول قيمة العملة يعتبر المأساة الأكثر حزناً بالنسبة لصناعة السياسات الاقتصادية في عالم ما بعد الأزمة الاقتصادية، وذلك لأن كلاً من الولايات المتحدة والصين يتقاسمان المصلحة الأساسية في إعادة التوازن للتجارة والنمو. ويعتبر المستشار للمصرف الصيني المركزي أن بكين وواشنطن أشبه بقبطاني سفينتين عملاقتين يقضيان جزء مهماً من وقتهما في الجدل حول أفضل السبل في توجيه الدفة ويتسببان في النهاية في تصادم السفينتين وغرقهما.

قلق متنام

الى ذلك قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس قبل اجراء محادثات بشأن تعميق العلاقات الدفاعية مع استراليا ان الجهود العسكرية الامريكية لتعزيز وجودها في اسيا لا تهدف الى مواجهة الصين. ونشرت صحيفة استرالية تقريرا قال ان استراليا ستمنح الجيش الامريكي استخداما موسعا لقواعدها ولكن مسؤولا دفاعيا امريكيا حذر من انه لن يتم اتخاذ اي قرار بشأن مثل هذا الاحتمال قبل اشهر على الاقل.

وقال جيتس ان مراجعة استراتيجية للوضع العسكري الامريكي لن يتضمن اقامة اي قواعد جديدة في اسيا. واردف قائلا للصحفيين قبل وصوله الى ملبورن فيما يتعلق بمراجعة الوضع اننا لا نبحث اضافة اي قواعد او اي شيء اي قواعد جديدة في اسيا. ولكن نركز بدلا من ذلك بشكل حقيقي على كيفية تعزيز العلاقة القائمة.

وسيجري جيتس محادثات في ملبورن إلى جانب هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية التي قضت كثيرا في جولة اقليمية هيمنت عليها المخاوف الامريكية بشأن الصرامة الصينية مع الدول المجاورة.

وتزايد قلق واشنطن وحلفائها في منطقة اسيا والمحيط الهادي ازاء نوايا الصين مع انفاقها ببذخ على تحديث قواتها العسكرية وارسال قواتها البحرية الى مناطق بعيدة وتأكيد سيادتها على بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بحسب رويترز.

وقال جيتس إن الجيش الأمريكي يبحث سبل تعزيز وجودنا في اسيا وربما جعل وجودنا اكثر قوة. ولكنه شدد على ان التحركات الامريكية في المنطقة بما في ذلك برنامجها السياسي في استراليا ليست ردا على افعال الصين. واضاف لا لا يتعلق هذا بالصين ابدا. مشيرا إلى تعزيز العلاقات مع دول في المنطقة فيما يتعلق بمصالح مشتركة مثل مكافحة الارهاب ومكافحة القرصنة والاغاثة من الكوارث.

واشار الى زيارته لفيتنام لحضور اجتماع لقادة دفاع دول اسيا والمحيط الهادي والى مشاركة كلينتون في اجتماع قمة لدول اسيا والمحيط الهادي في هانوي. وقاتلت استراليا بجانب القوات الامريكية في كل المعارك الرئيسية منذ الحرب العالمية الاولى بما في ذلك في افغانستان حيث يوجد لاستراليا نحو 1550 جنديا وتعد بذلك اكبر دولة مساهمة بقوات من خارج حلف شمال الاطلسي.

وارتفعت المبيعات العسكرية الخارجية الامريكية لاستراليا من 162.5 مليون دولار في عام 2001 الى 1.45 مليار دولار في 2010 واجاز مجلس الشيوخ الامريكي اتفاقية للتجارة الدفاعية يمكن ان تسمح بزيادة التجارة الدفاعية المتبادلة بين البلدين.

التسوية السلمية

فيما دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى تسوية سلمية للنزاعات البحرية بعد تفجر غضب صيني من اليابان بسبب جزر متنازع عليها اثار شكوكا بشأن احتمالات المصالحة بين القوتين الاسيويتين. وقال مسؤول أمريكي ان كلينتون الموجودة في فيتنام حيث تشارك الولايات المتحدة لاول مرة في قمة لدول شرق اسيا طلبت أيضا توضيحا بشأن سياسة الصين المتعلقة بتصدير المعادن النادرة وانها حصلت على تعهدات من وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي باستمرار التصدير.

