
شبكة النبأ: وجد تنظيم القاعدة في
الجبال الوعرة والوديان بالإضافة الى الصحاري الواسعة ملاذ امن بعيد عن
قبضة سلطات الدول واجهزتها الامنية، كونها مناطق يصعب السيطرة عليها او
محاصرتها، متخذة منها مقرا لأوكارها، للتخطيط والانطلاق في هجماتها
المسلحة.
وتلك الصفات الملائمة توفرت للتنظيم في بعض الدول التي تضعف فيها
قبضة العدالة، كما هو الحال في اليمن، التي تعاني من هشاشة غير مسبوقة
بسبب الصراعات والاشتباكات التي حدثت خلال السنوات القليلة الماضية.
فيما لا يغيب دور الاجندات السياسية العابرة للبحار، في تموين
وامداد وفي بعض احيان توجه دفة ذلك التنظيم نحو بعض الاهداف السياسية.
فقد ساهمت النزاعات والصراعات الايدولوجية والسياسية على اضعاف دور
الدولة وجعلها منزوعة السيادة ومستباحة من قبل اكثر من جهة وطرف، خصوصا
مع الظروف الاقتصادية الحرجة التي باتت تعصف بالمجتمع اليمني بصورة
عامة.
السعودية
حيث يؤدي تمويل السعودية للقبائل اليمنية من أجل محاربة تنظيم
القاعدة إلى تقويض سلطة الحكومة المركزية اليمنية في الوقت الذي تحتاج
فيه الحكومة إلى كل قوتها لمواجهة التهديدات الأمنية.
ويعتمد الغرب بشكل كبير على السعودية في تحقيق الاستقرار في اليمن
باعتبار أن الرياض هي أكبر مانح للمساعدات المالية لحكومة الرئيس
اليمني علي عبد الله صالح بما يساعد على دعم القوات اليمنية وبناء
المستشفيات.
لكن محللين ودبلوماسيين يقولون إن السعودية في الوقت نفسه تضعف موقع
صنعاء عندما تساعد القبائل التي تسيطر على معظم أنحاء اليمن بشكل مباشر.
ويقول المحلل السياسي اليمني في صنعاء عبدالغني الارياني "الدعم
السعودي للقبائل له تأثير سلبي واضح على هيكل الدولة وبشكل أوسع على
قدرتها على محاربة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب."
وقال "السعوديون رفضوا صراحة كل المطالبات اليمنية بالتوقف عن الدعم
المادي للقبائل اليمنية. وألقت السعودية في الآونة الأخيرة القبض على
149 متشددا أغلبهم على صلة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من
اليمن مقرا والذي خطط لشن هجمات داخل السعودية ولإرسال سعوديين لتلقي
تدريبات في معسكرات باليمن والصومال.
وكانت هذه الضربة أحدث نجاحات المخابرات السعودية بعد أن نقلت
للولايات المتحدة معلومات بشأن طرود ملغومة كانت مرسلة من اليمن. وقال
محللون ودبلوماسيون ان السعودية زادت من مساعداتها المالية للعديد من
القبائل اليمنية على مدار العامين الماضيين بهدف تحسين أمنها بسبب
القلق من المتمردين الشيعة في شمال اليمن الذين خاضوا حربا حدودية
قصيرة مع القوات السعودية.
ويقول محللون انه على الرغم من الحصول على بعض معلومات المخابرات من
مصادر من القبائل اليمنية بشأن أماكن اختباء عناصر القاعدة الا ان
الأموال تحولت الى عقبة أمام دعم سلطة الدولة اليمنية وهي عامل حيوي في
علاج المشكلات الاقتصادية.
العدو ذاته
وقال باراك بارفي الاستاذ الزائر السابق في مركز بروكينجز بالدوحة
في قطر "الدعم السعودي للقبائل يقوض سلطة الحكومة." وأضاف "السعودية لا
تريد لليمن أن يكون قويا." ومضى يقول ان الرياض تخشى انتشار الحريات
السياسية الليبرالية في اليمن.
وقال دبلوماسي غربي في الرياض ان بعض أفراد القبائل الذين يحصلون
على مساعدات مالية من السعودية قد يشاركون في أعمال تهريب عبر الحدود
السعودية اليمنية مما يقوض جهود السيطرة على الحدود التي يبلغ طولها
1500 كيلومتر والتي تخشى الرياض من تسلل عناصر القاعدة من خلالها.
