حرب الخليج... اجراءات استباقية تهدد امن المنطقة

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يدرك العرب عموما، ودولة الخليج خصوصا، انها باتت على تماس مباشر مع التهديدات الايرانية المبطنة، بالرغم من محاولات الاخيرة في الحد من المخاوف المتنامية تجاه برامجها التسليحية، وعلاقتها غير المحببة مع بعض الدول العربية، كالعراق وسوريا ولبنان.

الى جانب بعض الاتهامات المباشرة من بعض المسؤولين العرب حول تورط طهران في دعم التمرد الحوثي.

فمعظم دول الخليج تنظر بعين تملؤها الريبة صوب ايران، خصوصا فيما تعتبره تهديدا مباشرا على امن دولها وسيادتها، وهي تصارع من اجل بعض اعادة ضم بعض المناطق المتنازع عليها، مثل الجزر الاماراتية الثلاث التي تهيمن عليها ايران.

فيما باتت التسمية محل جدل جديد، اثير مؤخرا تعود للأسباب التي سبق ذكرها، الا ان كما يبدو سيدخل العراق في سياق ذلك النزاع لكن بوتيرة اهدئ، بعد انتهاء كما شهور العسل بين البلدين، اثر تفاقم بعض المشاكل الحدودية، مثل الحقول النفطية المشتركة، وقطع ايران لمياه الانهر التي تصب في العراق، فضلا عن تلويح بعض المسؤولين العراقيين برفضهم لاتفاقية الجزائر الموقعة بين الطرفين.

استعدادات للحرب

ففي صحيفة الديلي تيليجراف في التفاصيل نقرأ عن مراجعة للخطط العسكرية للجيش البريطاني في الخليج كانت قد أمرت بها حكومة رئيس الوزراء البريطاني دفيد كاميرون. وعلمت التليجراف ان مقترحات جديدة يجري صياغتها لتنسيق النشاط العسكري في المنطقة مع حلفاء بريطانيا المجاورين لايران وخاصة الامارات العربية المتحدة.

القائمون على المراجعة وجدوا أن عليهم الغاء خطة الطوارئ الحالية بالنسبة للرعايا البريطانيين حيث إن عددهم زاد بأكثر من مئة الف في الامارات وحدها، بحسب الصحيفة، ويخشى ان يتعرض هؤلاء للخطر، بعد أن هددت ايران بالرد على اي هجوم عسكري على منشآتها النووية، باستهداف المصالح الغربية في الخليج بالصواريخ.

وفي إطار منتدى "أمن الخليج" الذي نظمه مركز الدراسات العربي - الأوروبي بباريس. طرح تساؤل حول كيفية تمكن دول الخليج الجمع بين الازدهار الاقتصادي والتحديات الأمنية.

ولخص ارفي دو شاريت وزير الخارجية الفرنسي السابق في كلمته الافتتاحية أبرز التحديات التي تواجهها هذه المنطقة الغنية بالنفط، من الأزمة السياسة العراقية التي أصبحت تلقي بظلالها على الدول المجاورة والبرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى معضلة الإرهاب الذي يأتي من اليمن المجاور.

وقال دو شاريت: "تحديات الأمن كبيرة جدا بالنسبة لدول الخليج التي تملك احتياطات هائلة من النفط، وأي عمل عسكري في المنطقة سيخل بالتوازن الاقتصادي والسياسي العالمي، فضلا عن أنه سيؤدي إلى اشتعال أسعار النفط لسنوات عدة، لذا على الولايات المتحدة والغرب اتباع سياسة الحوار والدبلوماسية كوسيلة لحل الأزمات التي تخلقها سواء إيران أو القاعدة".

من جهة أخرى، احتدم النقاش حول " فارسية" أو عربية" الخليج، إذ تبادل كل من على نوري زاد وهو مدير معهد الدراسات العربية الإيرانية بلندن وعبد الخالق عبد الله وهو أستاذ في العلوم السياسية بجامعة الإمارات الاتهامات بشأن الأزمة القائمة بين العواصم الخليجية وطهران.

وقال على زاد: "لماذا نتحدث دائما عن الخليج العربي، علما أن كل الدراسات التاريخية القديمة والحديثة تقر بفارسيته. هذا يجرح مشاعر ملايين الإيرانيين ولا يساعد في توطيد العلاقات بين شعوب المنطقة"، مضيفا أن إيران قدمت الكثير لدول الخليج فساعدت النظام الحاكم في عمان على القضاء على الفكر الشيوعي وأن الشاه هو الذي دعا إلى توحيد الإمارات العربية وقيام دولة البحرين.

