انتحاريو القاعدة... ضحايا الكبت السياسي والتطرف الديني

عندما يسلب الانسان شخصيته ويضل سبيل هدفه

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تثير الحقائق التي تم جمعها عن احوال انتحاري القاعدة الكثير من اسئلة الاستفهام حول الدوافع النفسية والمادية التي تدفعهم الى النفوق بهذا الشكل الذي يلحق الاذى بأنفسهم اولا، والكثير من الابرياء الذين لا ذنب لهم سوى ان القدر وضعهم في طريق اعمالهم الوحشية ثانيا.

حيث يذهب البعض في آرائهم حول الدوافع الى ثلاثة اسباب رئيسية، تعد الابرز في تعليل الامر، الاول هو الاوضاع الاقتصادية، والثاني سبب مركب يتمثل في الجهل الثقافي مع تغلغل الفكر المتطرف بين اوساط الفتيان والمراهقين في المجتمعات الاسلامية، فيما يقف التسلط وكبت الحريات التي تمارسه بعض الانظمة الديكتاتورية سبب مضافا الى تلك الاسباب.

 وبين هذا وذاك وجد تنظيم القاعدة المشبوه ادواته مستساغه لتحقيق مآربه في استهداف الدول والمجتمعات دون تفريق، حيث طالت عملياته الكثير من دول العالم، الغربية منها والاسلامية، منذ تأسيسه على يد الارهابي الهارب اسامة بن لادن في افغانستان، بمعونة الاستخبارات الامريكية آنذاك.

مبرمج كمبيوتر ينتهي قتيلا

بينما بدد اعلان تنظيم القاعدة مقتل مبرمج الكمبيوتر الأردني يوسف ابو شربي في العراق الشكوك لدى والده بعد ان تلقى معلومات مقتضبة الصيف الماضي بهذا الشأن، الا انها لم تكن كافية لإقناعه.

وقال الوالد واسمه انور ان زوجة يوسف تلقت في 29 تموز/يوليو الماضي رسالة على هاتفها الجوال تبلغها ان "زوجها قتل في العراق مع رفاقه لكن دون ان يبلغونا اين وكيف حتى نتأكد من صحة النبأ".

واكد ان نجله "خريج جامعة آل البيت في المفرق العام 2006 برمجة كمبيوتر. وقد تغير عندما التحق بالجامعة فأصبح شديد التدين تعرف بالتأكيد على آخرين هناك، الأمر الذي احدث تحولا في حياته".

واضاف ان "الشخص الذي بعث بالرسالة طلب من زوجة ابني ان تمسحها فور قراءتها وهذا ما فعلته". وتابع أنور ان الأجهزة الأمنية الأردنية استدعته في اليوم ذاته طالبة منه تسليمها وصية كتبها ابنه ومنعوه من إقامة مجلس عزاء.

وكتب يوسف موصيا والده "بتقوى الله الى اللقاء في الجنة وسأشفع لك. أوصيك بإخواني وأخواتي وان تربيهم تربية صالحة ويجب ان تخرج التلفزيون من المنزل"!

وقال انور "لم نكن نعلم شيئا عندما كانت تستدعيه الأجهزة الأمنية. لم يبلغنا عن السبب وفي احدى المرات طلبوا مني ان اصطحب زوجته وطفله حتى لا يخافوا وتم اقتياد يوسف معهم". واجاب ردا على سؤال "لا علم لي من هم هؤلاء تحديدا لكنني اعلم انهم من القاعدة ورجال دين في العراق، التحق بهم مثل جماعة ابو مصعب الزرقاوي".

وتابع ان "يوسف قدم التعزية بالزرقاوي عندما تقبلت عائلته في الزرقاء العزاء وقامت الأجهزة الأمنية باستدعائه مرات عدة". بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وقتل ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق في غارة أميركية في السابع من حزيران/يونيو 2006، السنة التي أنهى فيها يوسف دراسة برمجة الكمبيوتر في جامعة آل البيت (60 كلم شمال عمان).

واعتقلت السلطات الاردنية يوسف العام 2008 وبقي في السجن 28 شهرا اثر ادانته بتهمة محاولة الالتحاق بالمتمردين في العراق. لكنه نجح بالوصول الى هناك بعد فترة قصيرة من اطلاق سراحه.

