عراقيون... بين متفائل ومتشائم حيال حكومتهم الجديدة

تحقيق: عبد الأمير رويح

شبكة النبأ: بعد مخاض عسير تشكلت الحكومة العراقية الجديدة التي ضمت 42 وزيرا وثلاث نواب من بينها أكثر من عشرة وزارات تعرف باسم وزارة الدولة، حكومة تنوعت أطيافها وحقائبها وجاءت لترضي جميع الكتل السياسية والبرلمانية وان تعذر ذلك لكنها نالت ثقة البرلمان

وهي حكومة انتظرها الجميع بفارغ الصبر، كان للصدى اعلانها جدلا كثير عكست الانطباعات المسبقة لدى المواطن العراقي، سواء بين متفائل ومتشائم.

فيرى المواطن رضا صبار من اهالي محافظة كربلاء المقدسة، ان الحكومة كانت كالغصن التذي يتعلق به الغريق لينقذ نفسه، سواء نجى من الموت اولا، فيقول، "ان التشكيلة الحكومية الجديدة غير ملبية لتطلعات الشعب وقد فرضت بتعنت وعناد من قبل بعض القوى السياسية التي استخدمت مبدأ المقايضة السياسية والمحاصصة الحزبية لأجل الحصول على ما تريد".

ويضيف صبار خلال حديثه مع (شبكة النبأ المعلوماتية)، "ومن العجيب ان الجميع يتحدث عن إرادة ناخب ومصلحة الشعب بينما الحقيقة عكس ذلك والفقير هو المتضرر الوحيد في كل ذلك نتمنى ان ينظر الجميع لهذا الشعب نظرة عطف وحب ويخلصوه من واقعة المرير".

احمد جميل وهو شاب ثلاثيني انتقد بدوره غياب الكفاءات العلمية عن الكابينة الوزارية، فيقول، "بعد ما شهدناه من خلافات وزجالات حول تولي المناصب والسلطة لا اعتقد ان حالنا سيكون بأفضل مما سبق خصوصا وان التشكيلة الجديدة اعتمدت مبدأ المحاصصة والمصلحة الحزبية وأغفلت جانب الكفاءة والاستحقاق, لذا فهي تشكيلة هشة وباعتراف من هم بمركز القرار."

الا ان احد يرى ضرورة الانتظار قليلا لكي تتضح الصورة عل المستقبل يخفي ما هو جيد فيشير، "علينا الانتظار وعلينا الصبر هذا كل ما نستطيع قوله الآن والأيام القادمة ستكون كفيله بإظهار معادن الناس الأوفياء الذين جندوا أنفسهم لخدمة أبناء هذا الوطن المظلوم"

 فيما اعرب كريم موسى من محافظة ذي قار عن احباطه وحزنه لغياب الشفافية حسب رأيه، فيقول، "انا شخصيا مصاب بالإحباط من كل ما دار ويدور في أروقه الغرف المغلقة ان صح التعبير تلك الغرف السياسية المظلمة في أعين أبناء الشعب حقيقة ان العبه السياسية لعبه مخجله ولا أمان لمن يشترك بها, وقد أضحت شعارات الأمس الانتخابية سطور حفظتها ذكره التاريخ والدليل على ذلك ان مصالح الشعب قد عطلت لأشهر عديدة من اجل الحصول على مصالح شخصيه وحزبيه".

ويضيف كريم  لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، " لا اشعر بالتفاؤل بما سيقدم واعتقد ان الفشل سيكون حليف اغلب الوزراء لأسباب متعددة منها عدم كفاءتهم وضعف مقدرتهم على تولي مثل هكذا مناصب بالإضافة إلى السلبيات السابقة التي خلفها بعض الوزراء السابقين من المفسدين او غير المبالين والتي أثرت على انجازات تلك الوزارات وأضعفتها".

