عداء السامية... وادوار اللولبيات الصهيونية

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يدرك اليهود حول العالم بشكل عام، وفي امريكا بشكل خاص، ان دولتهم المزعومة اسرائيل باتت وبالا عليهم وعلى ما يعتبرونه قضايا تاريخية عانوا منها على مدى قرون، خصوصا بعد تصاعد النداءات الدولية المطالبة بوقف الكيان الصهيوني لانتهاكاته المستمرة بحق الفلسطينيين واغتصابهم لأراضيهم بالقوة والعنف.

الا ان ذلك لم يمنع بعض الصهاينة من التبجح والتطاول بل التجاوز على كل من يطلق مثل تلك التصريحات، بعد ان تمكنوا على مدى العقود الخمس الماضية من انشاء لوبي خطير بات يتحكم بقيادة الدول وشؤونها السياسية والاجتماعية.

فضيحة في إسبانيا

فقد احتجزت الاستخبارات الإسرائيلية الشاباك مهرجا اسبانيا في مطار بن غوريون للتحقيق معه ثم قامت بطرده لأسباب أمنية مما أدى إلى إثارة ردود فعل غاضبة فى مدريد عكسته وسائل الإعلام التي وجدت أن الهوس الأمني الإسرائيلي وصل حدودا مضحكة.

 فقد تعرض ايفان برادو أهم و أشهر مهرج سيرك في إسبانيا لتحقيق دام 6 ساعات عقب وصوله إلى فلسطين المحتلة بتهمة ارتباطه بمنظمات فلسطينية "إرهابية" وجرى ترحيلها بعد ذلك رغم أنه يدير المهرجان الدولي للمهرجين في جاليسيا باسبانيا.

فقد وصل برادو تل أبيب في نهاية الشهر الماضي مع زميلة إسبانية من أصل عربي اسمها ليلى تلاوي بغرض تنظيم احتفال في رام الله وأبعدته إلى إسبانيا لتبدأ حملة إعلامية إسبانية ضد الإجراءات الإسرائيلية.

كتيبة إرهابية

من جانب آخر وصفت نائبة في البرلمان الإسرائيلي لاعبي المنتخب الجزائري لكرة القدم، بأنهم عناصر ''كتيبة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة''، محذرة في نفس الوقت، من مغبة حدوث اعتداء إرهابي في حالة ما إذا انهزم ''الخضر'' في إحدى المقابلات خلال المونديال، وذلك بحسب ما نشرت جريدة النهار الجزائرية.

وقالت النائبة ''اناستسيا ميخائيلي''، وهي عضوة في لجنة التربية والتعليم والرياضة في ''الكنيست'' الإسرائيلي، في لقاء مباشر مع راديو إسرائيل، إنها تتنبأ بحدوث عمليات إرهابية في جنوب إفريقيا في حالة انهزام الجزائر أمام الفرق التي تشاركها نفس المجموعة، على اعتبار أن فرق المنتخبات الأخرى في المجموعة تعتبر من قبل ''تنظيم القاعدة'' بمثابة دول محور الشر، في إشارة إلى بريطانيا وأمريكا.

وشددت النائبة الإسرائيلية على أنه من المستحيل أن يفوز ''الخضر'' على باقي فرق المجموعة، وهو ما سيحرمهم من المرور إلى الدور الثاني، مشيرة في نفس الوقت، إلى قوة المنتخب الإنجليزي، قبل أن تضيف بالقول، إن قوة منافسي ''الخضر'' تجعل من حدوث عمل إرهابي انتقامي الإحتمال الأقرب، في تحاملٍ صريح وواضحٍ على الجزائر والجزائريين، ووصفهم بـ''الإرهابيين''.

وتعكس هذه التصريحات المغرضة، القلق الكبير الذي ما يزال يشكله أي شيء يرمز إلى الجزائر للكيان الصهيوني ومسؤوليه، على خلفية الممانعة والرفض، واللذين ما تزال الحكومة الجزائرية متمسكة بهما فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل.

