الولايات المتحدة... شعارات مثالية وواقع مخيب

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: على الرغم من الشعارات المثالية التي تسوقها الولايات المتحدة الامريكية عن نفسها، وتسعى الى نشرها في المجتمع الدولي، الا ان واقع مجتمعاتها ابعد ما يكون عما ترمي اليه في خطابها الرسمي المذكور.

فالعنصرية والتباين في المستوى المعيشي وغياب العدالة الاجتماعية صفات تلحظ بشكل واضح في داخل المجتمعات الامريكية، فيما لا تزال تنتشر بشكل متزايد اعداد من هم دون خط الفقر او من يفتقرون لأبسط حقوق المدنية التي تقف في طليعتها حق الرعاية الصحية.

حيث يلحظ الى جانب ذلك العديد من المؤاخذات التي تستحق الوقوف عليها، لمراجعة الصورة التي ترسمها امريكا لنفسها امام بقية الامم الاخرى.

أكبر فارق ثروة طبقي

فقد ذكر خبراء في الاقتصاد الأمريكي أن فارق الثروة بين الطبقات في البلاد بات اليوم الأكبر في التاريخ، بعد الأزمة الاقتصادية التي فجرت فقاعة العقارات وأدت إلى تدهور أسعار المساكن.

فإذا أخذنا بعين الاعتبار الأشخاص الذين تتألف منهم الشريحة الأكثر ثراء في الولايات المتحدة، والتي لا تضم أكثر من واحد في المائة من السكان، فإن إجمالي ثرواتهم الصافية تزيد عن المواطن العادي بواقع 225 مرة، علماً أن الرقم القياسي السابق لم يكن يتجاوز نسبة 190 مرة، وسُجل عام 2004.

وبحسب مركز "معهد السياسات الاقتصادية" للأبحاث، فإن هذا الفارق ظهر حتى مع تراجع ثروة الشريحة الأكثر غنى بواقع 27 في المائة، نتيجة الأزمة المالية، إذ بات متوسط ثروة كل فرد من تلك الطبقة يعادل 14 مليون دولار.

بالمقابل، تضررت الطبقة الوسطى بشكل هائل، ففقدت العائلات 41 في المائة من ثروتها الصافية، لتتراجع إلى متوسط 62 ألف دولار. وقد شرحت هايدي شيرهولز، كبيرة محللي الاقتصاد في المعهد، هذه النتائج بالقول: "لقد كانت خسائر العائلات العادية أكبر من سواها لأنها فقدت الكثير من قيمة المنازل التي تسكن فيها." بحسب وكالة انباء السي ان ان.

أما الطبقة الفقيرة، فيبدو أنها تزداد فقراً منذ عام 1962، حيث أن ديونها ما تزال تفوق ثروتها، ويبلغ متوسط ديون كل عائلة من هذه الطبقة 27 ألف دولار، أي ضعف قيمة الديون عام 2007.

يشار إلى أن الثروة الصافية للعائلة تحتسب من خلال جمع كافة الأصول المالية لأفراد العائلة، بما في ذلك قيمة المنازل والحسابات المصرفية والأسهم التي تمتلكها وقيمة معاشاتها التقاعدية، ومن ثم طرح مجموع الديون بكافة أشكالها، مثل الرهون العقارية والقروض الاستهلاكية.

العنصرية لا تزال متجذرة

وبينما لا تزال الأحكام المسبقة سائدة في المجتمع الاميركي حيث يعتبر الخلاسيون، كالرئيس اوباما، عادة من السود، وحيث لا يزال الكثيرون يعتقدون ان البيض متفوقون عليهم، على ما جاء في نتائج دراسة جديدة.

وتكشف الدراسة التجذر العميق "للهرمية العنصرية التقليدية الاميركية، التي تعطي المكانة الارفع للبيض، يليهم الآسيويون، فيما أصحاب الأصول الأميركية اللاتينية والسود في أسفل السلم الاجتماعي"، بحسب مؤلفي هذه الدراسة التي أجرتها جامعتا هارفرد وفاندربيلت ونشرت نتائجها في مجلة "جورنال اوف بورسوناليتي اند سوشال سايكولوجي".