وبخصوص الجزر الإماراتية الثلاث - طمب الصغرى والكبرى وأبو موسى - التي تسيطر عليها إيران، صرح المفكر الإيراني أن هذه المشكلة مفتعلة وأن التاريخ والوثائق الدولية تؤكد على إيرانية هذه الجزر، مشيرا في نفس الوقت نفسه أن حتى البحرين كان محافظة إيرانية طيلة 150 سنة.

جواب عبد الخالق عبد الله وهو أستاذ في العلوم السياسية بجامعة الإمارات كان صاعقا ومباشرا، إذ اتهم إيران بالسعي إلى فرض نفسها كشرطي المنطقة. وقال: "نحن في الخليج نرى إيران كالخطر الأكبر ولكنها ليست العدو. إيران تبدو مخيفة جدا عبر توسعاتها وترسانتها العسكرية وهي جارة صعبة للغاية، نكن لها كل الاحترام لكنها جارة غامضة تدفعنا يوما بعد يوم نحو الولايات المتحدة والغرب لأن سلوكها صعب وتصريحاتها أصعب".

وواصل عبد الخالق عبد الله: "إيران تريد أن تعيش من جديد الحلم الشاهي، مع العلم أن الشاه هو الذي أدخلنا في سباق التسلح في السبعينيات بمباركة أمريكية.

وأكد المفكر الإماراتي أن مشكلة الجزر المحتلة حق تاريخي وأن الإمارات لن تتخلى عن المطالبة بها بالطرق الشرعية والدبلوماسية. وهي تمثل العمق الاستراتيجي الإماراتي كونها تقع في مضيق هرمز حيث يمر يوميا حوالي 20 مليون برميل من النفط.

وأثنى عبد الخالق عبد الله على موقف الجالية الإيرانية المقيمة في الإمارات العربية المتحدة واصفا إياها بالمتفتحة استطاعت أن تتأقلم مع المجتمع العربي الإماراتي وتحترم تقاليده وان تستثمر أموالها في دبي وأبو ظبي وتعيش في هناء ودون أي مشكلة.

عدم التدخل

في السياق ذاته أعرب قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم التي عقدوها بالعاصمة الإماراتية أبوظبي عن أسفهم لفدم إحراز الاتصالات مع إيران أي نتائج على صعيد حل قضية الجزر المتنازع حولها مع الإمارات، ودعوا طهران إلى الالتزام بعلاقات حسن الجوار وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، وطالبوها بالاستجابة لجهود الغرب لحل أزمة ملفها النووي بشكل سلمي.

وذكر البيان الختامي أن المجلس تابع مستجدات الملف النووي الإيراني "بقلق بالغ،" وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب أكد البيان على مواقف دول المجلس الثابتة لجهة "نبذ العنف والتطرف المصحوب بالإرهاب،" كما دعا إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب لتبادل المعلومات والخبرات والتنسيق لرصد تحركات المنظمات والعناصر الإرهابية. بحسب السي ان ان.

وأشاد البيان بكفاءة الأجهزة الأمنية في كل من البحرين والسعودية "بكشف وتفكيك المخططات والخلايا الإرهابية،" وأكد أهمية العمل على "تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإرهابية ومحاولاتها قياداتها في الخارج إيجاد موطئ قدم لعناصرها في الداخل ونشر أفكارها."

وكان للشق المتعلق بالتعاون العسكري والدفاع المشترك حيز كبير من اهتمام المجلس، الذي اطلع على الخطوات والجهود التي تبذل لتعزيز قوات درع الجزيرة المشتركة وتطويرها ، وكذلك سير العمل في تطوير المشاريع العسكرية المتعلقة بالاتصالات المؤمنة وحزام التعاون .

وبالنسبة للعلاقات مع إيران قال البيان إن المجلس الأعلى لقادة الخليج تابع "مستجدات الملف النووي الإيراني بقلق بالغ، مجدداً التأكيد على مواقفه الثابتة بشأن أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية ، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وجعل منطقة الشرق الأوسط ، بما فيها منطقة الخليج العربي، منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل."

واستعرض المجتمعون تطورات القضية الفلسطينية، مؤكدين أن تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم "لا يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة إلى خط 4 يونيو 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية،" وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية "وام."

