الكيان الصهيوني...نظام عنصري ونخب سياسية متفسخة

 

شبكة النبأ: يظن البعض ان الدولة الإسرائيلية هي دولة متحضرة ومستقرة لا تحوي على نزاعات او اختلافات فيما بينها واستندوا ذلك على ما يظهره لهم بعض المستفيدين من ذلك، الذي يجعلون إسرائيل ضمن الدول المدافعة عن حقوق الإنسان وتسير بمنهج التفاهم والمصداقية.

فيما تكشف التقارير المنقولة عن أحداث واقعية وموثقة عن طريق المحاكم والقضايا تضمن عددا من ملفات الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين في عمليات الاستجواب التي تستخدم بها طرقا للتعذيب مخالفة للقوانين الدولية المتفق عليها، بالإضافة الى وجود اتهامات بممارسة عمليات اغتيال لعدد من القادة في المنطقة، كما يوجد هناك فضائح جنسية يتهم بها بعض أصحاب المناصب والذين يتنافسون على استلام دفة الحكم وبأي طريقة حتى ولو كان ذلك بالتجاوز على بعضهم البعض.

الأهبل

فقد وصفها البعض بأنها لحظة فارقة في السياسة الإسرائيلية وطلقة مؤلمة تعلن عن بدء حملة للإطاحة بوزير الدفاع ايهود باراك من زعامة حزب العمل. فقد وصف خصم سياسي لباراك من داخل حزبه على شاشات التلفزيون وزير الدفاع بأنه "أهبل".

وقال باراك لراديو إسرائيل انه شغل الكثير من المواقع ليس من بينها من يتلقى اللكمات دون دفاع واستطرد "لا أعتقد أن هذا أسلوب لائق بالنقاش العام." وباراك رئيس سابق للوزراء وجنرال سابق يعتبره العدو والصديق في إسرائيل مفكر بارع.

لكن الاهانة التي جاءت من عوفير ايني من حزب العمل الذي يشغل أيضا منصب رئيس النقابة العمالية الرئيسية في اسرائيل طغت على الانباء ووصفها معلقون سياسيون بأنها ضربة أولى تم الاعداد لها بعناية في معركة على زعامة حزب العمل.

وقال الكاتب الصحفي يوسي فيرتر في صحيفة هاارتس "من الان فصاعدا يعمل وزير الدفاع في وقت مستقطع... ساعته الرملية تتحرك. سنة أخرى.. زادت أو نقصت بعد ذلك سيتعين عليه أن يتنحى جانبا أو أن تتم تنحيته." وتظهر استطلاعات الرأي أن حزب العمل المنتمي الى يسار الوسط ليس في حالة جيدة وانه يعاني من تراجع مستمر في الشعبية.

وكان حزب العمل يوما قوة دافعة في السياسة الإسرائيلية وهو الآن يشغل 13 مقعدا فقط في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا وهو شريك صغير في الحكومة الائتلافية التي تميل لليمين ويتزعمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأعلن اثنان من الوزراء من حزب العمل ترشحهما لمنافسة باراك في انتخابات داخلية لم يحدد موعدها بعد. ويتهمه أعضاء الحزب بالإخفاق في الضغط على نتنياهو لتقديم تنازلات للفلسطينيين لتحقيق سلام. واستغل أيني اعتراف زوجة باراك مؤخرا بأنها وظفت فلبينية بشكل غير مشروع للخدمة في المنزل ليشن عليه الهجوم. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وتساءل ايني في القناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي قائلا "انت وزير بالحكومة.. لماذا تجلب فلبينية؟ "لابد أنك أهبل لتفعل ذلك" مستخدما الكلمة العربية التي توقع البعض أن تكون الكلمة التي سيستغلها خصوم باراك في أي انتخابات مقبلة. وقال وايزمان شيري وهو أحد الحلفاء السياسيين لباراك لراديو الجيش "يمكن قول أشياء كثيرة عن ايهود باراك لكن هل يمكن وصفه بأنه أهبل؟"

وابتكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية واسعة الانتشار مصطلح "عملية أهبل" ووضعته في صدر صفحاتها. واجتمعت أراء المعلقين السياسيين على أن ايني وبنيامين بن اليعازر وهو وزير سابق للدفاع وخصم لباراك اتحدا للإطاحة به.

