المرأة اليمنية بين شروط الوظيفة وتقاليد النقاب

استطلاع: رضوان ناصر الشريف

 

شبكة النبأ: أصبح اللثام (البرقع) غير مرغوب به خصوصاً في الشركات والمنشئات والمنظمات الخاصة والحكومية والطاعات المختلطة، وبات من المفروض بل أحد الشروط الرئيسية لقبول المرأة في الوظيفة أن تكون كاشفة الوجهة.

البعض تقبل الفكرة وهم الأقلية لكن البعض الآخر لم يتقبلها ويبدو أنهم الأكثرية. وتعود أسباب عدم تقبل الفكرة كلياً إلى أن الشعب اليمني متحفظ بعاداته وتقاليده التي توارثت من جيل لآخر.

كما أنه من العيب أن تكشف المرأة عن وجهها بل أن البعض حرم ذلك تحريماً قطعياً لأي سبب من الأسباب؟

هذا من وجهة نظر كبار السن أي الأقل تعليماً والأكثر انغلاقا كما قيل، أما منهم الأكثر تعليماً والأكثر انفتاحا فهم يعتقدون أن البرقع وخصوصاً في الأماكن العملية المواجهة للناس ليس محبباً وليس مواكب لتقدمات العصر بحسب قول البعض.

في حين النوع الأخير الذي ليسوا مع ذا ولا ذاك، فتارة يفضلوا اللثام للمرأة وينقضوا ذلك تارة أخرى، بضربهم ذلك المثل الشهير (يا ما تحت البراقع سم ناقع)؟

 والسؤال يكمن هنا، ما ذنب المرأة اليمنية أن تحرم من الوظيفة، إما بسبب شروط الوظيفة أو بسبب العادات والتقاليد؟

إذاً طالما والحياة تتطلب العمل والكد من أجل حياة كريمة فقد توجب أن تعمل المرأة لتحسين وضعها المعيشي وإبراز دورها في المجتمع كونها النصف الآخر له ولأنها عضو فعال وعنصر مهم في الحياة. لأنها الأم والمدرسة والطبيبة والمحامية والشرطية المفتشة.

والكثير كما نعلم لا يقبل أن يكشف على زوجته الطبيب لذلك يطلب الطبيبة، حتى في استوديوهات التصوير تجد البعض يسأل بقوله، عندكم مصورة .

بشرى الشرعبي طالبة في كلية التجارة، تتساءل، "لا افهم غرض الشركات والمؤسسات من وضع هذا الشرط للفتيات"؟ وتقول، "أرى أن الغرض من الحصول أو طلب موظفين أو موظفات هي الاستفادة من مجهودهم وخبراتهم وكفاءتهم العقلية، ولا دخل للشكل أو أسلوب اللبس في ذلك". وتنوه، "إن كان اللثام يسبب عائق لدى بعض الشركات والمؤسسات في سير تنميتها وتطورها فلما لا يمنع الموظفات اللاتي يلبسن الحذاء العالي الذي يصدر صوت مزعج أثناء مرورها في أروقة الشركة أو المؤسسة مما يؤدي إلى شعور الموظفين بالقلق والإزعاج أو لما لا يمنع السيدات اللاتي يبالغن بتبرجهن الذي يؤدي إلى لفت انتباه زميلها وأحياناً زميلتها فيذهب كل انتباههم إلى تلك اللوحة الفنية المرسومة على وجهها".

وتشير بشرى، "إن كان كل ذلك يعتبر حرية شخصية فإن النقاب أيضاً حرية شخصية وميزة للفتاة اليمنية. وعني لن أتنازل عن خلع النقاب من اجل الحصول على وظيفة فإن تنازلت مرة من أجل المال فهذا يعني تنازلي عن أشياء أخرى في المستقبل من أجل المادة وهذا ما لا أقبله البتة".

