المسلمون في بريطانيا... وجدلية العنف والعنف المضاد

شبكة النبأ: تتصاعد الحملات المتطرفة تجاه المسلمين في المملكة المتحدة بشكل يدعوا الى القلق الجدي حيال ما سوف تفرزه مثل تلك المعطيات والتراكمات العنصرية في المستقبل.

حيث شهدت بريطانيا في الفترة القصيرة الماضية نشاط مكثف للجماعات المعادية للإسلام، تخلله مسيرات وتظاهرات تطالب بمصادرة حقوق الجالية المسلمة وتشديد الرقابة عليها.

ويخشى العديد من المراقبين لتلك الاوضاع المضطربة من عواقب وخيمة قد تعود على تلك الدولة بسبب التطرف والتطرف المضاد، خصوصا ان التشدد اخذ يتغلل في صفوف بعض الشباب المسلمين كردة فعل متوقعة للممارسات اللاإنسانية التي يقوم بها اليمين المتطرف، المدفوع من قبل اجندات ومنظمات مشبوهة.

مسيرات اليمين المتطرف

فقد قال رئيس وحدة اقليمية لمكافحة الارهاب ان المظاهرات التي تنظمها جماعات اليمين المتطرف مثل رابطة الدفاع الانجليزية تكون بمثابة وكالات لتجنيد متشددين اسلاميين في أرجاء بريطانيا.

وقال المفتش جون لاركن من شرطة وست ميدلاند ان مسيرات رابطة الدفاع الانجليزية والمسيرات المضادة غالبا ما تنتهي بوقوع أعمال عنف الى جانب أدلة على أنها تتنهي بدفع بعض أفراد المجتمع الى التشدد.

وقال لاركن لراديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) "لدينا أدلة في بعض المناطق على أنهم بمجرد أن يخرجوا... تكون هناك أرض خصبة لتلك الجماعات (كي تقول) "هكذا ينظر الينا المجتمع الغربي الابيض"."

وقال ان هذا ينطبق بشكل خاص على المظاهرات التي تحظى بحضور كبير وتنتهي بتدمير ممتلكات للمسلمين أو أعمال عنف ضد أفراد طائفتهم.

ونظمت رابطة الدفاع الانجليزية العديد من المظاهرات والمسيرات ضد ما تسميه التطرف الاسلامي في بريطانيا منذ أن ظهرت الجماعة في العام الماضي. بحسب رويترز.

متطرفون إسلاميون

الى ذلك ذكرت صحيفة الصن الصادرة ان الشرطة البريطانية منعت متطرفين اسلاميين من عقد مؤتمر سري في شرق العاصمة لندن، كان من المقرر ان يشارك فيه الداعية عمر بكري محمد والشيخ فيصل.

وقالت الصحيفة «ان الشيخ بكري الذي غادر بريطانيا الى لبنان عام 2005 بعد اشادته بمنفذي تفجيرات لندن والشيخ فيصل الذي رحلته السلطات البريطانية الى جامايكا لتحريضه على قتل اليهود، كان من المقرر ان يظهرا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من الخارج في مؤتمر الصحوة الاسلامية في لندن». بحسب يو بي اي.

واضافت «أن من بين المشاركين في المؤتمر أبو عز الدين الذي خرج أخيرا من السجن في بريطانيا بعد ادانته بالتحريض على الارهاب، وأنجم تشودري الذي يدعو الى تطبيق الشريعة الاسلامية في المملكة المتحدة، وكانا يعتزمان القاء كملة في المؤتمر».

واشارت الى ان الشرطة البريطانية منعت المتطرفين من عقد المؤتمر في مكانه الأول، فقام هؤلاء بنقل مكان انعقاده الى موقع سري، غير أنهم اضطروا لالغائه بعد ان علموا بأن الشرطة على دراية بالمكان. 

ارتفاع جرائم العنف

في سياق متصل قالت دراسة جديدة إن ضواحي بريطانيا تشهد جرائم بدافع الكراهية ضد المسلمين أكثر مما تشهد المدن الكبيرة، ودعت إلى انتهاج الشرطة البريطانية سياسة قومية تواجه مثل هذه الجرائم.