ويقول المسؤولون السعوديون ان المملكة تدعم مشروعات المساعدات في
المناطقة القبلية لتمنع انضمام اليمنيين الى تنظيم القاعدة لان سلطات
الحكومة اليمنية محدودة خارج العاصمة صنعاء. بحسب وكالة الانباء
البريطانية.
ونقلت برقية دبلوماسية أمريكية تحمل تاريخ مايو ايار 2009 عن الامير
محمد بن نايف المسؤول الاول عن مكافحة الارهاب في السعودية قوله "الفكرة
هي انه عندما يرى اليمنيون الفوائد الملموسة لهذه المشروعات فانهم
سيدفعون قادتهم الى طرد المتشددين."
بينما قال محلل سياسي سعودي طلب عدم نشر اسمه ان دعم السعودية
للقبائل لم يأت بنتائج مهمة على مدى سنوات طويلة باستثناء الحصول على
بعض المعلومات. وقال ان هذا الدعم "ليس مفيدا جدا. ينتهي بك الامر أن
تدفع أكثر وأكثر ولا تحصل على الكثير."
ويعترف الدبلوماسيون بان السعودية حاولت التصدي للجمعيات الخيرية
التي تمول المتشددين في اليمن لما يزيد على عامين لكنها ما زالت تشك في
أنها قطعت عنهم كل الامدادات المالية.
وقال دبلوماسي غربي اخر في اشارة الى المدارس الدينية في اليمن التي
يدعمها رجال دين متشددون "انهم يحاولون المساعدة في تحقيق الاستقرار في
اليمن لكن ميراث الماضي ما زال ماثلا."
وتشير برقيات دبلوماسية أمريكية سربها موقع ويكيليكس الى أن أفرادا
سعوديين لا يزالون من كبار ممولي المتشددين مثل القاعدة. ولم تكن
العلاقات السعودية اليمنية سلسة في أي وقت. فبعض أراضي جنوب المملكة هي
أراض يمنية استولى عليها الملك عبد العزيز ال سعود مؤسس المملكة في حرب
عام 1934.
واستعانت السعودية بمئات الالاف من اليمنيين مع ازدهار عصر النفط في
السبعينات لكنها طردت معظمهم خلال أزمة الخليج عامي 1990 و1991 عندما
لم يؤيد الرئيس اليمني الحملة التي قادتها الولايات المتحدة لطرد
القوات العراقية من الكويت. وربما تواجه كل من واشنطن والرياض حاليا
العدو نفسه وهو تنظيم القاعدة الا أن منهج البلدين في اليمن قد لا يكون
متطابقا على طول الخط.
فبينما يفضل الغرب ارسال معوناته من خلال مؤسسات كالبنك الدولي فان
الاموال السعودية التي يقدرها بعض المحللين بملياري دولار سنويا لا تمر
كلها عبر القنوات الرسمية. ويقول دبلوماسيون ان الغياب الطويل للامير
سلطان ولي عهد المملكة والرجل المسؤول عن الملف اليمني لعقود زاد
العلاقات بين البلدين تعقيدا.
ويقول المسؤولون السعوديون ان الامير سلطان الذي أمضى في الخارج ما
يزيد على عام لتلقي العلاج سيعود لممارسة مهامه الا ان دبلوماسيين
يقولون ان اخرين ومن بينهم الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية أو
الامير مقرن بن عبد العزيز رئيس المخابرات أصبحوا طرفا في هذا الملف.
وقال دبلوماسي غربي مرددا تعليقات دبلوماسيين آخرين "من الصعب تحديد
المسؤول الان عن الملف اليمني. هناك عدد من الأمراء يشاركون."
ثقافة حمل السلاح
فيما ازدهرت التجارة في جحانة أحد أكبر أسواق السلاح في اليمن.. فقد
اندلع صراع شرس بين قبيلتين محليتين واندفع المقاتلون من الجانبين
للتزود بالاسلحة.
قال تاجر السلاح محمد قبان "استمر البيع عندنا حتى منتصف الليل
لمواجهة الطلب." وحين وصلت سيارة نصف نقل تقل أربعة رجال ملثمين انشغل
قبان وغيره من التجار ببيع الاسلحة والذخائر.