وكثفت الولايات المتحدة دبلوماسيتها الاسيوية في عهد ادارة الرئيس باراك أوباما حيث تشعر بقلق لاستبعادها من تجمعات مثل قمة شرق اسيا في الوقت الذي توسع فيه الصين حضورها الدبلوماسي والاقتصادي. الا أن خلافا بسبب الحدود البحرية أدى الى توتر العلاقات بين أكبر قوتين في اسيا مما خيم على قمة هذا العام وهي الخامسة منذ تأسيس التجمع في عام 2005 بحسب رويترز.

وقالت كلينتون في تصريحات أعدت لتلقيها أمام القمة الولايات المتحدة لديها مصلحة وطنية في ضمان حرية الملاحة والتجارة المشروعة دون عوائق. وعندما تثور نزاعات حول الحدود البحرية فاننا ملتزمون بحلها سلميا استنادا الى القانون الدولي. وكان مسؤول بوزارة الخارجية الصينية اتهم اليابان بالاضرار بالاجواء بين البلدين بعد أن أثار وزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا قضية جزر سينكاكو والتي يطلق عليها بالصينية اسم دياويو خلال اجتماع القمة. وتطالب كل من الصين واليابان بالسيادة على الجزر.

وتدهورت العلاقات بين الصين واليابان بعد القاء خفر السواحل اليابانية القبض على قبطان سفينة صيد صيني بعدما اصطدمت سفينته بزورقين يابانيين بالقرب من جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي. واتخذ الجانبان خطوات لاصلاح العلاقات. وقال نائب أمين عام الحكومة اليابانية تيتسورو فوكوياما للصحفيين ان رئيس الوزراء الياباني ناوتو ناوتو كان ونظيره الصين وين جيا باو أجريا محادثات غير رسمية.

وسيكون لتجدد الخلاف الصيني الياباني تأثير على عدد من الزعماء المجتمعين في هانوي في قمة رابطة دول جنوب شرق اسيا اسيان. وقال دبلوماسي من جنوب شرق اسيا ان تجدد الخلاف سبب قدرا من التوتر. وتابع قائلا يمكنكم ملاحظة التوتر بين الصين واليابان لا أحد يرغب في أن ينحاز لاي من الجانبين.

وهناك خلافات قديمة أيضا بين أربعة أعضاء في اسيان هم بروناي وماليزيا وتايوان والفلبين وفيتنام وبين بكين حول الحدود في بحر الصين الجنوبي وعبرت تلك الدول عن قلقها بسبب تزايد اصرار الصين على مطالبها.

ردت الصين بنقد لاذع عندما اثار نصف المشاركين تقريبا في اجتماع أمني اقليمي لاسيان حضرته كلينتون مخاوف بشأن الامن البحري وبحر الصين الجنوبي. وفي واشنطن تطرق بي.جيه. كرولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية للخلاف الصيني الياباني مباشرة قائلا ان الولايات المتحدة تتوقع من الجانبين حل الخلاف من خلال الحوار.وتنضم الولايات المتحدة وروسيا رسميا الى قمة شرق اسيا التي يشارك فيها زعماء 16 دولة اسيوية.

وهناك قلق كذلك بسبب القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة وهي مهمة لتصنيع منتجات التكنولوجيا الحديثة والتي تكاد الصين تحتكر انتاجها العالمي. وقال مسؤول ياباني ان الصين قدمت تأكيدات بأنها تريد الاستمرار في تصدير المعادن وفعل ذلك على نحو مستدام لا ينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية.

وأثارت كلينتون أيضا الموضوع في محادثاتها مع نظيرها الصيني. وقال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته طلبت كلينتون توضيحا بشأن سياسة الحكومة الصينية بخصوص تصدير المعادن النادرة وحصلت على تعهدات. وقد تستمع كلينتون أيضا الى بعض الشكاوى من دول اسيان بشأن تدهور قيمة الدولار التي أدت الى ارتفاع حاد في قيمة معظم عملات المنطقة.

