ابتكارات علمية تمهد لصناعة جسد الانسان

من زرع الاعضاء الى استبدال الاطراف

شبكة النبأ: تشير التقارير الطبية ان الانسان بات اقرب ما يكون من ابتكار العديد من الاختراعات القادرة على اصلاح بعض مناطق الضرر التي تلحق بجسد الانسان، خصوصا ما تتلف منها بسبب طول العمر او الاجهاد المستمر، مثل قصر النظر او بعض الاطراف او الاعضاء الداخلية التي تتعرض للتلف.

حيث اعلن بعض العلماء مؤخرا عن نجاحهم في صناعة اجزاء مهمه من جسد الانسان كانت حتى عهد قريب مستبعد تعويضها بشكل محتم.

تحويل الجلد الى دم

فقد نجح علماء كنديون في اكتشاف طريقة لتحويل الجلد إلى دم في ما يعتبر اختراقاً طبياً كبيراً يمكن أن يولد مصادر جديدة للدم ويفيد بشكل رئيسي الأشخاص المصابين بسرطان الدم وغيرهم من المرضى.

وأفادت صحيفة "كالغاري هيرالد" الكندية ان باحثين في جامعة ماكماستر بمدينة هاملتون الكندية تمكنوا من تحويل عينات من الجلد إلى دم، وهذا اكتشاف يمكن في يوم من الأيام أن يسمح لأي شخص بحاجة للدم بعد الخضوع لجراحة أو علاج كيميائي، أو يعاني في اضطرابات دموية مثل فقر الدم، أن يحصل عليه من رقعة صغيرة من جلده الخاص، ما يلغي خطر رفض نظام المناعة في الجسم لدم من متبرع ما بحسب يو بي اي.

وتوقع الباحثون التمكن من تطبيق التجارب على الإنسان خلال سنتين. وقال مايكل رودنيكي المدير العلمي لشبكة الخلايا الجذعية الكندية ان هذا اكتشاف شديد الأهمية. وأشارت الصحيفة إلى ان كيفية تحويل الجلد إلى دم عملية بسيطة جداً ولا تتطلب إلا رقعة صغيرة من الجلد لا يتعدى طولها عدة سنتمترات يضاف إليها بروتين يربط الحمض النووي قبل أن تتم إعادة برمجة خلال الجلد لتتحول إلى مولدات للدم فتنتج الخلية دماً.

وكررت التجربة مراراً خلال سنتين باستخدام جلد من راشدين ومواليد جدداً ما أظهر ان هذه العملية تعمل لكل الأعمار. واعتبرت الصحيفة ان أبرز المستفيدين من هذه العملية هم مرضى سرطان الدم الذين يتحول دمهم جينياً ويصبح دمهم مسرطناً وغالباً ما يحتاجون لزرع النخاع الشوكي، ومرضى داء هودجكن وهو نوع من الأورام اللمفاوية.

نجاح زراعة يدين

الى ذلك بدأ شخص في الولايات المتحدة أجرى عملية زرع يدين، بتحريك أصابعه هذا الأسبوع، في تطور حقيقي للجراحة الأولى من نوعها في العالم. وكان ريتشارد إدوارد تعرض لحريق شب في شاحنته عام 2006، ما أدى إلى احتراق نحو 30 في المائة من جسده، وفقدان تام لليدين، ثم خضع لعملية جراحية تعد الأولى من نوعها لزرع اليدين.

حيث استطاع الأطباء في المستشفى اليهودي لجراحة اليد بولاية كنتاكي الأمريكية، من إنقاذ معظم الأعصاب والأوتار في يدي إدوارد، وعمدوا إلى ترميم يديه الأصليتين، ثم أخضعوه لعملية أوصلوا من خلالها اليدين لجسده بحسب السي ان ان.

ويستطيع إدواردز الآن تحريك أصابعه، وتشكيل قبضة كاملة براحة يده، ونصف قبضة في يده الأخرى، حيث يقول الأطباء إن ذلك إشارة جيدة، ودلالة على أن المريض يظهر تحسنا كبيرا أكثر مما كانوا يتوقعونه. وخضع إدوارد لعملية مدتها 14 ساعة، تمكن خلالها ستة أطباء من وصل اليدين عبر استعمال عدد من البراغي المعدنية، والصفائح، بعد أن أجروا عملية إصلاح للأعصاب والأوتار في اليدين.

