أين بلداننا العربية من التطور العلمي الهائل؟

علي الطربوش

كثير من بلدان العالم المتطورة تقدم بين الفينة والأخرى عروضا مختلفة من الاكتشافات والانجازات والدراسات والبحوث العلمية متباينة الأنواع ما بين الصحة والتكنولوجية والزراعة وغيرها من الجوانب التي ستصبح في المستقبل القريب من الركائز الأساسية والتي لا غنى عنها في حياة الفرد ونشاطاته.

فالدول الأخرى تضطر أن تشتري تلك التكنولوجيا دافعة بذلك كما غير قليل من الأموال للحصول على تلك التقنية متناسية أن لديها بشرا وله عقل أيضا بإمكانه الإبداع والتطور والاستكشاف إذا ما توفرت له الظروف المناسبة لتحقيق تلك المنجزات.

 فالمتابع للأخبار العلمية والتكنولوجية سيعرف وبمجرد المتابعة البسيطة أن الدول الغربية قد اجتاحت العالم بأسره في مجال الدراسات والبحوث والاكتشافات وقطعت أشواطا من العلم لايمكن تحقيقها في ظل الظروف الحالية لبلداننا العربية والإسلامية، حيث شغل المواطن في بلداننا بجملة من الأمور التافهة والتي لا تعود عليه بنفع يذكر سوى تسييره وتحجيم تفكيره بما يتناسب وسياسات بلده، فالإسلام أوجده الله لمنفعة البشر وتنظيم أموره الحياتية والعلمية والاجتماعية فمن غير المنطقي وغير المعقول أن يكن حال المواطن المسلم بهذا التخلف والإهمال والتأخر العلمي والثقافي والفكري فأين تكمن المعضلة؟

المعضلة تتمثل بضعف قرارات الدول وسياساتها بهذا الخصوص وأصبح اكبر طموح تبغي الوصول إليه هو الخلاص من الأمية، فعلى تلك الحكومات ان تتعظ وتأخذ التجربة ممن مروا بظروف أحلك من ظروفها ولنأخذ مثال الذي لطالما أصبح حديث يداوله كل ذي عقل وبصيرة أنها اليابان تلك التي قامت من ركام الحرب المدمرة ومسحت جروحها وانتفضت وقالت للعالم ها أنا ذا واجتاحت العالم بالالكترونيات وبكل مفاصل الحياة الأخرى وأصبح المنتج الياباني يلقى كثيرا من ثقة المستهلك وطلبه، مع العلم أن اليابان لاتمتلك ثروات سوى البحرية منها كالأسماك، إلا أن ما قامت به قد تجاوز إمكانية الإدراك والتصديق ولكنه واقعا وحقيقة أصبح معروفة للجميع.

 إذن أين تكمن المشكلة؟ وأين الرواسب التي أصبح من المتعذر إزالتها؟ فإذا ما تمعنت في النظر ستجد أن الطالب العربي والمسلم بشكله العام لايختلف عن نظيره الغربي سوى بالإمكانات والظروف وسياسات البلد الحاضن له، فالأساس التعليمي للدول العربية والإسلامية يعاني من الركاكة والهشاشة والتخلف القسري المتعمد من قبل قادة البلدان أنفسهم لجعل مواطنهم متخلفا قدر المستطاع والذي ينعكس بشكل تلقائي على طول مدة بقاء اؤلئك القادة على كرسي الحكم وإذا ما التفتوا لهذا الجانب فيكون مركزا فقط على جانب السلاح والتسليح وكل ما من شأنه أن يبقيهم فترة أطول في سدة الحكم.

 لذا من غير الحكمة أن نقوم بطلب التقويم للعلم والمعرفة من قادة الدول لأننا نصبح بذلك كمن ينفخ في شبك، وإنما نتوجه إلى المجتمعات أنفسها لأنها المعنية بذلك وهي التي ستخدم نفسها وتطور من واقعها وذلك بتوعية أبنائها بضرورة التعمق في اكتساب العلم والمعرفة وان تهيئ لهم قدر المستطاع وحسب إمكاناتها المتاحة الظروف التي من شأنها تحقيق ذلك المبتغى، وخير ما نختم به حديث نبوي شريف للرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) إذ قال " كن عالما أو متعلما ولا تكن الثالثة فتهلك ".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 25/كانون الأول/2010 - 18/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م