دعت لخروج إسرائيل من فلسطين فخرجت من البيت الأبيض

في سياق متصل وسط ضجة عنيفة أثارتها دعوتها لليهود بمغادرة فلسطين والعودة من حيث أتوا، أعلنت المراسلة الأقدم في البيت الأبيض، هيلين توماس، عن تقاعدها وبأثر فوري، وفق ما أعلنت مؤسسة "هيرست" الإعلامية.

وتعتبر توماس، 89 عاماً، عميدة الصحفيين بالبيت الأبيض ومن أقدم العاملين بالمقر الرئاسي، الذي بدأت العمل به خلال ولاية  الرئيس الأمريكي الأسبق، جون أف كينيدي، في حقبة الستينيات، وهي من كتاب الأعمدة في شبكة "هارست."

وأثارت المراسلة الأقدم في البيت الأبيض عاصفة في الولايات المتحدة، بعد أن صرحت بأنه "على اليهود أن ينصرفوا من فلسطين والعودة من حيث قدموا"، غير أنها أوضحت فيما بعد تصريحاتها وقالت إنها مؤيدة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وجاء تصريح توماس، وهي لبنانية الأصل، رداً على سؤال من الحاخام ديفيد نيسينوف جاء فيه "هل من تعليق على إسرائيل؟" وأجابت بالقول: "بحق الجحيم ليخرجوا من فلسطين."

وسأل مجدداً بالقول: "هل من تعليق أفضل على إسرائيل؟"

وأجابت: "تذكر.. هؤلاء تحت الاحتلال وهذا وطنهم.. فهذه  ليست ألمانيا ولا بولندا"، ولدى سؤالها "إلى أين سيذهب اليهود؟" أجابت "ليعودوا إلى وطنهم إلى بولندا وألمانيا، إلى الولايات المتحدة، إلى أي مكان آخر".

وقدمت توماس الأحد اعتذاراً عن تصريحاتها، إلا أن الاعتذار لم يكن بكاف ليسكت الانتقادات العنيفة لها والمطالبة إما بإقالتها أو وقفها عن العمل في مؤسسة "هيرست." ورفض الحاخام اعتذار توماس مطالباً إياها بتقديم اعتذار إلى الجالية اليهودية بأكاملها.

ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض أقوال توماس وعبر عن استنكار الإدارة لمثل هذه التصريحات، كما أصدر مجلس رابطة مراسلي البيت الأبيض بياناً أدان فيه تصريحاتها، كما شجبت مجموعة مراسلي البيت الأبيض، توماس واصفة تصريحها بأنه "لا يمكن تبريره."

وتعالت الأصوات المنادية باستقالتها وعلى رأس المطالبين آري فليشر، الناطق السابق بلسان البيت الأبيض خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.

وقال في بيان "تصريح هيلين الداعي إلى تطهير ديني لإسرائيل يستحق الشجب.. إذا لم يكن هذا التعصب الأعمى.. ما هو؟ ما قالته سيئ كالقول بأن على جميع السود مغادرة أمريكا والعودة إلى أفريقيا.. ينبغي لصحف هيرست فعل الصواب وإقالتها."

ومن جانبها، رفضت رابطة مكافحة التشهير اعتذار توماس بالإشارة إلى أنه لا يكفي "فإن تصريحاتها شائنة ومسيئة وغير مناسبة.. فاقتراحها بأن على اليهود العودة إلى بولندا وألمانيا ما هو إلا تعصب ويظهر جهلاً عميقاً بالتاريخ.

وكانت توماس، وحتى قبل استقالتها، تأتي يوميا إلى البيت الأبيض، وتجلس بشكل تقليدي في الصف الأول خلال الإدلاء بالبيانات الصحفية اليومية، تحظى باحترام كبير من قبل زملائها ومن قبل طاقم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي احتفل في أغسطس/آب الماضي بعيد مولودها الذي تصادف مع عيد ميلاده الـ48.