وقال بن اليعازر انه يفضل أن يتولى مرشح من الخارج قيادة حزب العمل لكنه لم يذكر أسماء. وقال هانان كريستال وهو معلق سياسي براديو اسرائيل ان اللفتنانت جنرال جابي اشكينازي رئيس الاركان ربما ينافس باراك أيضا اذا قرر الانضمام لحزب العمل عندما يترك الجيش في أوائل العام المقبل.

فضائح جنسية

الى ذلك واجه ضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية اتهاما بالتحرش الجنسي عشية إعلان اسم المرشح لمنصب قائد الشرطة الوطنية وهو المنصب الذي كان هو أحد أبرز المرشحين له.

ووفقا لوسائل إعلام محلية فقد اتهمت الناشطة في المجال الاجتماعي أورلي اينيس ممثل الشرطة الإسرائيلية في الولايات المتحدة الضابط أوري بار ليف باستخدام العنف في محاولة لإقامة علاقة حميمة معها.

ونفي بار ليف ارتكاب أي مخالفات. وقال للصحفيين عند وصوله الى منزله قادما من الولايات المتحدة "لم أتلق استدعاء لتحقيق... جئت بمحض ارادتي وسترون أني لم ارتكب أي خطأ." وقال صديق مقرب من بار ليف كان قائدا سابقا للشرطة ان الحادثة وقعت قبل نحو عامين لكنها طفت على السطح الآن بسبب قرب التعيين الوشيك في المنصب.

وقال عساف هيفيتز للصحفيين "لم تدهشني محاولات منع تعيين بار ليف في المنصب. من الواضح أن الامر حدث مع اقتراب التعيين .. وهو أحد المرشحين للمنصب." ووجه بار ليف لاحقا مزاعم أخرى بسوء السلوك الجنسي. وقالت وسائل اعلام انه فشل في اجتياز اختبار على جهاز كشف الكذب. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وكانت اينيس قد وجهت اتهامات أخرى بالتحرش الجنسي ضد مسؤول كبير في وزارة الأمن الداخلي التي تشرف على الشرطة والذي استقال مؤخرا. وكانت التقارير بشأن القضية تشير في البداية الى اينيس بالحرف الاول من اسمها فقط لكنها كشفت هويتها خلال مسيرة في تل ابيب. وقالت في كلمة "لا أتخفى .. لا أشعر بالعار... لم ارتكب أي خطأ... أنا هنا الليلة لأمثل الاصوات الصامتة المترددة والخائفة لجميع الضحايا."

واينيس شقراء في منتصف الاربعينات من العمر وعملت في السابق كبيرة لمستشاري وزارة الامن الداخلي بشأن العنف الاسري وكانت على صلة مهنية بمسؤولي الوزارة. واتهامات التحرش الجنسي ضد مسؤولين كبار ليست جديدة في اسرائيل لكن الحادثة الاخيرة بشأن بار ليف الذي يعتقد أنه أحد المرشحين المرجحين لمنصب قائد الشرطة الاسرائيلية حظيت باهتمام شعبي.

الإساءة للفلسطينيين

من جانبه قال بعض المحتجزين الفلسطينيين في تقرير نشره مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) ان ضباطا سريين في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) أساءوا معاملة فلسطينيين أثناء استجوابهم في مركز احتجاز.

واستند تقرير بتسيلم الى إفادات أدلى بها 121 فلسطينيا احتجزوا في عام 2009 في مبنى ببلدة بتاح تكفا القريبة من تل أبيب واتهم تسعة بالمائة من الفلسطينيين الذين جرى استجوابهم المحققين باستخدام العنف البدني ضدهم.

وقال التقرير "تشتمل الانتهاكات على ظروف اعتقال قاسية في زنزانات مغلقة في عزلة وفي ظروف صحية شائنة وتكبيلهم بالقيود يشكل مستمر... والحرمان من النوم ومن أساليب أخرى تلحق الأذى البدني والعقلي بالمحتجزين."

وجهاز الشين بيت مكلف بحماية أمن الدولة وحماية المنشآت الإسرائيلية الرئيسية وقيادة عمليات لمكافحة الإرهاب. وقالت وزارة العدل الإسرائيلية ان تقرير بتسيلم قدم "افتراضات عامة بلا أساس... باستثناء بيانات عامة مجهولة المصدر لا تدعمها بيانات تفصيلية يمكن تأكيدها أو استبعادها." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقالت بتسيلم التي تراقب الإساءات ضد الفلسطينيين في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة ان الفلسطينيين قدموا مئات الشكاوى ضد المحققين السريين لكن لم يؤد أي منها الى تحقيق جنائي.

