الشبكات الاجتماعية... اضرار سلوكية تشكك بالفوائد الانسانية

 

شبكة النبأ: تضاربت الآراء مع قبول ورفض لانتشار المواقع الاجتماعية على الشبكة العالمية العنكبوتية الانترنت، معتمدتا ذلك على دراسات وبحوث أقاموها العديد من الباحثين الاجتماعيين والأطباء في مجال علم النفس والطب أيضا، حيث استنتجوا من خلالها (الدراسات) ان هناك العديد من التأثيرات السلبية التي تنتج من الإدمان عليها (المواقع الاجتماعية).

لاسيما تلك العوارض النفسية وهي الانعزال في غرفة واحدة أمام شاشة، وان كانت صغيرة ولكنها تضع العالم بأكمله بين يدي المستخدمين وبسهولة كبيرة يصل الى حيث يشاء فأنها وبحسب آراء بعض الأطباء النفسيين هي حالة من السكون والخمول لأن الشخص عندما يقوم بذلك فهو سيفقد متعة الحياة من مغامرة وتشويق وتعارف مباشر واطلاع اقرب وتجارب اكبر.

لكن البعض الأخر(من الأطباء) يرون ان هناك حالة ايجابية لذلك فهو يسمح للمشترك بالبوح بكل ما في نفسه من دون خجل او خوف، ومن جانب آخر فأن هناك العديد من المشاكل التي تسببها هذه الشبكات الاجتماعية منها انتهاكا للخصوصية وهدرا للوقت ومشاكل زوجية، بل وصل بها الحال تصبح منبرا للسياسيين والمعارضين تعبر عن آرائهم وأفكارهم.

ونستطيع ان نتوصل من خلال مامر ذكره إلى ان الشبكات الاجتماعية سلاح المستقبل ولا يحدد الغرض من هذا السلاح إلا من يملكه ومن يريد استخدامه.

للنرجسيين والمغرورين

فقد كشف متخصصون في علم النفس الاجتماعي أن موقع "فيسبوك" المخصص للتواصل يمثل بيئة خصبة لأصحاب الشخصيات النرجسية والمغرورين، وخاصة من بين المراهقين، الذين يوفر لهم الموقع منصة مثالية للحصول على نوعية العلاقات التي يرغبون بها، وإظهار أنفسهم بالشكل الذي يرضون عنه.

وبحسب الدراسة التي جرت على مجموعة من الطلاب في جامعات الولايات المتحدة، ظهر أن المغرورين منهم يستخدمون الوسائل التقنية لإظهار ذواتهم، فيستحدثون مثلاً قسماً خاصاً على صفحتهم تحت عنوان "معلومات عني" يعرضون فيه صورهم ويظهرون ما يدل على تفوقهم وذكائهم بشكل مضخم.

وقال الباحثون الذين عملوا على الدراسة في جامعة تورنتو الكندية، إن "فيسبوك" يمثل قناة مثالية لنوعية العلاقات التي يرغب النرجسيون بها، لأنه يؤمن لهم القدرة على إظهار ارتباطهم بعدد كبير من الأصدقاء، رغم ضحالة الصلات الحقيقية التي تجمعهم، كما تتيح التحكم بالانطباع العام الذي يرغب النرجسي بإظهاره عن نفسه. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وبحسب الدراسة، فإن النرجسيين يستخدمون "فيسبوك" أكثر من سواهم، ويميلون إلى التركيز على خدمات معينة فيه دون سواها، مثل التحديث المتواصل للحالة وإرسال التعليقات على الدوام وتزويد الصفحة بالصور الجديدة التي من شأنها إظهار أصحابها بشكل جيد.

وتلفت الدراسة إلى وجود فوارق بين الجنسين على هذا الصعيد، إذ يركز المغرورون من الذكور على إظهار ذكائهم وقدراتهم العقلية ونجاحاتهم المهنية، بينما تركز المغرورات على عرض الصور المليئة بالحركة والألوان، والتي يظهرن فيها جمالهن الخارجي وجاذبيتهن الجنسية.

أكثر انفتاحاً

بينما أكد علماء نفس ألمان أن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت يجعل المستخدم أكثر انفتاحاً وصراحة.

وقالت زابينه تريبته عن دراستها التي أجرتها بالتعاون مع زميلها ليونارد راينكه بكلية "هامبورغ ميديا"، وأعلنت عنها في المؤتمر الأوروبي للتواصل بهامبورغ، إن من يذكر الكثير من بياناته الشخصية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي مثل موقع فيس بوك "تصبح لديه بعد عام قدرة نفسية أكبر على المصارحة الذاتية".