وبحسب والده انور، فان يوسف دخل العراق مع أردني آخر يدعى خضر موسى رمضان. وعمل يوسف بعد تخرجه في محل لتصليح الكمبيوتر في منطقة الزرقاء يملكه خضر الذي قتل معه في العراق.

الإحصائيات

اما رمضان اعتقل في سوريا في ايلول/سبتمبر 2005 وتم تسليمه للسلطات الأردنية التي حكمت عليه بالسجن أربعة سنوات بتهمة التخطيط لمهاجمة القوات العراقية والأميركية في الأردن.

وأعلنت "دولة العراق الإسلامية"، وهي تحالف من ست تنظيمات بقيادة القاعدة، في بيان بثه احد المواقع الالكترونية مقتل يوسف مع ثلاثة أردنيين هم "عبد الكريم طه سماره الملقب بابي عبد الرحمن وعلاء إبراهيم احمد الملقب بابي محمد وخضر موسى رمضان المعروف بابي حمزة". وقد أوقفت السلطات السورية سماره العام 2007 وسلمته الى الأردن حيث بقي موقوفا فترة 27 شهرا. ولدى معرفة انور بالخبر من خلال موقع الكتروني، قام فورا بإبلاغ زوجة ابنه (25 عاما) ولديها طفل في الثانية من العمر.

وبث موقع "حنين" الإسلامي خبر "مقتل اربعة من المجاهدين من جنود دولة العراق الاسلامية من اهل الاردن قضوا في معركة اشتبكوا خلالها مع الامريكان". لكن الجيش الاميركي اكد عدم معرفته بمقتل اربعة اشخاص خلال اشتباك مع قواته. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

والعسكري الاميركي الوحيد الذي قضى قتلا خلال اشتباكات او عملية تفجير في تموز/يوليو الماضي هو اللفتنانت مايكل رانيان في منطقة المقدادية، احدى مدن محافظة ديالى شمال بغداد عندما تعرضت دوريته لانفجار عبوة ناسفة وهجوم بالأسلحة.

بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الأميركي الجنرال جيفري بوكانن ان المسلحين الذين يقتلون خلال اشتباكات مع القوات الأميركية يتم التعرف عليهم قبل تسليمهم الى السلطات العراقية. واضاف "اذا كان الشخص مطلوبا بموجب مذكرة قبض وفقا لقانون مكافحة الارهاب، فان القوات الأميركية تسلمه لاحقا للقوات العراقية".

زوجين يجندون مقاتلين

فيما قضت محكمة بلجيكية بسجن رجل وزوجته ثماني سنوات لكل منهما لتزعم خلية لتجنيد مقاتلين للتدريب في معسكرات على الحدود الأفغانية الباكستانية.

وتدعى الزوجة مليكة العروض وهي أرملة أحد الرجلين اللذين اغتالا زعيم المتمردين الأفغان أحمد شاه مسعود المناهض لطالبان قبل يومين من هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 في الولايات المتحدة.

والثاني هو زوجها معز جارسالوي الذي مازال هاربا. وحكم على الاثنين أيضا بغرامة قيمتها خمسة آلاف يورو (6709 دولارات). وقال رئيس المحكمة ان العروض جندت شبانا صغارا من خلال مواقع إسلامية على الانترنت أنشأتها مع زوجها لما وصفه مدعون بأنه ذراع القاعدة في بلجيكا.

وتمسكت العروض ببراءتها طول المحاكمة قائلة ان العنف اهانة لدينها. وفصل القاضي بين العروض وبين جارسالوي الذي قال القاضي انه يمثل تهديدا للمجتمع وزعيم جماعة ثالثة هو هشام بيايو البالغ 25 عاما. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات والسجن لمدة عامين اخرين مع ايقاف التنفيذ لعضوية منظمة ارهابية قال المدعون انه قام خلالها بترجمة رسائل القاعدة وشرائط فيديو. وكان المدعون قد طلبوا توقيع عقوبة السجن لمدة سبع سنوات.

وقال محاميه كريستوف مارشاند للصحفيين خارج المحكمة "أبدى الندم اثناء المحاكمة قائلا انه ادرك ان ما فعله كان خطأ. وأخذت المحكمة ذلك في الاعتبار." وحكم على اربعة متهمين آخرين بالسجن لمدد تصل الى 40 شهرا للانتماء لعضوية منظمة إرهابية. وحكم على آخر غيابيا بالسجن لمدة خمس سنوات. وبرأت المحكمة ساحة رجل اخر. وجميع المتهمين السجناء ألقي القبض عليهم اثناء مداهمات في انحاء بلجيكا في ديسمبر كانون الاول عام 2008 .

