تقرير (شبكة النبأ) الدوري حول الحريات الاعلامية في العالم

 

شبكة النبأ: وفق ما اعلنته المنظمات المعنية بالحريات الاعلامية اثبتت النتائج المرصودة ان العاملين في هذا القطاع الحيوي والمهم في الحضارة الانسانية لا يزالون يعانون من درجات متفاوتة من التضييق والاعتداءات والتصفيات في مختلف دول العالم.

ويتعرض الاعلاميين حسب التقارير الى اذى مستمر من قبل بعض الجهات الرسمية او الشبة الرسمية، بالإضافة الى بطش الجماعات المسلحة التي تنشط في بعض الدول والعصابات الاجرامية، الامر الذي تسبب بسقوط عدد كبير منهم بين قتيل او جريح.

الدول الاكثر قمعا

فقد افاد تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" لسنة 2010 ان مجموعة الدول الاكثر قمعا لحرية الصحافة في العالم اتسعت ورأى ان بعض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ما زالت تتراجع على اللائحة.

وقال الامين العام للمنظمة جان فرانسوا جوليار معلقا على هذا التقرير التاسع حول ترتيب الدول في حرية التعبير "نلاحظ اكثر من اي وقت مضى ان التطور الاقتصادي لا يترافق بالضرورة مع اصلاح المؤسسات واحترام الحقوق الاساسية".

وتضم لائحة، الدول العشر التي "ليس من السهل العمل كصحافي فيها" حسب التقرير، "الثلاثي المخيف اريتريا وكوريا الشمالية وتركمانستان". وتضاف الى هذه البلدان ايران وبورما وسوريا والسودان والصين واليمن ورواندا. ولاول مرة منذ انشاء هذا الترتيب السنوي سنة 2002 لم تدرج كوبا بين الدول العشر هذه بل احتلت المرتبة 166 من اصل 178.

واعرب جوليار عن "القلق من تصلب بعض الحكومات"، موضحا ان "رواندا واليمن وسوريا انضمت الى بورما وكوريا الشمالية في خانة الدول الاكثر قمعا للصحافيين في العالم".

واضاف ان "هذا التطور لا يبشر بخير لسنة 2011". بحسب فرانس برس,

واعتبر انه "لا بد من التنويه، من جهة بمحركات حرية الصحافة وفي مقدمتها فنلندا وايسلندا والنروج وهولندا والسويد وسويسرا، ومن جهة اخرى بعزم ناشطي حقوق الانسان والصحافيين ومدوني الانترنت الذين يدافعون في جميع انحاء العالم عن حق الانتقاد".

ومن الدول الاعضاء ال27 في الاتحاد الاوروبي ادرجت 13 ضمن العشرين الاوائل في الترتيب. وحلت 14 دولة بعد المرتبة العشرين بينما حل بعضها في اسفل الترتيب: اليونان وبلغاريا (في المرتبة السبعين) ورومانيا (52) وايطاليا (49).

وقال جوليار "من المقلق الملاحظة ان عدة دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي ما زالت تتقهقر في الترتيب"، معتبرا ان "استعادة الدول الاوروبية وضعها كبلدان نموذجية امر ملح".

واكدت مراسلون بلا حدود ان "فرنسا تراجعت برتبة (44 وراء سورينام)" وان "الاغلبية الرئاسية ادلت بتصريحات شديدة التهديد بلغت احيانا حد الشتم ازاء بعض وسائل الاعلام".

واضافت انه "كان لتلك التصريحات صدى عالمي وان في عدة دول لم يعد ينظر الى الحكومة الفرنسية على انها تحترم حرية الاعلام".

وتحتل الولايات المتحدة المرتبة العشرين بينما حلت روسيا في المرتبة 140 بعد تركيا واثيوبيا.

الشرق الاوسط

فيما كشف تقرير منظمة مراسلون بلا حدود عن أوضاع حرية الصحافة في العالم في 2010 عن تراجع ملحوظ في الحريات التي يتمتع بها الصحفيون في العالم العربي اذ جاءت ثلاث دول عربية في ذيل القائمة في حين أشار التقرير الى تدهور وضع حرية الصحافة في الاتحاد الاوروبي.

وجاءت سوريا والسودان واليمن ضمن الدول العشرة الاكثر قمعا لحرية الصحافة في العالم اذ أشار التقرير الى انها تشهد "تقلص مساحة حرية الصحافة الى حد كبير ولا تزال عمليات الاحتجاز التعسفي مستمرة تماما والتعذيب".

وفي شمال أفريقيا جاءت الجزائر في المركز 133 في حين تراجع المغرب ثماني مراتب عن قائمة العام الماضي ليحتل المركز 135 في القائمة التي تضم 178 دولة كما تراجعت تونس من المرتبة 154 الى المرتبة 164. وقال التقرير عن تونس ان "البلد لا يزال مستمرا في تراجعه في أسفل التصنيف العالمي نتيجة سياسة القمع التلقائي التي تنفذها السلطات التونسية ضد أي شخص يعبر عن فكرة مخالفة للنظام."

وكان لبنان صاحب أفضل تصنيف بين البلدان العربية اذ احتل المرتبة 78 وتلته عربيا الكويت في المركز 87 . بحسب رويترز.

وتقدمت مصر الى المرتبة 127 من المركز 143 في تصنيف 2009 كما تقدمت المملكة العربية السعودية ستة مراكز لتأتي في المرتبة 157.

وقال الخبير الاعلامي سامي عبد العزيز لرويترز يوم الخميس "مثل هذه التقارير مفيدة في القاء الضوء على تصاعد أنماط القمع المسجلة والواضحة لكنها لا تشير الى هامش الحرية الحقيقي ولا الى تطور الاداء في المنظومة الاعلامية.

