الأيتام أبشع مخلفات الحروب

اليوم العالمي ليتامى الحروب

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: في أوائل هذا الشهر – كانون الثاني/ يناير- من كل عام، يستذكر العالم أجمع أيتام الحروب، أولئك الاطفال الذين أخذت منهم الحروب حاضرهم ومستقبلهم عندما التهمت الأباء في سواتر الجبهات، أو في حروب الشوارع والمفخخات والعبوات وما شابه، فيما قضت على الامهات بأسلحة القصف أو تفجير الاسواق وغيرها، لتترك أطفالهم ايتاما يعيشون على هامش الحياة.

والحروب كما هو متفق تنتج عن تقاطع السياسات الدولية او الاقليمية، او نتيجة للتعصب والتكفير وما شابه داخل المجتمعات نفسها، وهي في الغالب نتاج الافكار المتعصفة التي ترى الصحيح حكرا بها، اما الخطأ والتكفير والانحراف فهو من نصيف الافكار والعقائد التي يحملها غيرها.

يقر الجميع بأن المتضرر الأكبر من الحروب هم الاطفال، فبدلا من أن يعيش الطفل مفتتح حياته، في واقع سليم يحتوي قدراته ويطورها، ويبحث عن مواهبه وينميها، ويعده اعدادا سليما لمواصلة الحياة بصورة افضل، تجد أن الكبار قادة ونخبا، يسلبون منه هذه الفرصة الطبيعية، فيلجؤون الى الحرب، كحل لا مناص منه، لمشكلاتهم الفكرية والعقائدية وغيرها، أما النتائج القاسية والبشعة للحرب، فهي من حصة الايتام اولا، كونهم سيفقدون البيت الذي سيأويهم، والحضن الذي سيحنو عليهم، والقلب الذي سيرأف بهم، والراعي الذي سيسدد خطواتهم في طريق الحياة المتعرج.

ولأن الانسانية عانت من ويلات الحروب بشتى انواعها واصنافها، فقد حاول مفكروها ومصلحوها وحكماؤها ولا يزالون أن يضعوا حدا لها او يخففوا من أضرارها على الاقل، وذلك عبر حلول فكرية مبدئية وعملية يتفق عليها الجميع في محاولة لكبح جماح بعض القادة السياسيين الذين يجنحون نحو الحرب كحل يشبع نزواتهم المنحرفة.

وهكذا لابد من نبذ الحرب واشاعة ثقافة السلام، لكي نجنب أنفسنا واطفالنا، عواقبها الوخيمة، ولكي نقلل الى ادنى حد ممكن، من أيتام الحروب، الذين غالبا ما يتعرضون لأبشع طرق الاستغلال العملي والجنسي والانساني على نحو عام، في غياب الرعاية الابوية العائلية، او الرسمية كملاجئ الايتام وما أشبه بذلك، ولهذا ينبغي أن تكون هناك مبادرات حاضرة وفاعلة في هذا المجال تصب في صالح ثقافة السلام واشاعتها بين شعوب العالم أجمع عبر عدد من المبادرات الايجابية ومنها:

- أن يتفق الجميع على نبذ ثقافة التطرف وعدم نشرها بين الاطفال.

- أن يتم نشر ثقافة التسامح والتعايش والمشاركة والتعاون واحترام الرأي.

- أن تُمنَع ألعاب السلاح بأنواعها عن الاطفال، وأن تُسَن قوانين دولية، ومحلية، بهذا الصدد، نظرا لخطورتها الفعلية على الاطفال، بالاضافة الى تنمية النزعة العدوانية لديهم.

- أن يتم توظيف وسائل التوصيل، التلفزيوني، والسينمائي، والمسرحي، لاشاعة ثقافة السلام بين عموم الاطفال.

- أن يتم تنظيم المناسابات التي تحث الاطفال على نبذ الحرب والتعصب والتطرف في الرأي وما شابه، كتحديد اسبوع للسلام العالمي بين الاطفال.

- أن تنشط عموم المنظمات والجهات المعنية، دولية او اقليمية او محلية، رسمية او أهلية، في تنظيم حملات توعية متواصلة، عن خطورة الحرب، وأهمية اشاعة السلام بين الاطفال والكبار معا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 5/كانون الثاني/2011 - 29/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م