آخر رسالة

من جانب آخر، نشرت مواقع إلكترونية متخصصة بنقل البيانات الصادرة عن مختلف الحركات المتشددة رسالة مصورة عرضها الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة، يظهر فيها الأردني همام البلوي، الملقب بـ"أبودجانة،" وهو يتلو رسالته الأخيرة قبل تنفيذ عملية "خوست" الانتحارية التي أدت إلى مقتل سبعة من عناصر CIA وأحد أفراد العائلة المالكة الأردنية بأفغانستان نهاية العام الماضي.

وتحت عنوان "رسالة ألقاها الشهيد مساء عمليته الاستشهادية" ظهر البلوي، في التسجيل الذي لم تتمكن CNN من تأكيد صحته بشكل مستقل وهو يدعو من وصفهم بـ"المترددين" إلى الانضمام للقاعدة لقتال القوى الغربية المنتشرة في دول إسلامية

وقال البلوي: "هذه رسالة قصيرة للتحريض على الجهاد في سبيل الله، أتركها في بريد مسلم متردد ما بين عز النفير وذل القعود،" وقال إنه شخصياً عاش بين المترددين فترة قبل أن يحسم خياراته قائلاً: "فإلى متى يبقى حب الجهاد محصوراً في أحلام اليقظة وحديث النفس فلا يظهر للعيان إلا بفلتات اللسان؟"

وقرّع المترددين في الانضمام إلى التنظيمات المتشددة بالقول: "سنظل نبحث عنكم ونبحث كحلم جميل يراودكم تارة أو ظل مرعب يطاردكم تارة أخرى، فنكدر عليكم صفوكم وننغص عيشكم كلما ذكرناكم بخذلانكم للمجاهدين."

مرارة المشهد

وبحسب البلوي فإن البعض ممن وصفهم بـ"شياطين الأنس وشياطين الجن" يحاولون منع الشباب من الانضمام لـ"الجهاد" قائلين: "تجاهد في سبيل الله فتقتل، وتنكح زوجك، وييتم أطفالك؟ يقولون له: لمن تترك زوجتك الجميلة، ومن يبر أمك الهزيلة، من سيرعى بعدك طفلك الصغير وأباك الشيخ الكبير؟" وأضاف: "احذر أخي أن يصدك هؤلاء الأعداء الذين تخفوا في لباس الأهل والأصدقاء عن فريضة الجهاد."

وروى البلوي، في رسالته التي اعتمد فيها أسلوب الترغيب والترهيب قصة قال إنها حدثت في أفغانستان، وتخللها قتل عدد من قيادات طالبان في قرية واصطحاب نسائهم من قبل القوات الأمريكية في مروحية، قام فيها الجنود بخلع ملابس النساء ورميها إلى الأرض قائلاً: "عندما أتذكر أحداث هذه القصة وأتجرع مرارة المشاهد لحظة بلحظة، أتمنى لو أن لي ألف ألف حياة على سطح هذه الأرض لأزهقها واحدة تلوى الأخـرى من أجـل الثأر لأخـواتنا المـسلمات." بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وختم البلوي بالقول: "فهلموا يا إخوان، هلموا إلى العبادة التي لا يعدلها عبادة، هلموا إلى القتلة التي تمناها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، هلموا إلى الكرامة التي لا ينساها الشهيد حتى بعدما يدخل الجنة فيسأل الله أن يعيده إلى الدنيا ليقتل في سبيله عشر مرات."

وكان البلوي قد زعم في رسائل سابقة أنه تمكن من خداع الاستخبارات الأردنية وإقناعها بأنه عميل مزدوج يعمل لصالحها في تنظيم القاعدة، وحدد موعداً للقاء الضابط الأردني، الشريف علي بن زيد، فقابله برفقة سبعة من عناصر الاستخبارات الأمريكية المركزية CIA ليفجر نفسه بهم، معتبراً العملية رداً على مقتل القيادي في حركة طالبان الباكستانية، بيت الله محسود.