ويشارك في المؤتمر نحو 1000 عالم. وأوضحت تريبته على هامش المؤتمر أن استعداداً أكبر للبوح بالمزيد من المعلومات الشخصية يتكون لدى مثل هؤلاء الأشخاص مع مرور الوقت. مضيفة: "أي أنهم يتغيرون في ما يتعلق بمدى الاستعداد بالبوح بمعلومات عن أنفسهم عبر الانترنت". بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وتؤكد الدراسة أن الأشخاص الذين يدلون بالمزيد من المعلومات عن أنفسهم في صفحات التواصل الاجتماعي يجمعون أصدقاء أكثر خلال نصف عام. غير أنه تبين من خلال الدراسة أيضاً أن هذه الصداقات قلما تكونت منها صداقات حميمة "أما الصداقات الحقيقية فلا تزال تتم وتستمر بعيداً عن الانترنت".

يبدل قواعد الغرام

فيما أكدت دراسة تناولت ظاهرة مواقع التعارف وتأثيراتها الاجتماعية، أن موقع "فيسبوك" الذي يضم مئات ملايين المشتركين بات يؤثر في كيفية تعرف الشبان على الفتيات، كما تبدلت بسببه أساليب التعبير عن الحب وإعلان الوقوع في الغرام.

وقالت آن شوكات، مديرة تحرير مجلة "سفنتين" التي نشرت الدراسة: "لدى فئة المراهقين ميل كبير إلى التواصل الاجتماعي، ويبدو أن موقع فيسبوك يلعب دوراً كبيراً في الوقت الحالي بصياغة علاقات الحب."

وشملت الدراسة عشرة آلاف مراهق تتراوح أعمارهم بين 16 و21 عاماً، وذلك لمحاولة التعرّف على الوسائل الجديدة لبناء العلاقات بين الشباب، واتضح لها أن 79 في المائة من الذين شملهم المسح يبعثون برسائل لطلب الإضافة ضمن قائمة الأصدقاء للأشخاص الذين يتعرفون عليهم بعد أسبوع واحد.

وبمجرد قبول الطرف الآخر للعرض، يقوم 60 في المائة ممن شملهم المسح باستخدام بعض الخدمات المرتبطة بالموقع، مثل "اختبار الحب" لمعرفة فرص نشوء علاقة غرامية بينهم وبين الأصدقاء الجدد لمرة واحدة على الأقل يومياً.

وبخلاف ما حذرت منه تقارير سابقة حول التأثيرات السلبية لمواقع التعارف على العلاقات الحقيقة بين البشر، قال معظم من تحدث للدراسة أن الدردشة عبر فيسبوك ساعدته على تمتين علاقاته مع أصدقائه. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

أما بخصوص الانفصال، فأشارت الدراسة إلى أن عشرة في المائة من العلاقات الغرامية انتهت برسالة وجهها طرف لآخر على فيسبوك، في حين عرف عشرة في المائة أن علاقتهم بالطرف الثاني انتهت عندما قام من كانوا يرتبطون معهم بعلاقات غرامية بتغيير وضعهم الاجتماعي إلى "عازب."

وقام 73 في المائة من الذين شملهم المسح بإبقاء عشاقهم السابقين على قوائم الأصدقاء، كما أظهرت الدراسة أن 43 في المائة من الفتيات يملن إلى تحديد الطرف الذي قد يخرجون معه في مواعيد غرامية بناء على شكل صفحته على فيسبوك، في حين أن هذه النسبة لا تتجاوز معدل 33 في المائة لدى الشبان.

مصدرا للمضايقة

وفي السياق ذاته، فقد تقرأ على صفحتك الخاصة بموقع فيسبوك الاجتماعي، رسائل عدة تشير إلى حاجة أحد الأصدقاء للمساعدة لإتمام لعبة ما، أو سعيه للفوز في المنافسة التي تطرحها لعبة أخرى، وهي رسائل تثير الغضب أحيانا، نظرا لكثرتها وعدم أهميتها في معظم الأحيان، والقائمون على الموقع يدركون هذه المشكلة.

فبينما يستمتع 200 مليون مستخدم بالألعاب الموجودة على الموقع الاجتماعي، لا يرى آخرون فيها أي متعة، بل يعتقدون أنها مضيعة للوقت، وفقا لمارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي لشركة فيسبوك.

