الوهابية... حركة مثيرة للسخط والسخرية

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: اكثر ما يثير السخط الاستهجان في الحركة الوهابية انهم باتوا يسيطرون على اكثر البلدان قدسية وكرامة في العالم الاسلامي، سيما هو يتبجحون بفرض افكارهم المتخلفة وعقائدهم المشبوهة على السكان هناك.

وما يثير السخرية ان اغلب فتاوى تلك الحركة لا تتصف سوى بالسخافة الممزوجة بالتشدد الاعمى، والتي غالبا ما تصيب من يطلع على فحواها بنوبة ضحك طويلة تعقبها حسرة على ما هو حال من كان تحت هيمنتهم.

فالتشدد والتكفير واباحة دم الاخرين كانت ولا تزال سمة يتصف بها اتباع تلك الحركة المتخلفة وقادتها، يعزز من سطوتهم النظام السعودي المتسلط على رقاب سكان نجد والحجاز.

فيما باتت تدرك معظم دول العالم خطر انتشار تلك الحركة بين صفوف المعدمين من مجتمعاتها، سيما ان الوهابيون سخروا ملايين الدولارات من ميزانية الدولة السعودية لشراء الذمم وبث الفتن في اوساط المجتمعات الاسلامية، عبر تسخير ضعاف النفوس والجهلة.

الجزائر وحرب السلفية

حيث يقول مسئولون وقائمون على صناعة الكتاب إن الجزائر تشن حملة على الكتب الواردة من الخارج التي تدعو إلى أفكار إسلامية وهابية محافظة في خطوة تستهدف كبح التأثير المتزايد لتلك الأيديولوجية.

والسلفية حركة إسلامية جذورها في السعودية يرفض أتباعها الانخراط في الحياة العصرية من سماع للموسيقى وارتداء الأزياء الغربية والمشاركة في السياسة. وغضت الجزائر الطرف عن السلفية لسنوات ولكن السلطات ركزت انتباهها على الجماعة بعد أن استعرض الوهابيون قوتهم في الآونة الأخيرة بما في ذلك رفض بعض رجال الدين السلفيين الوقوف أثناء عزف النشيد الوطني.

وصدرت تعليمات لموظفي الجمارك وللمسئولين في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزارة الثقافة بأن يلتزموا بمزيد من الشدة بقائمة المطبوعات المحظورة وان يراقبوا المناسبات التي ينظمها الناشرون وتعرض خلالها الكتب للبيع. وقال محمد مولودي وهو ناشر ومستورد للكتب الدينية يعارض الفكر السلفي "التعليمات الصادرة هذا العام كانت صارمة فيما يتعلق بالمطبوعات السلفية."

وزار مئات السلفيين والوهابيين الذين يمكن تمييزهم بلحاهم وزيهم المعروف في وقت سابق المعرض الدولي للكتاب في الجزائر الذي يقام سنويا. وهم يستغلون هذه المناسبة عادة لشراء مطبوعات دينية بكميات كبيرة ليعيدوا بيعها. ولكن موظفي الجمارك الذين تواجدوا في المعرض بأعداد كبيرة منعوهم من ذلك. وقامت مجموعات من موظفي الجمارك الذين يرتدون زيا موحدا بتفتيش أجنحة بيع الكتب في المعرض لمراجعة الكتب المعروضة للبيع على ضوء قائمة المطبوعات المحظورة الموجودة لديهم.

واعترض موظفو الجمارك أيضا طريق أي مشتر يشتري كميات كبيرة من الكتب. و 90 بالمائة من الأشخاص الذين تم اعتراضهم كانوا ملتحين ويرتدون الزي الذي يرتديه السلفيون.

