السينما العربية.. بين الابتذال والربح المادي

علي الطربوش

السينما تلك الوسيلة التي اجتاحت المجتمعات على اختلافها وأصبحت تزاحمها في كل مكان لتصل حتى المنازل عن طريق التلفاز،حيث انه من البديهي أن تنقسم السينما إلى مفيد وذو خدمة مرجوة وبين هادم للمجتمعات وعديم النفع بل جالب للضرر أيضا، والسينما العربية على اختلافها لاتعدو كونها وسيلة لتحقيق الربح المادي المنشود حتى وان كان على حساب المجتمع وتقاليده وعاداته ولايهم أن خدشت الحياء العام أو تجاوزت عليه ولكننا لسنا بصدد التعميم فانه من المعروف " ان لكل قاعدة شواذ ".

فالمتابع سيكتشف وبدون عناء أو تركيز أن جل الأفلام العربية تركز على الحب والغرام وكأنه الهم الوحيد الذي يحاكي مخيلة المواطن العربي وان مشاهد العري والابتذال أصبحت كالظل الذي ما انفك يلازم الأفلام العربية أن لم نقل كلها فعلى الأقل السواد الأعظم منها، فهل أن هذه الفقرات (أي الغرام والملابس غير المحتشمة) مقصودة ومدبرة للنيل من مجتمعاتنا ؟

 أم أنها الوسيلة الوحيدة التي تحقق الطلب على الأفلام وترفع من سخونتها على شباك التذاكر، نعم، أن الحيرة بدأت تمالك أرباب الأسر على أبنائهم خوفا من انزلاقهم لمستويات أخلاقية ضحلة جسدتها تلك الأفلام، والأكثر غرابة أن تلك الأفلام تنتج وتصور في بلدان إسلامية وعربية ومجتمعات محافظة تعتبر الشرف والأخلاق من المعايير المهمة جدا لديها.

 وفي المقابل لانجد سينما مناوئة لتلك التي أسلفنا الحديث عنها فالمشكلة تتمثل بالدعم المادي فإنتاج الأفلام الجيدة يتطلب سيلا كبيرا من الأموال ناهيك عن ممثلين مبدعين كما أن الفلم المنتج من الضروري أن يجتذب المشاهد العربي المسلم لنستطيع بذلك محاربة هذا المد المتخلف والجاهل واللاأخلاقي من قبل السينما المبتذلة، لذا يتبادر إلى الذهن وبمجرد طرح هذا الموضوع أن التيار الإسلامي في كل البلدان العربية على وجه الخصوص مقصر في دعم السينما الإسلامية والاجتماعية المحتشمة، وترك الساحة للسينما المنحرفة تصول وتجول على شاشة تلفاز المواطن العربي المسلم وكأن العالم العربي أصبح عالما علمانيا يأكل ويشرب وينام وووو، متناسين أن المواطن العربي يحمل في داخلة حبا وعشقا للدين وتلك الأمور أصبحت تهدد هذا العشق بل بدأت تعمل على أن تجعله ينساه أو يتناساه (لا قدر الله).

لذا نرى أنه من الضروري أن تشدد الرقابة على مثل تلك الأنواع من السينما حتى لا تتسبب بمشاكل وأمراض اجتماعية متعددة وخطيرة في آن واحد وان يهتم الخط الديني بالتوعية لخطر تلك الآفة التي بدأت تستفحل للأسف الشديد وان يقوم (أي الخط الديني) بدعم سينما عائلية محتشمة تنافس تلك الآفة القذرة التي ربما أدخلت عن قصد بغية تفكيك مجتمعاتنا والنيل من أخلاقها ودينها ومما لا شك فيه أن الغلبة ستكن لأصحاب المبدأ والفكر والهدف النبيل وخير ما نختم به حديثنا هذا آية من القران الكريم إذ يقول تبارك وتعالى(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العلي العظيم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/كانون الأول/2010 - 13/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م