اصدارات جديدة: الصحافة ليست مهنتي في زمن السكوت

شاهد عدل في زمن غير عادل

 

 

الكتاب: زمن السكوت وكتاب الصحافة ليست مهنتي

الكاتب: رياض نجيب الريس.

الناشر: دار رياض الريس للكتب والنشر

عدد الصفحات: الكتاب الاول جاء في257 صفحة، اما الثاني من 134 صفحة.

عرض: جورج جحا

 

 

 

شبكة النبأ: يطل رياض نجيب الريس في كتابين له وعنه في صورة ليست غير مألوفة او غير معروفة عنه.. كاتبا وصحافيا وناشرا لم يعرف هدوء الاستكانة للأمر الواقع في عالمنا العربي بل بقي مربوطا الى احلام يؤلمك حديثه عن خيباتها.

ومن يقرأ رياض نجيب الريس ومن عرف مسيرة انشطته المتعددة او قدرا كافيا عنها وسواء أوافقه الرأي ام اختلف معه قد يصل في اوضاع عالمنا العربي سابقا وحاليا الى حكم يمكن ان يلخص بقول هو ان هذا الكاتب والصحفي الاديب وفي مجالات عديدة كان شاهدا عدلا على زمن غير عادل.

وقد اصدرت دار "رياض الريس للكتب والنشر" في بيروت كتابين واحدا له واخر عنه كانت موضوعاتهما قد نشرت في صحف مختلفة. الكتابان هما "زمن السكوت، خيبات الصحافة والسياسة والثقافة" وهو مجموعة مقالات ومحاضرات كان قد نشرها قبل زمن. الثاني هو "الصحافة ليست مهنتي احاديث وحوارات " وهو يضم مقالات عنه لعدد من الكتاب كانت قد نشرت ايضا. بحسب رويترز.

الكتاب الاول جاء في257 صفحة كبيرة القطع. اما كتاب "الصحافة ليست مهنتي" فقد تألف من 134 صفحة من قطع مماثل.

وحمل غلاف كتاب "زمن السكوت..." كلمات عن رياض لكل من الراحل اسامة انور عكاشة ولناصر الظاهري ولمحمد جابر الانصاري. ولعل في كلمة عكاشة ما يصح ان يكون وصفا لرياض.

وقال عكاشة " رياض نجيب الريس نمط فريد ونموذج للرواد الحقيقيين على ارض الحرية المقدسة للكلمة..."

وبين ما حمله غلاف الكتاب الاخر من كلمات كلمة بليغة معبرة لسليمان بختي قال فيها " لا يتوقف رياض نجيب الريس عن المغامرة.. في قدره في الصحافة في نزعاته المتنوعة الى الشعر والادب والنقد والنشر كما لا يزال يستبق ويتعهد الاحلام بين يديه."

ورياض الذي "يكتب بغضب" هو ابن بيت صحافي وسياسي فهو نجل الصحفي والمناضل السياسي السوري الراحل نجيب الريس صاحب جريدة " القبس" الدمشقية التي استمرت حتى مطلع خمسينات القرن العشرين المنصرم. درس رياض في لبنان وتابع دراسته العليا في بريطانيا. كتب الشعر وكان ممن عملوا مع الشاعر الراحل يوسف الخال في اصدار مجلة "شعر" كما عمل في عدة صحف لبنانية منها "الحياة" و"الانوار" و"النهار" وقام في البدايات بتغطية اخبار الحرب في فيتنام لصحيفة "الحياة". واصدر مجلة "الناقد" الثقافية.

لكتاب "زمن السكوت" كتب رياض مقدمة مؤثرة. وقبل المقدمة يجدر ان نقرأ ما سبقها من كلام. اهدى رياض كتابه الى رجل فكر وثقافة فلسطيني ومناضل هو الراحل الدكتور انيس صايغ فقال " الى ذكرى انيس صايغ الفلسطيني - السوري- اللبناني الصديق الذي رفض الصمت في زمن السكوت." بعد ذلك نقرأ استشهادا بقول لجماعة "اخوان الصفا" في القرن العاشر للميلاد هو" هذا زمن السكوت وملازمة البيوت."

