اسرائيل وتساقط اوراق الهيبة

الدولة التي لا تقهر تهتز من الداخل

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: انكشفت الخطط الإسرائيلية التي كانت تظن أنها ضللت العالم بأنها الجهة المتضررة في فلسطين عن طريق التصريحات التي تدلي بها الجهات الإسرائيلية والتي يكون ظاهرها هو ان تقسيم فلسطين هو حق من حقوقهم وهم لا يريدون العنف في تنفيذ ذلك بل والأكثر من ذلك فهم يدعون الى السلم متهمين الفلسطينيين بأنهم الجهة التي تعتدي على حقوق المستوطنين.

بينما الباطن منها فهو تلفيق التهم للفلسطينيين ليتيح ذلك لهم ضربهم والتعدي عليهم بمختلف الطرق الغير مشروعه والتي تثبت النية السيئة للمستوطنين الإسرائيليين التي تبين مدى حقدهم على الشعب الفلسطيني، وهذا ليس فقط كلام بل هناك أدلة على صحته حيث بينت بعض الجهات ان هناك خطط يضعها المستوطنون تبين إنهم مستهدفين بينما هو العكس والوثائق قوية كونها جاءت من بعض الجنود الذين خدموا في تلك المناطق.

كما وان الحرائق التي مرت بها إسرائيل مؤخرا والضعف في السيطرة عليها والتي أدت الى قتل العديد من الإسرائيليين بينت على أنها دولة لا تهتم الا بالحرب كونها تملك اكبر عدد من الطائرات المقاتلة وتعتبر الثانية على العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية في شراء الطائرات والتسلح، وانتقد على ذلك كونها لا تملك ولا طائرة واحدة تستخدم لإطفاء الحرائق جوا عن طريق حملها لأطنان كبيرة من المياه وطلبت المساعدة من الدول الأخرى.

تواطؤ الجيش مع المستوطنين 

حيث يكشف كتاب يضم شهادات جنود إسرائيليين سابقين عن التواطؤ القائم بين الجنود والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.

ويحمل الكتاب عنوان "كسر الصمت"، على اسم المنظمة التي ستنشره والتي تجمع منذ سنوات شهادات جنود إسرائيليين خدموا في الضفة الغربية وقطاع غزة. واشارت مقدمة الكتاب الى ان "الكتاب يعرض الأساليب العملانية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة وتأثير هذه الأساليب على الحياة اليومية لسكان المنطقتين من الفلسطينيين والمستوطنين والجنود".

وردا على هذا الكتاب اتهم الجيش الاسرائيلي في بيان منظمة كسر الصمت بأنها تسلك "سلوكا خادعا يثير الشكوك في نواياها". واخذ الجيش على هذه المنظمة غير الحكومية المناهضة للاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة عدم تسليمها هذه الشهادات الى المراجع المكلفة السهر على تطبيق القانون، الامر الذي كان من شأنه، فيما لو حصل، ان يؤدي الى فتح تحقيق معمق في هذه الشهادات، بحسب بيان الجيش.

ويندد أحد أقسام الكتاب الأربعة بواقع ان "الجيش يخدم مصالح المستوطنين على حساب السكان الفلسطينيين". ويتحدث الكتاب عن مهاجمة المستوطنين للفلسطينيين من دون أي تدخل او ملاحقة من قبل الجيش وكذلك عن تلقي بعض الجنود أوامر من المستوطنين بشان السياسات المتبعة مع جيرانهم الفلسطينيين.