فوفقا لموقع فيسبوك، هناك مستخدمون يحبون ممارسة هذه الألعاب، وآخرون يكرهونها "وبشدة"، خاصة وأن الشركة حتى الآن لم تفتح المجال أمام خبراء ألعاب الفيديو لتطوير تلك الألعاب الموجودة على الموقع فيسبوك، وفي نفس الوقت لم تخلق تجربة فريدة في اللعب لأولئك الذي يكرهون ممارسة مثل هذه الألعاب إلكترونيا.

ومن أجل ذلك، يخطط فيسبوك لجعل هذه الألعاب تبدو أقل إزعاجا لأولئك الذين لا يستخدمونها، وأكثر تشويقا لمحبيها. فعلى سبيل المثال، إذا لم تكن من عشاق لعبة "فارمفيل" الشهيرة، ولا ترغب في خوض غمار تلك اللعبة، فلن تظهر لك أي رسائل خاصة بهذه اللعبة على صفحتك في فيسبوك. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

أما إذا كنت من عشاقها، فسوف يتم إرسال العديد من الرسائل المتعلقة بها إلى صفحتك الخاصة لإعلامك بآخر التطورات، والإضافات، والمنافسات بين المشتركين، كما سيتم إعلام المستخدمين بالوقت الذي يبدأ فيه بعض الأصدقاء على الموقع بممارسة هذه اللعبة.

وبديهي أن يرحب الكثير من المستخدمين بهذه التغييرات، خصوصا أولئك الذين لا يحبون ممارسة الألعاب على الموقع الاجتماعي، إذ أن الرسائل الخاصة بها لن تكون مصدرا للمضايقة أو الإزعاج لهم بعد اليوم.

انتهاك الخصوصية

من جانبها ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" ان عددا من التطبيقات المتاحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك نقل معلومات لمؤسسات عن المعلومات الشخصية لملايين المستخدمين، ما ينتهك قواعد الخصوصية الشخصية لهذا الموقع.

وجاء في الموقع الالكتروني للصحيفة ان مبرمجي التطبيقات الاكثر استخداما على فيسبوك نقلوا لمعلنين ومؤسسات بحثية معلومات مثل اسماء اصدقاء عشرات المستخدمين "من بينهم مستخدمون اختاروا ان تكون صفحتهم الشخصية ذات خصوصية تامة".

ورأت الصحيفة ان "هذه الممارسة تنتهك قواعد فيسبوك وتعيد طرح التساؤلات حول قدرته على حماية بيانات مستخدميه". ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم فيسبوك تأكيده ان الموقع يتخذ عددا من الاجراءات بغية الحد بشكل كبير من عرض البيانات الشخصية للمستخدمين. وقال المتحدث "ان هوية المستخدم يمكن ان تنتشر من خلال محرك البحث او من خلال التطبيقات"، لكن معرفة الهوية "لا يتيح الوصول الى البيانات الشخصية لأي كان على فيسبوك". واضاف ان موقعه سيعتمد تقنية جديدة لحل المشكلة التـي تطـرقت اليها الصـحيفة. بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

وأظهر تحقيق لصحيفة وول ستريت جورنال ان التطبيقات العشرة الاكثر استخداما على فيسبوك، لاسيما العاب فارمفيل (59 مليون مستخدم) وتكساس هولدم بوكر وفرونتيرفيل، تنقل البيانات الشخصية للمستخدمين الى مؤسسات. ومعظم التطبيقات ليست من تصميم فريق فيسبوك وانما مبرمجين من خارج الموقع.

وفي سياق متصل، تحدثت صحيفة فرانكفورتر الغمايني سونتاغ تسايتونغ الالمانية عن خلل على موقع فيسبوك يتيح الوصول الى البيانات الشخصية لمستخدمي الانترنت حتى ممن لا يملكون حسابا على هذا الموقع.

أزمات سياسية تغذيها

فيما توجه سومبات بونغامانونغ، عندما أقفلت السلطات التايلاندية موقعه الإلكتروني، إلى "فيسبوك" لمشاركة آرائه السياسية مع بقية مناصري حركة "القمصان الحمر" المعارضة.