طريقة لقراءة الأفكار

فيما توصل علماء من جامعة يوتا الاميركية إلى طريقة تمكن من قراءة أفكار الدماغ عبر تحويل إشاراته إلى كلمات منطوقة من خلال أجهزة استشعار بلغت دقتها 90 بالمئة ما يعطي الامل للمرضى المصابين بالشلل وغير القادرين على الكلام بالتواصل.

وقالت تقرير متلفز ان هذا الانجاز العلمي يفتح الطريق امام اختراع جهاز لقراءة الدماغ موضحا ان فريق البحث اجرى اختباراته على مريض متطوع مصاب بالصرع عن طريق وصل زرين متصلين بشبكة مكونة من 16 قطبا كهربائيا بسطح دماغ المريض وخاصة عند مركز الكلام في الدماغ وايصال الطرف الثاني من الشبكة بجهاز كمبيوتر لتسجيل الاشارة الصادرة عن الدماغ ثم طلب من المريض قراءة كلمات يعتاد المصابون بالشلل استخدامها فسجل الكمبيوتر اشارات الدماغ بينما كان المريض يقرأ. وأضاف التقرير ان العلماء تمكنوا من فك شيفرة الاشارات الدماغية وتحويلها إلى كلمات من خلال اجهزة الاستشعار الموصولة بالكمبيوتر حيث تطابقت هذه الكلمات مع كل كلمة قام المريض بقراءتها بدقة تراوحت بين 76 إلى 90 بالمئة بحسب السي ان ان.

وأوضح العلماء ان الدماغ يقوم بانتاج الاشارات ذاتها بمجرد التفكير بالكلمة أو عند قراءتها وان ادمغة المصابين بالشلل تتمتع بصحة جيدة في كثير من الاحيان وهي تنتج الاشارات نفسها التي تنتجها ادمغة الاشخاص العاديين لكن المشلول دماغيا لا ينطق بها بسبب الاصابة في العضلات. ويأمل العلماء ان يتمكنوا في غضون سنتين او ثلاث سنوات من اختراع جهاز لقراءة الدماغ وآخر لإصدار الصوت ليستخدمه المصابون بالشلل الدماغي.

أنتاج اكباد صغيرة

حيث تمكن العلماء من انتاج نسخة مصغرة جدا من الكبد البشري في المعمل باستخدام الخلايا الجذعية. ويزيد النجاح في تلك التجربة من الامال بامكانية تصنيع اكباد للزرع في المستقبل، وان كان الخبراء يقولون ان ذلك امامه سنوات طوال. وعرض الفريثق البحثي، من المركز الطبي المعمداني في جامعة ويك فورست بالولايات المتحدة، نتائج تجربته في مؤتمر في بوسطن.

وقال علماء بريطانيون ان التجربة "تطور مثير" لكنه ليس من المؤكد بعد امكانية انتاج كبد كامل. ويتجاوز الطلب على اكباد للزرع ما هو معروض، وركزت الابحاث في السنوات الاخيرة على استخدام تكنولوجيا الخلايا لدعم الاعضاء المعطوبة في الجسم وربما استبدالها تماما. والبنية الاساسية في تلك الابحاث هي الخلية الجذعية التي يمكنها الانقسام في ظروف معينة لتنتج خلايا لانسجة الجسم المختلفة.

الا ان تكوين عضو جسدي ثلاثي الابعاد من الخلايا الجذعية يظل عملية صعبة. والطريقة التي استخدمها الباحثون الامريكيون، وغيرهم في انحاء العالم، هي تكوين نسيج كبدي على هيكل من كبد اصلي. وفي تلك الحالة تستخدم مطهرات لازالة الخلايا من الكبد والابقاء على الهيكل الكولاجيني وشبكة من الاوعية الدموية الدقيقة.