أول محاكمة لقاصر

بينما عرض الادعاء في المحكمة الأمريكية لجرائم الحرب في جوانتانامو للمرة الثانية تسجيل فيديو للسجين الكندي عمر خضر وهو صبي يتعلم كيف يزرع القنابل في الطرق في أفغانستان. وجاء في الترجمة المكتوبة أسفل الصورة في الشريط على لسان المدرب الذي كان يتحدث بالعربية "بمشيئة الله سنحصد عددا كبيرا من الامريكيين."

وعثر على الشريط في نفق أسفل المجمع المبني من الطوب اللبن الذي اعتقل فيه خضر في أفغانستان عام 2002 حين كان عمره 15 عاما. وهو الان عمره 23 عاما وقضى ثلث عمره سجينا في معتقل جوانتانامو الحربي الأمريكي.

ويريد الدفاع عدم استخدام تسجيل الفيديو في القضية قائلا ان الجيش الأمريكي عثر عليه بعد شهر من إلقاء القبض على خضر مستخدما معلومات حصل عليها خلال استجواب شابته عمليات تعذيب.

وهذه هي المرة الثانية التي تشاهد فيها المحكمة تسجيل الفيديو هذا الذي يريد الادعاء تقديمه كدليل خلال محاكمة خضر التي تجري في يوليو تموز بتهمة قتل جندي أمريكي بقنبلة يدوية خلال معركة في أفغانستان والتآمر مع القاعدة واستهداف قوات أمريكية بقنابل مزروعة في الطرق.

وعرض الفيديو للمرة الأولى قبل تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرئاسة في يناير كانون الثاني عام 2009 وقبل ان يجمد عمل المحاكم العسكرية في جوانتانامو قائلا ان محاكماتها غير عادلة. واستأنفت المحاكم عملها بعد فرض قيود على استنادها إلى أقاويل غير ذات مصداقية وادلة حصل عليها الادعاء قسرا.

وولد خضر في تورونتو ويزعم ان والده أرسله ليتعلم صنع القنابل من مقاتلي القاعدة. وستكون هذه أول مرة يحاكم فيها عسكريا في أمريكا شخص عن تهم ارتكبها وهو قاصر. والى جانب قضية استناد الادعاء الى دليل انتزع قسرا أثار محامو الدفاع قضية إحضار الحراس لخضر من معسكر الاحتجاز الى مقر المحكمة عند قمة تل وهو يرتدي نظارة حاجبة للرؤية وسدادات للإذنين قائلين ان النظارة تفاقم من جروح شظايا مدفونة أسفل العينين منذ المعركة التي اعتقل فيها. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وفقد خضر عينه اليسرى كما أصيب بجروح من طلقات رصاص في الصدر والكتف. ونقل محام عسكري التقى بخضر عنه قوله "ألبسوني النظارة لإذلالي فقط." ولم يحضر خضر الجلسة الصباحية وجلس في الجلسة المسائية وهو يغطي عينية طوال الوقت ويمسحهما بمنديل ورقي ويبكي في أحيان. وقال محامو الدفاع انه "كان في شدة الألم" مما حال دون قدرته على مساعدة الدفاع.

وقال متحدث عسكري ان النظارة وسدادات الأذن هي إجراءات حماية تقليدية لمنع المحتجزين من معرفة الطرق او مهاجمة الحراس او الاستماع الى حوارات طوال فترة الانتقال الى مقر المحكمة ومدتها 20 دقيقة. وصرح بأن الأطباء سيفحصون خضر.

وقال روبرت فولر ضابط مكتب التحقيقات الاتحادي الذي استجوب خضر سبع مرات في أفغانستان انه أقر بأن والده أحمد سعيد خضر كان يجمع الأموال من أثرياء كندا ويحولها الى جمعية خيرية تصرف على مدارس ودور أيتام وبيوت ضيافة تابعة للقاعدة ومعسكرات تدريب لها في أفغانستان.

وكان خضر الاب يتنقل بأسرته بين كندا وباكستان وأفغانستان الى ان قتل عام 2003 في معركة مع قوات الأمن الباكستانية. وقال خضر الابن عن أبيه انه كان من الدائرة المقربة لأسامة بن لادن زعيم القاعدة.

خطط لتفجير نفسه

في حين قررت محكمة في لندن السير بدعوى قضائية ضد أحد موظفي الخطوط الجوية البريطانية "بريتش أيرويز،" ويدعى راجيب كريم، بعدما وجهت إليه تهمة الضلوع في نشاطات إرهابية والمساعدة على تجنيد انتحاريين وتقديم خدمات ومبالغ مالية لمنظمات إرهابية.

