اصدارات جديدة: المفتاح في تعليم قواعد العربية وتعلمها

 

 

الكتاب: المفتاح في تعليم قواعد العربية وتعلمها

الكاتب: عبد الفتاح الزين.

الناشر: دار لبنان.

 عدد الصفحات: 159 صفحة كبيرة القطع.

قراءة: جورج جحا

 

 

 

شبكة النبأ: يقدم الباحث الاكاديمي الدكتور عبد الفتاح الزين في دراسته النظرية والتحليلية والاحصائية واللغوية التي اعتمدت تلاميذ في عدد من المدارس اللبنانية مقترحات لغوية يريدها بدائل لما اسماه تعريفات لغوية خاطئة في كتب القواعد المدرسية.

ويعيد الباحث طرح موضوع اخذ ولا يزال يأخذ قسطا كبيرا من الاهتمام لدى لغويين وباحثين وهو موضوع جعل الاذهان اكثر قدرة على فهم قواعد اللغة العربية اكثر -لا اذهان الناشئة فحسب- بل كل من يهتم باللغة ومدرسي اللغة في شكل خاص.

الدكتور عبد الفتاح الزين اعلن في تمهيد لدراسته اللغوية المفصلة التي جاءت في كتاب حمل عنوان "المفتاح في تعليم قواعد العربية وتعلمها" انه سعى الى تحقيق ثلاثة اهداف من خلال عمله هذا.

وقال "ان هو الا كتاب اهدافنا مما فيه ثلاثة.. اما الهدف الاول فهو الكشف عن التعريفات النحوية الخاطئة في كتب القواعد المدرسية المخصصة لتلاميذ الصفوف الرابع والخامس والسادس من التعليم الاساسي وتقديم البدائل التي نراها أسلم وأدق وأصح مما استقر في بطون هذه الكتب او ما استقر في ذاكرتنا الجماعية النحوية والتي نحسبها مفتاحا يسل به المعلم الى اللغة وكذلك التلاميذ في المدارس والطلاب في الجامعات لبلوغ مأربين اثنين.. تعليم قواعد العربية وتعلمها." بحسب رويترز.

اضاف انه لا يقصد هنا بمصطلح التعريفات "الحدود" فقط "وانما نقصد به علاوة على الحدود القواعد بما فيها الطرائق الاعرابية او الاملائية. اما الخاطئ فنقصد به غير السوي.. الخاطئ كليا اي الفاسد والخاطئ جزئيا والمعوج والمتوهم والفضفاض والمترهل. سننقذ اذا الخاطئ من الموروث الشائع في النحو الذي يعبث بعقول الناشئة ويعبث بأقلامهم وألسنتهم حين يقرأون او يكتبون وسنقترح بديلا منه الصالح او ما نراه صالحا.. ذاك الذي ان اعتمده التلميذ نجا مما يلحن فيه قراءة وكتابة في يوم الناس هذا."

وجاء الكتاب الذي صدر عن دار لبنان في 159 صفحة كبيرة القطع وقد اقرت مشروعه الجامعة اللبنانية التي قال الباحث انها خصصت مبلغا من المال لانجازه.

وفي الكتاب شق ميداني وقال الزين ان المهام الميدانية فيه اتخذت شكل ورشة عمل من خلال مدارس لبنانية بمشاركة عشر مدرسات. وعمل الباحث مع فريقه.

وقال "كنا ندخل كلا من هذه الصفوف برفقة مدرسته لامتحان التلاميذ قراءة وكتابة في المسائل التي عقدنا العزم على العمل فيها. وتمثل الامتحان في بدء عملنا في تجربة من اختبارين واحد في ضوء القواعد المدرسية -تلك التي كان الطلاب قد لقنوها- واخر في ضوء ما اقترحناه من بدائل." كما جرى اعتماد وسائل مساعدة مختلفة اخرى.

واشتمل الكتاب على تفاصيل دراسات احصائية اظهرت كيف سهلت المقترحات التي تقدم بها المؤلف فهم الطلاب واستيعابهم كما سهلت عمل مدرسيهم ايضا.

من المحاور التي تركز البحث عليها مثلا الافعال الثلاثة "الماضي والمضارع والامر" وهو المحور الذي استهل به الكتاب.