ثم يتم تطوير الخلايا الجذعية الجديدة ، وهي في تلك الحالة خلايا كبدية اولية، والخلايا الجدارية لتشكل جدرانا للاوعية الدموية. وبعد اسبوع في مفاعل حيوي، حيث تغذى بالعناصر والاوكسجين، شاهد العلماء نموا ملحوظا للخلايا في الهيكل وحتى علامات نشاط طبيعي في العضو الصغير.

وقال البروفيسور شاي سوكر الذي ترأس فريق البحث: نحن سعداء بالامكانيات التي يتيحها هذا البحث لكن يجب ان نؤكد اننا في مرحلة مبكرة جدا وهناك العديد من العقبات التقنية التي تحتاج للتغلب عليها قبل ان يفيد المرضى. واضاف:فلا يتعين ان نتعلم كيف ننمي مليارات الخلايا الكبدية في ذات الوقت لكي نصنع كبدا بحجم يكفي للانسان فحسب، بل علينا ان نتاكد ان تلك الاعضاء مامونة الاستخدام".

يمكنه الاحساس

من جانبهم قال باحثون أمريكيون ان جلدا صناعيا جديدا مصنوعا من مواد مرنة من أشباه الموصلات يمكن أن يكتسب حاسة اللمس مما يمهد الطريق لصنع أجهزة روبوت ذات أصابع دقيقة وحساسة يمكنها الامساك ببيضة على ان تكون لها في نفس الوقت قبضة قوية حتى لا تسقط المقلاة.

ويبحث العلماء منذ سنين عن طريقة لجعل أجهزة الروبوت قادرة على تعديل قوتها اللازمة للامساك بالاجسام المختلفة واستخدامها. والمواد التي يمكنها الاحساس باللمس هي وسيلة للتغلب على هذه المشكلة .وقال علي جاوي وهو مهندس كهرباء بجامعة كاليفورنيا في بيركلي الذي قاد أحد فريقين يعملان في مجال اكتشافات الجلد الصناعي في دورية نيتشر ماتيريالز البشر بصفة عامة يعرفون كيف يمسكون ببيضة هشة دون كسرها.

اذا كنا نريد جهاز روبوت قادرا على نقل الصحون على سبيل المثال فعلينا التأكد من أنه لن يكسر كؤوس النبيذ أثناء ذلك. لكننا نريد أيضا أن يكون الروبوت قادرا على حمل قدر كبير دون اسقاطه. وتمكن فريق جاوي من صنع أسلاك متناهية الدقة من سبيكة من السيليكون والجرمانيوم. ووضع الفريق أسلاكا من هذه المادة على الجزء الخارجي من اسطوانة وغطوها بغشاء لاصق مع جمع الاسلاك في شكل متسق.

بعد ذلك غلفوا هذا الغشاء شبه الموصل بطبقة من المطاط الحساس للمس. وأظهرت تجارب على هذه المادة قدرتها على الاحساس بمجموعة متباينة القوة تتراوح بين النقر على لوحة المفاتيح وبين الامساك بجسم ما. ولجأ فريق اخر بقيادة جينان باو وهي مهندسة كيميائية في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا الى طريقة مختلفة وجعلوا المادة حساسة للغاية حتى أن أصبح بامكانها الشعور بوزن فراشة اذا حطت فوقها. وتوصل فريق باو لوسائل الاستشعار في هذه المادة من خلال وضع طبقة من المطاط المرن بدرجة كبيرة بين قطبين كهربائيين في شبكة منتظمة من أشكال هرمية صغيرة للغاية.

وقالت باو انه عندما يجري شد هذه المادة يقيس الجلد الصناعي التغير في النشاط الكهربائي وأضافت يتحول التغير في سمك المادة الى اشارة كهربائية .وفي نهاية الامر يأمل الفريقان أن تكون هناك امكانية في استخدام الجلد الصناعي في اعادة حاسة اللمس الى الاشخاص الذين لديهم أطراف صناعية. لكن يحتاج العلماء أولا الى فهم أفضل لكيفية دمج وسائل الاستشعار في هذا النظام مع الجهاز العصبي للانسان.

