شبكة النبأ: تحاول روسيا في الآونة
الأخيرة من توحيد الآراء بينها وبين الناتو، بعد ان بذلت جاهدة ومن
خلال عدة جلسات للحصول على موافقة لتوحيد الخطط الدفاعية للجيوش بين
الطرفين.
جاء ذلك بعد ان وضحت روسيا الغاية من هذا المقترح والذي كان يصب في
مصلحة الطرفين للحد من الهجمات والصراعات بين الطرفين وخلق نظام دفاعي
متين يضمن امن المنطقة من أي تدخل يهدد سلامتهما في المستقبل، محذرا في
الوقت ذاته (الجانب الروسي ) من ان الأوضاع قد لا تكون على ما يرام في
السنوات القادمة، في الوقت الذي أظهرت روسيا قوتها العسكرية القوية عن
طريق إعلانها عن صنع طائرات وصواريخ وغواصات جديدة ومتطورة، مبينة ان
الاهتمام بجيشها هو أول اهتماماتها.
ويرى المحللون السياسيون ان هذه الاوضاع قد تصل بنا الى طريقين
اولهما هو الحرب الباردة التي تنتظر شرارة صغيرة لتنفجر بكامل قوتها،
وثانيهما هو ان الاوضاع في السنوات القادمة ستظهر لنا الكثير من
الخلافات بين الطرفين لكون الناتو لم يوافق على مقترح روسيا التي تعتبر
ذلك قرارا ليس بمصلحة الدول الغربية.
رفض التوحيد
حيث وصفت روسيا والناتو (حلف شمال الأطلسي) الجلسة التي عقدها
المجلس الروسي - الأطلسي (مجلس روسيا - الناتو) في لشبونة والتي حضرها
رئيسا روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بالتاريخية.
وأشير إلى أن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أعلن خلال الاجتماع مع
قادة البلدان أعضاء الناتو استعداد بلاده لتأمين البلدان الأوروبية ضد
تهديدات صاروخية محتملة من جهة روسيا، وتمنى على الناتو أن يعمل المثل
من جانبه.
وبدوره قال رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال ماكاروف للصحفيين في
لشبونة إن هناك أسبابا تدعو إلى توحيد الدفاع المضاد للصواريخ بين
روسيا والناتو وإن القضية الآن هي كيف يتم ذلك.
وقالت صحيفة "فريميا نوفوستيه" إن وزارة الخارجية الروسية وجدت رد
الناتو على الاقتراح الروسي الذي يدعو إلى توحيد شبكتي الدفاع الصاروخي
الروسية والأطلسية، إيجابيا. ومن جهتها قالت صحيفة روسية أخرى وهي
جريدة "غازيتا" الإلكترونية، إن الناتو رفض هذا الاقتراح. بحسب وكالة
الأنباء الروسية.
ووفقا للمعلومات التي أوردتها صحيفة "وول سريت جورنال" الأمريكية
فإن الناتو لم يتأهب لتوحيد الدفاع الصاروخي مع روسيا بعد وإنه جاهز
لتبادل المعلومات عن ذلك فقط. وقال مندوب روسيا الدائم لدى الناتو،
دميتري روغوزين إن فحوى ما اقترحه الرئيس ميدفيديف أن يتم التعامل بين
شبكتي الدفاع الصاروخي الروسية والأطلسية المتفرقتين وليس تجميعهما في
شبكة موحدة.
وأكد مندوب روسيا عدم اتفاق وجهتي نظر روسيا والولايات المتحدة حيال
الدفاع المضاد للصواريخ، موضحا أن روسيا ترى في نشر عناصر الدفاع
الصاروخي التابع للناتو في بولندا وجمهورية التشيك خطرا على أمنها في
حين تعتبر الولايات المتحدة ذلك بمثابة مرحلة قادمة من تطوير دفاع
الحلف ضد الصواريخ.
الرئيس الروسي يحذر
من جانبه حذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من نشوب سباق تسلح جديد
في العقد المقبل إلا اذا تمكنت روسيا والغرب من الاتفاق على التعاون في
إقامة نظام دفاع صاروخي.
ودعا ميدفيديف في خطاب حالة الاتحاد الذي يلقيه الرئيس الروسي سنويا
الى تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي طارحا
إمكانية تعاون أوثق بعد عقدين من انهيار اتحاد السوفيتي السابق.