كما أعلنت جامعة أمريكية وقف تقديم جائزة تقديرية تحمل اسم الصحفية الأمريكية، اللبنانية الأصل، هيلين توماس، احتجاجاً على تصريحات معادية للسامية مثيرة للجدل، كتلك التي دفعت الصحفية المخضرمة للاستقالة في يونيو/حزيران الماضي إثر مطالبتها لليهود "الخروج من فلسطين" والعودة من حيث أتوا.

وقالت "جامعة وين ستيت"، بديتريوت، التي تخرجت منها توماس عام 1942، في بيان، إن المؤسسة التعليمية ستتوقف عن منح جائزة "هيلين توماس روح التنوع" التقديرية في مجال الإعلام، قائلة: نشجع حرية التعبير والحوار المفتوح ، ونحترم وجهات النظر المتنوعة.. ومع ذلك ، فإن الجامعة تدين بشدة التصريحات المعادية للسامية التي أدلت بها هيلين توماس خلال مؤتمر أمس (الخميس)".

ويذكر أن جائزة "جامعة وين ستيت"لا تتناسب وهذه الفئة، إذ أنها تمنح جوائز الشرف التي تحمل اسم توماس ، على مدى العقد الماضي، تكريماً لها وليس لها، كجوائز تقديرية للمتميزين في مجال الإعلام، وفق الموقع الإلكتروني للجامعة الأمريكية.

وتابع الموقع بأن الجائزة تأسست تكريماً للدور الريادي للصحفية في تعزيز التنوع بالإعلام وقضايا العرق بأمريكا.

تصريحات كاسترو

من جهتهم ندد مسؤولون اسرائيليون بتصريحات الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو التي شبه فيها معاملة اسرائيل للفلسطينيين بالابادة النازية لليهود ووصفوا هذه التصريحات بأنها شائنة.

ووزعت بعثة كوبا الدبلوماسية في جنيف تصريحات كاسترو في غمرة النقاش الجاري في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة والمؤلف من 47 دولة بشأن تصرفات اسرائيل في الاراضي المحتلة.

وقال الزعيم الكوبي السابق في تصريحاته "الكراهية التي تكنها دولة اسرائيل للفلسطينيين بلغت حد انها لن تتردد في ارسال المليون والنصف مليون رجل وامرأة وطفل في ذلك البلد الى المحرقة التي ابيد فيها ملايين اليهود من مختلف الاعمار على ايدي النازيين."

وأضاف كاسترو (83 عاما) في أحدث مقال ضمن سلسلة كتابات وصفتها وسائل الاعلام الكوبية بالتأملات "يبدو أن صليب الفوهرر (الزعيم النازي أدولف هتلر) المعقوف هو اليوم شعار اسرائيل."

ولم تردد التعليقات في المجلس نفسه لكن دبلوماسيين قالوا ان كوبا أرسلتها الى البعثات الاجنبية الاخرى في جنيف وكذلك الى الصحفيين. ومنذ اسبوعين أبلغت سوريا المندوبين في المجلس بأن الاطفال الاسرائيليين يتعلمون الغناء بشأن مص دماء العرب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايجال بالمور في القدس "بهذه التعليقات الشائنة يشين فيدل كاسترو رفاقه القدامى والمثل التي طالما ادعى انه يعمل من أجلها. لا بد ان تشي جيفارا يتقلب في قبره."

وفي جنيف قال السفير الاسرائيلي ليشنو يار لمجلس حقوق الانسان الذي يناقش التقرير - الذي قدمه المحقق ريتشار فولك - انه (المجلس) تستحوذ عليه دولة واحدة هي اسرائيل كما لو انه ليس هناك بواعث قلق اخرى يجب مناقشتها.

وأوضح فولك وهو باحث امريكي عينه مجلس حقوق الانسان ليبحث تصرفات اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة في تقريره انه يؤيد المقاطعة الاقتصادية والثقافية العالمية لاسرائيل لكي توقف الانتهاكات المزعومة للحقوق.

وقارن بين هذه المقاطعة التي يدعو لها ناشطون فلسطينيون في اوروبا واماكن اخرى وبين الحملة لعزل جنوب افريقيا في الثمانينات التي قال انها اسقطت نظام التمييز العنصري.