وصدرت الدراسة عن مركز أبحاث مسلمي أوروبا في جامعة اكستر البريطانية، وقال معدو التقرير إنهم أجروا سلسلة من المقابلات في أنحاء البلاد وتوصلوا إلى أن وتيرة الاعتداءات تتزايد في المدن الصغيرة والضواحي أكثر من المدن الكبيرة ومنها لندن، ولكنهم أشاروا إلى أن هذه النتيجة لا تعني أن المسلمين غير آمنين في بريطانيا.

وقال جوناثان جينز مازر معد التقرير والمدير المشارك لمركز أبحاث مسلمي اوربا إن "الحياة آمنة في بعض الضواحي حيث يتمتع السكان بقدر من التعليم والثقة في أنفسهم يجعلهم يرحبون بسكان جدد ولكن في مناطق أخرى يسيء البعض فهم كونه بريطانيا".

وأوضح التقرير أن الاعتداءات تشمل الضرب وهجمات بقنابل حارقة وإهانات لفظية، وأضاف أن بعض المسلمين يشعرون بأنهم محاصرون، ولكنه أشاد بتعامل الشرطة مع جرائم الكراهية ولكن على المستوى المحلي، وطالب معدو التقرير بانتهاج سياسة عامة للتعامل مع هذه الأزمة.

أحد المساجد التي تحدث عنها التقرير هو مسجد فنسبري بارك في شمال لندن، ويقول المسؤولون عن المسجد إنه يتعرض لاعتداءات متواصلة، ويرون أن السبب هو كراهية الإسلام والمسلمين. بحسب البي بي سي.

يقول محمد كزبر عضو مجلس أمناء المسجد إنهم تلقوا صورا تنتقد الإسلام ورسائل تهديد، وإن شخصين قاما قبل شهرين بتعليق رأس خنزير على بوابة المسجد ويقول إن الشرطة وعدت بملاحقتهما ولكن لم تتحقق أي نتائج.

وتحدثت الدراسة عن أسباب انتشار هذه الاعتداءات التي تقوم بها الجماعات المناهضة للمهاجرين والمسلمين ومنها رابطة الدفاع الانجليزية والحزب القومي البريطاني، ويقول معدو التقرير إنهم سيصدرون المزيد من الدراسات خلال الأعوام العشرة المقبلة حول أوضاع المسلمين في بريطانيا والعالم.

وتعترف الشرطة البريطانية بأن الاعتداءات على المسلمين بدافع الكراهية تمثل مشكلة في المجتمع البريطاني.

وفي مكالمة هاتفية مع مراسل بي بي سي قال ستيفين أوتر المتحدث باسم هيئة كبار ضباط الشرطة إن الشرطة المحلية في كل منطقة تواجه مثل هذه الجرائم، وقال إن هذه الاعتداءات ترجع إلى الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين، وأشار إلى أن الشرطة البريطانية ستبحث هذه الدراسة الجديدة وربما تقر سياسة عامة لمواجهة هذه الجرائم.

مراقبة المدارس الإسلامية

من جهة اخرى ستبحث وزارة التعليم في بريطانيا سبل مراقبة مدارس الأحد الاسلامية بالبلاد بعدما ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أنها كشفت عن أن ما يزيد على 40 منها تعلم التلاميذ آراء معادية للسامية وإنزال عقوبة قاسية بمرتكبي اللواط والسرقة.

وقالت (بي.بي.سي) ان برنامج "بانوراما" كشف عن شبكة من المدارس الاسلامية التي تعمل في عطلة نهاية الاسبوع في بريطانيا تعلم الأطفال أن السارق عقابه قطع اليد وأن الصهاينة يحاولون السيطرة على العالم وأن اللواط جريمة عقوبتها القتل.

وفي الوقت الحالي لا تقنن الحكومة البريطانية تلك المدارس وهي عبارة عن مراكز تعليمية تعمل لبعض الوقت.

وقالت وزارة التعليم انها لن تسمح بتدريس مواد معادية للسامية في المدارس الانجليزية وأن مكتب معايير التعليم وخدمات الاطفال والمهارات الذي يتولى تفتيش المدارس يبحث في سبل مراقبة تلك المراكز التي تعمل بعض الوقت.