قصر النظر

في سياق متصل تمكن علماء بريطانيون من اكتشاف الجين المسبب لقصر النظر فاتحين المجال أمام اختراع قطرات يمكنها أن تجعل من النظارات والعدسات اللاصقة وعمليات الليزر أدوات من الماضي. وذكر موقع "دايبلي ميل" البريطاني أن فريقاً دولياً بقيادة خبراء من جامعة "كينغ كولدج" بلندن تمكن من اكتشاف الجين المرتبط بمرض قصر النظر بعد أن أجروا مقارنات في الحمض النووي بين أكثر من 4 آلاف توأم بريطاني وبعدها بين 13 ألف بريطاني واسترالي وهولندي بحسب رويترز.

وسيفسح هذا الاكتشاف المجال لتصنيع دواء مانع لقصر النظر قد يصبح خلال 10 سنوات فقط رائجاً بكثرة ليجعلنا نودع آثار العدسات اللاصقة والانزعاجات التي تتسبب بها النظارات وجراحات الليزر. وقال الباحث المسؤول عن الدراسة بيرو هيسي "نعرف منذ سنوات كثيرة بن أكثر العوامل المهمة المسببة لقصر النظر هي معاناة الأهل من المشكلة، ونحن للمرة الأولى نقوم بتحديد الجينات التي قد يكون لها علاقة بنقل المشكلة".

وقال الطبيب المشارك في الدراسة كريس هاموند إن الادوية التي تعالج قصر النظر يمكن ان تصبح متوفرة في خلال عقد من الزمن فقط، كما يمكن استخدام خيارات أخرى مثل العلاج الجيني عبر حقن جينات "سليمة" في العين.

الشلل الدماغي

على صعيد اخر ابتكر علماء بريطانيون طريقة جديدة لربط واعادة بناء الجزيئات واستخدموها في تطوير علاج البوتوكس المضاد للتجاعيد في محاولة لتحسين استخدامه في علاج أمراض باركنسون والشلل الدماغي والصداع النصفي المزمن.

وقال الباحثون في مختبر البيولوجيا الجزيئية بمجلس البحوث الطبية ان نتائجهم تفسح المجال أيضا لتطوير أشكال جديدة من كلوستريديوم بوتيولينوم نروتكسين المعروف باسم البوتوكس الذي قد يستخدم كمسكن على المدى الطويل.وقال بازبك دافليتوف الذي اشرف على الدراسة في بيان عن نتائجه سيكون من الممكن الان انتاج أدوية من البوتوكس بطريقة أكثر أمانا وأكثر اقتصادا بحسب رويترز.

وقال الباحثون في تقرير في دورية وقائع الاكاديمية الوطنية للعلوم Proceedings of the National Academy of Sciences انه عن طريق تكسير جزيئات البوتوكس الى كتلتين منفصلتين تمكن فريق دافليتوف من انتاج كل منها على حدة بأمان ومن ثم يتم "تثبيتها" مرة أخرى. وقال الباحثون ان طريقة التثبيت الجديدة انتجت جزيئا منقحا مثل البوتوكس من شأنه أن يكون عمليا في الاستخدام السريري دون أن يكون له اثار سامة غير مرغوب فيها. وفي السنوات الاخيرة استخدم البوتوكس بشكل متزايد كعلاج طبي مع استغلال الاطباء لقدرته على ارخاء العضلات والاعصاب في محاولة لتهدئة التشنجات والرعشات مثل تلك الموجودة لدى المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون أو لتخفيف الالم. وأصبحت بريطانيا أول دولة توافق على استخدام دواء علاج التجاعيد الذي تبيعه شركة اليرجان تحت الاسم التجاري البوتوكس لعلاج الصداع النصفي.

ولكن المادة سامة للغاية ولا يمكن استخدامها الا في شكل مخفف جدا وهو عامل يحد من تطويرها لاستخدامات أخرى. وقال دافليتوف ان التقنية الجديدة ستتيح للعلماء انتاج أشكال جديدة من البوتوكس لها استخدامات طبية عملية أوسع مثل استخدامه كمسكن للالم على المدى الطويل.

الخلايا المريضة

ومن جانبهم أعلن فريق من العلماء الأستراليين والبريطانيين اكتشاف بروتين قاتل يقضي على الخلايا المريضة، الأمر الذي يعتبر اكتشافا قيما لمكافحة السرطان والملاريا والسكري بحسب ما أعلن الباحثون. وأوضح جايمس ويستوك المشرف على المشروع أن البروتين الذي يطلق عليه اسم برفورين يستهدف الخلايا المصابة فيحدث ثقبا في غشائها حتى يسمح بدخول الانزيمات القاتلة إليها.