وأدان البيان الاستيطان الإسرائيلي واعتبار القدس المحتلة عاصمة للشعب اليهودي، كما ندد بما وصفه بـ"الأعمال الإجرامية الإسرائيلية" في قطاع غزة، ودعا المجلس الأطراف الدولية الفاعلة، ومجلس الأمن على وجه الخصوص ، لتحمل مسؤولياتهم الكاملة، واتخاذ التدابر اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني، والإنهاء الفوري لهذا الوضع المأساوي.

وكان قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد افتتحوا اجتماعهم بجلسة ليل الاثنين، حيث ناقشوا توصيات سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية، بعد جلسة افتتاحية علنية أشادوا خلالها بتوقيف السعودية لشبكة إرهابية، وشددوا على حق الإمارات باستعادة الجزر المتنازع عليها مع إيران.

وعقدت الجلسة برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وحضور ملك البحرين، حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.

إلى جانب الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية وفهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان.

وألقى أمير الكويت كلمة بصفته رئيس الدورة السابقة، وجه فيها التهنئة للمملكة العربية السعودية لنجاح العملية الجراحية التي أجريت للعاهل السعودي، عبدالله بن عبدالعزيز، كما بارك لقطر فوزها بتنظيم بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم.

وأشاد الصباح بـ"جهود المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب وإلقائها القبض مؤخرا على إحدى الخلايا التي كانت تنوي قتل الأبرياء،" ودعا إيران إلى "اللجوء للحوار السلمي لحل مشكلة جزر الإمارات الثلاث أو إحالتها لمحكمة العدل الدولية."

وفي ما يخص الملف النووي الإيراني طالب أمير دولة الكويت بتسوية سلمية لهذا الملف لتحقيق السلام والاستقرار العالمي. وأعرب عن أسفه لتعطل عملية السلام في الشرق الأوسط بسبب ما وصفه بـ"التعنت والصلف الإسرائيلي،" وطالب أمريكا والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإيقاف عملية الاستيطان.

من جهته، تحدث أمين عام مجلس التعاون، عبدالرحمن العطية، عن التعاون الأمني قائلاً: "تبدو أهمية تعزيز التضامن الأمنية أكثر من أي وقت مضى لإحباط المخططات التي قد تهدد الأمن وأنوه هنا بإفشال السلطات في السعودية والبحرين لمخططات إرهابية."

طائرات التجسس

من جانب آخر أعلن قائد قوات الجو في الحرس الثوري الإيراني، العميد علي حاجي زادة، أن قواته تصدت خلال الفترة الماضية لطائرات تجسس وصفها بأنها "أجنبية" وقام بإسقاط طائرتين منها في منطقة الخليج، مشيراً إلى أن يكشف هذه المعلومات للمرة الأولى.

وذكر زادة، وفق ما نقلته عنه وسائل الإعلام الإيرانية، إن طهران تمكن من إسقاط "عدد كبير من الطائرات التجسس المتطورة للغاية،" كما قامت بتصنيع أعداد كبيرة من الطائرات المشابهة.

ونقلت وكالة "فارس" شبه الرسمية عن زادة قوله: "الأجانب نفذوا عدة اعتداءات محدودة على أراضينا،" دون أن يقدم معلومات مفصلة عن ذلك.

وللتأكيد على قوة الجيش الإيراني، عرض زادة للمواجهات التي جرت في السابق بين إسرائيل وحزب الله في جنوبي لبنان، فقال: "هل استطاع هذا الجيش الصمود أمام حزب الله لبنان؟ يزعمون أن إيران تقف وراء حزب الله فهل قوة إيران العسكرية يمكن قياسها بالقوة الأمريكية؟ فهذا إن دل على شيء إنما يدل على صمودنا منذ ثلاثة عقود."

وتابع: "القوى الكبرى خلقت لنا مختلف المتاعب والمصاعب والمشاكل لكي تحقق أهدافها، إلا أنها أخفقت في ذلك، الأمر الذي أدى إلى أن تعتمد إيران على قدراتها الذاتية وبلغت مرحلة الاكتفاء الذاتي في الأسلحة التي تحتاجها."

واستطرد قائلا: "لقد كان لدينا خلال مرحلة الدفاع المقدس (الحرب مع العراق) عدة وحدات صاروخية تم توزيعها علي جميع أنحاء الوطن، إلا أننا اليوم نملك الكثير من القواعد الصاروخية التي تدخل الساحة لتواجه أقل اعتداء على إيران، ما يعجز العدو عن إلحاق أي أذى."