وجاء في ملخص للتقرير "قدم فلسطينيون استجوبوا منذ عام 2001 (على أيدي الأمن الإسرائيلي) 645 شكوى الى وزارة العدل بخصوص الطريقة التي استجوبوا بها. لم يؤد أي من تلك الشكاوى الى تحقيق جنائي ضد أي محقق."

ورفضت وزارة العدل المزاعم وقالت ان الجيش أجرى مئات التحقيقات في مزاعم العنف ضد المحتجزين. وأضاف التقرير أن المعاملة السيئة للمحتجزين استمرت بعد انتهاء استجوابهم وقالت ان اسرائيل لا تستطيع أن تزعم أن سلوكها كان وسيلة ضرورية لمنع الهجمات ضد الإسرائيليين.

وقال التقرير "في عدد كبير من الحالات استمرت الدولة في احتجاز المحتجزين في مبنى بتاح تكفا بعد الانتهاء من استجوابهم في الظروف المشينة وفي عزلة أحيانا ولفترة طويلة تمتد أحيانا لشهر أو أكثر."

وقالت وزارة العدل ان الاستجوابات التي يجريها ضباط الشين بيت قانونية وتراقب من كبار المسؤولين عن تنفيذ القانون في اسرائيل ومن بينهم النائب العام ومحامي الدولة والمحاكم. وكانت المحكمة العليا الاسرائيلية أجازت استعمال قدر محدود من القوة في بعض الحالات أثناء استجواب مشتبه به لاسيما عندما يكون لدى المحتجز معلومات عن هجوم وشيك.

الموساد متهم

فيما ذكرت صحيفة "القدس العربي" أن عالم سويسري اتهم جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد) بقتل سياسي ألماني بطريقة مماثلة لاغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح.

وقالت الصحيفة اللندنية "يبدو أنّ لعنة المبحوح لن تتوقف عن ملاحقة الدولة العبرية، فبعد مرور عشرة أشهر على جريمة الاغتيال البشعة، قال عالم سويسري إن جهاز الموساد الإسرائيلي قام في العام 1987 بقتل سياسي ألماني، وجاء هذا التصريح ليؤكد ما كان قد نشره عميل سابق للموساد الإسرائيلي، والذي قال في حينه إن الموساد هو الذي قام بتصفية السياسي الألماني".

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فقد أشار العالم السويسري إلى أن عملية اغتيال السياسي الألماني كانت مماثلة لاغتيال المبحوح في دبي في يناير/كانون الثاني الماضي.

وتابعت الصحيفة قائلةً إنّه بعد مرور نحو 23 عاماً من العثور على السياسي الألماني أوبا بارشل (34 عاماً) ميتاً في غرفته في فندق في سويسرا، وبعد 15 عاماً من ادعاء عميل الموساد فيكتور أوستروفسكي، في كتابه، أن الموساد كان وراء عملية الاغتيال، أكد العالم السويسري أن الكاتب كان على صواب.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها محقق كان له دور في التحقيق في القضية باتهام الموساد بشكل مباشر بعملية الاغتيال، موضحة في الوقت نفسه أنّ الرواية الرسمية كانت تتحدث عن عملية انتحار.

وفي أكتوبر/تشرين 1987، عثر على جثة السياسي بارشل، الذي سبق وأن أشغل منصب رئيس حكومة (شيلزفيغ هولشطاين) في ألمانيا، في حوض الاستحمام في حمام غرفته بالفندق في مدينة جنيف وهي مغمورة بالمياه. وكان بارشل قد اتهم، قبل ذلك بوقت قصير، بملاحقة أحد خصومه السياسيين ونشر أكاذيب حوله، الأمر الذي نفاه، إلا أنه اضطر لتقديم استقالته، ومغادرة ألمانيا مع عائلته.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية قائلةً إن هذه القضية التي أدت إلى إنهاء حياته السياسية دفعت إلى الافتراض بأنه أقدم على الانتحار، إلا أن ظروف الوفاة الغريبة، وحقيقة العثور على تركيز عالٍ من السموم في جسده أثارت شبهات جديدة بأن ما حصل هو عملية اغتيال وليس انتحاراً.

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية في سياق تقريرها إلى أنّه في كتابه (الجانب الآخر من التضليل) الذي صدر في العام 1995 كتب عميل الموساد السابق أوستروفسكي، وهو يهودي إسرائيلي من أصول كندية، هرب إلى الخارج وأصدر الكتاب، أن الموساد كان وراء عملية الاغتيال، وذلك بسبب رفض بارشل السماح بنقل أسلحة إسرائيلية إلى إيران عن طريق موانئ ألمانية خلال الحرب الإيرانية ـ العراقية في الثمانينيات من القرن الماضي.