وأضاف أن هذا الاكتشاف يشكل إجابة على لغز أساسي في نظام المناعة. ولفت العالم من جامعة موناش في ملبورن إلى أن برفورين هو السلاح الذي يستخدمه جسمنا للتنظيف.

وشرح أن هذا البروتين يدخل إلى الخلايا الملوثة بالفيروسات أو تلك التي تحولت إلى خلايا سرطانية، ويفسح المجال أمام الإنزيمات للدخول إلى قلب الخلية وتنظيفها. وأضاف من دونها، لا يستطيع نظام مناعتنا تنظيف هذه الخلايا بحسب فرانس برس.

وكانت مجاهر متطورة في أستراليا كما في بيركبك كولدج في لندن قد سمحت للعلماء بفحص تكوين البرفورين ووظائفها، مسلطة الضوء على جزئية فعالة تستهدف الخلايا الخبيثة أو المصابة، بحسب ما أشار الباحث. فمن دون بروتين البرفورين الذي تبثه خلايا قاتلة تهدف إلى القضاء على الأجسام السامة، لا يستطيع الجسم محاربة الأمراض.

وقد بينت دراسات أجريت على الفئران علاقة بين نقص في البرفورين واللوكيميا أو قدرة الخلايا الخبيثة. لكن هذا الاكتشاف بين أن هذا البروتين مرتبط أيضا بالقضاء على الخلايا السليمة وبرفض الأنسجة المزروعة، بحسب ويستوك. وأضاف الآن نعلم كيف يعمل ونستطيع بالتالي توجيه استخدامه لمحاربة السرطان والملاريا والسكري.

من جهته يشرح جو تراباني أحد باحثي الفريق أن هذه الدراسة التي استمرت عشر سنوات سمحت لهم باكتشاف أن تكوين هذا البروتين يأتي مشابها للسموم الحيوية البروتينية الجرثومية مثل الليستيريا والجمرة الخبيثة. وهذا أمر يدفع إلى القول بأن الجسم يكتسب وسائله الدفاعية من خلال الأمراض.

إصلاح الدماغ

الى ذلك توصل علماء إلى وسيلة لدفع النظام العصبي إلى اصلاح الضرر في الدماغ والذي يتسبب به ما يعرف بـ التصلب العصبي المتعدد. وقد أجرى العلماء في جامعتي كامبريدج وأدنبرة تجارب على فئران، وأظهرت كيفية إمكانية تحفيز الخلايا في المخ لانتاج مادة المايلين، اللازمة لحماية الألياف العصبية.

وأبدت الجمعيات الخيرية المعنية في مرض التصلب العصبي سعادتها في الدراسة التي جاءت بأمل جديد لدى المرضى في استعادة الوظائف البدنية. الا انهم حذروا من ان تطوير العلاجات قد يحتاج لبضع سنوات قبل اكتماله. يحدث مرض التصلب العصبي المتعدد بسبب خلل في نظام المناعة في الجسم، حيث يهاجم مادة المايلين الدهنية.

ويعتقد أن هناك نحو مائة ألف شخص في بريطانيا مصاب بالمرض. ونحو 85 بالمائة منهم هم ممن يصفون بأن لديهم الانتكاس والنشاط المتكرر، والذي يتسبب الإعاقة. وفي هذا الشكل من مرض التصلب العصبي المتعدد، يبدو أنه يمكن إصلاح المايلين طبيعياً عبر تحفيزه بحسب رويترز.

ومع ذلك، تم تشخيص نحو 10 بالمائة من هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد من الشكل التدريجي، حيث لا يشهدون أي انتكاس، ونشاطات متكررة. وقد كان العلماء يبحثون في الكيفية التي يمكن تطوير علاجات لمرض التصلب العصبي المتعدد، وفقدان المايلين.