وقال موظف جمارك طلب عدم الكشف عن اسمه في معرض الكتاب "من يعيدون بيع الكتب واضحون لأنهم يحملون أكياسا ثقيلة مملوءة بالكتب. مهمتنا هي ضبط الكتب وإعطاؤهم نسخة واحدة من كل كتاب." وذكر مسؤول من وزارة الثقافة أن الدعوة لم توجه لخمسين ناشرا أجنبيا للمطبوعات السلفية -معظمهم من مصر- للمشاركة في المعرض.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن شخصيته "اعتادوا على غزونا بآلاف الكتب الموجهة لهذه الفئة من الناس وهذا ما لا نريده." وتسعى السلطات الجزائرية كذلك الى اعتراض الكتب الدينية المحظورة في الموانئ والمطارات. وقال مسئولون في وزارة الشؤون الدينية انه جرى أيضا تشديد عمليات التفتيش هذه خلال العام الماضي. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وبرغم هذه القيود لا تزال المكتبات التي تبيع الكتب السلفية موجودة في الجزائر وخصوصا في الأحياء الفقيرة. ويشرح عنوان لأحد كتب رجل الدين السعودي الشيخ عبد العزيز بن ندى العتيبي لماذا كل أشكال الموسيقى بما في ذلك الأغاني الدينية تعتبر "بدعة" تحرمها السلفية. والسلفيون الذين يربط غالبا بينهم وبين الحركة الوهابية السعودية أقلية في الجزائر المصدرة للطاقة حيث تلتزم غالبية سكانها البالغ عددهم 35 مليونا بمذاهب الفكر الإسلامي الأكثر انتشارا.

ولكن تأثير السلفية تزايد في العقدين الماضيين حين كانت الدولة تخوض حربا ضد تمرد اسلامي سقط خلالها ما يقدر بنحو 200 ألف قتيل. وغالبية السلفيين لم يتورطوا في العنف واستمالت أجهزة الأمن زعماءهم الدينيين خلال السنوات العشر الماضية لإصدار "فتاوى" تدعو المتمردين الى إلقاء أسلحتهم.

وخضع السلفيون لقدر أكبر من التدقيق من قبل الحكومة بعد أن أصبح حضورهم لافتا عندما احتجوا على خطة تجبر النساء على خلع الحجاب عند التصوير لاستخراج جواز سفر والاستخفاف بالنشيد الوطني.

قال رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى في كلمة في أكتوبر تشرين الاول الماضي ان الحكومة ستطبق القانون على أي محاولة لجلب ممارسات أو خطب دينية من الخارج الى بلدنا في إشارة الى السلفية على ما يبدو. والتصريحات التي أدلى بها أويحيى في البرلمان كانت هي المرة الاولى منذ سنوات التي يعبر فيها مسؤول عن قلقه من الافكار الاسلامية الوافدة على الجزائر.

ويقول خصوم السلفية الجزائريون ان السلفية تثير الفرقة في المجتمع وتجلب قيما غريبة على الجزائر وتضع صلاحيات كبيرة في أيدي حفنة قليلة من رجال الدين المقيمين في السعودية. وقال الشيخ شمس الدين بوروبي وهو امام معروف يتبع المذهب السائد في الجزائر ان السلفيين الجزائريين أداة في يد السعودية.

وقال في مقابلة في معرض الكتاب بالجزائر ان هدف السلفيين هو نشر الوهابية في الجزائر وأماكن أخرى داعيا الى ضرورة منعهم. وكان إبراهيم برقوقي وهو سلفي جزائري يقف على مقربة ويسترق السمع لحديث الشيخ شمس الدين. وقال "ليس من الانصاف القول بأننا نشكل خطرا على بلدنا. يجب أن يعترف الجزائريون بأننا بذلنا الكثير لنضع حدا للاقتتال بين المسلمين. "أصدرنا الفتاوى التي أقنعت المتمردين بإلقاء أسلحتهم.

ولاء الشيعة

من جهته حمل الوهابي السعودي سلمان العودة، وسائل الإعلام والفضائيات والإنترنت، مسئولية الصراع المذهبى بين السنة والشيعة، بعد أن سمحت تلك الوسائل لأى فرد بأن يتحدث ويسمعه الآلاف بعد أن كان عدد مستمعيه لا يتعدى العشرات، داعيا العودة إلى صياغة خطاب إسلامى ناضج ومعتدل بعيدا عن ردود الأفعال والانفعالات، مؤكدا أن الخطاب الدينى يجب ألا يساعد على زيادة الصراع واصفاً الخطاب الدينى الرشيد بخطاب يحافظ على التوازن.