اما هناء جميل طالبة في كلية الإعلام استشهدت برأي والدتها المحايد، الذي تقاسم حسب قولها الرفض والقبول في وقت واحد، فتقول، "انه لا وجود لفكرة التمييز بين المبرقعة والكاشفة وخصوصاً في الوظائف كما يقال؟

وتستدرك، "لكني أرى بأن المجهود والخبرة والمؤهل الدراسي و الوظيفي هوا لأساس لاختيار المرأة المناسبة وليس المظهر الخارجي".

الى ذلك تقول أم رمزي، "أعتقد أن المرأة الكاشفة أكثر حرية في ممارسة عملها وتحاسب على كل خطوة لكونها تشعر بأنها معروفة .أما بالنسبة للمرأة الملثمة ففي بعض المجالات تكون متحررة وبعضها لا يناسبها إطلاقاً".

وتشير، "كذلك نحن في مجتمع لا يتم فيه تشجيع المرأة الكاشفة وإنما يحاول إحباطها باعتبارها عائشة في مجتمع منغلق".

وتختتم، "أما بالنسبة لرأيي في المرأة الكاشفة هذا شيء عادي لكن في مجتمع منفتح وليس في مجتمع منغلق، وأعتقد أني كفتاة ملثمة مستحيل أن أخلعة ليس بسبب الأهل وإنما هو اقتناع داخلي وفي نفسي أو ربما لأنني تعودت عليه".

الا ان السيدة مروى ألعريفي ترى في النقاب امرا قد يعود بالسلب على المرأة في بعض الاحيان، فتقول، "كوني غير منقبة فالأمر لا يهمني كثيراً ، لكن هذا الأمر قد تسبب في ضياع الكثير من الفتيات اللواتي أصابهن الإحباط.

وتضيف، "لي قريبة تجيد لغتين الإنجليزية والفرنسية بجانب (بك) محاسبة من جامعة القاهرة لكنها لم تجد عمل حتى الآن بسبب هذه الشروط العقيمة".

وتتابع، "أما من وجهة نظر والدي أن أي شركة تريد الربح في المقام الأول ممكن أن تعمل أي شيء عشان الربح وقد تصل إلى مخالفة القانون في بعض الأحيان فليس غريب اشتراط شرط كهذا، أما والدتي قالت، من المفترض أننا مجتمع مسلم ولا يجوز اشتراط هذه الشروط خاصةً في اليمن لأننا بلد محافظ ولن أسمح لبنت من بناتي أن تترك النقاب من أجل الوظيفة".

فاطمة صلاح طالبة في كلية الإعلام سنة رابعة فنوهت خلال حديثها الى تأثير واقع ثقافة المجتمع على النساء، فتقول، "المرأة في مجتمعنا اليمني لا تشجع على كشف الوجهة بسبب التخلف السائد وبسبب العادات والتقاليد كونها تعتبر سترة، والحقيقة أن معظم الوظائف تمنح للفتاة غير المنقبة والتي تكون جميلة، فعند الوظائف ينسى شيء أسمة الحرية الشخصية ويغلب طابع الأمر". وتضيف، "الحجاب حرية شخصية من حق كل فتاة  وهي حرة في كشف أو غطاء وجهها".

صادق الجبرتي 27 سنة يقول أنا لست ضد الفكرة نفسها لكنني ضد اشتراطها كشرط أساسي لقبول الفتاة في الوظيفة.

ويتابع، "طالما ونحن متفقين بلا شك أن النقاب حرية شخصية فأين هذه الحرية الشخصية وهي مفروضة على المتقدمة فرض أساسي ! وأفضل أن يترك هذا القرار للفتاة نفسها في نزع النقاب أو ارتدائه".

شروط مقيده وحواجز معرقلة وضعت تجاه الفتاة اليمنية من قبل أرباب العمل البعض منهن رضخت لها وتجاوبت فنالت الوظيفة ومن رفضت التجاوب والانصياع عادت من حيث أتت وفي الحقيقة هما أمران أحلاهما مر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 27/كانون الأول/2010 - 20/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م