وطلب خصوصا من المشاركين في الدراسة مشاهدة صور على جهاز الكمبيوتر لأشخاص خلاسيين، والقول ان كانوا يعتبرونهم من البيض أو من الأقليات. وقد عدل الباحثون لون البشرة في الصور لتراوح بين الأسود (0%) والأبيض (100%). لكن المشاركين لم يعتبروا الأشخاص المعنيين من العرق الأبيض الا عند بلوغهم عتبة ال 68%. وأتت النتيجة مماثلة عندما عرضت على المشاركين صور لأشخاص آسيويين وبيض: فقد توجب ان يكون الشخص "أبيض" بنسبة 63% على الاقل ليعتبر من العرق الأبيض. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

ومهما كانت الاصول العرقية للأشخاص المشاركين في الدراسة، بقيت النتيجة نفسها. يقول ارنولد هو، طالب الدكتوراه في علم النفس في جامعة هارفرد والمشرف على هذه الدراسة "عملنا يجعلنا نعيد النظر في الفكرة القائلة ان رئيسنا الخلاسي وارتفاع عدد الخلاسيين اجمالا، يعكسان انعدام الاحكام المسبقة العنصرية في اميركا".

والد باراك اوباما كان من اصول كينية ووالدته كانت امرأة أميركية بيضاء من ولاية كنساس. استمرار "قاعدة نقطة الدم" التي برزت للمرة الاولى في العام 1662 في احد قوانين فرجينيا، والقائلة انه يكفي ان يكون لدى المرء نقطة دم سوداء ليكون اسود، "يزيد الحواجز العرقية بدلا من جعلنا نتقدم نحو مجتمع خال من العنصرية".

نقص الأمن الغذائي

فيما أشارت الأرقام الاقتصادية الأمريكية إلى أن عدد الذين يحصلون حالياً على إعانات غذائية في البلاد لم يتراجع خلال 2010، ما يؤكد عمق الأزمة المالية التي لم تتمكن واشنطن من تجاوزها باتجاه تحسين فرص العمل، وبينت الأرقام أن 14.7 في المائة من الأمريكيين يعانون من "نقص في الأمن الغذائي."

وبحسب أرقام وزارة الزراعة الأمريكية، فإن المصنفين ضمن قائمة ضحايا نقص الأمن الغذائي "واجهوا مصاعب كبيرة في تأمين الغذاء لأنفسهم أو لأحد أفراد عائلتهم بسب نقص مواردهم المالية، ما يعادل قرابة 45 مليون شخص.

وقالت وزارة الزراعة إن 5.7 في المائة من أرباب العائلات الأمريكية، أو ما يعادل 6.8 ملايين شخص، عانوا من "النقص الشديد في الأمن الغذائي" بحيث توجب عليهم تعديل أنماطهم الغذائية والحد من كميات الأطعمة التي يتناولونها لأكثر من خمسة أيام في الأسبوع، وعلى مدار سبعة أشهر على الأقل.

وكانت حالات الجوع أكثر وقعاً على العائلات التي تعيش بمعيل واحد، وكذلك على العائلات التي تنحدر من أصول لاتينية أو أفريقية، وعلى مستوى المناطق، كانت معدلات الجوع في الريف أعلى منها في المدن. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وتبين الإحصائيات أن نحو 21 في المائة من الأطفال في الولايات المتحدة يعيشون تحت خط الفقر عام 2010، وهو أعلى معدل منذ عقدين. ولفت كينيث لاند، بروفيسور علم الاجتماع والديموغرافيا في جامعة "ديوك" إلى أن الرفاه الاقتصادي للعائلات الأمريكية تراجع ليعود إلى ما كان عليه عام 1975.

وشرح قائلاً: "كل ذلك التقدم سقط عن طريق فقدان الوظائف وتراجع معدلات الدخل الحقيقي بالإضافة إلى جوانب أخرى متعلقة بالرفاه الاقتصادي للعائلات." ويقدر أن نحو  15.6 مليون طفل أمريكي، يعيشون في خط الفقر هذا العام، كذلك يعيش نصف مليون طفل دون مأوى، ويتوقع أن يرتفع عدد أطفال العائلات التي لا يتمتع فيها أحد الوالدين بوظيفة ثابتة ومصدر دخل دائم، إلى قرابة 20 مليون طفل هذا العام.

عدد السكان

من جانب آخر، بلغ عدد أبناء الشعب الأميركي 308,7 ملايين نسمة عام 2010 الا ان معدل النمو الديموغرافي في خلال عشر سنوات هو الأضعف منذ ثلاثينات القرن الماضي وفقا للأرقام التي نشرها مكتب الإحصاء.