وقالت الوزارة في بيان "مكتب معايير التعليم وخدمات الاطفال والمهارات يقوم ببعض العمل في هذا المجال. وسيقدمون بعد وقت قصير تقريرا بشأن السبل التي يمكن من خلالها ضمان تحسين تسجيل مراكز التعليم التي تعمل بعض الوقت وزيادة الرقابة عليها في المستقبل."

وقال برنامج بانوراما ان تلك المراكز تتبع ما يعرف بمدارس وأندية الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة وأيرلندا وتدرس المناهج السعودية لنحو خمسة آلاف طفل.

وأضاف أن أعمار التلاميذ تتراوح بين ستة أعوام و18 عاما ويتعلمون من كتب مدرسية تحوي رسوما توضح كيفية قطع يد السارق وتردد أن الصهاينة يخططون للسيطرة على العالم لصالح اليهود.

وقال البرنامج انه حصل على كتاب مدرسي يطلب من الاطفال تعديد الخصال "الممجوجة" لليهود. وأضاف ان الاطفال يتعلمون أن عقوبة اللواط هي الاعدام وأن هناك خلافا على طريقة تنفيذه أيتم رجما أم حرقا أم رميا.

ولم يتسن على الفور الاتصال بمدارس وأندية الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة وأيرلندا للحصول على تعليق.

وقالت السفارة السعودية انها لن تعلق على البرنامج الا بعد مشاهدته لكن (بي.بي.سي) قالت انها تلقت رسالة من السفير السعودي يقول فيها ان شبكة مدارس الاحد لا صلة لها بالسفارة.

وقال مركز كويليام وهو مركز بحوث معني بدراسات التشدد الاسلامي ان السعودية أوقفت استعمال الكتب التي يشير اليها برنامج بانوراما في اطار خطوات لتحديث التعليم الديني وانه ينبغي للحكومة السعودية محاولة اقناع المدارس الاسلامية في بريطانيا بوقف "الدعوة للكراهية".

وقال طلال رجب المتحدث باسم كويليام "من دواعي الاسف أن ما يسمي بالمدارس السعودية في بريطانيا لا يبدو أنها تساير الزمن بنفس الشكل. يتعين على السلطات السعودية أن تستخدم نفوذها لضمان التصدي بشكل كامل للدعوة للكراهية في الداخل والخارج."

تهمه محاباة الإسلاميين

من جانب آخر أمر قاضيان في المحكمة العليا في بريطانيا بإجراء انتخابات فرعية على مقعد وزير الهجرة في حكومة الظل العمالية فل وولاس الذي جردته المحكمة من مقعده وعلق حزب العمال عضويته.

وفاز وولاس بمقعده عن أولدام إيست أند سادلوورث بحصوله على فارق 103 أصوات عن منافسه الليبرالي الديمقراطي إلوين واتكنز.

لكن المحكمة العليا وجدته مذنباً بالإدلاء عن عمد بتصريحات خاطئة عن واتكنز، وبذلك يواجه وولاس الإقصاء ثلاث سنوات عن مجلس العموم.

وللمرة الأولى منذ 99 عاماً، شكلت محكمة خاصة بالانتخابات في سبتمبر/ أيلول للاستماع الى الاتهامات الموجهة ضد وولاس.

واتهمت المحكمة النائب والوزير السابق في الحكومة العمالية بتحريك النعرات العرقية، عبر قوله إن واتكنز كان يحابي المتشددين الإسلاميين، وأنه رفض إدانة التهديدات بالقتل التي قال وولاس إنه تلقاها من تلك الجماعات.

وقال محامي واتكنز الذي رفع دعوى على غريمه، إن وولاس أدار حملة "خطرة" خصصت لـ "تعبئة أصوات البيض" بسبب خوفه من ان يخسر يوم التصويت.

كما أمرت المحكمة وولاس بدفع 5 آلاف جنيه استرليني بدل اتعاب الدعوى التي تكبدها واتكنز.

الأمير تشارلز يعتنق الإسلام سراً

في حين أثار امتداح الأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا، لتعاليم الدين الإسلامي والقرآن الكريم، حفيظة بعض الكتّاب البريطانيين، حتى وصفه البعض بأنه مسلم ولكنه يُخفي الأمر.