وقال جندي يحرس مستوطنة قرب الخليل (جنوب) "ان المسئول الأمني في المستوطنة يقرر ما هو المسموح وما هو غير المسموح. انه شيء مثير للعجب، عندما يضع مدني للجيش الحدود والقوانين". بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

ويضم الكتاب اكثر من 100 شهادة لم يكشف عن هوية أصحابها أدلى بها جنود سابقون من بين 700 شهادة جمعها الكتاب بحسب يهودا شاوول احد مؤسسي هذه المنظمة التي انطلقت عام 2004. وقال "سبق ان نشرنا جزءا من الشهادات لكن معظم ما ورد في الكتاب شهادات جديدة تسمح بتكوين صورة دقيقة لما حصل على الأرض في السنوات العشر الأخيرة". ويكشف جنود عن القيام أحيانا بأعمال تعسفية ضد مدنيين بذريعة منع حصول هجمات. وقال احد الجنود "طلبوا منا إقامة حاجز في وسط قرية، لمجرد إظهار وجودنا، لإخافة السكان".

مكافحة الحرائق

بينما وقفت إسرائيل القوية في الحروب بلا حيلة في مواجهة حريق غابات كبير ووجهت مناشدات عاجلة لجيرانها لمساعدتها بطائرات لمكافحة الحرائق.

وأصيبت اسرائيل بالشلل في مواجهة حريق الغابات الذي اشتعل في تلال الكرمل الجافة المطلة على مدينة حيفا الساحلية لأنها لا تمتلك طائرات لإطفاء الحرائق. وأصاب مقتل 41 شخصا في الحرائق الدولة بصدمة. واضطر نحو 15 ألف شخص الى إخلاء منازلهم مع امتداد النيران التي خرجت عن نطاق السيطرة.

وأقر مسؤولون اسرائيليون صراحة بعدم كفاية وسائل الرد. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لم تعد اسرائيل نفسها مطلقا وبأي شكل لمثل هذه الضرورة." وتابع قائلا "لم يحسب قط حساب موقف كهذا." وقال للصحفيين "علينا وقف الحريق. وهذا ليس ممكنا الا بالطائرات.. لا نملك أي وسائل أخرى .. نحتاج الى إحضار المزيد من الطائرات."

وقال نتنياهو ان اليونان وقبرص وبريطانيا وتركيا وبلغاريا وروسيا ومصر وأذربيجان وأسبانيا وكرواتيا وفرنسا والأردن لبت طلب إسرائيل لتقديم مساعدات. ويمكن لإسرائيل أن تشتري ثلاث طائرات حديثة لمكافحة الحريق من طراز سوبر سكوبر التي تصنعها شركة بومباردييه بسعر طائرة واحدة فقط من مقاتلات اف-35 (الشبح) التي طلبت شراءها.

ويبلغ سعر الطائرة البرمائية المتخصصة في اطفاء الحرائق 28.5 مليون دولار ويمكنها نقل ستة أطنان من المياه لما يصل الى عشرة مرات كل ساعة للتعامل مع حريق قريب من مصدر كبير للمياه. ويبعد الحريق في اسرائيل بضعة كيلومترات فقط عن البحر. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

لكن اسرائيل لا تملك أيا من هذه الطائرات واضطرت عوضا عن ذلك للاعتماد على جيرانها في حوض البحر المتوسط الذين يواجهون مخاطر مستمرة من اندلاع حرائق غابات كبيرة وكانت على قدر من الحكمة دعاها لشراء طائرات لمكافحة الحريق. فاليونان لديها 21 طائرة وكرواتيا لديها ست طائرات.

وقال منتقدون ان اسرائيل اختارت "الارتجال". فقد شوهدت مدافع مياه متحركة تابعة للقوات الجوية ومصممة للعمل على مدارج مستوية وهي تتحرك بحذر الى موقع في السفوح الشرقية شديدة الانحدار. الا أن مداها لا يزال لا يكفي للقيام بالمهمة.

وعلى النقيض تملك إسرائيل 360 طائرة مقاتلة من طراز اف-16 وهو عدد أكبر بكثير من الموجود لدى أغلب الدول - باستثناء الولايات المتحدة - التي اشترت أكثر الطائرات الهجومية مبيعا في العالم ناهيك عن امتلاكها الكثير من طائرات اف-15 ومنظومة كاملة من الطائرات العسكرية المتقدمة وغالية الثمن.

