اكراد العراق وخيارات تقرير المصير

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: بالرغم من انقضاء الكثير من الازمات التي خيمت على العراقيين خلال الفترة الماضية، خصوصا الحرجة منها، لا تزال بعض الاختلاجات تترك اثرها البالغ في نفوس الكثير منهم، على صعيد الشؤون الوطنية الحساسة.

فيما تطفو المشهد السياسي العراقي العديد من الهواجس المتعلقة بمصير دولتهم، سيما مخاوف تقسيم الدولة او انفصال الاكراد عن العراق بشكل خاص، وهو ما تجلى بعد بشكل واضح بعد ان التبس على البعض تصريحات رئيس اقليم كردستان حول مسألة تقرير المصير.

حيث انبرى بعض الساسة بصورة يراها البعض خطوة انفعالية غير موفقة غابت عنها الحنكة السياسية المتوخاة في مثل هذه المواقف، قبل ان يقوم الكرد بتوضيح اللبس الذي وقع في تفسير كلمة رئيس الاقليم.

بارزاني يوضح

فقد سعى رئيس اقليم كردستان العراق، على ما يبدو، الى تخفيف اثر تصريحاته بشأن حق الاكراد في تقرير المصير موضحا مع ذلك ان الاكراد لهم الحق في تقرير المصير لكن ضمن عراق فدرالي.

وقال بارزاني في كلمة له بعد تجديد انتخابه رئيسا للحزب الديمقراطي الكردستاني اكبر الاحزاب الكردية في الاقليم "أقولها دائما والان ايضا باننا كقومية لنا حق تقرير المصير كباقي قوميات المنطقة ولكننا هنا في كردستان العراق، قرر برلماننا بان نبقى ضمن العراق بشرط ان يكون عراقا فدراليا ونؤدي دورنا".

وشدد اثر تصريحات سابقة اثارت جدلا في العراق بشأن حق الاكراد في تقرير المصير، ان "مسألة حق تقرير المصير هو حق جميع القوميات وهو حق طبيعي وقصدنا هو كيف نمارس هذا الحق".

وهاجم بارزاني ردود الفعل التي صدرت عن قيادات عراقية عربية بالقول "بعضهم قال اذا كان الكرد يريدون الاستقلال فليذهبوا دون رجعة، ونحن نقول لهم فليذهبوا هم دون رجعة لان العراق بلدنا وملكنا". بحسب فرانس برس.

واضاف "لدينا العديد من المتحالفين ضمن القوى العربية سواء كانوا من الشيعة أو السنة والكثير الذين فهموا المسالة بالخطأ بدأوا بتصحيح مواقفهم، اما الذين يحملون الحقد في قلوبهم فأعدادهم قليلة".

واكد بارزاني انه لم يكن يقصد في حديثه عن حق تقرير المصير للشعب الكردي هو الانفصال عن العراق.

واوضح "في مراسيم الافتتاح (مؤتمر الحزب) قدمت كلمة مطولة ارتأتيت طرح برنامج الحزب، واظهار خطوط سياستنا لكافة الاطراف وتحدثت عن حق تقرير المصير، وهذه المسألة لم نتطرق اليها هذه المرة فقط وانما تم التطرق اليها وإقرارها في كافة مؤتمرات الحزب".

وتابع ان "هذا القول استغل من قبل اشخاص شوفينين للتهجم على الكرد وفسروا التصريحات بانها تشير الى مطالبة الكرد بحق تقرير المصير (بعيدا) عن العراق".

ومضى بارزاني قائلا "على هذا الاساس فقد ساهمنا مساهمة جدية في بناء العراق الجديد، كما جاء في الدستور العراقي والالتزام بهذا الدستور الذي حدد هوية العراق كعراق اتحادي وفدرالي شرط بقاء العراق موحدا".

وكان بارزاني طالب خلال افتتاح المؤتمر الثالث عشر للحزب الديموقراطي الكردستاني في حضور رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء المكلف نوري المالكي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، بمنح الاكراد حق تقرير المصير.

وقال بارزاني "ظلت المؤتمرات السابقة للحزب تؤكد ان الشعب الكردي يملك حق تقرير المصير. اليوم يرى الحزب ان المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح العاصي والسلمي لبلوغ الهدف تنسجم مع المرحلة المقبلة".

ورأى عدد من القادة السياسيين العرب العراقيين ذلك محاولة من الاكراد للانفصال عن العراق وتقسيمه.

