نحن امام فاجعة من فواجع زمن المحاصصة وتقديم الانتماء الحزبي على
الوطني والديمقراطية وحقوق الانسان ورعاية الدولة للمواطن وتوفير السكن
والعلاج اللازم والامان له اضافة للحريات الاخرى.
والا من يصدق ان يتساوى العمل الارهابي والضرر الذي يلحقه اهمال
المسؤول او تعنته الى نتيجة واحدة هي موت العراقي وان اختلفت الاسباب
وربما تكون خسائر قرار من مسؤول في ارواح العراقيين اكثر من الخسارة
نتيجة سيارة او سيارات ارهاب مفخخة , لقد اصبح العمل في الحكومة حق
وامتياز (حصة) يجني من ورائها المستولي عليها مكاسب له ولحزبه وليذهب
المواطن المنكوب بهم الى الموت او الجحيم.
منذ قرابة العشرة شهور استوردت وزارة الصحة دواءا لمرضى الثلاسيميا
وجلهم من الاطفال وبدلا من توزيعه وضع على رفوف مخازن الوزارة مدة
طويلة حتى تعالت الاصوات وكثرت الاستغاثات من المرضى وذويهم ودبجت
المقالات وكثرة التصريحات وتمخضت عن قيام الوزارة بتجهيز المستشفيات
ففرح المرضى واستبشر ذويهم خيرا وشكرنا الله والوزارة التي قرأت ما نشر
واستجابة لهذه الشريحة المبتلية بهذا المرض اللعين ,لكن لم يمضي اكثر
من شهرين حتى بدانا نسمع الاستغاثات من جديد بل كانت هذه المرة اشد
واقوى وطلبوا منا الحضور لنرى بالعين المجردة كيف يموت المصاب بهذا
المرض في الوقت الذي تكون وزارة الصحة قادرة على انقاذه لو تخطت
الروتين وتعاملت بإنسانية خصوصا وان الوزير طبيب ويعرف معاناة المرض
بدقة اكثر من غيره وبدلا من ان يصدر امره الفوري باسعاف المريض ما امكن
لذلك سبيلا قام باصدار امر يتلخص بعدم توزيع الدواء الا بعد ان يكمل
جميع المصابين بالثلاسيميا فحصوتهم لتقرر بعدها الوزارة كيفية صرف
العلاج وتحديد المحتاج من غيره وكان اخر ضحايا هذا المرض اللعين طفل في
الثانية من عمره مات بسبب عدم توفر العلاج.
لم نكن نعرف بهذا المرض الفتاك لو صرخة رئيس جمعية مكافحة
الثلاسيميا الذي دعانا الى مستشفى الزهراوي (مركز معالجة الثلاسيميا
بالرصافة) وشاهدنا معاناة المرضى وذويهم ونقلنا وقتها الامر الى وزارة
الصحة عبر الوسائل الاعلامية وكان للوزارة اكثر من تصريح وتوضيح لكن
النتيجة العلاج بالمخازن والموت يسلب حياة المصابين وسط لامبالاة رهيبة
من قبل السلطات الصحية والحكومية.
اننا هنا نجدد نقل صرخات المرضى واستغاثهم ونسعى الى وضعها على
مناضد السادة المسؤولين في وزارة الصحة وهم قبل ان يكونوا مسؤولين
كانوا اطباء واصحاب رسالة انسانية ونتمنى ان لاتكون على طريقة – اسمعت
لوناديت حيا –
نحن نعلم ان الحسابات والتبريرات والروتين والاعذار ستكون جاهزة
عندما يحتاج اهل وزارة الصحة على الرد او الاجابة على هذه الصرخات
والاستغاثات الناتجة عن موت اطفال بعمر الورود كان يمكن ان تستمر
حياتهم لو توفرت لهم جرع مناسبة تعينهم على مقاومة الداء وكان يمكن
لوزارة الصحة ان تمنحهم الحياة لو شاءت , ومع يأسنا نضع تساءلنا هذا
على كل الطاولات التي يجلس خلفها السادة المسؤولين من جاءت به المحاصصة
والتوافقات ومن جاءت به الكفاءة في السلطة التنفيذية..
ماهو الفرق بين الارهابي الذي يحصد بمفخخاته ارواح الابرياء من
العراقيين وبين المسؤول الذي يقتل بالروتين ومعرقلات يمكن تجاوزها
وايصال الدواء لمرضى الثلاسيميا فيموت جراء ذلك اطفال العراق ؟
اتمنى ان تعي وتسمع وتتفاعل مع صرخة هؤلاء الابرياء الشهداء منضدة
احد المسؤولين القادرين على انقاذ ارواحهم بقليل من انسانية , وألا
تبقى الصحة للوزير والموت لمرضى الثلاسيميا. |