مزايا لليهود المتدينين

من جانبهم دعا طلاب الجامعات الإسرائيلية الحكومة الى التخلي عن خطط لدفع رواتب لليهود المتدينين المتفرغين لدراسة التوراة.

وتسلط المظاهرات التي خرجت احتجاجا على مشروع قانون خاص بطلبة المدارس الدينية في إسرائيل (ييشفا) الضوء على الاستياء الإسرائيلي المتزايد من 600 ألف من اليهود الارثوذكس المتشددين دينيا " الحريديم" الذين يعيشون تقريبا على المساعدات التي تقدمها الدولة. ونظم عدة مئات من الطلاب مسيرة احتجاج في القدس منبهين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنهم ليسوا "سذجا" سيقبلون خانعين ما يعتبرونه تمييزا.

وتعتمد حكومة نتنياهو الائتلافية في بقائها على تأييد الأحزاب الدينية المتشددة التي تحصل عادة على ثمن من الزعماء الإسرائيليين مقابل الدعم الذي يقدمونه عادة في شكل مزايا لمجتمعاتهم. كذلك غضب الطلاب الذين ينظمون إضرابات واحتجاجات من تقارير أفادت بأن الحكومة تعتزم أيضا فرض ضرائب على منحهم الدراسية من خلال تعديل لم يلفت الانتباه كثيرا في الكتاب المصاحب للميزانية السنوية.

وقالت صحيفة هاارتس اليومية اليسارية ان حزب كاديما المعارض كشف محاولة الحكومة أن "تمرر خلسة" ضريبة جديدة حذر أيتزيك شموئيلي رئيس اتحاد الطلاب من أنها ستضر مئات آلاف الطلاب.

وقال ايلان جيل-أون عضو الكنيست من حزب ميريتس اليساري المعارض " الحكومة تمطر اليهود المتدينين بالأموال بيد بينما تفرغ جيوب الطلاب الآخرين باليد الأخرى." وسيعيد مشروع قانون رواتب طلاب المدارس الدينية لليهود المتشددين دفع رواتب لطلاب التوراة التي ألغتها محكمة العدل العليا في وقت سابق من هذا العام باعتبارها تمييزية. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وأصدرت شخصيات كبيرة في الجامعة العبرية في القدس بيانا يقول ان قيادة الجامعة تشارك الطلبة مخاوفهم وتؤيد احتجاجاتهم. ونفى مكتب نتنياهو محاباة اليهود المتدينين. وقال في بيان "الحكومة تتعامل مع موضوع طلاب الييشفا المتفرغين والمتزوجين على النحو الذي تعاملت به الحكومات معهم على مدى 30 عاما.

"وفي الوقت نفسه تعمل الحكومة على تشجيع التدريب الحرفي ودمج طلاب الييشفا المتفرغين والمتزوجين في سوق العمل." وأضاف البيان أن "قيمة رواتب اليهود المتدينيين التي قدمت على مدى سنوات طويلة هي فقط 120 مليون شيقل (36 مليون دولار) وهي جزء ضئيل مما تنفقه اسرائيل على التعليم العالي.

ويحذر اقتصاديون من أن اسرائيل وهي دولة عدد سكانها 7.5 مليون نسمة لا تستطيع أن تتحمل عبء سكان لا يعملون الى ما لا نهاية والمتوقع أن يتضاعف عددهم الى أكثر من مليون بحلول عام 2022 .

ويطالب جدعون سعر وزير التعليم بأن تدرس المدارس الدينية المتشددة التي تحصل على أموال من الدولة موضوعات رئيسية مفيدة الى جانب الدين كي يكون طلابها مؤهلين للمساهمة في اقتصاد اسرائيل في المستقبل. لكن معلمي التوراة يرفضون هذا الطلب باعتباره تدخلا في شؤونهم قائلين انهم الوحيدون الذين يحق لهم تحديد ما يتم تدريسه.

عملية احتيال عبر معاهد دينية

وفي السياق ذاته، قال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ان الشرطة كشفت عملية احتيال من تنفيذ جماعات يهودية متشددة زورت بطاقات هوية لطلاب وهميين بغرض الحصول على ملايين الدولارات الإضافية من الدولة.