البقاء جزءا من العراق 

من جهته اكد الرئيس السابق لحكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ان تصريحات رئيس الاقليم مسعود بارزاني حول حق الاكراد في "تقرير المصير" لا تعني الانفصال عن البلاد بل البقاء "ضمن العراق الموحد".

وقال نيجيرفان بارزاني وهو نائب رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه عمه رئيس الاقليم مسعود بارزاني ان "من حق الشعب الكردي المطالبة بحق تقرير المصير ولكن نحن قررنا البقاء ضمن العراق الموحد".

وقال بارزاني "ظلت المؤتمرات السابقة للحزب تؤكد ان الشعب الكردي يملك حق تقرير المصير. اليوم يرى الحزب ان المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح العاصي والسلمي لبلوغ الهدف تنسجم مع المرحلة المقبلة".

واكد نيجيرفان ان بعض وسائل الاعلام فسرت هذه التصريحات في شكل غير صحيح، وقال "انا مستغرب لماذا تم تفسير كلام رئيس الاقليم هكذا".

واضاف ان "مسألة حق تقرير المصير للاكراد، مثل اي قومية اخرى في العالم، قد تبناها الحزب الديموقراطي وهي حق طبيعي للشعب الكردي، ولكن قرارنا هو ان يكون لنا حق تقرير المصير وان نبقى داخل العراق على اساس النظام الفدرالي".

ورفض عدد كبير من السياسيين العراقيين تصريحات رئيس اقليم كردستان واعتبروا انها لا تتناسب والمرحلة الحالية.

واكد نيجيرفان ان "ما تبناه القادة والسياسيون الاكراد والذي صوتنا عليه في برلمان كردستان هو ان نبقى داخل العراق الجديد".

وذكر بمبادرة مسعود بارزاني في معالجة الازمة السياسية الاخيرة في العراق وقال "اعتقد ان هذه المبادرة التي قام بها الرئيس بارزاني هي اكبر دليل على ان الاكراد قرروا ان يكون حق تقرير مصيرهم ضمن عراق موحد فدرالي ديموقراطي".

واشار الى ان منظمي مؤتمر الحزب الديموقراطي رفعوا العلم العراقي الى جانب العلم الكردي وتمت تلاوة النشيد الوطني العراقي ونشيد اقليم كردستان خلال المؤتمر.

وقال نيجيرفان "اعيد واؤكد ان خطاب السيد رئيس الاقليم قد تم تفسيره بشكل خاطىء من قبل البعض، وما سيتبناه هذا المؤتمر هو ان +حق تقرير المصير هو مع البقاء ضمن عراق موحد ديموقراطي فدرالي، تحترم فيه جميع الطوائف وتعيش معا بخير+".

وقد تاسس الحزب الديموقراطي الكردستاني العام 1946 بزعامة الملا مصطفى بارزاني، وبقي بعدها الملا، الزعيم التاريخي للاكراد، فترة 12 عاما في المنفى.

وشن الحزب حركة تمرد ضد الحكومة في ايلول/سبتمبر 1961 انتهت بنكسة العام 1974، وفي العام 1976 اندلع تمرد اخر استمر حتى 1991 مع الانتفاضة الكردية.

وخاض الحزب صراعا على السلطة مع منافسه الاتحاد الوطني الكردستاني استمر اكثر من اربعة اعوام وقتل خلاله ما لا يقل عن 3500 شخص.

وسيطرت قوات جلال طالباني (الرئيس العراقي الحالي) المدعومة من ايران على مدينة اربيل العام 1996 ما دفع بارزاني الى الاستعانة بقوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لاستعادتها.

وفي انتخابات 2010 شارك الحزبان بقائمة واحدة حصدت 59 مقعدا من اصل 111، كما شكلا ائتلافا في الانتخابات الماضية حصل على 43 مقعدا.

ويتراس بارزاني اقليم كردستان فيما يتم التوافق مع الاتحاد الوطني الكردستاني على رئاستي الحكومة والبرلمان.

الصراع على كركوك

من جهة أخرى لا يزال مصير كركوك من قضايا الخلاف الرئيسية بين الاقليم الكردي والحكومة المركزية في بغداد اللذين توجد نزاعات بينهما تتعلق بالأرض وببعض من أغنى حقول النفط في العالم.

وأبلغ البرزاني اجتماعا للحزب الديمقراطي الكردستاني في اربيل ان حق كردستان في كركوك غير قابل للتفاوض. وقال ان الهوية الكردية لكركوك ليست موضوعا للمساومة.