من جانبها، نقلت قناس "برس" الإيرانية جوانب إضافية من مؤتمر زادة الصحفي، فأوردت أنه قال إن الغرب لديها نشاط كبير على صعيد الطائرات العاملة دون طيار فوق العراق وأفغانستان، ولكنه (الغرب) لا يجرؤ على استخدامها في إيران. بحسب السي ان ان.

وتتزامن تصريحات زادة مع إعلان قائد سلاح الدفاع الجوي في إيران، العميد أحمد ميقاني، نجاح بلاده في إنتاج الأسلحة المضادّة للجو، وتأكيد استعداد طهران لـ"تصدير الفائض من تصنيعها للدفاعات الجوية إلى البلدان الأخرى."

وقلل ميقاني من جدية التهديدات العسكرية الأمريكية لبلاده، فقال إنها "حرب نفسية وإعلامية اعتمدتها أميركا منذ 31 عاما."

الامارات تسعى لتحديث انظمتها الدفاعية الصاروخية

على صعيد متصل قال مسؤولون عسكريون كبار ان الامارات العربية المتحدة تخطط لتحديث أنظمتها الدفاعية الصاروخية وربطها اقليميا ببقية الدول الخليجية العربية لدعم دفاعاتها.

وتنفق دول الخليج العربية الست المصدرة للنفط مليارات الدولارات لشراء احدث الانظمة الدفاعية حيث تخشى ضربات انتقامية من ايران في حالة شن الولايات المتحدة او اسرائيل عملا عسكريا ضد ايران.

واشارت بعض المراسلات الدبلوماسية الامريكية المسربة الاسبوع الماضي الى أن بعض زعماء دول الخليج يخشون البرنامج النووي الايراني وخاصة العاهل السعودي الملك عبد الله الذي حث واشنطن على مهاجمة المواقع النووية الايرانية و"قطع رأس الحية."

وقال اللواء الركن علي محمد صبيح الكعبي نائب رئيس أركان القوات المسلحة الاماراتية في مؤتمر عسكري ان ثلاثين دولة تمتلك صواريخ بعيدة المدى نصفها في اسيا والشرق الاوسط.

واضاف ان تهديد الصواريخ طويلة المدى حقيقي وان الامارات يجب أن تكون مستعدة للدفاع عن شعبها والمنطقة ضد اي تهديد.

ولم يسم الكعبي الدول المقصودة لكن مسؤولين عسكريين اخرين حضرا المؤتمر المنعقد في أبوظبي أشارا الى دول مثل ايران واسرائيل والهند وباكستان.

وقال العميد الركن محمد مراد البلوشي قائد مركز العمليات الجوية في القوات الجوية والدفاع الجوي لدولة الامارات ان هناك تركيزا عاليا للصواريخ طويلة المدى في المنطقة مما قد يسبب دمارا مؤثرا. وقال ان الامارات تحتاج الى تسليح نفسها بأحدث الانظمة الصاروخية.

وأضاف دون الخوض في تفاصيل ان الامارات في مراحل متقدمة من عملية شراء وتحديث صواريخها من طراز باتريوت وأنظمة الدفاع ضد الصواريخ طويلة المدى.

كما تبني الامارات نظاما متطورا للدفاع الصاروخي وتدير مركزا للدفاع الجوي والصاروخي المدمج من شأنه أن يكون مثالا لغيرها من دول الخليج.

ومن المتوقع أن تشتري الامارات نظام صواريخ من نوع ثاد المخصص للتصدي للصواريخ طويلة المدى التي تنقض على ميدان المعركة من أماكن نائية وهو نظام تصنعه شركة لوكهيد مارتن. وقال مصدر عسكري ان صفقة الشراء من الممكن ان تتم في 2011. بحسب رويترز.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته حيث لم توقع الصفقة بعد ان دولا خليجية اخرى تفكر في شراء نفس النظام الصاروخي. ورفض المسؤولون العسكريون الاماراتيون التعليق على الصفقة.

وتجري جهود من أجل تحسين الاندماج والتعاون المشترك في تشغيل أنظمة الدفاع الصاروخية في الخليج. وقال الكعبي ان نظاما دفاعيا صاروخيا مدمجا هو الحل الافضل أمام أي تهديد. لكن ذلك قد يستغرق وقتا.

