شبكة النبأ: اسوة بكل عام مع اقتراب
شهر محرم الحرام يستعد محمد علي العقيلي لنصب الخيام والتكايا لإقامة
الشعائر الحسينية مع ثلة من رفاقه من سكنة منطقة العوامية.
والعقيلي شاب لم يبلغ الثلاثين اعتاد حسب قوله منذ طفولته على احياء
تلك الشعائر مع الجيران، عبر المشاركة في المجالس الحسينية خصوصا في
عاشوراء، حيث ترفع رايات الحداد ولافتات العزاء بذكرى استشهاد الامام
الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة.
وتقع منطقة العوامية على الشريط الشرقي للدولة السعودية حيث تتواجد
كثافة سكانية من المسلمين الشيعة.
يقول العقيلي، "بدأت العمل التطوعي وأنا بسن السابعة من عمري حيث
شاركت في مجموعة سيد الشهداء، حيث كانت مشاركتي الفعلية في اقامة
الشعائر، ثم التحقت بمأتم العباس (ع)، قبل ان اقوم مع بعض اصدقائي
بتأسيس مأتم الزهراء (ع)".
وعن طبيعة الاستعدادات التي يقوم بها العقيلي يتحدث لـ(شبكة النبأ
المعلوماتية)، " أولا وقبل بداء الشهر نقوم بنصب المخيمات للرجال
والنساء، وتغطية الجدران بالسواد ونصب الأعلام".
ويتابع، كل فرد من المجموعة تقع على عاتقه مسئولية خاصة، حيث نوزع
على شكل لجان مقسمة، لكل واحدة منها مجموعة من الواجبات، مثل اللجنة
المالية والإعلامية والتموين والمتابعة والصيانة والصوتيات". وينوه، "بدوري
مسئول عن الصوتيات".
ويختتم العقيلي حديثه معلقا، "الكل هنا يستعد للمشاركة على طريقته
الخاصة، فالكاتب يستعد بقلمه والرسام بريشته والطباخ بطبخه، الجميع
يعمل بتكاتف ومحبة، على حب الامام الحسين (ع) واحياء امره".
في المنطقة ذاتها استوقفنا مشهد احدى الفتيات التي كانت تبدو في
عقدها الثاني كانت منكبة على صنع مجسمات خاصة بالمناسبة، والتي تسمى
التشابيه، مستخدمة القطع الخشبية والاسفنج بالإضافة الى القماش، وهي
مجسمات صغيرة للأضرحة والمزارات الشيعية الطاهرة، توضع في التكايا
والمآتم الحسينية لدى اقامتها في عاشوراء.
وتعرب الفتاة التي رفضت ذكرى اسمها عن مشاعر الاسى والحزن لذكرى
المناسبة الاليمة على المسلمين، الا انها تعتبره قضية انسانية تستمد
منها الشعوب صبرا وقوة في منازلة الظلم والطغيان، فتقول، " شهر محرم
يمثل لنا الغذاء الروحي والثقافي، لأننا نتعلم من ثورة الأمام الحسين
(ع) العزة والكرامة والعطاء والفداء".
وتضيف، "لذلك نعطي الحسين (ع) كل ما لدينا لان كل ما عندنا خصوصا في
ذكرى عاشوراء، سيما أن الأمام الحسين أعطانا حياته وأهل بيته من اجل
كرامتنا".
وتتابع حديثها لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "سوف نحافظ على هذه
الثورة حتى لو كلفتنا حياتنا".
منطقة الشويكة
اما في حارة الشويكة في منطقة القطيف ذات الغالبية الشيعية ايضا،
انتصب في وسطها موكب مهيب رفع لافتته تحت اسم الامام الكاظم عليها
السلام، فيما تحولقت مجموعة من الشباب في وسطه وهم يقومون بالتحضير
للقصائد الحسينية حسب قول احدهم.
يقول الرادود علي الشرفا وهو احد الشباب الذي كان منضم الى تلك
الحلقات، "في هذا الشهر لابد لكل شخص إن يهيأ الروح والنفس قبل أن يهل
الهلال ليعيش الأجواء الحسينية العظيمة ليعيش المشاعر الحسينية، سيما
انه شهر حزن أهل البيت (ع) وشيعتهم".
ويستشهد الشرفا خلال حديثه مع شبكة النبأ المعلوماتية، "عن مولانا
الإمام علي بن موسى الرضا(ع): فعلى مثل الحسين (ع) فليبك الباكون، فإن
البكاء عليه يحط الذنوب العظام، ثم قال (ع):" كان أبي (ع) إذا دخل شهر
محرم لم يُر ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام،
فإذا كان يوم العاشر كان ذلك يوم مصيبته، وحزنه وبكائه، ويقول: هذا
اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع).
ويسترسل الشرفا عن تعلقه بممارسة قراءة القصائد والاناشيد الحسينية
فيقول، "كان بدايتي مسجد الزهراء عليها السلام في موكب أمير المؤمنين
عليه السلام في "التسخينات"، أي بداية العزاء الى أن شاركت في قراءة
قصائد أساسية بعد سنوات عدة في نفس المسجد، وبعدها ساهمت في تأسيس
موكبنا هذا، وأسميناه موكب الامام الكاظم عليه السلام".
وعند مداخل الخويلدية غطت جميع الطرقات والمباني بقطع القماش الاسود
بشكل متقن ولافت، فيما كانت شعارات "هيهات منا الذلة" تنتشر بشكل ملحوظ
على الابنية والدور.
يقول هاني مصطفى الاصيل احد سكنة المنطقة، وهو مدرس في منطقة
الاحساء، " هذا العام شهد اقبال منقطع النظير من قبل الشباب، خصوصا في
مساهماتهم في الاستعداد لاستقبال شهر محرم وعاشوراء".
ويلفت الاصيل، السنوات القليلة الماضية شهدت تزايد في اعداد الشباب
والفتيات، حيث انتشرت بشكل كبير التكايا والمآتم الحسينية، وهو دليل
على ترسخ قضية كربلاء في نفوس المواطنين يوم بعد يوم، مهما زادت الضغوط
وكثرت عمليات التضييق".
ويتابع الاصيل، "عند اقبال الشهر الحرام علينا تمتزج في نفوسنا
مشاعر الفرح والحزن على حد سواء".
ويوضح، "نفرح لان قضية الحسين عليه السلام هي قضيتنا وقضية كل مظلوم
على وجه البرية، خصوصا انه استشهد في سبيل رد الظلم واحقاق الحق، اما
حزننا فينبع من استشهاد سبط الرسول على يد المنافقين من بني امية ومن
لف لفيفهم في كربلاء المقدسة، وقلوبنا تعفو اليها حزنا وكبدا على ابن
بنت رسول الله صلوات الله عليهم اجمعين".
|