من عيوب النطق...السرعة الزائدة في الكلام

عبد الكريم العامري

 

شبكة النبأ: عيوب النطق والكلام كثيرة، واسعة تنتشر بين أوساط اجتماعية بدون تحديد تقريبا. يمثل هذا النوع من الانحراف مشكلة كبرى يجب أن توجه لها عناية المسئولين في مجالات عديدة منها وزارة التربية على وجه الخصوص، عن طريق استحداث صفوف خاصة في المدارس الابتدائية أو إنشاء وحدات علاجية كلامية تعمل على انتقال الأطفال والتلاميذ الذين يعانون عجزا أو اضطرابا في كلامهم، ثم تقوم بعلاج تلك العيوب المنتشرة بين الأطفال. هناك عيوب شائعة، هناك تلاميذ مصابون بعيب أو أكثر من عيوب النطق والكلام المختلفة. انها ظاهرة تشكل مشكلة أمام المربين تحتاج الى عناية والى تضافر جهود في هذا الميدان. بعد نمو الفرص والامكانات العلمية والتعليمية والعلاجية.

حيث يمكن إتاحة الفرص لكل طفل أن يحصل على أكبر قدر من التعليم والنمو السليم المعافى، بدلا من عدم قدرة الأفراد على الاندماج في المجتمع وشعورهم بالنقص عن أقرانهم أو السخرية اللاذعة التي يتلقونها من زملاءهم، حيث تسبب لهم الاحراج والانزواء بعيدا عن المشاركة الجماعية التي بالتالي تحرمهم من فرص الحياة المتاحة لأقرانهم.

العمل في هذا المجال يجب أن يكون تشاركي نفسي واسري وتربوي، كذلك يعزز فرص مشاركة المجتمع لمحاصرة وتطويق اية ظاهرة صغيرة أو كبيرة.

يتميز هذا النوع من العيوب الكلامية بالسرعة الزائدة في عرض الأفكار والتعبير عنها، لدرجة لا تتضح منها بعض الكلمات أو المقاطع ؛ ينتج عن ذلك أن يصبح الكلام مضغوطا لدرجة الخلط.

في الحالات الشديدة من هذا النوع من الاضطرابات الكلامية يتعذر على المستمع فهم ما يقال، الغريب ان المصاب لا يدرك الطريقة غير المألوفة التي يتحدث بها، إلا أنه إذا ما لفت نظره لطريقة كلامه، عاد إليه صوابه وأخذ يتكلم بطريقة طبيعية، إلا أنه سرعان ما يعود الى أسلوبه المعيب في التعبير.

إن هذا العيب في الكلام لا يقتصر على التعبير الشفهي؛ بل يظهر كذلك أثناء القراءة، حيث نجد الكلمات تتداخل مع بعضها، كما أن بعض المقاطع تحذف كلية.

التشخيص:

إن المشكلة الأساسية في مثل هذه الحالات ترجع في جوهرها الى أن الأفكار تتدفق على الذهن بسرعة لدرجة يتعذر معها التنظيم بين الناحية الحسية الأفكار وبين الناحية الحركية في العملية الكلامية النطق وإخراج الحروف. إن المشكلة في أساسها ترجع الى عدم التناسق أو التآزر بين الناحية العقلية mentation في الكلام والناحية اللفظية verbalisation.

المعالجة:

العمليات العلاجية في هذا المجال متطورة وفي تزايد، منها في مثل هذه الحالات تقوم على الأساس التالي:

أولا: تنظيم عملية التفكير لدى المصاب، يمكن تحقيق ذلك بوسائل عدة، التالي منها.

ثانيا: أن يعرض على المصاب صورة تتضمن سلسلة متتابعة من الحوادث ويطلب منه أن يصف الصورة، متبعا الترتيب المنطقي للحوادث الواردة في الصورة؛ على ان يكون الوصف في لغة بسيطة واضحة.

ثالثا: يدرب المصاب على هذه الطريقة على النحو التالي:

تستعمل قطعة من الورق المقوى أو أي قطعة تصنعها، تغطي صحيفة الكتاب أو الجريدة فيما عدا فتحة صغيرة تسمح برؤية كلمة واحدة من الصحيفة المقروءة. ينقل القارئ الورقة من كلمة الى الكلمة التي تليها، على أن يقرأ كل كلمة بصوت مرتفع. بهذه الطريقة يمكن تنظيم عملية القراءة بشكل لا يسمح له بالسرعة. بالإضافة الى ذلك فإننا نستطيع أن ندربه على القراءة في وحدات زمنية بطيئة.

رابعا: هناك ناحية نفسية هامة في العلاج، إذ يجب أن يفهم المصاب أهمية العملية الكلامية في نمو الفرد وتقدمه في المجتمع. كل ذلك يجعله يبذل الجهد في العناية بكلامه، يعتمد بذل الجهد في مثل هذه الحالات على التروي والتأني في نطق الحروف والمقاطع.

خامسا: من الممكن مساعدته من قبل صديق أثناء تحدثه؛ بأن يشير إليه في كل حديث بدا يتسرع فيه، لغرض ضبطه والعودة الى النطق غير السريع، حيث يشكل الصديق خير منبه له على عدم التسرع مستقبلا ويبقى في ذاكرته.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1/كانون الثاني/2011 - 25/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م