وقال معلقون ان هيئة الإطفاء والإنقاذ الوطنية التي يعمل فيها نحو 1400 من رجال الاطفاء لم تكن مستعدة للتعامل مع الحريق. وكتب ياكوف لابين في صحيفة جيروزاليم بوست "يدرك رجال الإطفاء أن الحكومة تجاهلت مؤسستهم لعشرات السنين."

وفيما يسلط الضوء على الحاجة الى دفاعات ملائمة لمواجهة الحرائق يقول مخططون عسكريون اسرائيليون ان منطقة تل أبيب المكتظة بالسكان يمكن أن تكون هدفا لهجوم صاروخي في أي حرب في المستقبل بينما يمكم أن تشتعل البلدات الشمالية بوابل من الصواريخ قصيرة المدى التي قد يطلقها حزب الله من لبنان.

وقالت الصحيفة ان مسؤولي الاطفاء وصفوا تدريبا أجري في مايو أيار الماضي لمحاكاة بعض أسوأ السيناريوهات بأنه "عديم الفائدة الى حد كبير لان هيئة الإطفاء تعاني من نقص التمويل والأفراد والمعدات اللازمة."

جمرات الشيشة

من جانبه قال ميكي روزنفيلد، الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية، إن التحقيقات حول حرائق الغابات الأخيرة أدت إلى الشك في دور مراهق لا يتجاوز من العمر 14 سنة، قام بسبب الإهمال برمي جمرات في منطقة حرشية قرب قريته، كان قد قصدها لتدخين النارجيلة (الشيشة.)

وبحسب روزنفيلد، فإن المراهق قام بإلقاء الجمرات، ما تسبب بإشعال الحريق، الأمر الذي دفع الفتى للفرار عائداً إلى مدرسته. وكانت إسرائيل قد أعلنت السيطرة على حرائق أحراش هائلة اجتاحت شمالي البلاد على مدى ثلاثة أيام وأسفرت عن سقوط 42 قتيلاً وإصابة 17 آخرين.

وقال روزنفيلد، إن قرابة 1500 من رجال الإطفاء مازالوا في المنطقة وفي حالة استنفار، بعد الحريق الذي اشتعل في نحو 10 ألف فدان حول مدينة حيفا، ثالث أكبر المدن الإسرائيلية وهدد قطاع الأعمال والسياحة بالمنطقة واستدعي إجلاء 17 ألف شخص. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وارتفعت حصيلة قتلى الحرائق إلى 42 بوفاة قائدة شرطة حيفا، العقيد أهوفا تومر، متأثرة بحروق شديدة أصيبت بها في الحرائق التي اندلعت. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق الهائل وسمح لسكان التجمعات السكنية الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى مناطقهم.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو إلى تجاوز العقبات البيروقراطية التي تعترض سبيل مساعدة السكان المنكوبين، وخصصت الحكومة 60 مليون شيكل (16 مليون دولار) لإعادة بناء ما دمرته الحرائق.

جهاز المخابرات

فيما عين مسؤول مخضرم بجهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) خلفا لمديره مئير داجان فيما يشير الى ثقة الحكومة الإسرائيلية في الجهاز رغم تداعيات اغتيال أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في دبي.

وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في معرض ترشيح تامير باردو للمنصب ذي الاهمية المحورية في حرب اسرائيل السرية ضد ايران انه يتمتع " بخبرة غنية اكتسبها على مدى عشرات السنين في الموساد... وهو الرجل المناسب لقيادة الجهاز في السنوات المقبلة في مواجهة تحديات معقدة."