وتعداد 2010 هو الثالث والعشرين من نوعه. وقبل عشر سنوات كان عدد سكان اميركا 281 مليون و400 الف نسمة. وبلغ معدل النمو السكاني الاميركي، الذي يعد من الأكثر ارتفاعا في الدول الصناعية، 9,7% "وهو ثاني ادنى معدل منذ قرن" كما اكد روبرت غروفس مدير مكتب الإحصاء مشيرا الى ان معدل النمو هذا هو الأدنى منذ ثلاثينات القرن الماضي.

ففي هذه الحقبة وفي اوج الكساد الكبير انخفض معدل النمو السكاني الاميركي الى 7,3%. وبلغ تعداد عام 2010 تحديدا 308 ملايين و745 الفا و538 نسمة. وقال وزير التجارة غاري لوكي المكلف تقديم النتائج رسميا الى الرئيس باراك اوباما ان "التعداد هو العمود الفقري لنظامنا الاقتصادي والسياسي للسنوات القادمة". بحسب وكالة انباء فرانس برس.

ويتيح الاحصاء تحديد حصص توزيع الميزانية الفدرالية (التعليم، الشرطة، النقل) كما انه يعدل ايضا الخريطة الانتخابية بتحديد عدد ممثلي كل ولاية في الكونغرس. وهكذا يمكن ان يكون لبعض الولايات تمثيلا اكبر على حساب غيرها.

وسجلت خمس ولايات وخاصة في الجنوب الغربي ارتفاعا في عدد السكان هي نيفادا واريزونا ويوتاه وايداهو وتكساس. في حين سجلت خمس ولايات اخرى انخفاضا هي ميشغن ورود ايلاند ولويزيانا واوهايو ونيويورك.

متوسط الأعمار

من جانبهم قال خبراء أمريكيون في مجال الصحة ان متوسط الأعمار المتوقع في الولايات المتحدة تراجع بدرجة طفيفة في 2008 الى 77.8 عام وهو اول تراجع منذ عام 2004.

ووفقا لما ورد في تقرير للمركز القومي لإحصاءات الصحة التابع للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها فان الجلطات تراجعت في ترتيب الأسباب الرئيسية المؤدية للوفيات في الولايات المتحدة بعدما كانت تحتل المركز الثالث وتجاوزتها أمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل الربو وانتفاخ الرئة والالتهاب الشعبي.

وبقيت أمراض القلب والسرطان في الصدارة كأكثر سببين للوفاة في الولايات المتحدة اذ تسببا في 48 بالمائة من جميع الوفيات في 2008 وأصبحت الجلطات في المركز الرابع. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ان متوسط العمر المتوقع تراجع طفيفا من أعلى مستوى له وهو 77.9 عام في 2007 الى 77.8 عام في 2008. وأضافت أن متوسط العمر المتوقع للمرأة هو 80.3 عام بينما يتوقع أن يعيش الرجل 75.3 عام. وتستند الإحصاءات الأولية الى سجلات الوفيات في عام 2008.

الصعوبات الاقتصادية

الى ذلك قال مسؤولون صحيون أمريكيون ان معدلات المواليد في الولايات المتحدة انخفضت في 2009 للعام الثاني على التوالي في علامة على أن الصعوبات الاقتصادية ربما تجعل النساء يفكرن مرتين قبل أن يقررن إنجاب طفل.

وتشير تقديرات المراكز الامريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الى مولد أربعة ملايين و136000 طفل في 2009 بانخفاض قدره 2.6 بالمائة عن التقديرات للعام 2008. وجاء ذلك بعد انخفاض مماثل في 2008 عندما بدأت الأزمة الاقتصادية. وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ان بيانات 2009 أولية وقد تتغير. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ولا توجد تفاصيل حتى الآن عن خصائص النساء اللاتي أنجبن أطفالا في 2009. ويشير التحليل الأولي للمواليد في 2008 الى انخفاض المواليد من النساء في كل الاعمار تحت 40 سنة لكنها ارتفعت لدى النساء في سن 40 عاما وما فوقها. وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض في بيان "ربما كان هذا هو الحال في 2009 أيضا لكننا لن نعرف الا بعد توافر المزيد من البيانات."

وأضافت أن هناك احتمالا أن يكون السبب في انخفاض المواليد له صلة بالأزمة الاقتصادية في العامين الماضيين. وقالت "يبدو أن الكساد بدأ في أواخر 2007 وانخفاض المواليد في 2008 و2009 سيكون متسقا مع ذلك." لكن المسئولين عن الصحة سيحتاجون الى المزيد من التفاصيل بشأن البيانات السكانية للأمهات اللاتي أنجبن في 2009 لتأكيد هذه الصلة.