وتأتي هذه الانتقادات في عدد من وسائل الإعلام البريطانية بعد أن طالب ولي عهد بريطانيا العالم بأسره بالاقتداء بالتعاليم الإسلامية في إطار الجهود الرامية إلى المحافظة على البيئة، لأن تدمير البيئة من قِبل الإنسان يتنافى مع التعاليم الدينية، خاصة في الإسلام. مشيراً إلى أن القرآن الكريم يؤكد الرابط الوثيق بين الإنسان والطبيعة.

وقال الأمير تشارلز، في خطابه الذي اختار إلقاءه من مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، وتمحور حول موضوع "الإسلام والبيئة": "إن الممارسات التي أدت إلى تدهور البيئة تتجاهل التعاليم الروحية، مثل تلك التي جاءت في الإسلام".

وما زاد الانتقاد لولي العهد البريطاني ارتكابه خطأ مزدوجاً، فلم يشر إلى المسيح أو حواريه، بل تكلم باستفاضة عن القرآن وعن تعاليم الإسلام بشأن البيئة، موضحاً أن القرآن يقدّم رؤية متكاملة للكون، ومستشهداً ببعض الآيات القرآنية؛ فاتهموا الأمير على الفور بأنه مسلم في الخفاء أو أنه ببساطة مختل؛ فليس لشخص أوروبي غير مسلم أن يمتدح تعاليم الإسلام ويتحدث عنه إيجابياً ما لم يكن هناك شيء خفي خطأ في أعماقه.

وقد سبق للأمير تشارلز عند الحديث عن اندماج المسلمين في المجتمع البريطاني أن تكلم بطلاقة في تجمع رسمي عن المساهمات التي لا بد أن يستفيد منها المجتمع البريطاني بأسره في حالة اندماج المسلمين فيه، قائلاً: "إننا يجب ألا نرفض ثقافتهم كليةً، بل علينا انتقاء الأفضل منها، والاستفادة ستعم على الجميع".

وكان الأمير قد امتدح أيضاً نمط العيش التقليدي في الإسلام، حين ذكر أن الإسلام يسعى إلى الوسطية، بوصفها نموذجاً يتيح الحفاظ على التوازن في العلاقات، وأن الإسلام حذر من أن هناك حدودا لعطاء الطبيعة، مؤكدا أن العصر الذهبي للحضارة الإسلامية "القرنين التاسع والعاشر" تميز بتقدم علمي مذهل، من خلال فهم فلسفي متجذر في روحانية عميقة لاحترام الطبيعة.

وواصل ولي العهد البريطاني حديثه في جامعة أكسفورد قائلاً: إن الأمر يتعلق برؤية مندمجة للعالم تعكس الحقيقة الأبدية، التي تعني أن الحياة متجذرة في وحدانية الخالق. مشددا على أهمية مفهوم التوحيد، الذي يعني وحدانية الله، متوقفا عند حقيقة أن علماء المسلمين يفسرون هذه الرؤية بشكل واضح، ومستشهداً بابن خلدون، الذي قال إن جميع المخلوقات تخضع لنظام واحد ومنضبط.

وأشار الأمير تشارلز إلى أن العالم الإسلامي يملك أحد الكنوز الغنية بالحكمة والمعرفة الروحية التي وُضعت رهن إشارة البشرية، موضحاً أن ذلك يمثل في الآن إرثا نبيلا للإسلام، وهدية ثمينة لباقي العالم، مقرا بأن هذه الحكمة يحجبها الاتجاه المهيمن للمادية الغربية.

جذور التشدد

ويشكل بروز الاقلية المسلمة في بريطانيا على ساحة الجدل بشأن الامن والتماسك الاجتماعي خلفية لذكريات الصحفية زيبة مالك عن نشأتها كمسلمة بريطانية من أصل باكستاني.

ويروي كتابها "نحن مسلمون .. من فضلكم" قصة نشأتها كابنة أحد المهاجرين الباكستانيين من الجيل الاول في مدينة برادفورد الصناعية بشمال بريطانيا وسط بيئة متدينة محافظة.

وفي نفس الوقت كانت مالك في امس الحاجة للاندماج مع زملائها في مدرسة اغلبية طلابها من البيض لتعيش سنوات مع المعاناة من مشاعر القلق المؤلم التي تتخللها لحظات من السخرية اللاذعة.