وذكر ان التوترات قد تتصاعد سريعا مما يضطر روسيا لتعزيز ترسانتها
العسكرية اذا ما فشلت عروض الغرب للتعاون لوضع نظام للتصدي للهجمات
الصاروخية في الوصول لاتفاق ملموس.
وقال ميدفيديف "نواجه البدائل التالية في العقد المقبل.. اما ان
نتوصل لاتفاق بشأن الدفاع الصاروخي ونضع الية مشتركة شاملة للتعاون او
... تبدأ جولة جديدة من سباق التسلح. "وسيكون علينا اتخاذ قرار بشان
نشر أسلحة هجومية جديدة ومن الواضح ان مثل هذا السيناريو سيكون خطيرا."
وتزيد تصريحات ميدفيديف في كلمته أمام أعضاء البرلمان والوزراء من
المخاطر التي تكتنف مناقشات حساسة بين الولايات المتحدة وحـلف شمال
الأطلسي بشان الدفاع الصاروخي. وتثير القضية خـلافا بين موسـكو الغرب
منـذ الثمانينات. بحسب وكالة الانباء البريطانية.
ووافق ميدفيديف على عرض حلف شمال الأطلسي للتعاون في مجال الدفاع
الصاروخي في قمة مع الحلف وصفت بأنها بداية جديدة ولكن الخطط مازالت
أولية كما تطالب روسيا بحق مساو في تقييم التهديدات وردود الفعل. وأقام
ميدفيديف علاقات أفضل مع الغرب وبصفة خاصة واشنطن منذ توليه الرئاسة
خلفا لفلاديمير بوتين الذي يشغل منصب رئيس الوزراء حاليا.
وطالب ميدفيديف في كلمته التي استمرت أكثر من ساعة بزيادة الدعم
الاجتماعي لحل ما وصفه بالأزمة السكانية في روسيا. ووعد بزيادة الدعم
للأسر التي لديها أكثر من طفلين وإصلاح نظام دور رعاية الأيتام. وفي
كلمته اتهم ميدفيديف أجهزة تطبيق القانون بأنها على صلة بالجريمة
المنظمة وطالب بتشديد الغرامات التي تفرض في قضايا الرشى. كما طالب
بإصلاح نظام المشتريات المطبق في الدولة من اجل كبح الفساد
إنذار روسي
كما وجه الرئيس الروسي تحذيرا إلى الغرب حين تلا رسالته السنوية
الجديدة إلى البرلمان الروسي، حيث قال إن روسيا ستضطر إلى اتخاذ قرار
بشأن نشر أسلحة جديدة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في مجال الدفاع
المضاد للصواريخ بين روسيا والناتو، ولم يتم إنشاء آلية كاملة للتعاون
المشترك.
ورجح الخبير يفغيني مياسنيكوف الذي تحدث لصحيفة "فيدوموستي" أن يكون
الرئيس ميدفيديف وجه كلمة قوية غير مسبوقة بسبب رفض الغرب لاقتراح
قدمته روسيا إلى قمة لشبونة الأطلسية في نوفمبر 2010، داعية إلى إنشاء
نظام دفاعي مشترك يحمي أوروبا من الصواريخ.
واقترح الحلف على روسيا أن تنضم إلى الشبكة الدفاعية التي يقوم
الناتو بأعمال بنائها في حين اقترحت موسكو اقتسام المسؤولية عن حفظ
الأمن في مناطق العالم. وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن
الدبلوماسيين الغربيين لم يتحمسوا لقبول هذه الفكرة. بحسب وكالة
الأنباء الروسية.
ويوضح الخبير مياسنيكوف أن الطرفين لا يتفاهمان على كيفية تنفيذ هذا
المشروع وكيفية تقدير المخاطر وكيفية اتخاذ القرار في حال وقوع الهجوم.
ومع ذلك بدأ الطرفان ببحث المسائل المتعلقة بإمكان إنشاء نظام أوروبي
للدفاع المضاد للصواريخ بمشاركة روسيا كما أشار إلى ذلك ميدفيديف حسب
وكالة اسوشيتد برس للأنباء.
ويقول الخبير نيكولاي زلوبين من معهد واشنطن للأمن العالمي إن
التحذير الذي وجهه ميدفيديف يمكن أن يصيب هدفه، فيعطي الناتو ردا
إيجابيا على الاقتراح الروسي، فالجميع يفهم أن روسيا لا تملك ثمن سباق
الأسلحة، ولكن الجميع يعرف أن الروس قادرون على بذل الغالي والرخيص من
أجل جيش قوي.