وقال المتحدث ميكي روزنفيلد ان الشرطة ألقت القبض على ستة أشخاص بعدما عثرت على أكثر من ألف بطاقة هوية مزورة أثناء مداهمة لثلاثة معاهد تعليمية متشددة في القدس. وأضاف ان عملية الاحتيال استمرت لأكثر من عـام وكلفـت الحـكومة " عشرات الملاييـن من الشـواقـل." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وتقدم إسرائيل رواتب للطلاب الذين يتفرغون للدراسة في معاهد دينية يهودية وهي سياسة مطبقة منذ سنوات لكنها تواجه معارضة متزايدة من الأغلبية العلمانية في البلاد. وتعتمد حكومات ائتلافية متعاقبة على الدعم من أحزاب دينية متشددة جرى التقليد أن تحصل بالمقابل على حوافز مالية لأنصارها.

نقل ارييل شارون

في حين نقل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارييل شارون الغارق في غيبوبة منذ حوالي خمس سنوات من المستشفى الى مزرعته العائلية في جنوب اسرائيل لفترة تجربة تتيح للأطباء التأكد ما اذا يمكن ان يتلقى العلاج في المنزل.

حيث تمت مشاهدة سيارة إسعاف تقل رئيس الوزراء السابق وهي تصل ظهرا الى مزرعة عائلة شارون قرب مدينة سديروت بالقرب من قطاع غزة. وقال شلومو نوي رئيس قسم الإنعاش في مستشفى شيبا قرب تل ابيب حيث كان شارون يعالج انه من المفترض إعادته الى المستشفى. وتابع الطبيب كما نقلت عنه إذاعة الجيش الاسرائيلي ان عملية نقل شارون ستتكرر عدة مرات الى ان يتثبت الأطباء من انه يمكن ان يتلقى العلاج في منزله بطريقة دائمة.

واوضح الدكتور نوي "انها عملية تدريجية حين يسمح مستشفى بخروج مريض مصاب بمرض مزمن لإعادته الى منزله. انها العملية الطبيعية التي نتحقق من خلالها من ملائمة البيئة الطبية التي سيوضع فيها المريض بشكل دائم".

وتابع ان ثلاث او اربع عمليات نقل موقتة الى المزرعة (لمدة 48 ساعة في كل واحدة منها) يشرف خلالها الطاقم الطبي على علاج ارييل شارون، ستكون لازمة قبل نقله بشكل دائم الى منزله. وشارون الذي يعتبر عنيفا او حتى "مجرم حرب" بنظر الفلسطينيين وخصوصا بسبب مجزرة صبرا وشاتيلا، وهما مخيما اللاجئين في بيروت حيث ارتكبت ميليشيات متحالفة مع إسرائيل مجازر في ايلول/سبتمبر 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، يغرق في غيبوبة مطولة منذ كانون الثاني/يناير 2006. بحسب وكالة فرانس برس.

وشارون المعروف بشخصيته القوية، حظي على مدى عقود بدعم اليمين القومي قبل ان يثير غضبهم عند قيامه بانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة عام 2005 ما ترتب عليه إجلاء ثمانية آلاف مستوطن من 21 مستوطنة.

وأعاد ارييل شارون الذي كان احد دعائم حزب الليكود اليميني على مدى عدة عقود، رسم الخارطة السياسية في السنة نفسها عبر تأسيسه حزب كاديما الوسطى قبل ان يصاب بجلطة دماغية.

وشارون المعروف بجرأته وطبعه الهجومي وبروح السخرية، ولد في فلسطين العام 1928 من أبوين من أصول بيلاروسية، ونشأ في قرية صغيرة في ظروف تقشف طغت عليها الخلافات المستمرة مع الفلسطينيين. وتطوع في الجيش الإسرائيلي وهو في السابعة عشرة وأصيب مرتين طوال سنوات خدمته التي عرف خلاله بأساليبه المباشرة وعدم تردده في اختيار الحلول السريعة.

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية ان نقل شارون الى المستشفى جرى تحت إشراف الشين بيت جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي. وكانت المعدات الطبية المستخدمة لإبقاء الجنرال شارون على قيد الحياة نقلت مؤخرا الى مزرعته الواقعة على مقربة من قطاع غزة بطلب من ابنيه جلعاد وعمري، وفق وسائل الإعلام الإسرائيلية. وكان شارون يحب قضاء الوقت في هذه المزرعة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 6/كانون الأول/2010 - 29/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م