وقد حددت هذه الدراسة وسيلة لإرسال إشارات في المخ والتي يمكن أن تشجع خلايا المخ الخاصة إلى تجديد الألياف. كما اظهرت الدراسة كيف يمكن استغلال هذه الآلية لجعل خلايا المخ الخاصة أقدر على تجديد المايلين. ويعتقد العلماء ان هذا سوف يساعد في تحديد العلاجات لتشجيع إصلاح المايلين في مرضى التصلب المتعدد. ومع ذلك ، هناك حاجة إلى العمل سواء لاختبار المرضى التي تصلح معهم هذه الآلية، واختبار نوعية العلاجات المساعدة.

ويذكر أن الدراسة أجريت بدعم من جمعيات خيرية أميركية معنية بالمرض.

ويقول بام ماكفارلين، الرئيس التنفيذي لصندوق مرض التصلب العصبي المتعدد: استكشاف العمليات التي يمكنها إصلاح الأضرار التي لحقت بانتاج المايلين، هو مجال هام آخر للبحوث وهو ما قد يسمح في النهاية للناس باستعادة وظائفهم الجسدية التي فقدوها بالإعاقة.

وأضاف ما تزال الدراسة في وقت مبكر منها، ولكن سيكون من المثير جدا أن نرى كيف تتطور.

الالام المزمنة

على صعيد شبيه اكتشف باحثون يجرون تجاربهم على الفئران انزيما في المخ يبدو انه المسؤول عن استمرار الالم بعد تعرض المرء لاصابة في الاعصاب وأعربوا عن أملهم في امكانية استخدامه كهدف جديد لمعالجة الالام المزمنة في البشر.

وفي تقرير نشر في مجلة ساينس العلمية Science قال الباحثون وهم من كندا وكوريا الجنوبية انهم تمكنوا من تخفيف الالم بعد نزع الانزيم. وقال مينو زو استاذ علم وظائف الاعضاء في جامعة تورونتو ورئيس فريق البحث في رسالة الكترونية يقدم لنا الانزيم فهما اساسيا لآلية المخ فيما يتعلق بالالم المزمن.

ومضى يقول في رسالته انه لا يهييء فقط امكانية جديدة لصنع دواء جديد لتخفيف الالم ولكن يساعدنا ايضا في فهم سبب فشل العديد من الادوية في السيطرة على الآلام المزمنة. واكتشف زو وزملاؤه مستويات مرتفعة من انزيم بروتين كيناز ام زيتا في منطقة بالمخ تسمى القشرة الحزامية الداخلية في الفئران المصابة بحسب رويترز.

وللتأكد من دور الانزيم في استمرار الالم نزع الباحثون جينا من مجموعة اخرى من الفئران يعتقدون انه مسؤول عن تكوين الانزيم ليخلصوا في النهاية الى ان فئران المجموعة الثانية عانت من الام مزمنة أقل او لم تعان من الام مزمنة بالمرة بعد اصابتها بجرح في الاعصاب.

وقال زو في رسالته ان الفئران التي نزع منها الانزيم ربما عانت من الام مزمنة بسيطة او لم تعان من اي الام مزمنة على الاطلاق. ويأمل زو وزملاؤه ان يساهم اكتشافهم في تصنيع فئة جديدة من العقاقير تعطل مفعول الانزيم.

زرع الشبكية

الى ذلك قال باحثون ألمان إن زرع شبكية آلية تتعرف على الضوء وترسل إشارات للمخ، قد يمثل علاجا لحالات العمى الانتكاسي الناتج عن التهاب الشبكية الصبغي. غير أن فريقا من العلماء بقيادة إبرهارت زرينر بجامعة توبنجن جنوب غربي ألمانيا حذر من الرقيقة الآلية داخل محجر العين لا تجدي نفعا إلا مع المرضى الذين فقدوا قدرة الإبصار بسبب خلل في الشبكية، وليس من ولدوا فاقدي البصر.

البحث المذهل الذي نشرته دورية بروسيدنجس بي مجلة الجمعية الملكية ، كشف أن الباحثين نجحوا في تطوير عملية لزرع الشبكية أدت إلى تمكن ثلاثة أشخاص مصابين بالعمى من رؤية الأشكال والأشياء في غضون أيام من زرع الشبكية.