وأعلن العودة خلال مشاركته فى الصالون الثقافى السعودى "المقعد"، والذى أقامه سفير السعودية لدى مصر هشام الناظر عن مؤتمر يعتزم شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب الإعلان عنه يشارك فيه علماء ومفكرو الأمة الإسلامية من مختلف بقاع العالم الإسلامى للحديث عن مشاكل الأمة فى الوقت الراهن، متمنيا أن يكون الحديث فى هذا المؤتمر ليس حديثاً أكاديمياً، وإنما حديث يكشف الحقائق والمشكلات ويطرح حلولها ويتحدث عن الواقع".

وحول الحوار بين المذاهب وأتباعها، أشار الداعية الإسلامى إلى أن هذا الأمر موجود فى مؤسسات ومنظمات إسلامية كبرى، مثل رابطة العالم الإسلامى، التى تستضيف مراجع وعلماء جميع المذاهب الإسلامية، مؤكداً فى الوقت ذاته أن ضم ممثلين للمذهب الشيعى إلى الهيئات الدينية السعودية لن يقدم أو يؤخر سواء بالنسبة للشيعة أو السنة.

وتطرق سلمان العودة فى حديثه إلى العلاقة بين الشيعة وإيران، وقال "المشكلة تتمثل فى أن ولاء البعض من الشيعة أصبح للسياسة الإيرانية وأصبح هذا الولاء يفوق ولاءهم للمذهب أحيانا".

وأرجع سلمان العودة هذا الأمر إلى نظرية ولاية الفقيه التى دمجت المذهب فى الدولة، وأصبحت إيران تمثل ولاية الفقيه وأصبحت الدولة هى المذهب وهى الحامية للمذهب، واصفاً هذا الأمر بأنه "استبداد وتسلط باسم الدين"، مشيرا إلى أن الكثيرين من أتباع المذهب الشيعى لا يؤمنون بولاية الفقيه، وهى النظرية التى ساعدت فى نجاح الثورة، ولكن عندما تحولت الثورة إلى دولة أصبحت ولاية الفقيه عبئاً على الدولة الإيرانية.

وأوضح سلمان العودة أن الدين يعد جزءًا رئيسياً للهوية، مشيرا إلى أن الإسلام تاريخياً كان وعاء يستوعب كل الذين يعيشون داخل حدود الحضارة الإسلامية، بل إن الكثيرين من أتباع الديانات الأخرى ويعيشون ضمن حدود الحضارة الإسلامية كان ولاؤهم الأول والأخير لتلك الحضارة. وشدد العودة على ضرورة أن يكون الدين حافزًا للجودة وإتقان العمل، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال خطاب دينى يدرك أن إتقان العمل مرتبط بالإيمان باللـه.

وأوضح أن الخطاب الدينى يجب أن يتسم بالاستقلالية حتى يساهم هذا الخطاب فى تشكيل هوية إسلامية، واصفا تلك الاستقلالية بأنها "القداسة التى يتمتع بها هذا الخطاب"، وقال "الخطاب الدينى يتعامل مع القضايا الدينية ويتعامل مع اللـه سبحانه وتعالى"، موضحًا أن الخطاب الدينى ليس خطاب معارضة أو رفض مطلق .. وليس خطابا للتأييد أو المباركة .. وإنما خطاب له شخصيته واستقلاليته".

وتوقف الداعية الإسلامى أمام قضية العروبة وعلاقاتها بالهوية، وقال "العروبة مكون رئيسى من مكونات الهوية"، مؤكدا أن العروبة ليست نقيضًا للانتماء للإسلام، معتبرا أن كل من تكلم العربية فهو عربى، بل كل من عايش المجتمعات العربية فهو عربى، وحذر من تحول العروبة إلى عنصرية أو قبلية تتسبب فى اشتعال الصراعات، وتحشد الشعوب ضد بعضها البعض.

ودعا العودة إلى الاعتراف بالشباب على كل المستويات، الأسرية والمجتمعية والسياسية، محذرًا من التعامل مع الشباب باعتبارهم يمثلون خطرًا أمنيًا ومجتمعيًا، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالشباب والتعامل معهم باعتبارهم المستقبل، وذلك من خلال التقويم وبناء الثقة والقناعة لديهم وليس من خلال الحظر والمنع والحجر. وأكد أهمية استمرار الحوار بين الأجيال، والاستماع إلى الشباب، حتى لا تكون هناك قطيعة بين الأجيال.