عصب القوات البحرية
بينما أنتج مصنع السفن "سيفماش" الكائن في مدينة سيفيرودفينسك في
شمال شطر روسيا الأوروبي غواصة إستراتيجية جديدة تعمل بالطاقة النووية
من جيل الغواصات المقاتلة الرابع المسمى بـ"بوريه". وأطلق على هذه
الغواصة اسم الأمير الروسي اكسندر نيفسكي.
وحاليا يستمر اختبار أولى غواصات الجيل الرابع التي تحمل اسم الأمير
يوري دولغوروكي والتي ستنضم إلى الأسطول الروسي في العام المقبل. وبصفة
الإجمال ستنضم ثماني غواصات من هذا النوع إلى الأسطول الروسي. وستشكل
هذه الغواصات عصب القوات البحرية الروسية.
وذكرت صحيفة "ازفستيا" أن القوات الإستراتيجية الروسية ضمت 369
منظومة صاروخية قادرة على حمل 1247 رأسا نوويا، مقابل 415 منظومة أواسط
عام 2008. إلا أن تراجع عدد الصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية
لا يدل على تراجع قوة الجيش الروسي، فأسلحته على خير ما يرام وفقا لما
قاله الخبير العسكري رسلان بوخوف.
ووجدت القيادة الروسية أنه من الضروري تجديد شباب الدرع النووي الذي
يحمي روسيا من الاعتداءات في عام 2004 عندما لم تتمكن غواصتان روسيتان
من إجراء تمارين إطلاق الصواريخ. وخصصت القيادة الروسية 5 مليارات روبل
لتطوير الدرع النووي.
وقد تم تطوير جميع الغواصات من نوع "دلتا-4" والبالغ عددها 6
غواصات. وتحمل هذه الغواصات صواريخ "ر س م -54" (أو "سينيفا"). ويقدر
صاروخ "سينيفا" على حمل 6 رؤوس نووية. ولا يوجد مثيل لهذا الصاروخ من
ناحية الحمولة ومدى العمل. وقد سجل صاروخ "سينيفا" رقما قياسيا عالميا
جديدا في عام 2008 حينما قطع مسافة 11500 كيلومتر، محلقا في الجو.
وكما حثّت روسيا خطاها لإمداد قواتها الصاروخية البرية بصواريخ
جديدة من نوع "توبول-م". ويتم إطلاق هذه الصواريخ من المخابئ التحت
ارضية أو من القواذف المتحركة. ومن الصعوبة بمكان اكتشاف صاروخ
"توبول-م" لأنه ينطلق نحو أهدافه في زمن قصير جدا، ويكتسب السرعة
المطلوبة في زمن لا يتعدى 5 دقائق.
ويحمل هذا الصاروخ رأسا نوويا يصل إلى هدفه محلقا على خط متعرج،
مستخدما السرعة الأسرع من الصوت. وبالتالي فإن مضادات الصواريخ لا تقدر
على اعتراضه قبل وصوله إلى هدفه. بحسب وكالة الأنباء الروسية.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن القوات الروسية امتلكت 67 منظومة
"توبول-م" في شهر يوليو من عام 2010، منها 49 منظومة مخبأة تحت الأرض
و18 منظومة متحركة.
البجعة البيضاء
كما بدأت القوات الروسية باستلام صاروخ جديد آخر قادر على الوصول
إلى القارات البعيدة وهو "ر س - 24" أو "يارس". ويحمل صاروخ "يارس"
مثله في ذلك مثل صاروخ "توبول-م"، عدة رؤوس نووية. ويستخدم هذا
الصاروخ وقودا جديدا يمكّنه من استخدام سرعات غير مسبوقة. كما تم
تجهيزه بتقنية متطورة تعزز قدرته على تجاوز مضادات الصواريخ.
كما مست يد التطوير القوات الجوية الروسية، فهي حصلت على قاذفتين
جديدتين من طراز "تو-160"، فيما تم تحديث جميع طائراتها الموجودة من
هذا الطراز والبالغ عددها 13 طائرة. وأصبحت طائرة "تو-160" التي يسميها
الطيارون بـ"البجعة البيضاء"، قادرة على إلقاء قنابل موجهة جديدة
وإطلاق صواريخ جوالة جديدة لا تحمل رؤوسا نووية من نوع Х-555 . ويبلغ
مدى صاروخ Х-555 قرابة 3500 كيلومتر.