لكن فولك قال في مؤتمر صحفي انه لا يتفق مع تصريحات كاسترو بشأن اسرائيل والنازيين قائلا "أعتقد انه يجب علينا ان نقاوم ذلك النوع من المقارنات التحريضية."

وكوبا ضمن كتلة من الدول النامية لها أغلبية واضحة في المجلس وتضمن لاعضائها والاصدقاء من الخارج مثل ايران وسريلانكا الحماية من الانتقاد لسجلها في حقوق الانسان.

وتنحى فيدل كاسترو في عام 2008 بعد اصابته بمرض طويل بعد نحو 50 عاما تولى خلالها الحكم في هافانا وسلم السلطة لاخيه الاصغر راؤول الذي يبلغ الان 79 عاما. ومنذ ذلك الحين أدت "تأملاته" الى بقائه في دائرة الضوء. بحسب رويترز.

وفي الثاني من يونيو حزيران ندد مجلس حقوق الانسان بالغارة الاسرائيلية على سفينة مساعدات متجهة لغزة قتل فيها تسعة اتراك مؤيدين للناشطين الفلسطينيين على متن السفينة وصوت على تشكيل بعثة تقصي حقائق في هذا الموضوع.

وستجري اسرائيل التحقيق الخاص بها في الغارة على ان تضم اللجنة اثنين من الخبراء الاجانب ورفضت أي تحقيق منفصل تجريه الامم المتحدة. كما رفضت السماح لفولك بدخول اسرائيل أو الاراضي الفلسطينية المحتلة واتهمته بالانحياز ضد الدولة اليهودية.

فيلم سينمائي عن هتلر يثير غضب اليهود في الهند

كما دفعت احتجاجات الطائفة اليهودية الصغيرة في الهند ممثلا بارزا الى الانسحاب من فيلم يتناول الايام الاخيرة من حياة الزعيم النازي ادولف هتلر الذي يندر ان تكون شخصيته موضوعا لفيلم في بوليوود.

وقال انوبام خير الذي كان من المفترض ان يقوم بدور هتلر في الفيلم لرويترز انه قرر الانسحاب من الفيلم بعدما واجه سيلا من الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت وبعد احتجاجات.

وقال خير في تصريح لرويترز "في ضوء سوء النوايا التي يولدها المشروع لدى المعجبين بي اود ان انسحب منه احتراما لمشاعرهم."

ويهدف فيلم "صديقي العزيز هتلر" Dear Friend Hitler الى تقديم لمحة للمتفرج عن "بواعث الخوف لدى هتلر وشخصيته الكاريزمية وجنون العظمة لديه وكذا عبقريته الفذة" وذلك طبقا لبيان عن الفيلم الذي سيبدأ عرضه الشهر القادم.

وقال خير "لم تحركني الاعتبارات التجارية قط لكني احترم الاراء الاجتماعية على الدوام."

ويوجد بالهند طائفة يهودية صغيرة قوامها نحو 5000 فرد حيث هاجرت الغالبية الى اسرائيل والغرب على مدى السنوات الماضية. وقال هؤلاء ان قرار انتاج فيلم عن هتلر اغضبهم للغاية.

وقال جوناثان سولومون رئيس اتحاد اليهود الهنود لرويترز "من يقوم بانتاج فيلم عن هتلر فانه يقوم بذلك عن جهل مالم تكن له دوافع خبيثة. هم يؤذون مشاعر طائفة عانت كثيرا."

في عام 2006 اجبر مطعم صغير في مومباي على تغيير اسمه من "هتلر كروس" الى "كروس كافيه" بعد احتجاجات واسعة. وقال مخرج الفيلم ان الفيلم لن يمجد هتلر. واضاف راكيش رنجان كومار "من يحتجون على الفيلم اساؤا الفهم."

سكك الحديد تعتذر! 

من جهتها عبرت شركة السكك الحديد الفرنسية (اس ان سي اف) للمرة الاولى عن اسفها لدورها في تهجير اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك من اجل حماية فرصها في الحصول على عقود في الولايات المتحدة. وكانت هذه الهيئة تؤكد حتى الآن انها قامت بذلك بالاكراه.