وفي المقدمة او "المدخل" الذي حمل عنوانا هو "الحياة في زمن التفاهة " يتكلم رياض في البداية عن الكتاب قبل ان ينطلق الى ابعد منه. قال " لا بد ان يكون الحديث عن هذا الكتاب هو المدخل الى هذه الصفحات. والكتاب هذا هو مجموعة مواقف مختارة كتبت خلال العقود الثلاثة الماضية وعكست نبض وبريق ونكهة قضايا الثقافة والصحافة والحريات وخيباتها على امتداد عقد كامل من الازمات الفكرية والسياسية في العالم العربي.

"وهذه المقالات تحمل هم التحريض والبحث عن دور للكاتب يكون فيه ثائرا على الفكر خارج النص. هذا الكتاب يرى- من غير ادعاء - ان الحقيقة دائما هي اكثر هدوء على السطح واكثر مأساوية في العمق. والحلم الفاضل كالمدينة الفاضلة مشروع فاشل من اساسه لانه في تمرده على حقيقة الواقع يتجاهل عوامل الفشل المبنية في داخله..."

وانتقل الى القول" دور الكاتب هو دور الشاعر المعني بالسياسة لا دور السياسي المحترف المتاجرة بالديمقراطية وهو دور المسرحي المؤمن بالحرية لا دور السياسي المستغل للحرية. هو دور الروائي المطالب بالتعددية تعددية شخصيات روايته لا دور السياسي الذي يطالب بالتعددية ليجد مكانا لنفسه وسطها هو دور الصحافي المرتبط بالقيم الليبرالية والحريات ككل لا دور السياسي الذي لا يعرف من الليبرالية الا شعارا قد يوصله الى السلطة."

ورأى ان " فكرة الثورة كدواء لأمراض العالم المستعصية قد انتهت. و تراث الثورة الفرنسية من عنف وارهاب وتعصب بكل ارثها العلماني يشابه تراث الثورات الدينية وارثها التي فشلت ايضا في كسب اي معركة ضد الانظمة المسماة بالثورية وان لم تكتسب رومانسيتها.

" فالحرية قد دافعت عن الدين احسن مما دافع الدين عن الحرية ومن هنا نشأت دعوة من يريد ان يجعل الايمان بالدين بديلا عن الايمان بالحرية لا بالضرورة متمما له."

وتحدث عن الادراك "ان الكاتب يعيش "الحياة في زمن التفاهة" - على حد تعبير الروائي الالباني اسماعيل قدري - حيث لا يتاح للكاتب العربي فعل الابداع ولا قدرة الجرأة ليصنع ثورته المرجوة." وختم بالقول" ربما في الاصرار على رفض التفاهة يكون الحلم اكثر واقعية."

ومن مواد الكتاب العديدة وتحت عنوان "زمان ولى "مقال يمثل كتابة رياض الى حد بعيد هو "اكتب اليكم بغضب " وفيه يقول " غضب عربي يقف على ابواب القرن الواحد والعشرين والعالم الذي عرفه ينهار من حوله ويتغير ويتبدل فلا يحرك ساكنا ويكتفي بحملقة الفضولي الاتي من كوكب اخر.

"اكتب اليكم بغضب. غضب من يخشى لعنة التاريخ التي لا ينجو منها من يحاول التصدي لها بالزلفى او المراوغة او التجاهل... اكتب اليكم بغضب غضب المتسائل عن يأس الانسان العربي من الحرية قبل ان يصل الى مشارفها ويأسه من الديمقراطية قبل ان يدرك مفاهيمها او يمارس ايا منها... اكتب اليكم بغضب غضب من فقد القدرة على الاحساس بزلزال الناس العاديين هؤلاء الذين فقدوا بدورهم القدرة على متابعة ما يجري في العالم والتأثر به فكأنهم مخدرون..."

وختم قائلا "لا احد منا يستطيع ان يزعم انه بريء مما حل بامتنا. كلنا مسؤولون ومتهمون فاعلون ومستجيبون الاننا امنا بان الحياة عمل صعب وشاق ومضن وان الموت سهل ومريح وامن. وقد اخترنا لهذه الامة الامان. يا لغضب التاريخ ".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/كانون الأول/2010 - 4/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م