وسيحل باردو محل داجان وهو جنرال سابق متشدد تولى قيادة الموساد في عام 2002 في اطار جهود رئيس الوزراء انذاك ارييل شارون لشحذ نشاط جهاز المخابرات. وينظر الى داجان على نطاق واسع على أنه المسؤول عن موجة من العمليات السرية منها تخريب مشروعات نووية إيرانية واغتيال ناشطين فلسطينيين ولبنانيين لكن بعض المسؤولين الإسرائيليين انتقدوا بقاءه لفترة طويلة في المنصب. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وبلغ ذلك ذروته عندما اتهمت دبي الموساد بقتل قيادي حماس محمود المبحوح في فندق بالامارة في أواخر يناير كانون الثاني. ولم تعلق اسرائيل على الاتهام لكن صور فريق الاغتيال الاسرائيلي المزعوم وجوازات السفر الاوروبية والاسترالية التي يشتبه انها زورت لتنفيذ العملية أحرجت حكومة نتنياهو في مرحلة حساسة بشكل خاص في عملية السلام مع الفلسطينيين التي ترعاها الولايات المتحدة.

وقال زميل سابق لباردو انه اشترك مع يوناتان شقيق نتنياهو في غارة للقوات الخاصة الإسرائيلية على مطار عنتيبي في اوغندا عام 1976. وقتل يوناتان في العملية التي كانت تهدف الى تحرير ركاب طائرة مخطوفة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية.

وعمل باردو لفترة وجيزة نائبا لداجان لكنه ترك الموساد العام الماضي. وقال مصدر مطلع على الموضوع ان باردو مثل غيره من أبناء جيله من ضباط الموساد أصابه القنوط بسبب رفض داجان على ما يبدو إعداد خليفة له.

وقال المصدر وهو ضابط مخابرات اسرائيلي سابق "اختيار باردو يعني أن الحكومة تريد أن تظل ادارة جهاز الموساد من داخله وأن تبين له أن الامور ستسير كما كانت." وأضاف "عندما يخطئ جهاز مخابرات يكون هناك ميل للمجيء بشخص من خارجه على رأس قيادته ليباشر الإصلاح. هكذا جاء داجان لكنه لم يرحل بنفس الطريقة." وكان اكبر منافس لباردو على قيادة الموساد يوفال ديسكين رئيس جهاز الامن الداخلي (شين بيت). وكان داجان يستخدم ديسكين بين الحين والآخر مستشارا للموساد من خارجه.

العمال المهاجرون

بينما أقرت إسرائيل خطة لاحتجاز وترحيل الآلاف من العمال من المهاجرين غير الشرعيين الذين وصفهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنهم "تهديد لشخصية البلاد."

وفي تصريحات أدلى بها أمام حكومته قال نتنياهو ان آلاف المهاجرين الذين دخلوا الى إسرائيل بشكل رئيسي من مصر خلال السنوات السابقة سيقيمون في منشأة احتجاز خاصة من المقرر بناؤها في صحراء النقب جنوب إسرائيل.

وقال "علينا أن نوقف الدخول الجماعي للعمال المهاجرين بشكل غير شرعي بسبب التهديد الخطير لشخصية ومستقبل دولة إسرائيل." وأضاف نتنياهو ان الإسرائيليين الذين يوفرون لهم العمل سيواجهون غرامات فادحة بغرض قطع فرص عملهم في إسرائيل.

وترحب إسرائيل التي أنشئت عام 1948 بالمهاجرين اليهود الذين يحصل أغلبهم على الجنسية الإسرائيلية آليا لكن الإجراءات تجاه المهاجرين من غير اليهود أكثر صرامة. وأقرت الحكومة خطة تتضمن سيطرة الدولة على حركة المهاجرين حتى يتم ترحيلهم من البلاد. غير أن نتنياهو قال ان المهاجرين الهاربين من الاضطهاد سيسمح لهم بالبقاء.