بل إن أحد هؤلاء المرضى تمكن من تحديد أشياء كانت موضوعة على منضدة أمامه وتمييزها، وكذلك السير في أرجاء الغرفة دون مساعدة، والاقتراب من الأشخاص وقراءة الساعة والتمييز بين سبعة درجات مختلفة من الظلال الرمادية بحسب المجلة. ويمثل الجهاز الذي طورته شركة ريتينال إمبلانت ايه جي بالتعاون مع معهد أبحاث طب العيون بجامعة توبنجن، طفرة غير مسبوقة في إلكترونيات الترقيع البصري وقد تحدث ثورة في حياة نحو مئتي ألف شخص على مستوى العالم يعانون من العمى نتيجة التهاب الشبكية الصبغي، وهو أحد الأمراض التنكسية التي تصيب العين، ويؤدي إلى تعطيل مستقبلات الضوء في العين.

وكتب زرينر مدير ومؤسس ريتينال إمبلانت ايه جي ومدير ورئيس مستشفى العيون التابعة لجامعة توبنجن: إن نتائج هذه الدراسة الاستكشافية تقدم دليلا قويا على أن الوظائف البصرية لدى المرضى الذين يعانون مشكلات وراثية في الشبكية، يمكن استعادتها، من حيث المبدأ، لدرجة كافية للقيام بمهام الحياة اليومية".

الجهاز الذي يطلق عليه "الزراعة تحت الشبكية" يستقر تحت الشبكية، ويقوم باستبدال مستقبلات الضوء في حالات التنكس الشبكي. بعد ذلك، يستخدم الجهاز قدرات العين الطبيعية في معالجة مرحلة ما بعد التقاط الضوء لينتج مفهوما بصريا ثابتا لدى المريض ثم يتتبع الجهاز حركات العين. الأشكال الأخرى من زراعة الشبكية، المعروفة باسم الزراعات فوق الشبكية، وتوضع فوق الشبكية، ولأنها تتجنب مستقبلات الضوء السليمة في العين، فهي تستوجب أن يضع المستخدم كاميرا خارجية ووحدة معالجة.

وتحقق الزراعة تحت الشبكية الموصوفة في هذا البحث درجة دقة غير مسبوقة لأنها تحتوي على قدر كبير من مستقبلات الضوء مقارنة بالأجهزة المشابهة. وكما يقول زرينر الدراسة الحالية تمثل دليلا على الفكرة الأساسية، التي تشيرإلى أن استعادة القدرة على الإبصار لدى المكفوفين ، حتى وإن كان الهدف النهائي المتمثل التطبيق العلاجي سوف تستغرق بعض الوقت

مشاكل التنفس

من جانبهم قال باحثون أمريكيون ان أشخاصا يعانون من مشكلات في التنفس تؤرق نومهم اصبحوا اقل ارهاقا بعد ثلاثة أسابيع من خضوعهم لعلاج بالاستعانة بجهاز للتنفس مقارنة باخرين خضعوا لعلاج وهمي.

وأظهر الكشف أن الاستخدام المنتظم للعلاج بأقنعة الضغط الايجابي المتواصل على المسالك الهوائية قلل التعب الذي يسببه انقطاع التنفس أثناء النوم وهو اضطراب جسدي مزمن يؤثر على 12 مليون امريكي. ويزيد انقطاع التنفس أثناء النوم من احتمالات الاصابة بارتفاع ضغط الدم والازمات القلبية والجلطات وعدم انتظام ضربات القلب والسكري.

ويحدث انقطاع التنفس عندما يسقط نسيج رقيق في مؤخرة الحنجرة خلال النوم فيسد مجرى الهواء ويدفع المخ لايقاظ صاحبه الذي يندفع لاهثا طلبا للهواء وهي دائرة قد تحدث لما يصل الى 30 مرة في الساعة. وتعيق الاقنعة هذه الدائرة بتوفير تيار مستمر من الهواء من خلال القناع الذي يحافظ على المسالك الهوائية مفتوحة خلال النوم بحسب السي ان ان.