وتشكلت قصة مالك مع فضولها لمعرفة جذور التشدد الذي ترسخ بين بعض تجمعات الجالية المسلمة في بريطانيا. فقد ولدت في ليدز القريبة في عام 1969 وفي نفس الشارع الذي اقام فيه بعد عقود مهاجمون في شقة مستأجرة وصنعوا قنابل أسفرت عن مقتل 52 شخصا في لندن. حيث تقول، اعود الى برادفورد كثيرا ولا يزال عدم الاندماج المجتمعي صارخا. اجده امرا مخيبا للامال. لا اعتقد ان الاندماج المجتمعي امر طبيعي بمرور الوقت. اذا لم يحدث الاندماج في مرحلة مبكرة تتنامى الاختلافات مع الزمن.

حين جاء والدي في الستينات كان معظم الاسيويين من الطبقة العاملة جاءوا للعمل في المصانع وعلى الحافلات. الان توجد طبقة متوسطة تعيش في مناطق اجمل في برادفورد .

يبدو لى ان ثمة مشكلة لا اعلم كيفية حلها. اذا لم يحدث (الاندماج) بشكل طبيعي لا يمكن فرضه قسرا.

لست من مؤيدي المدارس الدينية في حد ذاتها اذ أشعر انها تؤدي الى تفاقم التفرقة. لذا لا أشعر بتفاؤل كبير بشأن مستوى الاندماج .. بكل تأكيد في برادفورد.

وتضيف، يعتقد شبان كثيرون ان هجمات 2005 مؤامرة دبرتها الدولة. كنت اتحدث مع امراة شابة من أصل باكستاني ولدت في بريطانيا وتطرق الحديث لهجمات 11 سبتمبر وقالت انها لم تحدث. دهشت. تستمع لهذا الراي مرارا وتكرارا. اذا اردت ان تتحسن الاوضاع فيجب ان ننطلق من اساس يتسم بالصدق.

وتتابع، كما لدينا الان قسم الولاء للوافدين الجدد. اؤيد مثل هذه الامور. حتي والدتي تؤمن بانه اذا اردت الحياة هنا فلا يكفيك ان تتلزم بالقانون بل ينبغي ان تحاول ان تكون جزءا منه.

من جهة اخرى دائما ما يكون هناك نوع من الازدواجية في مكان مثل برادفورد. ما يحدث في المنزل يظل داخل جدرانه. حقا يتظاهر الناس بغير الواقع. لا يتعاملون فعليا مع ما يحدث داخل المنزل بل يميلون لتجنبه لانه محرج ولا يمكنهم التحدث لجهات خارجية. من اهم المشاكل في برادفورد حاليا المخدرات وعلى الارجح تفوق التشدد اهمية. امضيت يومين في عيادة لعلاج الادمان وصدمت .. 95 في المئة من المرضي شبان اسيويون ادمنوا الهيروين والمخدرات ولا زالوا يقيمون مع ذويهم. ينبغي ان تحفظ كرامتك ولا تكشف عيوبك على الملا.

الى أن يبدأ الناس برؤية ما يحدث عن اقتناع صادق لن يعترفوا ابدا بوجود مشكلة. وحتى يحدث ذلك لا يمكن ان أعرف كيف يتعامل هؤلاء مع القضايا التي تحدث داخل المنزل.

لكن احيانا يربط الناس بين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتشدد ويعتقدون ان الامر يتعلق بالفقر وانعدام الفرص. لا اؤيد ذلك. كوني نشأت في البيئة التي انا منها حيث عاني والدي من البطالة معظم الوقت . لا اعتقد ان التطرف مرتبط بغياب الفرص لان الفرص موجودة في هذا البلد. الباكستانيون الذين جاءوا لهذا البلد ...عملوا شيئا من لا شيء. كان ينظر اليهم دائما على انهم مجددون في العمل ويريدون تحقيق شيء لاطفالهم.

لكن اعتقد ان ذلك من سمات جيل مضى. اعتقد ان هذا النهج اندثر. ترى شبانا يقودون سيارة قيمتها 50 ألف استرليني (80790 دولار) ويتهامس الجميع انهم يتاجرون في المخدرات. اذا كان ذلك استثمارا فانه أمر غير جيد ولن يترك ارثا ايجابيا."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 7/كانون الأول/2010 - 1/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م