وتساءل سلمان العودة عن السبب فى تخلف الشعوب العربية عن نظرائها من شعوب العالم، مؤكدا أن هناك مشكلة فى البيئة العربية تعوق عملية التنمية والنهضة وتجهض الكثير من المشاريع الكبير، مشددا على احتياج العالم العربى إلى "النموذج" الذى يمنح الأمل ويضيق الفجوة الواسعة بين الحلم الذى يعيشه الكثيرون وبين الواقع.

افتتاح دار سينمائية

الى ذلك نفى مصدر مسؤول في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية ما تناقلته بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية عن افتتاح دار سينمائية بأحد المجمعات التجارية المغلقة حديثة الافتتاح بالمنطقة.

وقال مصدر لصحيفة نجران السعودية: ليس لدى الهيئة علم بافتتاح دور سينمائية في المنطقة، مضيفاً بأن رجال الهيئة قاموا بزيارة المجمّع للتأكد من الوضع ولم يجدوا أي صالة عرض سينمائية.

وأضاف أن هناك تعليمات وإجراءات لمثل هذه المواضيع، ولا توجد في الشرقية صالة عرض سينمائي إلا واحدة فقط في مركز (ساتيك) العلمي، وهذه الصالة عبارة عن سينما تعليمية مجانية، ولها إجراءات نظامية وفيها انضباط وتحكم وإدارة قوية تقوم على التنظيم، ويسمح لرجال الهيئة بالدخول والخروج في أي وقت، وهناك أيضاً تنسيق مع الهيئة وضوابط في كل ما يحدد من المخالفات الشرعية.

من جانب آخر أوضحت إدارة المجمّع الذي تردد وجود صالة عرض سينمائية به أن الصالة ليست سينمائية وإنما هي مسرح للأطفال عمل بتقنية البعد الخامس.

وقال مدير إدارة العلاقات بالمجمّع عبد الله الحمد في تصريح بأن المسرح صنع خصيصًا للأطفال على شكل لعبة، والهدف من إيجاده هو نماء ذكاء الأطفال إضافة إلى ارتداء نظارات خاصة بهذا المسرح الذي لا يتجاوز عدد مقاعده 15 مقعداً، هذا وقد كانت صحف محلية نشرت عن وجود صالة عرض سينمائية في هذا المجمّع مما دفع بعض المواطنين والمقيمين إلى دخوله بحثاً عن الصالة السينمائية، ليتضح في الأخير أنها فقط عبارة عن مسرح مخصص للأطفال. 

مطعون العيون

من جهة اخرى أوقف الشاب السعودي الذي أُشتهِر بـ "مطعون العيون" في مركز شرطة أعيرف بمدينة حائل شمال السعودية في أول يوم من خروجه من المستشفى بعد أن أمضى 17 يوماً من تنويمه إثر تعرضه لطعنتين من قبل عضو بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد أن أمره الأخير بستر عيون زوجته.

ويوم 10 فبراير/تشرين الثاني الماضي، نشبت مشاجرة في سوق برزان بين عضو الهيئة الذي أصر على أن تغطي زوجة الشاب عطا الله ماشي الرشيدي عينيها، فقابل "الرشيدي" أوامر العضو بالرفض، ودارت بينهما مشادة كلامية تطورت لتشابك بالأيدي ليخرج عضو الهيئة "سكيناً"، ويوجه طعنتين للرشيدي.

وقالت صحيفة "الوطن" اليومية، إن "الرشيدي" استغرب، في اتصال هاتفي، توقيفه في حجز أعيرف، وقال "واجهني محقق بهيئة التحقيق والادعاء العام، بادعاء عضو الهيئة علي بكسر أنفه، وأنه سيتم إيقافي إلى حين صدور تقرير طبي يفيد بعكس ذلك"، نافياً تسببه في أية كسور لعضو الهيئة، قائلاً إن "المشاجرة كانت عادية قبل أن أتعرض للطعن" وأضاف "إذا كان لدى عضو الهيئة شهود، فأنا شهودي في ظهري وفي عضدي"، قاصداً جرحيه.