قانون الأحلام

من جهة اخرى لقي مشروع قانون مثير للجدل يوفر طريقا نحو المواطنة للمهاجرين غير الشرعيين الذين جاءوا الى الولايات المتحدة وهم أطفال ضربة قاتلة في مجلس الشيوخ الامريكي من جانب جمهوريين قالوا انه سيكافئ النشاط غير المشروع.

وحصل المشروع الذي يطلق عليه "قانون الأحلام" على موافقة مجلس النواب في وقت سابق لكنه فشل في الفوز بستين صوتا وهو العدد اللازم للتغلب على المعارضة في مجلس الشيوخ. وتعهد الرئيس باراك اوباما والديمقراطيون المؤيدون للمشروع بتقديمه مرة اخرى الى الكونجرس الجديد.

وقال اوباما في بيان "اشعر بخيبة أمل لان الفكر السليم لم ينتصر اليوم.. لكن إدارتي لن تتخلى عن قانون الأحلام او العمل المهم لإصلاح نظامنا للهجرة." ويتيح المشروع إقامة شرعية لصغار السن الذين جاءوا الى الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة قبل ان يصلوا الي سن السادسة عشر واولئك الذين تخرجوا من المدارس الثانوية وأكملوا عامين من الدراسة في الكليات أو الخدمة العسكرية وليس لديهم سجل جنائي.

وقال السناتور الديمقراطي ديك دوربن الذي تبنى المشروع "انهم يؤمنون في قلوبهم بان هذا هو الوطن وهو البلد الوحيد الذي عرفوه على الإطلاق. كل ما يطلبونه هو فرصة لخدمة هذا البلد." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وأيد المشروع الناشطون من اصول لاتينية الذين شعروا بخيبة أمل لفشل الديمقراطيين في الوفاء بوعد اوباما لإجراء إصلاحات شاملة في قوانين الهجرة. وفشل مشروع القانون في التصويت الذي جاءت نتيجته موافقة إلى حد كبير للانتماء الحزبي بواقع 55 مقابل 41 . \ ورغم انه حصل على غالبية الا ان مشروع كان يحتاج لموافقة مزيد من الأعضاء للوصول إلى 60 صوتا لكي يجتاز مجلس الشيوخ. وقال جمهوريون ان المشروع كان سيزيد من صعوبة تنفيذ قوانين الهجرة.

وقال السناتور الجمهوري جيف سيشنز "الشعب الأمريكي يتوسل الى الكونجرس الأمريكي لتنفيذ قوانيننا لكن مشروع القانون هذا هو قانون جوهره الأساسي مكافأة النشاط غير الشرعي."

وعدم حصول مشروع القانون على موافقة في مجلس الشيوخ يعني ان المشروع سينتهي مع تولى الكونجرس رقم 111 مهام عمله. وسيواجه المؤيدون معركة طاحنة عندما يبدأ الكونجرس الجديد انعقاده في الخامس من يناير كانون الثاني عندما يسيطر الجمهوريون على

مجلس النواب ويكون لهم دور أكبر في مجلس الشيوخ.

طرد المهاجرين

في السياق ذاته، أصدرت الحكومة الأميركية أمرا بوقف طرد المهاجرين المقيمين بصورة غير قانونية والذين بدئوا بتسوية أوضاعهم، وفق نص المذكرة.

ويستفيد من هذا الإجراء عشرات الآلاف من المقيمين بصورة غير قانونية على الأراضي الأميركية ممن انتهت مدة تأشيرة إقامتهم او الذين تدخل أقرباؤهم المقيمون بصورة قانونية لطلب تسوية وضعهم.

وتنص المذكرة الصادرة بتاريخ 20 اب/اغسطس عن مصلحة الجمارك والهجرة على سيناريوهين محتملين. ففي حال كان المهاجر غير الشرعي محتجزا ولكن من دون فتح تحقيق بحقه او في غياب اي سبب آخر، يتعين على موظفي مصلحة الجمارك والهجرة ان يتحركوا بسرعة لوقف عملية طرده. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وفي حال كان المهاجر غير الشرعي غير محتجز، يفترض ان تصبح العملية أسرع، ويترك للموظفين تقدير ان كان يمكن استثناءه من الطرد. وحصل 40 الف مهاجر غير شرعي على الإقامة في الولايات المتحدة خلال السنة المالية 2008-2009 بفضل طلبات قدمها أقرباؤهم المقيمون بصورة قانونية.