وزارات كثيرة وأموال مهدورة

علي حامد أبدى استغرابه لكثرة عدد الوزارات التي سوف تزيد من ترهل السلطة التنفيذية فيوضح قائلا، "من الغريب جدا ان تشكل حكومة بهذا العدد من الوزارات والتي جاءت لإرضاء السياسيين هذا مع علمنا المسبق ان اغلب الوزارات السابقة وخصوصا تلك الخدمية منها لم تلبي احتياجات الشارع العراقي بل شكلت ثقلا على الميزانية الدولة حتى ان البعض من هذه الوزارات أصبحت مركز لإنعاش المفسدين بما تقدمة من أموال وتخصيصات سنوية لا يستثمر منها سوى الجزء البسيط".

ويضف علي لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، :نعم قد نؤيد ان تشكل وزارات جديدة لها موقع وهيكل تنظيمي كي تفيد أبناء الشعب أنفسهم من ناحية حصولهم على درجات وظيفية او بما توفره من خدمات لكن وفق تخطيط مسبق فالمواطن اليوم بحاجه لخدمة بحاجة لمسؤول يعطف علية ويهتم لمستقبله بحاجه لمن يحفظ ثرواته لا ان يتصارع عليها".

آراء متفائلة

ابو زيد الخفاجي رفض بدوره الانتقادات المسبقة للحكومة الجديدة على اعتبار انها لم تمارس عملها الى الان، فضلا عن كونها حكومة شراكة لابد منها فيقول، "علينا ان لا نتسرع في الحكم على التشكيلة الحكومية الجديدة فمقياس الفشل والنجاح يحدد من خلال العمل والمجهود المقدم, نعم قد يكون اختيار بعض الوزراء قد حصل وفق مبدأ تراضي خاص لكن هذا لا يمنع ان يكون الوزير مؤهل وكفؤ، اكرر قولي بضرورة عدم التسرع بالحكم حتى نتيح لهم تقديم ما ليديهم".

اما ابراهيم علي 42 عام فابدى تفاؤل كبير متوقعا نجاح الحكومة في عملها لعدة اسباب، فيرى، "بعد كل ما حصل وبعد كل هذا التأخير انا متفائل جدا بمستقبل العراق لكون الجميع سيعمل لأجل النجاح وكسب رضا المواطن كون هذه المرحلة ستكون مرحلة حسم لجميع الكتل والأحزاب السياسية ومن سيعمل سيبقى في الساحة السياسية اما من يتلكأ فسيخسر ثقة الشعب".

ويضيف، "والشعب هنا هو صاحب الاختيار وسيد الموقف وهو من يحدد الأصلح لقيادته والانتخابات الأخيرة  خير إثبات وخير دليل على قولي لذا ومن هذا الباب انا متفائل".

دعوة لتشريع قانون خاص

الى ذلك استشهد ابو حسين في كلامه بالمثل الشائع (بين حانه ومانه ضاعت لحانه) وقصه المثل معروفة ومتداولة في العراق، فيقول، "أصبحنا اليوم لعبة بين أيدي الإخوة السياسيين يتحدثون باسمنا كشعب ويلعبون بمقدراتنا لأجل مصالحهم عجيب أمرهم فبين هذا وذاك ضاعت أمنياتنا وما بين قراراتهم ومصالحهم لازلنا نعاني من نقص الخدمات وقلتها حقائب وزارية تمنح لأجل ان يرضى فلان وفلان فالمهم ان يصبح زيد وزيرا ولتضرب عرض الحائط كل تطلعات الشعب واحتياجاته".

ويتابع، "نحن اليوم بحاجه لحكومة قويه ووزراء تكنقراط كما وعدونا لا وزراء أحزاب وكتل أتمنى ان يشرع قانون خاص يمنع البرلماني من الحصول على أي منصب غير كرسي البرلمان فهذا هو الأصلح لنا ليتم اختيار من هم قادرين على القيادة بعيدين عن  أي انتماء سياسي وطائفي هذا القانون يجب ان يحدد مسيرة الوزير لذا فمن المفروض ان تكون جميع وزاراتنا مستقلة وغير ممنوحة لأشخاص ليدهم انتماءات حزبيه لان ذلك سيؤثر على مركزية قرار الوزير لأنه سيكون تابع لكتلة او حزب له رئيس وأعضاء تربطه بهم مصالح مما سيجعل باقي دوائر هذه الوزارة محكومة من قبل افراد هذا الحزب وتلك الفئة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 26/كانون الأول/2010 - 19/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م