وقال نتنياهو "لا ننوي منع المهاجرين من الفرار طلبا للنجاة نحن نسمح لهم بالدخول وسوف نواصل فعل ذلك." وأصر مسئولون إسرائيليون على إقامة المعسكر على الرغم من حساسيات مقارنته بمعسكرات التعذيب النازية التي كان اليهود يحتجزون فيها ويقتلون.

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي "علينا أن نجد حلا إنسانيا للاعتناء بالعمال الذين سيفقدون عملهم وعلينا كذلك أن نوفر المأوى والطعام والخدمات الصحية حتى يتم ترحيلهم." وبدأت إسرائيل مؤخرا بناء حاجز لإغلاق جزء من حدودها مع صحراء سيناء المصرية التي يتسلل عبرها العديد من المهاجرين الى إسرائيل.

مركز احتجاز مفتوح

وقالت وزارة الدفاع الاسرائيلية ان المشروع الذي يتضمن إقامة سور ومراقبة الكترونية لتأمين 140 كيلومترا من الحدود التي يبلغ طولها 250 كيلومترا بين مصر وإسرائيل سيستغرق سنة على الأقل وسوف يتكلف 1.35 مليار شيكل (حوالي 370 مليون دولار).

ولم يعلن المسئولون الإسرائيليون بعد عن عدد المهاجرين الذين سيضمهم مركز الاحتجاز المتوقع أن تبنيه إسرائيل في موقع لسجن سابق للفلسطينيين في عمق الصحراء أو بالقرب منه. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال مسؤولون ان الخطة هي وجود مركز احتجاز "مفتوح" لكنه سيكون في صحراء شبه خالية من السكان بعيدا عن أقرب مدينة ولم يتبين بعد ما اذا كانت السلطات ستسمح للمحتجزين بالتنقل بين المعسكر والمدن.

وقال ايال جاباي المدير العام لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ان ما يزيد على 35000 مهاجر دخلوا إسرائيل في السنوات القليلة الماضية وان اسرائيل تتوقع دخول ما يصل الى 20000 مهاجر غير شرعي الى أراضيها في عام 2011. واستقدمت اسرائيل عشرات الآلاف من اليهود الاثيوبيين ومن بينهم كثيرون أنقذتهم من المجاعة التي شهدتها اثيوبيا في مطلع الثمانينات.

كما سمحت إسرائيل بالتوظيف المحدود لعشرات الآلاف من الأجانب في السنوات الاخيرة في مجالات مثل الزراعة والبناء ورعاية المسنين والعجزة. وأدى صدور تشريع يفرض قيودا على أعدادهم الى اثارة إضراب للمزارعين الذين يقولون انهم بدون مساعدة العمالة الآسيوية وخاصة القادمة من تايلاند سوف تصبح تكلفة إنتاجهم باهظة.

حقوق الإنسان

في السياق ذاته، تظاهر نحو عشرة الاف شخص في مدينة تل ابيب للاحتجاج على تنامي المواقف اليمينية المتطرفة التي من شانها تهديد الديمقراطية في إسرائيل.

وشاركت نحو 120 منظمة غير حكومية ومنظمات حقوق انسان في التظاهرة التي نظمتها جمعية حقوق المواطن في إسرائيل.

وقال منظمو التظاهرة ان نحو الف لاجئ وطالبي لجوء من السودان والصومال ومناطق اخرى في أفريقيا شاركوا في المظاهرة. وسار المتظاهرون في شوارع تل ابيب متجهين نحو ساحة رابين، حاملين لافتات كتب عليها "دعونا نعيش بكرامة وحرية" و"حقوق الإنسان تنطبق على الجميع" و "طالبو حق اللجوء ليسوا بمجرمين".

وقال المدير التنفيذي لجمعية حقوق المواطن في اسرائيل حاجاي "ان مظاهرة مجموعات حقوق الانسان في اسرائيل تعرض قوتها لدعم الديمقراطية والمساواة للجميع". واضاف حاجاي العاد "نريد كذلك ان نعبر عن احتجاجنا على تصاعد موجة العنصرية، وتراخي الحكومة في الدفاع عن حق المساواة". بحسب وكالة انباء فرانس برس.