وقال صالح وهو تاجر اخر في السوق الذي يبعد 30 كيلومترا شرقي صنعاء
" هؤلاء من احدى القبيلتين المتحاربتين... عندما يكون القتال جاريا
يسرعون الى السوق ولا يكلفون أنفسهم حتى عناء التفاوض على الأسعار."
ويقول تجار ان ثمانية أشخاص قتلوا حتى الان في هذا النزاع الذي بدأ
حين قتل شيخ قبيلة بالرصاص في وضح النهار في شارع بالعاصمة اليمنية
صنعاء. وثقافة حمل السلاح متأصلة في اليمن. وفضلا عن حمل الخناجر في
أحزمة حول الخصر فانه ليس غريبا على الرجال اليمنيين حمل البنادق
الكلاشنيكوف وبنادق الصيد والمسدسات.
ويعرف اليمن بالعنف السياسي. وفي العام الحالي شهدت البلاد أعمال
عنف من قبل متشددي القاعدة وجولة أخرى من الصراع مع المتمردين الحوثيين
في الشمال الى جانب تصاعد الصراع في الجنوب الانفصالي.
وتتزايد المخاوف من أن يلحق الدمار باليمن من جراء هذه الصراعات مما
يهدد الامن الإقليمي وأمن جارته السعودية اكبر دولة مصدرة للنفط في
العالم. ويقول محللون ان العنف الاجتماعي في اليمن لا يقل خطرا عن
الاستقرار السياسي. وتودي الاشتباكات القبلية التي تحدث نتيجة النزاعات
على المياه والأراضي بحياة الآلاف كل عام وستتفاقم في ظل سعي البلاد
لمواجهة تناقص الموارد الطبيعية.
وقالت منظمة مسح الأسلحة في تقرير نشر في اكتوبر تشرين الاول ان
هناك في المتوسط قطعة سلاح لكل اثنين من سكان اليمن البالغ عددهم 23
مليون نسمة لهذا فان نطاق انتشار الأسلحة الخفيفة في اليمن مثار قلق
بالغ.
وأضاف التقرير أن هناك أدلة واسعة النطاق معتمدة على الروايات "تشير
الى تزايد شيوع اللجوء للأسلحة لحل الصراع والى أن انتشار الأسلحة
مرتبط بقوة بالتصعيد السريع للنزاعات." بحسب وكالة الانباء البريطانية.
ويعود استخدام السلاح للماضي العنيف باليمن حين كان الاقتتال محتدما
بين الفصائل. ولا يزال تهريب الأسلحة مستمرا بنشاط. ويحمل الكثير من
اليمنيين السلاح من سن مبكرة اذ يعد الثأر والحفاظ على شرف العائلة من
العناصر الاساسية في الموروث الثقافي.
أسباب أخرى
ويقول التقرير الذي يستشهد ببيانات حكومية لم تنشر ان نحو أربعة
الاف يموتون في نزاعات على الأراضي كل عام لكن العدد في الغالب أعلى من
هذا بكثير ومن المتوقع أن يزيد بسبب المشاكل المرتبطة بارتفاع عدد
السكان.
وتتقلص المحاصيل في ظل تراجع تساقط الأمطار وجفاف المياه الجوفية
مما يسبب توترات اجتماعية بشأن الماء والغذاء. ويقول خبراء ان صنعاء
ستكون أول عاصمة تجف بحلول عام 2050 .
ويسهم اقتصاد اليمن المترنح والبطالة وانتشار الفساد والفقر المدقع
في المشاكل التي يمكن أن تؤدي الى نشوب صراع عنيف. وتركت قرون من
الصراعات القبلية لليمن ميراثا من أعمال العنف واراقة الدماء يكاد يكون
التخلص منه مستحيلا خاصة في المناطق الريفية حيث تنعدم القواعد المنظمة
لامتلاك وحيازة السلاح.
وقال الناشط اليمني في مجال مكافحة السلاح عبد الرحمن المروني "الاسلحة
قضية يجب التعامل معها بالتوعية وتغيير مفاهيم الناس... (نحو التفكير)
بأن اليمني هو رجل من دون سلاح ناري." لكن تغيير الثقافة اليمنية ليس
بالمهمة اليسيرة. ففي حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية يستعرض
الرجال أسلحتهم بفخر ويطلقون أعيرة نارية في الهواء.