وخلال زيارة للولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر لتقديم عرض الشركة لمشروع قطار سريع يربط بين تامبا واورلاندو، التقى رئيسها غيوم بيبي برلمانيين في ولاية فلوريدا (جنوب شرق) وجمعيات يهودية.

وبالمناسبة نفسها، نشرت الشركة بيانا تحدثت فيه عن "رغبتها في التعبير عن المها العميق واسفها لنتائج افعالها" التي حدثت تحت ضغط "طلب رسمي".

ويستشهد بيبي في النص بخطاب القاه الرئيس الفرنسي جاك شيراك في تموز/يوليو 1995 خلال احياء ذكرى حملة اعتقالات استهدفت اليهود.

وقال شيراك في هذا الخطاب ان "هذه الساعات السوداء تلطخ تاريخنا الى الابد وتشكل اهانة لماضينا وتقاليدنا". واضاف "نعم، ساعد فرنسيون، الدولة الفرنسية الجنون الاجرامي للمحتل".

من جهته، قال رئيس الشركة "بصفتها ذراعا للدولة الفرنسية تتبنى شركة السكك الحديد الفرنسية هذه الكلمات ومعانيها بالنسبة للضحايا والناجين وعائلاتهم الذين تألموا بسبب دورنا في الحرب".

وتواجه الشركة الفرنسية التي تقدمت للحصول على عقد آخر في كاليفورنيا ايضا مطالب في الولايات المتحدة منذ اشهر بالاعتراف بدور الشركة خلال الحرب العالمية الثانية.

وفي كاليفورنيا تمكن الديموقراطي بوب بلومنفيلد من تمرير قانون يجبر كل الشركات المرشحة للحصول على عقود، على كشف دورها في نقل "الاسرى" من 1942 الى 1944.

لكن حاكم الولاية ارنولد شوارتزنيغر عطل القانون.

وتقدم الديموقراطي رون كلاين النائب الديموقراطي عن فلوريدا بمشروع مماثل على المستوى الفدرالي.

المحرقة "أسطورة"

فيما قالت وزارة الداخلية في ليتوانيا ان أحد مسؤوليها استقال بعدما وصف المحرقة النازية بأنها "أسطورة" في مقال ندد به سفراء غربيون.

وكادت المحرقة تقضي على الجالية اليهودية في ليتوانيا المؤلفة من 200 الف شخص والتي يقدر عددها حاليا ببضعة الاف.

وقال المسؤول وهو مسؤول رفيع في الوزارة في مقال بمجلة ان محاكمات نورمبرج التي أعقبت الحرب العالمية الثانية أعطت "اساسا قانونيا للاسطورة المتعلقة بالقتل المفترض لستة ملايين يهودي".

وانشأت دول الحلفاء محكمة خاصة في نورمبرج بألمانيا لمحاكمة النازيين بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وقوبل مقال المسؤول بتنديد قوي من جانب مجموعة من السفراء الغربيين الذين ارسلوا خطابا الى وزير الداخلية ومسؤولين كبار اخرين يوم الاربعاء.

وقالوا في الخطاب "هذا القول يرقى الى حد انكار المحرقة ويستحق التنديد... في الحقيقة كانت هذه (الواقعة) تستوجب اجراء قضائيا بموجب قوانين دول كثيرة."

وقال وزير الداخلية ريمونداس بالايتيس في بيان انه يأسف على "التفسير الشخصي للتاريخ" من قبل المسؤول. وأضاف أن تلك التعليقات لا تمت بصلة للموقف الرسمي للوزارة.

وراثية الجغرافية لليهود

من جانب آخر ذكرت دراسة اجراها باحثون من ثماني دول باشراف دورون بيهار من جامعة حيفا ان اليهود يملكون خصائص وراثية قريبة من التي يملكها القبارصة والدروز، وحافظوا على تواصل وراثي رغم توزعهم في مختلف انحاء العالم. ونشرت هذه الدراسة على الموقع الالكتروني لمجلة "نيتشر" البريطانية.