وقال كيات سيثيرمورن أكبر مسؤول تجاري في تايلاند الولايات المتحدة تتطلع الى سبل لحل مشكلات اقتصادية داخلية ولكن الطريقة التي يفعلون ذلك بها تؤثر على العملات في منطقتنا.ولذلك فمن المحتمل أن نثير القضية مع الولايات المتحدة وليس الصين.

وتزعم الصين فعليا السيادة على المنطقة البحرية بكاملها.

التعاون الفضائي

الى ذلك تتضاءل احتمالات التعاون بين الولايات المتحدة والصين في مجال الفضاء حتى فيما يرى انصار هذا التعاون أن من شأنه أن يسهم في بناء جسور للتواصل في العلاقات الصعبة عادة بين البلدين.

ويطرح قادة البلدين من ان لاخر افكارا عن انشطة مشتركة في الفضاء من بينها السير في الفضاء وعمليات استكشاف ومشروعات رمزية لتحسين الاجواء. ولم تسفر الجهود عن شيء طيلة العقد الماضي الذي شابته توترات اقتصادية ودبلوماسية وامنية رغم محاولة الرئيس الامريكي باراك اوباما ونظيره الصيني هو جين تاو تحفيز الاتصالات بين المؤسسات الحكومية في البلدين. وتقلل الاوضاع السياسية الداخلية في الولايات المتحدة من احتمال احراز تقدم في هذا الصدد حين يستضيف اوباما الرئيس الصيني في البيت الابيض بحسب رويترز.

فثمة خلاف بين واشنطن وبكين بشأن سياسات الاخيرة المتعلقة بالعملة والفائض التجاري الضخم ولكنها تحتاج مساعدة الصين لكبح الطموحات النووية لكوريا الشمالية وايران واحراز تقدم في محادثات المناخ والتجارة وقضايا اخرى.

وذكر البيت الابيض ان زيارة هو وهي زيارة دولة ستسلط الاضواء على أهمية توسيع نطاق التعاون بشأن قضايا ثنائية واقليمية وعالمية. لكن الفضاء يبدو أفقا أبعد من ان يصلا اليه في الوقت الحالي ويرجع ذلك في جزء منه لمخاوف امريكية من نقل تكنولوجيا عن طريق الخطأ وربما لم تعد الصين مهتمة لاعتقادها انها لا تحتاج الخبرة الامريكية في برنامج الفضاء الخاص بها.

ووضعت سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب عقب انتخابات الكونجرس عقبات جديدة أمام مثل هذا التعاون. ومن المقرر أن يتولى فرانك وولف العضو الجمهوري بمجلس النواب رئاسة لجنة فرعية للمخصصات في المجلس تمول ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا). واعترض النائب الجمهوري الذي ينتقد الصين والمدافع القوي عن حقوق الانسان على لقاء رئيس ناسا مع مسؤولين في مكتب هندسة الفضاء الصيني.

وكتب وولف وثلاثة من النواب الجمهوريين لرئيس ناسا تشارلز بولدن وهو في طريقه الى الصين كما تعلم لدينا مخاوف جادة بشأن طبيعة وأهداف برنامج الفضاء الصيني ونعارض بقوة اي تعاون بين الصين وناسا.

ودعا اوباما والرئيس الصيني في بيان صدر في نوفمبر 2009 لبدء حوار مشترك بشأن رحلات فضاء بمشاركة رواد وانشطة استكشاف في الفضاء تستند لمباديء الشفافية والمعاملة بالمثل والمنفعة المتبادلة. ودعا البيان الذي صدر بمناسبة زيارة اوباما للصين لتبادل الزيارات بين رئيس ناسا ونظير ملائم من الجانب الصيني.

وقال بولدن الذي ذهب للصين على رأس وفد صغير ان المناقشات لم تتضمن بحث اي مقترحات محددة لتعاون مستقبلي وهو بيان يهدف على ما يبدو لتهدئة وولف الذي يضطلع بدور بارز في تخصيص ميزانية ناسا.