ووصف النائب العام البريطاني، كولين غيب، كريم بأنه "شخص خطير جداً ويواجه اتهامات جدية ستصل به إلى السجن." ويبلغ كريم من العمر 30 عاماً، وهو من أصول بنغالية ويحمل الجنسية البريطانية، وكان يعمل في تطوير الأنظمة الإلكترونية لدى "بريتش أيرويز" قبل اعتقاله بتهمة جمع أموال في بريطانيا وإرسـالها إلى جهات متطـرفة في الـيمن بنغـلاديش. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وقالت مصادر أمنية إن جهود كريم "لتمويل النشاطات الإرهابية كانت ناجحة جداً،" دون تقديم تفاصيل حول ذلك. وتشير وثائق الإدعاء العام إلى أن كريم تطوع للقيام بالبحث عن أشخاص على استعداد لتفجير أنفسهم في عمليات انتحارية، كما عرض القيام شخصياً بعملية من هذا النوع، وقد جرت معظم الأعمال الجرمية المنسوبة لكريم في الفترة ما بين 13 أبريل/نيسان 2006 و25 فبراير/شباط 2010.

وقد تمكنت الشرطة البريطانية من كشف الكثير من المعلومات حول نشاطات كريم بعد حل شيفرة خاصة زود بها المعلومات التي وضعها على كمبيوتره الخاص. وتعتقد الشرطة أن كريم كان يعتزم استغلال الإضرابات التي يقوم بها عمال شركة "بريتش أيرويز" حالياً كي يتطوع للخدمة كمضيف جوي على متن إحدى رحلات الشركة، وذلك بهدف دراسة تفاصيل هذه الوظيفة والبحث عن الثغرات التي يمكن استغلالها لتنفيذ هجمات محتملة في المستقبل.

ولم تكشف أجهزة الأمن هوية الجهة التي كان كريم يتصل بها لترتيب الهجمات، ولكنها قالت إنها تنشط في باكستان وبنغلاديش واليمن، لكنها أشارت إلى أن محاكمته لن تنطلق قبل العام المقبل.

انتحاريون في العراق 

فقد قال مسؤول امني عراقي رفيع المستوى ان ما لا يقل تسعة "إرهابيين" من القاعدة من جنسيات عربية نفذوا عمليات انتحارية بينها مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد.

وعرض المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا امام الصحافيين بيانات تتضمن صور 15 "ارهابيا تسعة منهم قضوا قتلا بأيدي القوات العراقية او في عمليات انتحارية" وما يزال ستة منهم متواجدين في العراق او سوريا او دول مجاورة. وامتنع عطا عن تحديد جنسياتهم مكتفيا بالقول انهم عرب.

وبين هؤلاء ثلاثة نفذوا مجزرة الكنيسة وخمسة الهجوم على مقر قيادة عمليات بغداد ناحية الرصافة، في منطقة الميدان، واخر فجر نفسه وسط حشد للمتطوعين الى الجيش في باب المعظم الصيف الماضي.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت اعتقال المجموعة "الارهابية" المسئولة عن مجزرة الكنيسة، وعن الهجوم على قناة "العربية" الفضائية والمصرف المركزي ووزارة الدفاع القديمة وسرقة محلات صاغه وأعمال عنف اخرى.

واكدت ان "عددهم 13 شخصا تم اعتقالهم في منطقة الداوودي في حي المنصور في غرب بغداد وشارع فلسطين (وسط)". وقتل 46 مسيحيا بينهم كاهنان في الهجوم على الكنيسة في 31 تشرين الاول/اكتوبر الماضي، فضلا عن سبعة من عناصر الامن. وتؤكد السلطات ان خمسة انتحاريين قضوا في الهجوم الدامي لكن عطا لم يكشف جنسية الاثنين الآخرين. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

يذكر ان حوالى ستين متطوعا للجيش قضوا في العملية الانتحارية التي استهدفتهم في 17 آب/اغسطس الماضي في باب المعظم، وسط العاصمة. كما قتل 12 شخصا خلال عملية اقتحام قيادة عمليات الرصافة الكائنة في المقر القديم لوزارة الدفاع في الخامس من ايلول/سبتمبر الماضي.