وقال دورون بيهار (مركز رمبام للرعاية الصحية في حيفا في اسرائيل) الذي اشرف على هذه الابحاث "وجدنا الدليل على ان المجموعات اليهودية اصلها من الشرق الاوسط".

واضاف ان "نتائجنا الوراثية تتوافق هذه مع المعطيات التاريخية". واستندت الدراسة على عينات من الحمض النووي تعود الى 121 يهوديا يعيشون في اسرائيل وشمال افريقيا واوروبا وآسيا الوسطى والهند.

وقورنت نتائج الحمض الريبي النووي (دي ان ايه) لهؤلاء الاشخاص مع 1166 شخصا من 69 مجموعة غير يهودية، بما في ذلك دول تعيش فيها مجموعات يهودية.

وقام الباحثون ايضا بتضمين معطيات وراثية بعد تحليل 16 الف عينة من الصبغية "واي" المذكر والحمض الريبي النووي المتقدري الذي تنتقل فقط عبر الامهات.

واكدت الدراسة ان الشرق الاوسط أو المشرق العربي كان مهد اليهود، وهو ما يتوافق مع ما ورد في التوراة. بحسب فرانس برس.

كذلك اظهرت ان الخصائص الوراثية لليهود اشد تقاربا مع القبارصة والدروز من غيرهم من المشرقيين. وبحسب الدراسة، فان يهود الشتات الذين حافظوا على تقاليدهم الاجتماعية والثقافية والدينية، حافظوا ايضا على تواصل وراثي قوي رغم اختلاطهم بالشعوب التي عاشوا بينها.

اما في المجتمعات غير اليهودية فاشارت الدراسة الى وجود تقارب بين البدو والاردنيين والفلسطينيين والسعوديين. وأبدى بيهار أمله في الا يتم استخدام ابحاثه بشكل ملتو لتعريف "من هو يهودي". وقال "من المهم جدا بالنسبة لي كباحث الا يكون علم الوراثة وسيلة لتحديد الهوية اليهودية".

جينات اليهود مختلطة

فيما أشارت دراسة علمية قائمة على تحليل الخرائط الجينية لمجموعات مختلفة من اليهود حول العالم وجود بعض الجوانب الصحيحة في المرويات التوراتية التاريخية حول الأصول الواحدة لليهود، ولكنها أعادتها إلى عادات الزواج التي تشير إلى ضرورة ارتباط أتباع تلك الديانة ببعضهم.

غير أن الدراسة لفتت إلى أن مجموعات يهودية واسعة تمازجت مع الشعوب الأوروبية والشرق أوسطية بشكل فقدت معه الكثير من هويتها الجينية، فظهرت لديها سمات مميزة مثل العيون الملونة والشعر الأشقر، مضيفة أن بقاء جينات مشتركة بين اليهود يشرح أسباب انتشار أمراض محددة بينهم بصورة تفوق كثيراً ما لدى سائر البشر.

وتشير الدراسة إلى وجود أمراض باتت سمة لليهود، منها سرطان القولون والثدي، ومرض "كرون،" وخاصة لدى اليهود الأشكينازي (الذي يتحدرون من أصول غربية) الذين يتعرضون لها بنسب تفوق سائر البشر بما بين 20 إلى مائة بالمائة.

وتظهر لدى الأشكينازي الذين سكنوا تاريخياً مناطق وسط وشرقي أوروبا جينات مشتركة تفوق سائر اليهود، وذلك بسبب الظروف التاريخية والدينية التي أملت عليهم السكن بشكل معزول في أحياء تعرف بـ"غيتو،" بينما يلاحظ أن نسب تبدل الجينات أكبر بكثير لدى سائر المجموعات اليهودية التي انتشرت حول العالم. بحسب السي ان ان.

وجرت الدراسة بإشراف كلية ألبرت أينشتاين للطب في جامعة ياشيفا الإسرائيلية، وفي جامعة نيويورك الأمريكية، وقامت على مسح جينات 237 يهودياً من مناطق مختلفة، بينها إيطاليا واليونان والولايات المتحدة وإسرائيل، شرط أن يكون لدى المشاركين أجداد يهود.