وبعد مضي عام واحد، بات سومبات يمتلك صفحتين وآلاف الداعمين على هذه الشبكة الاجتماعية التي "تستضيف" أكثر فأكثر نقاشات سياسية في بلد عطلت حكومته وسائل الإعلام المعارضة بعد أزمة الربيع الماضي.

ويوضح سومبات وهو أحد القادة "الحمر" الذي ما زال طليقا ولم يلذ بالفرار أن "فورة الفيسبوك أتت في الوقت المناسب في تايلاند، نظرا للوضع السياسي. فهو أداة عملية لتفادي الرقابة".

لا شك أن نجاح "فيسبوك" عالمي، لكن شعبيته تزايدت بأضعاف عدة في تايلاند بعد أن أدت الأزمة السياسية إلى مقتل 91 شخصا وجرح 1900 آخرين في تظاهرات بانكوك بين آذار/مارس وأيار/مايو.

ومدعوما بنسخة باللغة التايلندية، تضاعف عدد مستخدمي "فيسبوك" في المملكة أكثر من مرتين. فسجل أكثر من 5,7 مليون مستخدم أي نحو 9% من السكان، بحسب "فيسباكرز" الذي يجمع البيانات حول هذا الموقع.

وخلال أحداث الربيع التي طالب "الحمر" خلالها باستقالة الحكومة، لجأ التايلنديون "الساعون الى آخر الأخبار" أكثر فأكثر إلى "فيسبوك" و"تويتر"، بحسب ما يشرح نوباتجاك أتانون الصحافي في مجلة "ذي نايشن".

كذلك أدرك رجال السياسة سريعا القوة الكامنة في هذا العالم الجديد: فيزيد اليوم عدد "المعجبين" برئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا على "فيسبوك" عن 480 ألف معجب. وهو رقم يتخطى ما يناله نظيره البريطاني دايفيد كامرون بخمس مرات. أما رئيس الوزراء السابق المنفي تاكسين شيناواترا بطل "الحمر" والعدو الأول للحكم القائم، فهو يلجأ بانتظام إلى "تويتر" متوجها إلى مناصريه.

لكن استخدام مواقع مماثلة أمر ينطوي على بعض المخاطر، في بلد تبدي مجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان قلقها من التعرض لحرية التعبير. وترى سوبينيا كلانغنارونغ الناشطة في شبكة "تاي نيتيزن نتوورك" أن "فيسبوك أصبح أداة تستخدمها الحكومة لمراقبة الناس والبحث عن معارضيها وإلقاء القبض عليهم". بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

ففي نيسان/أبريل تم توقيف متعاطف "أحمر" لأنه شتم الملكية عبر "فيسبوك". وقد تصل عقوبته إلى السجن لمدة 15 عاما. ويلفت شوتي كرايريكش وزير الإعلام والتكنولوجيات إلى أن "فيسبوك هو تكنولوجيا جديدة وليس لدينا حاليا أية وسيلة للتحكم بها".

ويؤكد أن الحكومة "تحترم مبدأ حرية التعبير. لكنه إذا ما انتهك الناس القانون، فنحن قادرون على اتخاذ الإجراءات بحقهم". وكانت آلاف المواقع الإلكترونية التي اعتبرت مهينة للعائلة المالكة قد عطلت خلال السنوات الأخيرة.

إلى ذلك ألقي القبض على المسؤولة عن الموقع الشعبي "براشاتاي" بتهمة شتم الحكم الملكي، على خلفية تعليقات نشرها مستخدمو موقعها. وقد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 70 عاما. وتقول سوبينيا مستهجنة "المشكلة تكمن في أننا لا نتقبل الرأي الآخر في المجتمع التايلندي اليوم. ويغيب عن بالنا أنه يمكن للبعض أن يفكروا بطريقة مغايرة".

ويبين هذا الانقسامات الحادة في هذا المجتمع والتي ترجمت بالدم خلال أزمة الربيع. في ذلك الحين، اتخذت السلطات قرارا بإقفال محطات للتلفزة وصحفا وإذاعات ومواقع إنترنت معارضة. لكن المعارضة ما زالت قادرة على التعبير عن رأيها بفضل "فيسبوك" و"تويتر".

شركات تحظر استخدامه

كما حظرت شركات ألمانية على موظفيها استخدام الشبكات الاجتماعية على الإنترنت مثل "فيسبوك"، خوفا من التعرض للتجسس وخشية من خسارة في الإنتاجية، بحسب تقرير ينشر في المجلة الاقتصادية "فيرتشافسفوتشه".