كما أن "البجعة البيضاء" قادرة على التحليق قرب سطح الأرض، متجنبة
الاصطدام بمرتفعاتها. وتستطيع "البجعة البيضاء" الإفلات من مضادات
الطائرات الموجودة والمستقبلية على نحو سواء. ويتوجه الصاروخ الذي
تطلقه "البجعة البيضاء" إلى هدفه من خلال الاعتماد على الذات مسترشدا
بالمعلومات الإرشادية التي يتلقاها من الأقمار الصناعية التابعة لنظام
الملاحة العالمي "غلوناس".
ويصيب الصاروخ الهدف المطلوب تدميره بمنتهى الدقة التي تصل إلى بضعة
سنتيمترات. وتقدر "البجعة البيضاء" على حمل هذه الصواريخ إلى أنحاء
العالم كافة. وبالإضافة إلى تطوير الأسلحة تم تطوير شبكة إنذار مبكر
لاكتشاف الصواريخ المهاجمة. فقد شيدت روسيا محطتي رادار جديدتين من نوع
"فورونيج" في الأعوام القليلة الماضية. ويرصد هذان الراداران اللذان
يقعان قرب مدينتي بطرسبورغ وأرمافير، ما يظهر في السماء فوق منطقة
شاسعة تمتد من كندا إلى الهند.
والآن يجري العمل في إنشاء رادار مماثل آخر في أقصى الشرق الروسي.
ويقول البروفيسور فاديم كوزيولين من أكاديمية العلوم العسكرية إن إقدام
الولايات المتحدة على عقد اتفاق جديد لتقليص الأسلحة الهجومية
الإستراتيجية مع روسيا يدل على أن واشنطن ترى أن روسيا تحافظ على
الندية العسكرية الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمر الذي يدفع
الولايات المتحدة إلى التعاون مع روسيا في مجال الأسلحة الإستراتيجية.
ما الذي يريده حلف الناتو من روسيا؟
فيما توقع المراقبون من قمة مجلس "روسيا ـ الناتو" حدوث طفرة كبيرة،
وفي حقيقة الأمر تم القيام بخطوات في هذا الاتجاه.
وتؤكد الإستراتيجية الجديدة على أن حلف الناتو لا يشكل خطراً أو
تهديداً على روسيا، وأنه ينوي بناء شراكة حقيقة وإستراتيجية مع موسكو.
لكن الوثيقة الجديدة لم تتحدث عن المبادرة السياسية الخارجية للرئيس
ميدفيديف المتعلقة بمعاهدة الأمن الجماعي الأوروبي، حتى أن موضوع تقليص
الأسلحة التكتيكية النووية في أوروبا ربطها الحلف بخطوات مماثلة من قبل
روسيا.
وأشار زعماء الناتو الى أن الحلف ينتظر من روسيا مساندة إضافية في
أفغانستان وإيران، وتطبيق الالتزامات أمام جورجيا والعمل في معاهدة
القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، هذا مقابل عرض التعاون معها في
مشروع الدرع الصاروخية.وهذه النقاط تعني أن الناتو ينوي بناء شراكة مع
روسيا بحسب شروطه مطالبا بتأكيدات جديدة من موسكو تضرب سيادتها، لأن
الدفاع عن مصالح جورجيا يعني الحد من نشر القواعد الروسية العسكرية في
أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. بحسب وكالة الأنباء الروسية.
أما تطبيق معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا فيجلب ورائه
حظر تحرك القوات الروسية على أراضيها. وسيصبح توسيع التعاون في القضية
الإيرانية عائقاً أمام التوصل إلى سلام في منطقة بحر قزوين، والمساعدة
المكثفة للناتو في أفغانستان ستدخل روسيا في هذا الصراع.
ويشير هذا الترتيب البسيط إلى أن التقارب مع الناتو لا يصب في مصلحة
روسيا، ويشكل خطرا عليها أيضاً. ويطالب الناتو، مقابل وعود فارغة،
خطوات واقعية من موسكو، التي من شأنها أن تؤدي إلى إضعافها عسكريا
وسياسيا وتدهور علاقاتها مع الدول الجارة وربما العودة إلى أفغانستان
في نهاية المطاف.