ويتجادل الاقليم الكردي والحكومة المركزية منذ عدة سنوات بشأن ما اذا كانت أربيل من حقها ان توقع عقودا لتطوير حقول نفط مع شركات نفط أجنبية. وتقول بغداد ان الموارد النفطية العراقية تقع ضمن اختصاصها وتصف عقود الاقليم الكردي بأنها غير قانونية.

وأدى الخلاف الى توقف صادرات النفط من الاقليم في العام الماضي ومازال يتعين استئنافها وان كان وزراء النفط في الجانبين قالوا في الآونة الاخيرة ان الصادرات يجب ان تبدأ في اوائل العام القادم.

والقضية الاساسية في النزاعات الاقليمية هو مصير كركوك التي يقول مسؤولون امريكيون انها ربما تقع فوق أربعة في المئة من احتياطيات العالم. وسكان المدينة مزيج من الاكراد والعرب والتركمان واخرين.

وأجل العراق في الاونة الاخيرة اجراء تعداد للسكان يمكن ان يحدد نسبة السكان الاكراد في كركوك وهي خطوة رئيسية نحو حل مسألة ما اذا كانت المدينة يجب ان تبقى جزءا من كردستان.

وتصاعدت التوترات المحيطة باجراء تعداد السكان في الاونة الاخيرة. وقالت بعض الاسر العربية انه صدرت أوامر لها بمغادرة المدينة قبل اجراء التعداد. وسعى البرزاني الى تبديد القلق بشأن مستقبل كركوك.

وقال انه اذا كانت توجد مخاوف من ان الاكراد سيحكمون منفردين اذا انضمت كركوك الى اقليم كردستان فانه يود ان يؤكد للجميع انه يريد ان يجعل كركوك مثالا للتعايش المشترك.

وبينما ناقشت مؤتمرات الحزب السابقة وأكدت حق كردستان في تقرير المصير قال البرزاني هذا العام انها ستكون قضية اساسية في برنامج الاعمال.

وتعهد المالكي باختيار حكومته في غضون المهلة التي حددها الدستور قد يكون علامة على صعوبة التوصل الى اتفاق مع الكتل السياسية المنافسة بشأن مرشحين محددين للمناصب الوزارية. وقال في السابق انه سيعين الحكومة بحلول منتصف ديسمبر كانون الاول.

تقرير المصير 

فيما اكد برهم صالح رئيس وزراء حكومة اقليم كردستان العراق الاحد حق اكراد العراق في تقرير مصيرهم، وذلك غداة اعلان رئيس الاقليم مسعود بارزاني ان "المرحلة تنسجم" مع ذلك.

وقال صالح للصحافيين اثناء مشاركته في المؤتمر العربي العاشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في اربيل "اعتقد ان هناك اجماعا من النواحي القانونية والشرعية بان يكون للشعب الكردي حق تقرير المصير، حتى عندما رفعنا شعار الفدرالية ذكرنا وقتها انه نوع من انواع التعبير عن حق تقرير المصير". بحسب فرانس برس.

واضاف صالح وهو قيادي بارز في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني "نحن (الاكراد) لم نهمل في اي وقت من الاوقات حق تقرير المصير لشعبنا، وهذا حق طبيعي ودستوري وقانوني لشعب كردستان".

ورأى صالح ان الدستور العراقي يكفل ذلك، وقال "في ديباجة الدستور العراقي هناك اشارة الى رغبات مكونات الشعب العراقي وان (كانت) وحدة العراق مرتبطة بالالتزام بالدستور العراقي".

طالباني يكافح

من جانب آخر يريد الرئيس العراقي جلال طالباني المهدد في وجوده السياسي في معقله بكردستان، ضخ دماء شابة في صفوف حزبه وتنقيته، وذلك اثر النكسات الانتخابية التي مني بها امام منشقين يعتبرون قيادة الحزب بالية وفاسدة.

وينظم الاتحاد الوطني الكردستاني في مستهل حزيران/يونيو في السليمانية ثالث مؤتمراته منذ تأسيسه في 1975 بعد انشقاق في الحركة الكردية التاريخية نجم عنه ولادة الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وقال عارف قرباني مسؤول الاعلام في الاتحاد الوطني "نحن نواجه تطورات سياسية وعقائدية هامة، وهدف المؤتمر هو صياغة سياسة جديدة بناء على هذا الواقع الجديد". واضاف "اعتقد اننا سنشهد تغييرات وخصوصا وصول شبان ونساء الى القيادة".