ونقلت المجلة عن مصرف "كومرسبنك" الثاني في البلاد "يحظر على عدد من موظفينا دخول عدة شبكات اجتماعية خارجية لأسباب أمنية".

أما كريستشين فاشس المتخصص في الأمن المعلوماتي لدى "كاسبيرسكي" فيوضح أنه "سابقا كان البريد الإلكتروني هو الذي يسمح بنقل برامج خطرة، أما اليوم فهي الشبكات الاجتماعية".

ومؤخرا عمد أيضا مصنعا السيارات "وولزفاغن" و"بورش" إلى منع موظفيهما من الاتصال بالشبكات الاجتماعية على الإنترنت، في حين حظر مصنع الإسمنت "هايدلبرغسيمنت" ولوج "فيسبوك" وتويتر" أول منصة عالمية للمدونات المصغرة، بحسب المجلة.

إلى ذلك تعمد بعض الشركات مثل "إيون" التي تحتل المرتبة الأولى في مجال الطاقة و"لينده" منتج الغاز الصناعي إلى الحد من الوصول إلى "فيسبوك" و"يوتيوب" على بعض من مواقعهما الصناعية، وفقا لتقرير المجلة الاقتصادية. بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

بالإضافة إلى الخوف من التجسس الصناعي والقرصنة المعلوماتية، عمدت بعض المؤسسات كمصنع السيارات "دايملر" إلى الحد من الوصول إلى المواقع الاجتماعية خشية من خسارة في الإنتاجية.

وفي حين تبرر 56% من الشركات حاجتها إلى ضبط الاتصال ببعض الشبكات الاجتماعية الإلكترونية لأسباب أمنية، تركز 30% منها على خوفها من قضاء موظفيها ساعات العمل في التواصل عبر الإنترنت، بحسب استفتاء أعدته شركة الأمن المعلوماتي "كليرسويفت".

التوجه الطبيعي

بينما قالت شخصيات رائدة في موقعي فيسبوك وتويتر facebook - twitter ان ظاهرة التواصل الاجتماعي عبر الانترنت ستتزايد مع تزايد استخدام الكمبيوتر أثناء حركة التنقل.

وقال كريس هيوز أحد مؤسسي موقع فيسبوك في بوسطن " خلال عامين الى خمسة أعوام من الآن سيختفي السؤال عن أي المواقع تستخدم بخلاف الشبكات الاجتماعية لان جميعها ستكون اجتماعية."

وقال هيوز (27 عاما) خلال حلقة نقاشية في مؤتمر استثمار تشارلز شواب (امباكت 2010) "المواقع الاجتماعية أصبحت الإطار .. المصفاة لكثير من المعلومات." وهناك أكثر من 500 مليون مستخدم نشط على موقع فيسبوك بينهم أكثر من 150 مليونا يستخدمون الموقع من خلال هواتفهم المحمولة.

ويقدر عدد المستخدمين المسجلين في تويتر بأكثر من 165 مليونا. والشركتان ملكية خاصة ويترقب المستثمرون اي إشارة لمعرفة أيهما ستنتشر أكثر. وقال بيز ستون أحد مؤسسي موقع تويتر ان اتساع نطاق التواصل الاجتماعي عبر الانترنت سيتواكب مع ارتفاع في حركة التنقل الشخصي وذلك في ظل إحلال أجهزة الكمبيوتر التقليدية بالهواتف النقالة الذكية. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال ستون (36 عاما) "أتمنى رؤية عدد أقل من الأشخاص ينحنون على أجهزة الكمبيوتر في مكاتبهم خلال خمس سنوات." وقال هيوز ان تطبيقات مثل "فيسبوك كونكت facebook connect" سيدمج بشكل متزايد في بناء التواصل الاجتماعي عبر الانترنت.

وعلى سبيل المثال مستخدمو "فيسبوك كونكت" الذين يذهبون الى موقع صحيفة نيويورك تايمز يستطيعون الان رؤية المقالات التي يقرأها أصدقاؤهم والتوصية بها. وقال هيوز "ليس هناك مصفاة أفضل من الأشخاص الذين تعرفهم وتثق بهم."

أنا أو الفيسبوك؟

في حين طلبت سيدة سعودية في العقد الثالث من العمر من زوجها إلغاء صفحته الشخصية الموجودة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك كشرط أساسي للموافقة على استمرار العلاقة الزوجية بينهما.