وقالت ليان تومفور من جامعة سان دييجو وجامعة كاليفورنيا في سان دييجو الذي نشرت دراستها في دورية سليب النوم في بيان هذه النتائج مهمة لانها تؤكد ان المرضى الذين يستخدمون القناع يمكنهم ان يرتاحوا من التعب ويشهدوا زيادة في الطاقة والحيوية بعد فترة علاج قصيرة نسبيا. وأظهرت العديد من الدراسات ان العلاج بالاقنعة قد تقلل من مخاطر صحية اخرى مثل خفض خطر الاصابة بالجلطات ولكن القليل من الدراسات بحثت في مسألة تأثير الاقنعة على الاجهاد الذي يمكن أن يقلل مستوى الاداء ويزيد من مخاطر الحوادث.

وفي الدراسة درست تومفور وفريق من جامعة كاليفورنيا في سان دييجو 59 بالغا في أواخر العقد الخامس يعاني الواحد منهم من 10 انقطاعات جزئية وكلية في التنفس على الاقل في الساعة الواحدة خلال النوم. وخضعت مجموعة عشوائية من المتطوعين للعلاج بالقناع ومجموعة أخرى لعلاج وهمي. وتدربت المجموعتان على الاستخدام الامثل للجهاز واستوفوا فيما بعد استبيانا عن حالاتهم.

وبعد ثلاثة اسابيع أبلغ المتطوعون الذين عولجوا بالاقنعة عن انخفاض مستويات الاجهاد بدرجة كبيرة على ميزانين مستقلين يقيسان الاجهاد وأبلغوا ايضا عن شعورهم بزيادة في الطاقة. ولم يظهر مثل هذا التحسن على المجموعة التي خضعت للعلاج الوهمي. ويعتبر قناع الضغط الايجابي المتواصل على المسالك الهوائية اكثر العلاجات شيوعا بالنسبة لانقطاع التنفس اثناء النوم.

نقل رأس

فقد شهد حي بروكلين بمدينة نيويورك الأمريكية رحيل الطبيب والعالم روبرت وايت، الذي عُرف حول العالم بتنفيذ العمليات الأكثر جرأة في التاريخ، وبينها عملية نقل رأس أحد القرود إلى جسم قرد آخر، ما دفعه للقول بأن ذلك أثبت مسؤولية الدماغ عن وعي المخلوقات، وإن كان قد أدى إلى ثورة معارضة من جانب جمعيات الرفق بالحيوان.

وأجرى وايت أول عملية عندما كان يبلغ من العمر 15 عاماً، إذ قام بتشريح دماغ ضفدع خلال حصة العلوم في المدرسة التي كان يرتادها، ما فتح الباب أمامه للاهتمام بهذا الجانب، لينفذ خلال العقود الخمسة التالية آلاف العمليات المماثلة المتعلقة بالأعصاب والدماغ.

وقال وايت، في واحدة من آخر مقابلاته، أجريت معه إن تجربة نقل رأس القرد الذي أجراه في العقد السابع من القرن الماضي، كانت ناجحة بشكل كامل، حتى أن القرد استيقظ في وقت لاحق وقام بعض يد الطبيب بحسب السي ان ان.

وأضاف أنه قام خلال فترة حياته بكتابة عشرة آلاف مقال، والعمل كمستشار في شأن أخلاقيات الطب لدى أربعة ممن تولى منصب البابا في الفاتيكان، إلى جانب تطويره تقنيات تبريد النخاع الشوكي لتجنب تعرضه لضرر دائم عند الحوادث، وهي تقنيات دفع بعض علماء الأعصاب للدعوة إلى منحه لجائزة نوبل.

ويعتبر وايت أن الاكتشاف الأساسي له هو تأكيد مسؤولية الدماغ عن وعي المخلوقات، وذلك من خلال عملية نقل الرأس التي نفذها، والتي يفضل شخصياً أن يسميها عملية "زرع جسم."

ويرى وايت أن العملية كانت ناجحة، رغم أن القرد لم يعش لأكثر من يومين، ورغم أن اختبارات أخرى تمكنت من تمديد عمر القردة التي تخضع لهذه العملية، إلا أن المشكلة التي ظلت قائمة هي الشلل الذي يصيب أطراف الجسم المتلقي للرأس.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 8/كانون الثاني/2011 - 2/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م