و"الواقع الجديد" هو التعبير الملطف الذي استخدمه قرباني للاشارة الى اخطر ازمة يشهدها الاتحاد الوطني الكردستاني في تاريخه. فقد تحول قسم من قاعدته الى التصويت لحزب معارض جديد هو حركة التغيير او "غوران" بالكردية بعد ان خاب املهم اثر سنوات من المحسوبية والفساد. وكانت قاعدة الحزب تتألف تقليديا من سكان المدن.

واسس هذه الحركة التي يقودها نوشيروان مصطفى، عام 2009 اعضاء سابقون في الاتحاد الوطني الكردستاني ملوا تأجيل القيادة الى ما لا نهاية طلب اجراء اصلاحات داخلية. واستطاع هذا الحزب الجديد ان يستقطب الانصار من داخل قاعدة طالباني واصبح في غضون عام التيار السياسي الثاني في كردستان بعد الائتلاف الممثل بالحزبين التقليديين.

وقال مصطفى سيد قادر عضو المكتب السياسي لهذا الحزب الجديد بارتياح "الجميع يقر بان غوران اصبح قوة سياسية حقيقية في المنطقة". بحسب فرانس برس.

اما الخطر الآخر الذي يتهدد طالباني فهو تراجعه امام حليفه وخصمه السابق رئيس اقليم كردستان النافد مسعود برزاني.

وخاض طالباني وبرزاني العدوان اللدودان لاكثر من 20 عاما، حربا دامية بين 1994 و1998 للسيطرة على العائدات المجزية لطرق التهريب مالت الكفة فيها اولا لطالباني قبل توقيع اتفاق تقاسم سلطة بينهما في كردستان.

واليوم تفوق برزاني الذي فضل البقاء سيدا في منطقة كردستان وترك طالباني يذهب الى بغداد ليصبح في 2006 رئيسا للعراق.

واوضح سردار محمد الصحافي الكردي ان "الاتحاد الوطني الكردستاني يمر حاليا بوضع صعب واذا لم يقدم على ادخال تغيير جذري في سياسته وتنظيمه فانه سيقتصر على عائلة واحدة".

واعتبر قادر ان شبهات الفساد لا تفسر لوحدها تراجع شعبية الاتحاد الوطني الكردستاني. وقال "هناك وعود قطعت ولم يتم الوفاء بها واولها ما يتعلق بالمناطق المتنازع بشأنها وبينها كركوك، وايضا غياب الخدمات الاساسية للمواطنين خصوصا مع وجود اموال في الخزينة".

ويريد الاكراد ضم مدينة كركوك النفطية ومناطق اخرى متنازع عليها الى اقليمهم الذي اصبح يتمتع بحكم ذاتي بعد حرب الخليج في 1991 الامر الذي ترفضه الحكومة المركزية في بغداد.

والسؤال الان يتعلق بقدرة الاتحاد الوطني الكردستاني على القيام بهذا التحول. وقال الصحافي اسوس هاردي "لا اعتقد انه ستكون هناك تغييرات كبيرة لا في السياسة ولا في هيكلة الحزب".

واضاف "بل بالعكس من المرجح ان يكرس هذا المؤتمر السيطرة المطلقة" لجلال طالباني على الحزب.

ولا يتوقع ان يترشح احد لمنافسة طالباني على رئاسة الحزب. واكد فريد اسارساد عضو قيادة الحزب الوطني الكردستاني "حتى الآن لا يوجد اي منافس لطالباني ولا اعتقد انه سيكون هناك منافس له".

البي كي كي والبيجاك

الى ذلك أتهم كاتب تركي في مقال بصحيفة الزمان التركية، الى وجود نشاط مخابراتي اسرائيلي في شمال العراق لتدريب مسلحي حزب العمال الكردستاني وجناحه الايراني حزب الحياة الحرة.

وكتب عمر اوسلو في صحيفة الزمان اليوم، انه “في 31 من ايار مايو استيقظت تركيا على حادثين مروعين وقعا في شرق المتوسط. فقد هاجم مسلحو البي كي كي مخفرا بحريا في الاسكندرون بمحافظة هاتاي الجنوبية، وبعد ساعات قليلة هاجمت اسرائيل قافلة مدنية في المياه الدولية، فقتلت تسعة اتراك من ناشطي حقوق الانسان وجرحت العشرات”.

ويضيف الكاتب “منذ ذلك الحين بدأت بعض وسائل الاعلام التركية تلمح الى وجود علاقات بين اسرائيل والبي كي كي”.

