لا يخفى على الجميع الحالة المزرية للتربية والتعليم في العراق من
البنية التحتية المتهالكة للنظام التعليمي ـــ إلى قلة الدعم الحكومي
للقطاع التربوي ــــ إلى الفساد والمحسوبيات والتزويرــــ وصولا إلى
النقص في الكوادر وقلة كفاءتها.
فلا مدارس متكاملة ترقى لهذا الاسم المقدس والمحوري في حياة الشعوب
لتعطي بالتالي علما ومعرفة يتناسب ويتناسق مع ذلك التكامل المفترض، فلا
بنايات ولا مياه صالحة للشرب ولا خدمات صحية ولا عدالة في الاختصاصات
ولا عدالة في المستلزمات ولا اهتمام بالمعلم والمدرس ولا بالطالب
والاهم من ذلك كله تجاهل الزامية التعليم والحاجة لقانون اخر لإلزامية
التعليم خاص بالفتيات يلزم الاسرة باستمرار التعليم لغاية السادس
الثانوي وخاصة في المناطق الريفية وغير ذلك الكثير.
سيادة الوزير....
هل ستضع في أذنيك نفس القطنة التي كان يضعها سيادة الوزير الخزاعي؟!
أم انك ستكون أكثر عملا واقل كلاما؟ هل ستسمع منا ونحن لا نريد منك
سوى خدمة هذه الأجيال التي يتوقف عليها مستقبل هذا الوطن؟ ولا نريد منك
لا جزاءا ولا شكورا.
وتأكد إننا يا سيادة الوزير لن نسكت عن أي شيء ومهما كان صغيرا ومن
أول يوم تستلم فيه الوزارة التي نتمنى لك ان تكون موفقا ناجحا فيها.
وبالمقابل ستجدنا عونا وسندا وعضدا لك ولمسعاك في نقل التربية
والتعليم إلى مركز متقدم وضفة أخرى من النجاح ونقدم لك على طبق من ذهب
الكثير من المشاريع والاقتراحات التي ستحل الكثير من المشاكل القاهرة
في هذا القطاع الحيوي ومن اجل التقدم بها كثيرا وحتما انك تدرك الدور
الكبير والخطير لهذه الوزارة المهمة.
وأول الأشياء التي من المفترض انك ستعترض عليها هو ورود التربية
والتعليم في النقطة 35 من المنهاج الوزاري وهي بادرة لا تبشر بخير فمن
أصل 42 نقطة يأتي قطاع مهم وحيوي وأساسي ومحوري في ذيل الاهتمام
الحكومي!!!انه أمر محزن ومخجل جدا!
يا للأسف حكومة الشراكة تضع العلم والتربية والأطفال والاهتمام بهم
وتعليمهم في أخر اهتماماتها؟!الشراكة في ماذا إذن؟في اقتسام الكعكة
فقط! ربما؟!هل ستسمع منا يا سيادة الوزير وتبحث عن تلك القلوب المحترقة
بسبب الوضع المأساوي للمدارس الطينية ونقص الكوادر
وغياب المنهجية التربوية وتفشي المحسوبية واللامبالاة والكثير من
المآسي في قطاع لا يقبل الخطأ ولا يمكن أن يغفر للمخطئ فيه؟
هل ستعالج يا سيادة الوزير الوضع في وزارة تعتبر من اكثر الوزارات
بيروقراطية وروتينا قاتلا بل ومميتا؟
هل ستنقذ كوادر وزارتك من الموت المعرفي والفكري نتيجة غياب خطط
التطوير للقابليات العلمية والفكرية والاساليب الحديثة للتعليم وزجهم
في دورات وورش والتعاقد مع الجامعات العراقية والعالمية لإكمال تعليمهم
أم انك ستقف حجر عثرة بوجه ذلك؟
هل ستستمع يا سيادة الوزير لتلك المقترحات والمشاريع ورفع المظالم
أم ستتبع نفس سياسة الإذن المسدودة؟
سننتظر ونرى!!!
http://ahmedalwady.blogspot.com |