وجرى مقارنة النتائج بجينات 418 شخصاً غير يهودي حول العالم، علماً أن الجينات اليهودية توزعت على ثلاث مجموعات هي الأشكينازي، والسفرديم، وهم بمعظمهم من الأتراك، إلى جانب المجموعة المزراحية، التي كانت تقطن إيران والعراق وسوريا.

وبعد المقارنة، ثبت وجود سمات مميزة لدى المجموعات اليهودية المختلفة، كما ظهرت جينات كثيرة مشتركة مع الشعوب التي كانت المجموعات تشاركها مناطق التواجد حول العالم.

وقال كبير الباحثين في الدراسة، هاري أوسترير: "لدينا نتائج تثبت وجود تاريخ من الجينات المشتركة لدى اليهود، ولكن آثار الاختلاط مع سائر الشعوب واضحة، بدليل وجود العيون الزرقاء والشعر الأشقر لدى يهود أوروبا وسوريا مثلا."

من جانبه، قال الباحث إدورارد بيرنز، الذي شارك في الدراسة: "يمكن لهذا البحث أن يفيدنا بما يفوق مجرد تحديد الروابط الجينية بين اليهود، لأنه يتيح لنا أيضاً إجراء مراجعة جينية توفر لنا فهماً أفضل لتطور أمراض القلب والسرطان والسكري وغيرها من الأمراض الشائعة."

عدوى النكاف

الى ذلك قال مسؤولون صحيون إن نحو ألفي مراهق معظمهم من الطائفة اليهودية المتشددة في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي الأمريكيتين أصيبوا بمرض النكاف منذ الصيف الماضي.

وقال مركز الرقابة على الأمراض والوقاية منها، الخميس، في تقريره الأسبوعي حول المرض والوفيات إن المركز تلقى 1521 حالة إصابة بالنكاف حتى يناير/كانون ثاني الماضي، لكن مصادر أخرى أبلغت CNN بأن العدد الآن أصبح 1996 حالة.

وأبلغ مسؤولون صحيون في نيويورك عن 909 حالات جديدة، معظمها لمراهقين ذكور، وفقا لما قالته الدكتورة جين زوكر مساعدة مفوض دائرة الصحة والصحة النفسية في مدينة نيويورك.

وتتبع مسؤولو مركز لراقبة على الأمراض انتشار العدوى بالنكاف إلى مخيم صيفي لليهود المتشددين في مقاطعة سوليفان، بنيويورك، الصيف الماضي، حينما شارك في المخيم صبي في الـ11 من عمره كان أصيب بالمرض عندما كان في بريطانيا التي ينتشر فيها المرض.

ويعتقد مسؤولو الصحة إن الصبي نقل عدوى المرض إلى الشبان الآخرين، في المخيم الصيفي، ليقوموا هم بدورهم بنقل العدوى إلى الآخرين بعد أن غادروا المخيم عائدين إلى بيوتهم.

وتنتشر عدوى النكاف بالعطاس أو السعال، عبر الهواء، ويمكن أن يلتقط الناس العدوى عبر لمس أسطح سبق وأن لمسها شخص مصاب، بينما تحتاج أعراض المرض إلى يوم أو يومين للظهور من وقت الإصابة بالفيروس.

ومن بين أعراض الإصابة بالنكاف الحمى، والصداع، وآلام العضلات، وفقدان الشهية، وانتفاخ الغدد اللعابية، ما يؤدي إلى ظهور انتفاخ في الخدود والفكين، ويمكن أن تتضاعف عوارض المرض لتصبح خطيرة.

ووفقا لمركز الرقابة على الأمراض والوقاية منها فإن المراهقين عرضة أكبر لتطور أعراض لأمراض الخطيرة التي تشمل التهاب الدماغ، وانتفاخ الخصيتين عند الذكور والمبايض عن الإناث، والصمم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/كانون الأول/2010 - 7/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م