ووفقاً لصحيفة "عكاظ" السعودية، ذكرت المرأة أنها لاحظت أن زوجها أصبح يقضي ساعات طويلة أمام الإنترنت وبالتحديد على موقع "فيس بوك". مؤكدة أنها طلبت من زوجها أكثر من مرة التخفيف من استخدام الموقع.

وأوضحت المرأة أن الزوج أصبح هاجسه الأول إضافة عدد أكبر من الأصدقاء على صفحته، لافتة إلى أنها عرضت عليه التوقف والتعامل بطريقة تراعي وضعهما الأسري، إلا أنه لم يستجب ما دفعها إلى تخييره بين استمرار الحياة معه وإلغاء صفحته أو البقاء مع الفيس بوك.

ووفقاً للصحيفة اليومية، ذكرت المواطنة أن زوجها خضع لشرطها وألغى صفحته حفاظاً على الحياة الزوجية.

يشجع على الزنا

من جانبه طلب قس في ولاية نيو جيرسي الأمريكية من أعضاء رعيته المتزوجين حذف حساباتهم على موقع فيسبوك الاجتماعي قائلا إنه "يشجع على الزنا."

وذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن القس سيدريك ميلر من بلدة نبتون أطلق نداءه بعد أن  عانى 20 زوجا في كنيسته صعوبات في حياتهم الزوجية، بسبب أن أحد من الزوجين في بعض الحالات وجد حبه القديم على الموقع الاجتماعي.

ونقلت الصحيفة عن ميلر مناشدته للمتزوجين في كنيسته أن يشاركوا أزواجهم وزوجاتهم بكلمات السر الخاصة بحساباتهم على الموقع الاجتماعي الشهير، إلا أن المشاكل لا تزال تقع رغم ذلك. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

من جهتها، قالت أنثيا بتلر، وهي كاتبة عمود في مجلة "الرسالة" الدينية إن ميلر هو تجسيد متجدد لموضوع القديم في الكنائس الأصولية، وهو أن أي وسيلة إعلام جديدة، مثل الأفلام والتلفزيون والإذاعة، هي الخطيئة بعينها. ومع ذلك، فإن بتلر في مقالها الذي حمل عنوان "فيسبوك: الطريق السريع إلى جهنم،" تقول إنها يمكن أن تتعاطف مع وجهة نظر القس."

الانتحار على الهواء

بينما تفاعلت حالة انتحار بثت على الإنترنت مباشرة في الآونة الأخيرة، في أوساط مستخدمي الشبكة، والخبراء الذين قالوا إن الحادثة تغير واقع الشبكات الاجتماعية إلى الأبد.

حيث قالت الشرطة اليابانية، إن شابا يبلغ من العمر 24 عاما، أقدم على الانتحار أمام كاميرا، في بث حي ومباشر عبر شبكة الإنترنت. وقال توماتاكا ناكاغوا رئيس موقع "يوستريم" الذي بثت عليه عملية الانتحار، "أشعر بالأسف لما حدث.. هذا واقع مؤلم للغاية."

وأضاف أن الموقع أزال الفيديو خلال 20 دقيقة من الحادث، بعد أن عمد مئات المشاهدين إلى إرسال رسائل تخطر الموقع بمدى بشاعة واقعة الانتحار التي بثت على الهواء مباشرة، لافتا إلى أنه من الصعوبة بمكان أن يراقب الموقع كل ما يبث عليه.

ولفت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يبث فيها الانتحار على الهواء مباشرة، بعد أن أقدم فتى قبل نحو عامين على قتل نفسه بعد أن تعاطى جرعة كبيرة من المواد المخدرة. وقالت وسائل إعلام يابانية، إن بعض مستخدمي غرف الدردشة عثروا على الرجل بعد أن نشر أنه يفكر في الانتحار، وحث بعضهم الشاب على عدم الإقدام على قتل نفسه، في حين قال آخرون انه كان يكذب. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وبدأ الرجل بث عملية انتحاره عبر شنق نفسه، ما حدا ببعض المستخدمين إلى الاتصال بشرطة مدينة سينداي اليابانية الشمالية، وفقا لما أكده نائب قائد الشرطة في المدينة. وعثرت الشرطة على الرجل في منزله، بعد أن حددت عنوانه بمساعدة معلومات من مواقع دردشة محلية، لكنهم وجدوه وقد أقدم فعلا على شنق نفسه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 6/كانون الأول/2010 - 29/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م