ونتيجة لانتشار السلاح على نطاق واسع في المجتمع اليمني لا تكاد
الحكومة تتمتع بسيطرة تذكر على مناطق معينة مما يجعلها مخبأ مثاليا
للمتشددين من أمثال عناصر تنظيم القاعدة. وقال فيتالي ناومكين من معهد
الدراسات الشرقية بالأكاديمية الروسية للعلوم "ورث اليمنيون ثقافة
العنف من تاريخهم المضطرب... الآن نرى شبكات متطرفة تستخدم هذا."
مجتمعا يسهل اختراقه
وحين ظهر أنور العولقي في تسجيل فيديو مؤخرا بنظارته المميزة وقد
وضع خنجره اليمني في جراب لفه حول خصره ربما كانت ثقته المفرطة في نفسه
هي اكثر ما يلفت الانتباه.
وانتقد رجل الدين الامريكي المولد علماء الدين في بلاده اليمن
وخارجها لطاعتهم لزعماء وصفهم بالخونة وقال انهم باعوا أنفسهم للمصالح
الامريكية والاسرائيلية. وقال العولقي وقد وضع على وجهه ابتسامة متكلفة
ان هؤلاء الحكام والملوك والأمراء لا يستحقون قيادة الأمة ولا يستحقون
حتى أن يقودوا قطيعا من الغنم ناهيك عن اكثر من مليار مسلم.
وتقول حكومة الرئيس علي عبد الله صالح ان اليمن البالغ عدد سكانه 23
مليون نسمة يبذل أقصى ما في وسعه لإلقاء القبض على هذا الرجل الذي
تصنفه واشنطن "ارهابيا دوليا." لكن ما أبداه العولقي من غرور في
التسجيل الذي نشر على مواقع يستخدمها متشددون اسلاميون على الانترنت
قبل أيام من أحدث محاولة لمتشددي القاعدة في اليمن لمهاجمة الولايات
المتحدة يقول الكثير عن مدى التزام صنعاء بشن حرب على التشدد.
وقالت سارة فيليبس المتخصصة في الشؤون اليمنية بجامعة سيدني "في حين
أن تنظيم القاعدة يمثل تهديدا أمنيا حقيقيا للنظام اليمني فانه يبدو أن
البعض لا يزال قلقا من القضاء على الجماعة تماما."
فالسلطات اليمنية لم تصدر أمرا بإحضاره حيا أو ميتا وتبدأ محاكمته
غيابيا بوصفه عضوا في عصابة مسلحة الا بعد أن تم إرسال طردين ملغومين
في أواخر اكتوبر تشرين الاول من اليمن على متن طائرتين متجهتين الى
الولايات المتحدة.
ويرى محللون أن أحد أسباب احجام حكومة صالح عن كبح جماح شخصيات مثل
العولقي هو أن التحرك بناء على أوامر من واشنطن تكون له اثار سلبية على
الرأي العام في الداخل. وقالت السلطات للمواطنين اليمنيين انها هي التي
تسيطر على العمليات ضد متشددي القاعدة المشتبه بهم هذا العام غير أن
برقيات دبلوماسية أمريكية نشرها موقع ويكيليكس تشير الى أن هذه كانت
كذبة للتغطية على الغارات الجوية الأمريكية.
وقال حسن ابو طالب المحلل المتخصص في الشؤون اليمنية بمؤسسة بحثية
مصرية حكومية ان الناس يتهمون الحكومة اليمنية دوما بالتخلي عن سيادتها
واستقلالها وهو ما قد يعطي الناس مبررا للانضمام الى القاعدة.
لكن شعبية شخصيات مثل العولقي تشير الى مسألة جوهرية وهي أن اليمن
بجباله ووديانه وصحاريه الوعرة لا يوفر بيئة مثالية للقاعدة من ناحية
التضاريس وحسب كما هو الحال بالنسبة لأفغانستان وإنما يوفر لها ايضا
مناخا إيديولوجيا مثاليا. بحسب وكالة الانباء البريطانية.
وبدأ في الآونة الأخيرة الداعية المصري عمرو خالد سلسلة من
المحاضرات بدعوة من حكومة حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس
اليمني في محاولة جاءت متأخرة لمكافحة مشاعر التطرف التي يقول منتقدون
ان الحكومة أسهمت في تشجيعها.