واظهرت البيانات اسماء هؤلاء مع صور شخصية واضحة للغاية. وكان وزير الداخلية جواد البولاني أعلن مؤخرا اعتقال 39 عنصرا من تنظيم القاعدة، بينهم "امير ووزير" في دولة العراق الإسلامي مؤكدا إفشال مخطط لاستقطاب "إرهابيين أجانب" الى البلاد. وقال ان هؤلاء "مسؤولون عن قيادة العمليات الارهابية في محافظة الانبار ودعم العمليات الاجرامية في بغداد".

قانون مكافحة الإرهاب

كما قال محام تونسي إن القضاء التونسي امر بسجن 23 شابا بعد ان اتهم ستة منهم بالالتحاق بالمقاومة العراقية و17 آخرين بالإعداد لعمل إرهابي داخل البلاد.

وقال المحامي سمير بن عمر المتخصص في قضايا الارهاب انه في احدى قضيتين "قضت المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة بسجن ستة شبان لفترات تتراوح بين 5 و20 عاما بتهمة الالتحاق بما يسمى المقاومة العراقية لقتال القوات الأمريكية."

واضاف انه لم يحضر المحاكمة من هؤلاء الا متهمان حكم عليهما بالسجن خمسة اعوام بينما حكم بالسجن 20 عاما على أربعة آخرين غيابيا. وأضاف "المحكمة الابتدائية بتونس قضت بسجن أحد افراد هذه المجموعة خمسة أعوام على الرغم من أنه توفي بالفعل على الحدود السورية العراقية." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال ان متهما آخر اسمه محمد العكاري اعترف بأنه قاتل الجنود الأمريكيين في العراق قبل اعتقاله هناك ثم اطلاق سراحه. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين حكوميين للتعليق. وفي القضية الثانية حكم بسجن 17 شابا تونسيا لفترات تتراوح بين عامين وعشرة اعوام بتهم تكوين تنظيم ارهابي محلي والدعوة الى أعمال إرهابية داخل البلاد وعقد اجتماعات سرية. وابلغ بن عمر بأن فيصل العبيدي نال حكما بالسجن عشرة أعوام ضمن هذه المجموعة بينما سجن بقية أفراد المجموعة لمدة عامين.

وشددت تونس الخناق على الشبان الراغبين في الانضمام الى المسلحين في العراق على الرغم من التعاطف الذي يبديه عدد من التونسيين مع المقاتلين المناهضين للقوات الامريكية في العراق.

وتبدي تونس وهي حليف وثيق لواشنطن في مجال مكافحة الارهاب صرامة مع التشدد الاسلامي. ويقول محامون ان تونس اعتقلت حوالي ألفي شخص منذ 2003 موعد سريان قانون مكافحة الإرهاب الذي تطبقه تونس بصرامة بينما تؤكد وزارة العدل التونسية ان عدد هؤلاء لا يتجاوز 400 شخص.

بلجيكا تشدد الإجراءات الأمنية

من جانبها صعّدت الشرطة البلجيكية عملياتها الأمنية بدرجة غير مسبوقة في العاصمة بروكسل خارج المحكمة التي ستشهد محاكمة خلية يعتقد بارتباطها بتنظيم القاعدة، وعلى رأسها "أسطورة القاعدة الحية" مليكة العرود، زوجة التونسي معز الغرسلاوي.

ويأتي هذا الأمر بعدما تلقت السلطات البلجيكية معلومات تشير إلى أن احتمال وقوع هجوم مسلح لتحرير متهمين مشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة أو احتمال تنظيم محاولة هرب لهم، الأمر الذي دفع السلطات الأمنية إلى رفع مستوى التأهب الأمني.

والمشتبه به بالانتماء للقاعدة، هي البلجيكية من أصل مغربي مليكة العرود، أرملة العضو في القاعدة التونسي عبدالستار دهماني، الذي اغتال زعيم تحالف الشمال المناوئ لحركة طالبان، أحمد شاه مسعود، بكاميرا مفخخة بإيعاز من زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن قبل يومين من أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وزوجة الهارب من العدالة التونسي الغرسلاوي. وأكد الادعاء العام للمحكمة أن السلطات البلجيكية لديها الاعتقاد بوجود تهديد بشن هجوم، غير أنها لم تتوسع في التفاصيل، بحسب ما ذكره محامي الدفاع عن أحد المتـهمين، كريستوف مارشان.

