إستعدوا إنه يقترب

هادي جلو مرعي

كل النبوءات القديمة من أيام حضارة المايا وطوفان الكوفة قبل 3600 عاما من الان ,الى أيام الإسلام الأولى وما ورد من أحاديث دينية وتنبؤات آداموس وغيره، وصولا إلى الإستكشافات الحديثة في علوم الفضاء وحركة الكواكب ودورة الزمن الردئ.

كلها تشير الى ان النهاية قد اقتربت، بالأمس وحين كنت أجادل البعض في نبوءة عراف عراقي شهير يتوقع نهاية العالم بعد سنتين من الآن، قلت... إني سأحمل في حبيبي (أقراص دوائية منومة)، وحين أشعر بقرب الحدث العظيم سأتناول واحدا منها لأنام مؤقتاً، حيث سيأتي النوم الأبدي دون أن أشعر بوقع الكارثة التي ستضرب الأرض.

لاأحتمل منظر السماء ملبدة بغيوم داكنة، يصاحبها رعد وبرق وأمطار غزيرة تسبب السيول الجارفة وتعلو سطوح منازلنا في بيئتنا السهلية ولن أحتمل الهزات الأرضية التي قد تزلزل كل شيء من تحتنا ومن فوقنا، ولا الرياح التي ستقلع الأشجار وتخرب الديار، ولا الدمار الهائل الذي سيسببه الإصطدام الكبير مع الكوكب القادم من المجهول، ولن أحتمل رؤية الشمس تشرق من مغربها على غير عادتها التي درجت عليها والتي إعتدناها منذ الأيام الأولى لوجودنا على هذا الكوكب الصغير السائح في الكون الفسيح.

ولن يكون بمقدوري النظر الى العواصف الشمسية التي ستحدث إختلالا في المجال المغناطيسي من حول أرضنا مع ما ستحدثه من تغيرات بيئية خطيرة ومهلكة.

قد يتحرك تسونامي ويضرب جميع الأرض ويغرقها ولا يعود منها صالحا للحياة سوى أجزاء قليلة تحتاج الى عقود وعقود من الزمن لتكون مهيأة لبناء حياة جديدة، بعد إنهيار كل ما بناه الإنسان من حضارات عظيمة، وما وصل إليه في مجالات الإتصالات والنقل ورفاهية العيش، فلن يكون هناك ما نسميه كهرباء ولا محطات تصفية مياه أو لتدويرها، ولا حتى طرق معبدة أو سيارات أو سفن أو طائرات. انها هيكلة جديدة للعالم كما يرى بعض خبراء البيئة والفضاء والأبحاث في مجال المناخ.

درجت وكالة ناسا على نفي كل ما قيل ويقال، وما كتب ويكتب عن إمكانية إصطدام الأرض بكوكب قادم من الفضاء السحيق بسرعة خارقة، أو على الأقل مروره على مقربة بعض ملايين الكيلومترات منها ما يسبب إختلالا في حركتها ودورانها ضمن المجموعة الشمسية، وبغض النظر عن الاسباب التي تدفع بناسا للتعتيم على نشر أي تقرير يتعلق بامر هذا الكوكب فان المؤشرات بدأت تتصاعد والمعلومات تتسرب دون الحاجة الى ويكليكس، وكلها ترجح ان يظهر نيبرو في حزيران القادم ليرى كوكباً شبيها بالشمس في كبد السماء ثم ليقترب اكثر في نهاية العام 2012 وهو التاريخ المسجل الذي حدث فيه الطوفان العظيم الذي غطى الأرض وأعاد هيكلتها من جديد مع نجاة النبي نوح وعدد من ابنائه والمؤمنين به في سفينة بناها بنفسه على شاطيء الفرات بمدينة الكوفة الشهيرة، وكان وضع أصنافا من الحبوب والنباتات وأزواجاً من الطيور والحيوانات..

 كان نوح مستعدا للحدث العظيم. نحن نستعد بطريقة مختلفة غير مبالين، وربما سنواجه ذلك بشيء من السخرية، كما أفعل الآن.

[email protected]

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/كانون الأول/2010 - 13/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م