ويقول خبراء ان نظام صالح الذي يدعمه الجيش يميل الى تفضيل
المحسوبية القبلية على القمع الصريح حتى يستمر في الحكم وله صلات
بمجموعات من الجهاديين اليمنيين الذين يقدر عددهم بنحو 20 الفا والذين
قاتلوا السوفيت في أفغانستان بين عامي 1979 و1989 وانه يستخدم هذه
المجموعات كجنود في الصراعين في شمال اليمن وجنوبه.
وعلى الرغم من أنه يجري الان التعامل بجدية مع تنظيم القاعدة باليمن
الذي نشط على مدى العامين الاخيرين فان تمرد الحوثيين الشيعة في الشمال
وتهديد الانفصاليين في الجنوب احتلا دائما موقعين اكثر تقدما على قائمة
الأولويات الامنية لصنعاء وتحاول الحكومة تصوير الصراعين لحلفائها
الامريكيين على أنهما مرتبطان بالقاعدة.
ولجأ صالح للاسلاميين للحصول على دعمهم للمرة الاولى بعد أن اتحد
شمال اليمن تحت قيادته مع جنوبه الذي كان يقوده الاشتراكيون في عام
1990 وتمت الاستعانة بالاسلاميين على اختلاف ميولهم لقتال العلمانيين
في الجنوب في حرب أهلية قصيرة عام 1994 .
التعاطف وخيبة الأمل
وكان حزب الإصلاح الإسلامي المعتدل حليف صالح في الحكومة لبعض الوقت
كما استقبل اليمنيون الذين شكلوا مجموعة كبيرة من المقاتلين المسلمين
في أفغانستان في الثمانينات بالترحاب لدى عودتهم باعتبارهم مصدر دعم
للنظام. وأصبح وضع السلفيين قويا في المجتمع اليمني.
وقال كريستوفر بوكك المحلل بمعهد كارنيجي للسلام الدولي "استيراد
السلفية السعودية المتشددة كان له أثر." ومولت السعودية المعاهد
الدينية وساندت رجال دين بعينهم. كما طردت نحو مليون يمني خلال أزمة
حرب الخليج في عامي 1990 و1991 . وقال بوكك "حين عاد هؤلاء اليمنيين
عادوا بتفسيرات سعودية للإسلام."
وأظهرت حوادث متكررة لهروب سجناء من السجن في الاعوام الاخيرة
انتشار التعاطف في اليمن على نطاق واسع مع نوعية التشدد المناهض للغرب
الذي يروج له تنظيم القاعدة. وفر 23 رجلا من السجن عام 2006 بينهم رجال
أدينوا في تفجير المدمرة الامريكية كول الذي نفذه تنظيم القاعدة عام
2000 .
وتقول المعارضة الجنوبية التي تشعر بخيبة أمل بسبب ما تصفه بسنوات
من الحكم الاستغلالي من قبل صنعاء ان عناصر القاعدة التي تقاتل الحكومة
الان في محافظات شبوة ومأرب وأبين في الجنوب عاشت هناك طويلا في هدوء
وبموافقة الحكومة.
وقال فيصل الصفواني الكاتب في موقع عدن نيوز المعارض ان النظام يريد
القاعدة في الجنوب لأنه يواجه حركة شعبية هناك وأضاف أنه يريد إسكات
صوت الرفض في الجنوب.
وتتهم وسائل اعلام حكومية الجنوبيين بالتحالف مع تنظيم القاعدة وهو
اتهام يقذف به ايضا الشيعة اليمنيون الذين يتمردون على الحكومة
المركزية من وقت لآخر منذ عام 2004 .
وكانت عمليات أمريكية يمنية مشتركة قد أسفرت عن سحق تنظيم القاعدة
بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 . وبحلول عام 2008 أعادت القاعدة
تنظيم نفسها كتحالف سعودي يمني تحت اسم القاعدة في جزيرة العرب برغبة
جديدة في استهداف الدولة اليمنية نفسها. وقال بوكك "كان اليمن مكانا
للتدريب والراحة بين فترات الجهاد لكن القاعدة في جزيرة العرب حولته
الى مكان للانخراط في جهاد ضد نظام ظالم وغير شرعي." |