وتابع الرشيدي "لا أنشد سوى العدالة في قضيتي، خاصة أنها وصلت إلى منابر المساجد في خطب الجمعة من قبل خطباء، منحازين للهيئة وليس للحق، مشوهين لعرضي". وعقب حادثة الطعن، كان عضو الهيئة نفسه قد أنكر طعنه لـ "الرشيدي"، متهماً أياه بـ "بنتف لحيته في الشارع"، وكان "الرشيدي" قد نفى ذلك أمام تحقيق جرى معه في غرفة مستشفى كان يعالج فيه.

كما نقل فيما بعد عن عضو الهيئة - دون أن تذكر التقارير الإعلامية اسمه - من داخل توقيف مركز شرطة إعيرف أنه "نادم على لحظة غضب أقدم من خلالها على طعن شاب"، طالباً الصفح عن خطئه مؤكداً أن "دوافعه كانت نبيلة".

وبحسب صحيفة "الوطن" اليومية، قال مدير مستشفى الملك خالد بحائل الدكتور فواز الراشد إن إدارة المستشفى سترسل خطاباً إلى الشرطة لطلب عضو الهيئة بعد أن طلبت الشرطة تقريراً نهائياً عن حالتي عضو الهيئة والرشيدي" مشيراً إلى أن التقرير النهائي لا يصدر إلا بعد الكشف عليهما.

وذكر "الراشد" أنه في حالة وجود اشتباه بوجود مضاعفات حول الإصابة بعد المشاجرة مباشرة، فإن طبيب الطوارئ يحول المريض إلى الطبيب المختص. وقال إن "الكشف الطبي سيظهر وجود الكسر من عدمه، وسيتبين لنا ما إذا كان الكسر حدث بواسطة آلة حادة فقط، والطب الشرعي هو من يحدد نوعية وأوصاف المتسبب في الكسر بدقة".

وبالنسبة لادعاء عضو الهيئة بخلع أكتافه، قال الراشد "لو اشتبه الطبيب بوجود خلع، فإنه سيحوله إلى طبيب العظام مباشرة". وكان عضو الهيئة قال أيضاً في وقت سابق إنه تعرض لخلع في الكتف.

وكان الناطق الإعلامي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحائل الشيخ مطلق النابت قد قال في تصريح أثار جدلاً يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إن رجال الهيئة العاملين في الأسواق سيتدخلون بتوجيه الأوامر لأي امرأة بتغطية عينيها إن كانت مثيرة للفتنة. دون تحديده لضوابط تميز العيون المثيرة من غيرها.

منع احتفالات رأس السنة

فيما قال تقرير إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزمت على لسان مسؤول بأن الأنظمة تمنع مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية، وأن مراكزها تعمل على إنفاذ التعليمات في المملكة العربية السعودية وفق إجراءات محكمة.

ووفقاً لصحيفة "عكاظ" السعودية، أفصح مسؤول تحدث عن أن الهيئة ستعمد إلى معالجة ما قد يلاحظ من مخالفات ظاهرة وعلانية، من خلال الرفع إلى الجهات المختصة، التي لم يسمها. وحول الاحتفالات التي تصاحب ذلك قال المصدر إن "مراكز الهيئة لا تعلم ما يدور داخل المنازل وليست معنية بمراقبة هذا الأمر، مسؤولية رجال الهيئة تنحصر في الظاهر من الاحتفالات أو الدعوة لها".

وبحسب صحيفة "عكاظ" اليومية، شدد المسؤول على أن فرق الهيئة تقوم بجولات مكثفة على المحال التجارية لمنع ما يباع من بضائع تمثل مظهراً من مظاهر الاحتفال بهذا العيد، ويتم ضبط ذلك، ومصادرته طبقاً للأنظمة، وتطبق الإجراءات اللازمة.

وحض المسئول على "أهمية الدور التربوي والمسؤولية الاجتماعية لكل المعنيين لتوعية الشابات والشباب بمخاطر الاحتفال برأس السنة الميلادية، داعياً إلى أهمية التوعية بما يحفظ للمجتمع والشباب والنشء الاعتزاز بالهوية، ويكرس اهتمامهم بأعيادهم". وقالت الصحيفة إنه في السياق ذاته، "منعت الجمارك عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية دخول أي أشكال الزينة التي ترمز إلى الاحتفال برأس السنة أو الأعياد الإسلامية".