وخلال الفترة نفسها، تم ترحيل نحو 400 الف أجنبي من الولايات المتحدة، من بينهم نحو 130 الفا ارتكبوا جرائم او جنحا. وقال رئيس مصلحة الجمارك والهجرة جون مورتن أخيرا ان الحكومة الأميركية تعطي الأولوية لتوقيف وطرد المهاجرين الذين ارتكبوا مخالفات.

حظر ختان الذكور

اما في مدينة سان فرانسيسكو التي تحظر توزيع الألعاب مع وجبات الأطفال، والجلوس على الأرصفة خلال النهار، وتخالف أولئك الذين لا يلتزمون بفرز القمامة، يأمل لويد سكوفيلد بإضافة قانون جديد يحظر ختان الذكور.

ووفقا لاقتراح سكوفيلد، فإن أولئك الذين ينتهكون الحظر سيسجنون لمدة لا تزيد عن سنة واحدة، أو غرامة لا تتجاوز ألف دولار، وهو يرى أن الختان لأسباب دينية أيضا يجب أن يحظر.

وسكوفيلد ودعاة الحقوق الذين مثله، يسعون لجعل الختان الجزئي أو الكلي أو تشويه أي جزء من العضو الذكري لشخص يقل عمره عن 17 عاما، أمرا "غير قانوني،" في سان فرانسيسكو. وفي بعض الأسر، فإن الختان تقاليد ثقافية أو دينية، أو رغبة الآباء في أن يبدو أبناؤهم مثلهم، في حين أن أسرا أخرى تنتقد الختان وتعتبره تشويها، بينما تظهر الأدلة الطبية دلائل مختلطة على المخاطر والمنافع للختان.

وفي الولايات المتحدة، ووفقا للاستطلاعات الأخيرة، فإنه تم ختان نحو 65 في المائة من الأطفال الذكور الذي ولدوا في المستشفيات في عام 1999، بحسب أحدث البيانات المتاحة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

ويقول الدكتور دوغلاس ديكيما أستاذ في طب الأطفال في جامعة واشنطن "في الماضي، قلنا إن هناك فوائد ومخاطر لختان للأطفال حديثي الولادة.. ونظرا لحقيقة أن أيا من المخاطر أو الفوائد لا تعد ملحة، فهذا القرار متروك للأهل."

ورغم ذلك، إلا أن اقتراح سكوفيلد أمامه طريق طويلة، تتطلب الحصول على 7168 توقيعا بحلول أبريل/نيسان من العام المقبل، ليظهر على ورقة الاقتراع عليه في نوفمبر/تشرين ثاني من عام 2011.

ويقول سكوفيلد "الأمر متروك لاختيار الفرد وليس الآباء، أو المجتمع أو الدين.. هذا هو خيار لسلامة الجسم، ومثلما يتم حماية الإناث من نزول قطرة دم مأخوذة من أعضائهن التناسلية، فالأولاد يستحقون نفس الحماية." يشار إلى أن ختان الذكور هو عادة تقليدية موروثة من الدين عند اليهود والمسلمين، ويمارسها ملايين الناس حول العالم بشكل يومي على المواليد الجدد.

الماريجوانا بين الشباب

في حين ازداد استهلاك الماريجوانا لدى الشباب بين سن الثالثة عشرة والثامنة عشرة في الولايات المتحدة خلال العام 2010 وقد تجاوزت وتيرة استهلاكه تدخين السيجارة في صفوف تلاميذ الصف الثانوي الأخير على ما جاء في تقرير حكومي.

في العام 2010، اكد 21,4 % من تلاميذ الصف الثانوي الأخير في الولايات المتحدة أنهم دخنوا الماريجوانا في حين اكد 19,2 % انهم دخنوا سيجارة. وتفيد دراسة "ناشونال اينستيتوت اوف دراغ ابيوز" (نيدا) ان الاستخدام المنتظم للماريجوانا انتقل من 5,2 % في العام 2009 الى 6,1 % لعام 2010 على مستوى الصف الثانوي الثالث ومن 2,8 % الى 3,3 % في الصف الثانوي الاول ومن 1 % الى 1,2 % في الصف الثالث التكميلي. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

ويستند التقرير الى شهادة 46482 تلميذا من 396 مدرسة أميركية. واظهر التقرير كذلك ارتفاعا هاما في استهلاك حبوب اكستازي مع تأكيد 2,4 % من تلاميذ الصف الثالث التكميلي إنهم استهلكوا منها خلال السنة في مقابل 1,3 % في العام 2009.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6/كانون الثاني/2011 - 30/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م