ويشير الكاتب الى ان “مثل هذا الموقف ليس بجديد في الاعلام التركي. اذ منذ ان قتل مسلحو البي كي كي سبعة جنود في الرشادية في محافظة توكات الشمالية، والاعلام التركي ينظر في امكانية وجود علاقة بين اسرائيل والبي كي كي.

ونظرا لحساسية العلاقات بين الاعلام التركي ومنظمات اخرى وافراد، فان الصحفيين لا يتحدثون بنحو مباشر عما يعرفونه عن تلك الحادثة”.

ويقول الكاتب في مقاله ان “هناك محللين قلائل تحدثوا صراحة عن وجهات نظرهم الخاصة. وان سيدات لاتشينر من منظمة البحوث الاستراتيجية الدولية ومقرها انقرة، هو واحد منهم”.

وينقل المقال عن لانتشير قوله ان “هناك بعض المجموعات في اسرائيل تعمل بنشاط مع البي كي كي باستعمال جناحها الايراني، حزب الحياة الحرة في كردستان (بيجاك)، الذي يشن حربا على منطقة غرب ايران”.

وقال لانتشير ان “هذه العلاقة اكبر من مجرد نظرية مؤامرة، بل هي علاقة ثابتة لحقيقة اكتشاف بعض عناصر الموساد ومتقاعدين من الجيش الاسرائيلي وهم يدربون مسلحين اكراد في منطقة شمال العراق الكردية”.

ويضيف لانتشير، وفق المقال، ان “الاحداث الارهابية الكبيرة التي نفذها البي كي كي في مدن كبيرة تحمل بصمات اسرائيلية”.

وقال ان “هؤلاء الارهابيين يدربهم ضباط مخابرات اسرائيليين على كيفية اختراق المدن بطريقة مثلى”، مشددا على ان الحكومة الاسرائيلية غير مرتاحة لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. واوضح “انهم يريدون تصوير الحكومة التركية بانها مقربة كثيرا من تنظيم حماس المتطرف في عيون الراي العام العالمي. وما البي كي كي الا مجرد متعهد لدى اسرائيل يخدم هذا الغرض”.

ويقول الكاتب عمر اوسلو ان “سياسيين اتراك، بعد هجوم الاسكندرون، توصلوا الى الاستنتاج نفسه وراحوا يشيرون الى احتمال وجود علاقة بين اسرائيل وهذا الهجوم ايضا.

اذ قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، حسين تشيلك، بمقر الحزب في انقرة اننا لا نعتقد ان هذا الحادث [هجوم الاسكندرون] مجرد حادث اتفاقي”.

ويتابع “رئيس حزب الشعب الجموري، كمال كيلتشداروغلو، قال ايضا بان الشبه بين الاحداث كان كبيرا”.

ويقول الكاتب “يقال ان هذه المعلومات روجها نائب رئيس الاركان، الجنرال اصلان غونر، الذي كان من المحاربين القدامى القلائل في انقرة، والمعروف بخبرته في عالم الاستخبارات”.

ويزيد الكاتب “عندما سمعت كلاما عن دعوة الجنرال لصحفيين بمكتبه في انقرة تماما بعد حادثة الرشادية، واعلمهم بان هناك صلة بين هجمات البي كي كي واسرائيل، لم اهتم وتعاملت مع الامر كواحدة من ملايين نظريات المؤامرة التي تروج في انقرة في اي لحظة كانت…. لكن بعد حادثة الاسكندرون، اتصلت بنحو مباشر بصحفيين في انقرة وسالتهم عما اذا حدث فعلا مثل هذا اللقاء، فاكدوا كلهم انهم حضروا اللقاء. ومع ان بعضهم قال انه لا يتذكر بالضبط تفاصيل ما دار، لانهم لم يهتموا كثيرا بهذا الجزء الخاص من اللقاء، لكن اي منهم لم ينكر بان عسكريا رفيع المستوى ذكر وجود علاقة بين البي كي كي واسرائيل”.

ويختتم الكاتب مقاله بالقول “لا اعرف ان كنت كشفت سرا من اسرار الدولة، لكن هناك حقيقة تقول ان الجيش التركي يعتقد بوجود علاقة بين اسرائيل والبي كي كي. وهذا هو السبب الذي جعل من رجب طيب اردوغان يرفع صوته منتقدا اسرائيل”.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21/كانون الأول/2010 - 14/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م