ولم يزر وفد صيني ناسا في عام 2010 لاسباب لم يتم توضيحها. واحجم ممثلون عن ناسا عن الاجابة على التساؤلات بينما قال وانغ باو دونغ المتحدث باسم السفارة الصينية انه يعتقد ان الامر يتعلق "بصفة اساسية بجدول المواعيد.

والصين قوة بازغة في عالم الفضاء فعلى مدار 13 عاما بداية من اغسطس اب 1996 نفذت 75 عملية اطلاق متتالية وناجحة لصواريخ لونج مارتش بعد تغلبها على مشاكل فنية بمساعدة شركات امريكية.

وفي اكتوبر اطلقت الصين ثاني مركبة تتخذ مدارا حول القمر. وفي عام 2008 اضحت ثالث دولة بعد الولايات المتحدة وروسيا ترسل روادا للسير في الفضاء. وتنوي بكين انزال مركبة بدون رواد على القمر وانزال سفينة متجولة على سطح القمر في عام 2012 وجمع عينات من تربة وحجارة القمر بحلول عام 2017. وتحدث علماء صينيون عن امكانية ارسال رائد للقمر بعد عام 2020 بعد أكثر من 50 عاما من تحقيق رواد امريكيين ذلك. وزاد الجدل حول التعاون المحتمل بين الصين الولايات المتحدة بعدما قامت بكين بتجربة لاستهداف اقمار صناعية في يناير 2007 مستخدمة صاروخا ارضيا لاصابة قمر ارصاد جوية متعطل كان موجودا في مدار فوق المنطقة القطبية. ولم تصدر الصين اعلانا مسبقا عن التجربة.

وبعد 13 شهرا دمرت الولايات المتحدة قمر تجسس امريكيا متعطلا بصاروخ ستاندرد 3 من انتاج شركة رايثون واطلق الصاروخ من سفينة وصاحب الحدث دعاية مسبقة كبيرة. وجرى اعتراض القمر خارج المجال الجوي مباشرة كي يحترق الحطام على الفور.

ويقول مسؤولون امريكيون ان قدرات الصين يمكن ان تهدد الاقمار الامريكية في مدارات منخفضة. وخلفت التجربة الصينية سحابة من الحطام في مدار حول الارض قد تستمر مئة عام وتهدد رحلات يشارك فيها رواد فضاء ومئات الاقمار المملوكة لاكثر من 24 دولة.

قال والاس جريجسون مساعد وزير الدفاع الامريكي لشؤون أمن اسيا والمحيط الهادي ان انشطة الصين في مجال الاسلحة المضادة للاقمار الصناعية تزعزع الاوضاع كما أشار أيضا للاستثمار في صواريخ مضادة للسفن وغواصات متطورة وصواريخ سطح جو واساليب الحرب الالكترونية.

وقال جريجسون في منتدى استضافه معهد السياسة التقدمية في واشنطن اضحى أكثر وضوحا ان الصين تنتهج سياسة طويلة المدى وشاملة لتعزيز الجيش قد تؤدي لتغيير ميزان الامن الاقليمي. ودعت مؤسسة هريتدج المحافظة اعضاء الكونجرس لتوخي الحذر تجاه اي تعاون مع الصين بدعوى أن من شأن ذلك تعزيز المعرفة المتاحة لبكين مما قد يضر بأمن الولايات المتحدة.

وقال دين تشنغ الباحث في المؤسسة والمتخصص في الشؤون الامنية والسياسية الصينية واثنان من زملائه في مذكرة لاعضاء الكونجرس ينبغي أن يرفض الكونجرس محاولة ادارة اوباما كسب رضا المجتمع الدولي بتهديد التفوق الامريكي في مجال الفضاء.

ويقول مؤيدو التعاون ان حتى الخطوات الرمزية مثل استضافة رائد صيني في محطة الفضاء الدولية ربما يساعد على كسب اصدقاء في الصين واسكات المتشددين.

ويقول جريجوري كولاكي مدير مشروع الصين في اتحاد العلماء المهتمين وهي جماعة كثيرا ما تختلف مع السياسة الامريكية أن التعاون سيكون مشروعا سياسيا وليس فنيا. وقال ينبغي ان نتجاوز فكرة ان الصين تحتاجنا اكثر مما نحتاجها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/كانون الثاني/2011 - 3/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م