شيء لا يصدق
وفي السياق ذاته، وبعد ان وصف منظمو اجتماع قادة الناتو (حلف شمال
الأطلسي) مع الرئيس الروسي في لشبونة في "بالقمة التاريخية" بمعنى أنها
قررت مصير علاقات الناتو مع روسيا. إلا أن بعض وسائل الإعلام الغربية
لم تر مبررا للقول إن قمة لشبونة مهدت لإقامة علاقات العمل بين الناتو
وروسيا وخاصة وأن هذه القمة لم تسفر عن توقيع أية اتفاقية رسمية.
وعلى سبيل المثال قالت مجلة "ذي اكونوميست" البريطانية إن الرئيس
الروسي ميدفيديف وافق على مواصلة المباحثات المتعلقة بإنشاء الشبكة
التي يجب أن تحمي أوروبا من صواريخ مع الناتو، إلا أن المباحثات شيء
والاتفاق شيء آخر.
وأشارت المجلة إلى أن ميدفيديف قال إن روسيا قد توقف المباحثات مع
الناتو إذا لم يحملها الحلف على محمل الجد. واعتبرت المجلة البريطانية
أن هذا يعني أن روسيا لا تأخذ المباحثات مع الناتو على محمل الجد.
وقال الخبير الأوروبي بن جود لموقع GZT.ru إن قمة لشبونة ليست القمة
الأطلسية الروسية الأولى التي توصف بالتاريخية. وذكر الخبير أن
فلاديمير بوتين تحدث حول إمكان انضمام روسيا إلى الناتو بعدما تسلم سدة
الرئاسة الروسية، ولكن ما لبث أن تحول ذلك التقارب إلى تباعد غير مسبوق
بين الناتو وروسيا. بحسب وكالة الأنباء الروسية.
وبدورها قالت صحيفة "ذي نيويورك تايمز" إن عقبة على طريق الوصول إلى
الاتفاق الخاص بالدفاع المضاد للصواريخ قد تضعها الولايات المتحدة،
موضحة أن الحزب الجمهوري الذي يتزايد عدد ممثليه في البرلمان الأمريكي
توعد بتجميد غالبية مبادرات الرئيس باراك أوباما بما فيها مبادرة إعادة
تشغيل العلاقات مع روسيا.
ومن جانبها قالت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية إن الرئيس الروسي
اشترط للمشاركة في مشروع الدرع الصاروخي حماية هذا الدرع للقارة
الأوروبية قاطبة وعدم الإخلال بميزان القوى النووية.
وأوضحت الصحيفة أن إنشاء ما يحمي أوروبا من هجوم صاروخي دون الأخذ
لمصالح روسيا في الاعتبار يمكن أن يؤدي إلى إضعاف القوة العسكرية
الروسية حيث أن هذه الشبكة قادرة على زيادة فرص الولايات المتحدة
لإسقاط الصواريخ الروسية قبل وصولها إلى أهدافها.
في كل الأحوال فإن الضرورة تقتضي أولا قبل الوصول إلى اتفاق للتعاون
المشترك في حماية سماء أوروبا أن تقوم روسيا والناتو بتحديد التهديدات
الصاروخية التي تشكل خطرا على القارة الأوروبية.
روسيا والناتو يتفقان
في حين اتفقت روسيا والناتو على إجراء تقييمات مشتركة لتهديدات
الصواريخ البالستية، ومواصلة الحوار في هذا المجال، وفق البيان الختامي
الصادر عن قمة مجلس "روسيا - الناتو" في لشبونة.
وجاء في البيان الختامي: "اتفقنا على بحث مواصلة التعاون في مجال
الدفاع المضاد للصواريخ، كما اتفقنا على إجراء تقييمات مشتركة
للتهديدات التي تمثلها الصواريخ البالستية. علاوة على ذلك سيناقش وزراء
دفاع دول مجلس "روسيا - الناتو" في يونيو 2011 تحليل التعاون في مجال
الدفاع المضاد للصواريخ. بحسب وكالة الأنباء الروسية.
كما ورد في البيان الختامي: "كلفنا مجلس "روسيا - الناتو" بوضع
تحليل مشترك شامل للأطر المستقبلية لشروط التعاون في مجال الدفاع
المضاد للصواريخ. وسيناقش التقدم الحاصل في العمل على وضع هذا التحليل
خلال لقاء وزراء دفاع دول مجلس "روسيا - الناتو" في يونيو 2011". |