وفي هذا الباب مثل نموذجي لعمل الباحث في كتابه. قال الزين "بعد استقراء ما ورد في الكتب المدرسية وجدنا ان الفعل قد عرف في بعضها على انه كلمة تدل على حدث او حالة في زمن معين وفي بعضها الاخر على انه يدل على حدوث عمل او فعل من دون الاشارة الى دلالته على حالة ما. واذا كانت الافعال على اختلافها تدل على احداث او احوال او غير ذلك فان ربطها بأزمنة خاصة بها تدل عليها وهم ليس الا."

وأضاف "ونحن اذ نخالف من قرن الفعل بدلالة زمنية خاصة به فان مخالفتنا هذه بنيناها على ما قرأناه من نصوص عربية قديمة وحديثة يظهر فيها ان الفعل العربي ماضيا كان او مضارعا ليس له بالخلقة قيمة زمنية اي ليس له دلالة زمنية واحدة مقرونة به."

وتحدث عن امثلة وردت في تلك الكتب منها "امس عاد ابي من السفر" و"وقعت الحرب في السنة الماضية" غير انه قال ان هذه الكتب لم يرد فيها في المقام عينه افعال بصيغة الماضي من امثال مجموعة اوردها ومنها "ان ذهبت الى الحديقة ذهبت معك" و"متى ستزورني.. لو زرتني سعدت بك" و" بعتك السيارة" و"وفقك الله" ليظهر ان التعريف التقليدي المذكور للفعل الماضي لا يصح في مثل هذه الاحوال.

وخلص الى القول في هذا المقام "ان التعريف الذي نقترحه للفعل الماضي لم نبتكره ابتكارا ولا ابتدعناه ابتداعا. انه من ارحام أمهات الكتب مستقرا الى جانب ذاك الذي يعتمد الزمان معيارا. انه.. "الماضي من الافعال هو ما تتصل باخره تاء مبسوطة متحركة او ساكنة" وقد عنينا بالتاء المتحركة تاء المتكلم ت او المخاطبة ت ... وبالتاء الساكنة تاء التأنيث ت."

وقال "هذا تعريف قياسي يصح على كل فعل ماض ايا ما كانت دلالته الزمانية. انه معيار سليم لتمييز الماضي من غيره ولا سيما المضارع.. عماده هو المادي المنطوق المحسوس الذي يألفه التلميذ بسرعة وهو في مهد دراسته وليس المجرد الغيبي كالزمن الذي يعجز عن الاحاطة به."

وفي الحديث عن الفعل المضارع ذكر ان مؤلفي كتب قواعد اللغة المدرسية اجمعوا على ان الفعل المضارع "يدل على حدث (فعل او حالة في الحاضر او المستقبل) وقد اهمل بعض المؤلفين كلمة "حالة" فجاءت دلالة المضارع على حدث مقرون بالزمانين هذين."

وأورد امثلة منها "لم اقرأ" و "لو تسمع مني لكنت زرت معي الحديقة" و"كنت ازور الحديقة دائما" و"نظرت الى الشارع فرأيت اثنين يتشاجران" ليقول ان الافعال المضارعة في هذه المجموعة تدل على الزمن الماضي.

اما البديل الذي طرحه فهو يقوم على احرف وأدوات لا "على الزمان المجرد المتوهم في الافعال" وأورد هذا البديل وهو "يتمثل في ان المضارع يميزه دخول سوف والسين وحرفي الجزم لم ولما عليه كما يميزه افتتاحه بأحد هذه الاحرف.. الهمزة والنون والياء والتاء."

ومن الموضوعات التي تناولها الكتاب المبتدأ والخبر فرفض التعريف التقليدي الذي يقول ان المبتدأ اسم معرفة تبتدئ به الجملة الاسمية او اسم مرفوع واقع في ابتداء الكلام او ركن الجملة الاسمية الاول."

واقترح تعريفا هو "المبتدأ هو (من) ما نخبر عنه بغير فعل مقدم عليه." وعن الخبر قال "اما الخبر فنحده بأنه (من) ما نخبر به عن المبتدأ في الجملة الاسمية."

وتناول بالبحث موضوعات اخرى منها "الفاعل ونائب الفاعل" و" المرفوعات وتمييزها من المنصوبات والمجرورات" و"نون الوقاية" و"الاسم الموصول وصلته".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/كانون الأول/2010 - 2/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م