حاتم الطائي وكرمه

فيما نقلت ايضا صحيفة "الوطن" السعودية إن اسم "حاتم الطائي" أشهر كرماء العرب تحول إلى مصدر للنزاع في صرح تربوي بمدينة حائل شمال السعودية إلى درجة التبرؤ منه واتهامه بالجاهلية والكفر، بينما كان الرسول صلى الله عليه واله وسلم قال عنه (أكرموا هذه المرأة - سفانة ابنة حاتم الطائي - فإن أباها كان يُحِبّ مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق).

وأضافت الصحيفة أنه بينما أطلقت إدارة التربية والتعليم بحائل اسم "حاتم الطائي" على إحدى مدارس البنين الابتدائية قبل سنوات، رفض عدد من المتشددين تسمية المدرسة بحاتم الطائي، معتبرين أنه "جاهلي" و"كافر" لا يستحق أن تحمل اسمه مدرسة تربوية، الأمر الذي قابله بعض معلمي المدرسة بالتذمر ثم الرضوخ والرضا بجزء من الاسم ليصبح اسم المدرسة "حاتم" فقط من دون "الطائي"، ولم يخف بعضهم تخوفهم من أن تسري تلك السابقة على بقية الأماكن التي تحمل اسم رمز الكرم في المنطقة.

وجاء تغيير المسمى بعد أكثر من 11 عاماً أمضتها المدرسة بالاسم القديم (حاتم الطائي). وعلق منسوبو المدرسة الأمل من جديد على مدير التربية والتعليم المعين حديثاً في المنطقة لإعادة النظر في قرار تغيير المسمى، وإرجاع المدرسة لمسماها السابق الذي عاشت معه أعواماً نالت به شهادة تقدير وتزينت جدرانها به.

ويؤكد أحد معلمي المدرسة لصحيفة "الوطن" اليومية أن سكان حي "أجا" الذي تقع فيه المدرسة تذمروا من قرار التغير، معتبرين أنه مساس برمز يمثل المنطقة ككل، أكرمه الرسول صلى الله عليه واله وسلم، واحترمه، ووصفه بأنه يحب مكارم الأخلاق.

وذكر المعلم - الذي فضل عدم ذكر اسمه - أن عدداً من المتشددين اشتكى لدى إدارة التربية والتعليم بالمنطقة لتغيير اسم المدرسة كون حاتم الطائي جاهلياً وكافراً، ولا يجب أن تحمل اسمه مدرسة تربوية يفترض بها أن تخرج تلاميذ مسلمين.

واستغرب المعلم استجابة إدارة التربية والتعليم لتلك المطالب بإزالة "الطائي" وترك "حاتم". وأكد وجود مدارس تحمل اسم "حاتم الطائي" في عدد من مناطق السعودية على الرغم من كونه يرتبط بحائل أكثر منهم. وتمنى المعلم أن يعيد مدير التعليم الجديد النظر في القرار الذي اتخذه مدير عام التعليم السابق، وأن يعيد للمدرسة علاقتها برمز الكرم "حاتم الطائي".

ونفى مدير عام التربية والتعليم في منطقة حائل حمد العمران علمه بالموضوع، مؤكداً أنه لم يسمع به إلا من صحيفة "الوطن"، مشيراً إلى أن القرار قد يكون من الإدارة السابقة. وحول كون حاتم الطائي جاهلياً وكافراً لا يجب أن تسمى مدارس المسلمين باسمه، أكد "العمران" أنه لا يعتقد أن هذا الأمر صحيح، مشيراً إلى ثناء الرسول صلى الله عليه واله وسلم على حاتم الطائي واعترافه بفضله أمام ابنته سفانة.

وعن إمكانية إعادة الاسم للمدرسة، أكد "العمران" أنه لم يتقدم له أحد من الزملاء للمطالبة بإرجاع المسمى. وقال "إن راجعوني سأكون لكم من الشاكرين". يذكر أن محاولات عدة قام بها عدد من المتشددين لإزالة قبر وقصر حاتم الطائي في قرية توارن (40 كلم شمال غرب حائل) باعتبارها من الآثار الجاهلية التي يجب طمسها بعد تكرار زيارة سياح أجانب للقبر والقصر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6/كانون الثاني/2011 - 30/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م