وقال رياض قهوجي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري "العسكرية عرضة للتوجيه السياسي... هناك رؤية استراتيجية لامتلاك نظام دفاع صاروخي مدمج لكن أحدا لم يحدد وقتا.

حادث الناقلة

من جانبهم شكك بعض الخبراء العسكريين في الخليج فيما سبق أن أعلنته الولايات المتحدة عن قيام متشددين بشن هجوم غامض على ناقلة نفط يابانية في مضيق هرمز في يوليو تموز واشاروا الى الحاجة لمزيد من المعلومات بشأن هذه الواقعة.

ومن شأن الهجوم اذا تأكد أن يكون الاول من نوعه في مضيق هرمز المزدحم بحركة الشحن والذي يمثل بوابة الخليج التي يمر منها 40 في المئة من النفط المنقول بحرا في العالم.

وتحرس المضيق سفن حربية من الاسطول الخامس الامريكي الذي يتمركز في البحرين وسفن من دول أخرى.

وأنهت مذكرة أمريكية صدرت للبحارة في 19 نوفمبر تشرين الثاني من ادارة النقل البحري بوزارة النقل الامريكية شهورا من الصمت الغربي بشأن هذا الحادث الذي ثارت تكهنات بأنه كان مجرد حادث تصادم غير مقصود.

ووصفت المذكرة المقتضبة الشهر الماضي اعلان جماعة كتائب عبد الله عزام الغامضة مسؤوليتها عن الهجوم الفاشل بأنه "صحيح". ووقع الهجوم على الناقلة اليابانية في 28 يوليو تموز وأسفر عن اصابة بحار واحد لكنه لم يتسبب في تسرب النفط من الناقلة أو تعطيل حركة الشحن.

لكن مسؤولين عسكريين في مؤتمر أمني في الخليج قالوا انه على الرغم من المذكرة الامريكية فما زال ما حدث بالفعل للناقلة اليابانية ام.ستار التي يبلغ طولها 333 مترا وتملكها ميتسوي (أو.اس.كي) لاينز ليمتد اليابانية المسجلة في جزر مارشال غير معروف.

وقال الاميرال برونو نيلي قائد القوات الفرنسية في المحيط الهندي "في رأيي ان الحقيقة الاساسية هي أننا لا نعرف بالتحديد ما جرى."

وقال مسؤول دفاعي ياباني في مؤتمر الحوار بالمنامة الذي يجمع مسؤولين ومحللين لرويترز ان المذكرة الامريكية ليست "حاسمة." وتحقق السلطات اليابانية في الواقعة لكنها لم تنشر نتائجها بعد.

ورفض ممثلو الاسطول الخامس الامريكي في المؤتمر الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له التعليق على الامر.

وردا على سؤال عن المذكرة التي اصدرتها ادارة النقل البحري بوزارة النقل الامريكية الشهر الماضي اكتفى الاسطول الخامس بالقول انه يواصل "مراقبة الممرات البحرية في المنطقة عن كثب... نحن نواصل حالة دائمة من الانتباه الشديد."

وتنشط كتائب عبد الله عزام بشكل رئيسي في صحراء سيناء المصرية وفي لبنان ويعتقد ان اغلب أعضائها من العرب الذين قاتلوا في وقت ما مع أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في العراق عام 2006 .

وقال كريستيان لو مير المحلل البحري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "حقيقة أن الامريكيين تمكنوا من اعلان (نتائج تحقيقاتهم) اولا تعني ان اليابانيين يتباطأون.

"انا مندهش قليلا من انه لم يكن هناك المزيد من النقاش بشأن واقعة ام.ستار وربما يرجع لادراك انهم لا يملكون الكثير لفعله في هذا الشأن."

ويركز الوجود البحري الدولي في المنطقة على حماية الملاحة في خليج عدن من هجمات القراصنة وينادي بعض المراقبين بضرورة منح المزيد من الاهتمام لتأمين مضيق هرمز بعد حادث ام.ستار.

وفي مثال نادر على الدعم المفتوح لمذكرة ادارة النقل البحري بوزارة النقل الامريكية اعلنت سلطات جزر مارشال موافقتها عليه.

وقال الكابتن توماس هينان نائب مفوض الشؤون البحرية لجمهورية جزر مارشال في بيان الشهر الماضي "عمل مكتب تسجيل جزر مرشال بشكل وثيق مع العديد من الوكالات العسكرية والمخابراتية منذ الواقعة وحذرت اسطولها من التهديد خلال أيام من الهجوم."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4/كانون الثاني/2011 - 28/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م