واكد "ان ما يحدث منذ 18 شهرا خطير للغاية فأينما تولي وجهك هناك تمييز. لقد كانت هذه سنة سيئة بالنسبة لحقوق الانسان وذلك من خلال محاولات لإطلاق مشاريع قوانين عنصرية وغير ديمقراطية في الكنيست". واوضح "تتعرض الديمقراطية للهجوم على كافة الجبهات، ومن داخل الحكومة نفسها".

التحريض والمساس بالديمقراطية

وكانت جمعيات حقوق الانسان نظمت تظاهرة قبل ذلك في أعقاب توقيع حاخامات إسرائيليين على بيان مثير للجدل دعوا فيه اليهود الى تحريم وعدم بيع او تأجير منازل او أراض الى غير اليهود في إسرائيل، في إشارة واضحة الى العرب بشكل خاص.

ومن جهة ثانية تقدمت عضو الكنيست العربية السابقة من حزب العمل نادية حلو بشكوى الى الشرطة الاسرائيلية ضد الحاخامات الذين وقعوا البيان معتبرة ان ما قاموا به ينطوي على التحريض والمساس بالديمقراطية، ودعت المواطنين العرب الى الحذو حذوها، بحسب الإذاعة الاسرائيلية.

وفي بلدة" هود هشارون" وسط اسرائيل تظاهر العشرات من المواطنين احتجاجا على اقدام الحاخام الأكبر لهذه البلدة بالتوقيع على البيان، بحسب ما ذكرته الاذاعة الاسرائيلية بالعربية. ودان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو والرئيس شيمون بيريز ورئيس البرلمان رؤوفين ريفين هذه الدعوة.

وقال نتانياهو متسائلا "كيف كنا سنتصرف لو ان احدا دعا الى تحريم بيع منازل الى اليهود؟".

ويتحدر عرب اسرائيل البالغ عددهم نحو 1,3 مليون شخص من 160 الف فلسطيني لم يغادروا اراضيهم بعد قيام الدولة العبرية سنة 1948 بينما نزح اكثر من 760 الفا اخرين او طردوا من ديارهم بيد المجموعات المسلحة اليهودية. وهم يشكلون 20 في المئة من سكان البلاد ويتعرضون للتمييز ولا سيما في ما يتعلق بالوظائف وشراء الشقق في مناطق يهودية.

إدانة شخص نصب نفسه حاخاما

في حين أدين شخص نصب نفسه حاخاما في إسرائيل بتعذيب اطفال احدهم في الثالثة من عمره ضربه حتى دخل في غيبوبة.

وقالت محكمة القدس التي ادانت اليور تشين انه يعتقد ان "الأطفال الصغار مملوؤن بالشر وليس غير 'التطهير' الذي يمكن ان يخلصهم من هذه العناصر الضارة-- وهو ما يعني وجوب ضربهم وتقييدهم وحرقهم وإطعامهم البراز."

ووصف تشين الذي سيحكم عليه في موعد لاحق بأنه الزعيم الروحي لمجموعة تضم أربعة أتباع يطيعون أوامره بالاعتداء على الأطفال. وقالت المحكمة في حيثيات حكمها انه "كان له دور نشط ومهيمن في إساءة المعاملة". بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

والأشقاء الثمانية هم أطفال امرأة كان يعيش معها تشين. حدثت وقائع التعذيب قبل عامين ولا يزال الطفل الذي يعاني من الغيبوبة على تلك الحالة. وحكم على ام الأطفال بالسجن خمس سنوات في مايو ايار بعدما اعترفت بأنها مذنبة في تعذيب أطفالها. وحكم على أتباع تشين الأربعة مؤخرا بالسجن لمدد تصل الى 20 عاما.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1/كانون الثاني/2011 - 25/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م