وكانت الشرطة البلجيكية قد أصدرت بياناً تشير فيه إلى وجود "عناصر خطيرة واحتمالات كبيرة" بوقوع هجوم. وتتضمن الإجراءات الأمنية الجديدة وضع حواجز إضافية، وعدد من البلدوزرات أمام مقر المحكمة، بالإضافة إلى العشرات من عناصر الشرطة المدججين بالأسلحة. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وتتهم مليكة وزوجها الغرسلاوي، بأنهما تزعما خلية إرهابية مرتبطة بالقاعدة، وإدارة موقع على الإنترنت يمجد العمليات الانتحارية ويحث الشباب المسلمين على التضحية بأنفسهم وخوض الجهاد. وكان الزوجان العرود والغرسلاوي قد حظيا بشهرة داخل أوساط أجهزة مكافحة الإرهاب الأوروبية، حيث كان الزوج يعتمد على الإنترنت من أجل استقطاب وتجنيد أفراد للخلية.

ومن المنتظر أن تتم محاكمة الغرسلاوي غيابياً لعدم القبض عليه حتى الآن، وهشام بوعلي زريول الذي فر بعد حصوله على كفالة، في حين ستتم محاكمة باقي المتهمين حضورياً وهم: هشام بيايو، وعلي الغنوتي ويوسف سعيد حريزي وجين تريفوا وعبدالعزيز باستين ومحمد باستين.

اتهام أميركية ثانية بالإرهاب

كما اعلنت وزارة العدل الاميركية توجيه تهمة الإرهاب الى امرأة أميركية ثانية في قضية "جهاد جاين" بعد ان سلمت نفسها الى السلطات القضائية الاميركية.

وجاء في بيان للوزارة ان المتهمة الجديدة جايمي بولين راميريز (31 عاما) اتهمت في قضايا إرهابية تتعلق بنفس قضية صديقتها "جهاد جاين". وكانت الأميركية "جهاد جاين" واسمها الأصلي كولين لاروز (46 عاما) اتهمت بالإرهاب والإعداد لاغتيال سويدي صاحب رسم كاريكاتوري للنبي محمد وتقديم دعم مادي للإرهابيين والإدلاء بشهادة كاذبة للشرطة وانتحال صفة.

وأوضحت وزارة العدل ان المرأتين سافرتا معا الى أوروبا "للمشاركة" في نشاطات جهادية. وسلمت جايمي بولين راميريز نفسها للشرطة في فيلادلفيا (شرق الولايات المتحدة) بعد عودتها من اوروبا. واذا ثبتت التهمة الموجهة اليها فقد يحكم عليها بالسجن لمدة 15 عاما ودفع غرامة بقيمة 250 الف دولار.

وكانت اعتقلت في ايرلندا حسب معلومات صحافية، استنادا الى اتهامات عن الإعداد لقتل مصور سويدي وضع رسما كاريكاتوريا للنبي محمد، ولكن اطلق سراحها بدون توجيه اية تهمة اليها. ومثلت "جهاد جاين" للمرة الاولى في 18 اذار/مارس امام محكمة في فيلادلفيا ودفعت ببراءتها من التهم الموجهة اليها. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

واعلنت السلطات الاميركية في التاسع من اذار/مارس اعتقال لاروز في قرية بمنطقة فيلادلفيا. ويشتبه بان "جهاد جاين" جندت إرهابيين في أوروبا واسيا وتآمرت لقتل شخص في السويد. وقبل ساعات من اعتقالها، أوقفت الشرطة الايرلندية سبعة مسلمين متهمين بالإعداد لاغتيال رسام الكاريكاتور السويدي لارس فيلكس الذي نشر رسما كاريكاتوريا للنبي محمد العام 2007.

وذكرت صحيفة ايرلندية في 11 اذار/مارس ان "جهاد جاين" زارت ايرلندا العام الماضي. وقالت الشرطة الايرلندية ان لاروز كانت خلال زيارتها على اتصال منتظم مع جزائري في التاسعة والاربعين من العمر وصفته الصحيفة بأنه "المشتبه به الرئيسي" بين المسلمين السبعة الذين تم اعتقالهم.

ووضعت جماعة ترتبط بتنظيم القاعدة مكافأة قيمتها 100 الف دولار (74 الف يورو) لمن يقتل الرسام فيلكس. وفي حال إدانتها فان الشقراء "جهاد جاين" تواجه عقوبة السجن مدى الحياة. وأوضح القاضي انها ستظل في السجن حتى بدء محاكمتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 26/كانون الأول/2010 - 19/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م