"فمصر التي تقدمت في المؤشر 16 مرتبة تشهد في الواقع هجمة منسقة على الحريات الاعلامية لكن هذه الهجمة تتخذ سواتر قانونية وترتدي قفازات ناعمة لذلك ربما لا تظهر تداعياتها في التصنيف."

وأغلقت مصر بصورة مؤقتة 12 قناة فضائية وأنذرت 20 قناة أخرى لاسباب تتراوح بين الاساءة للاديان السماوية والاباحية. ومنذ الاسبوع الماضي بدأت مصر في تشديد لوائح البث الفضائي في خطوة رأى منتقدون أنها جزء من حملة على الاعلام قبل انتخابات مجلس الشعب الشهر القادم وانتخابات الرئاسة التي ستجرى العام المقبل.

وكانت أربع قنوات أغلقت من قبل الى أن تلبي ما قالت مصر انها شروط للتعاقد منها عدم اثارة ما يمس الاديان السماوية في اشارة الى التوترات بين المسلمين والمسيحيين التي تحدث بين وقت واخر في البلاد.

وتنفي الحكومة أن تكون هناك أي دوافع سياسية وراء الاغلاق وذكر بيان لوزير الاعلام أن "تلك الاجراءات التصويبية تجاه القنوات المتطرفة تستهدف في مجملها الحفاظ على قيم المجتمع المصري والعربي وتقاليده والحفاظ على أخلاقيات ومثل العمل الاعلامي المسؤول الذي يخدم المواثيق والاعراف ويحافظ على الاسرة المصرية والعربية." وتقدم العراق 15 مرتبة الى المركز 130 بفضل تحسن الاوضاع الامنية في البلاد.

وفي منطقة الخليج قال التقرير ان البحرين تراجعت في التصنيف من المركز 119 الى 144 "ويمكن تفسير هذا التراجع بازدياد عدد الاعتقالات والمحاكمات خصوصا ضد المدونين ومستخدمي الانترنت."

كما سجلت الكويت انخفاضا ملحوظا بخسارتها 27 مرتبة اذا انتقلت من المركز 60 في العام الماضي الى 87 هذا العام.

يقول عبد العزيز "الكويت تعرف هامشا يلامس حد الانفلات وهو ما يجلب أنماط تدخل ادارية وسياسية وبالتالي تراجع مركزها في التصنيف فيما هي في أفضل المراكز من حيث اتساع هامش الحريات مقارنة بمحيطها المجاور."

وفي اسرائيل اشار التقرير الى أن "عام 2010 لم يخل من الانتهاكات التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي... كما يتضح من حالات الصحفيين الاجانب المعتقلين في قافلة السلام في مايو ايار 2010 أو الصحفيين الفلسطينيين الذين باتوا أهدافا دائمة لنيران جنود جيش الدفاع الاسرائيلي."

ومنح التقرير لاسرائيل المركز 86 طبقا للوضع داخل اراضيها في حين منحها المركز 132 حسب الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وذكر التقرير أن ايران لا تزال تحافظ على مكانتها في قاع التصنيف (المركز 175) "لاسيما أن القمع الذي انقض على الصحفيين ومستخدمي الانترنت غداة اعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد في يونيو حزيران 2009 قد تشدد في العام 2010."

وأشار التقرير في نسخته التاسعة الى قلق منظمة مراسلون بلا حدود ازاء تدهور حرية الصحافة في الاتحاد الاوروبي وأضاف "ما يثير القلق هو أن عددا من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ما يزال يخسر المراكز في التصنيف العالمي. وان لم يستدرك الاتحاد الاوروبي الوضع فقد يخسر مكانته كرائد عالمي في مجال احترام حقوق الانسان." واحتلت الولايات المتحدة المرتبة العشرين.

وجاءت فنلندا في صدارة التصنيف تبعتها ايسلندا فهولندا في حين تذيلت القائمة كل من اريتريا وكوريا الشمالية وتركمانستان على الترتيب.

ملاذا لحرية الاعلام في العالم

من جهتها تطمح ايسلندا التي هزتها ازمة اظهرت الفساد المستشري في نخبها، الى ان تصبح ملاذا لحرية الاعلام للصحافيين في العالم باسره وهو مشروع يحمل بصمات مؤسس ويكيليكس الذي بات شهيرا.

وفي حين تكثر المحاولات لكم افواه الاعلاميين في ارجاء المعمورة، اقر البرلمان الايسلندي في 16 حزيران/يونيو بالاجماع "المبادرة الايسلندية للاعلام الحديث" التي تهدف الى حماية الصحافيين ومصادرهم.

وتوضح النائبة بيرغتا يوسدوتير التي تقف وراء المبادرة لوكالة فرانس برس "اخذنا افضل القوانين في العالم وجمعانها للتوصل الى +جنة الشفافية+" في مواجهة مع الجنات الضريبية وغموضها.

هذه المرأة (43 عاما) التي دخلت السياسة لعدم تفويت فرص التغيير الناجمة عن الازمة المزدوجة، ازمة اتقصاد والثقة، صدمت بمحاولات فرض الرقابة في بلدها الذي كان يعتبر مثالا يحتذى به.

ففي آب/اغسطس 2009، بامر من المحكمة الغى التلفزيون العام "آر يو في" في اللحظة الاخيرة بث تحقيق حول الديون السرية لمصرف "كاوبثينغ" احدى المؤسسات المالية التي دفعت الجزيرة الى شفير الافلاس.

وبثت المحطة بدلا من التحقيق مشاهد لويكيليكس حيث نشرت هذه الوثائق مما لفت انتباه الرأي العام الى الحدود الموضوعة امام حرية الاعلام.

وتؤكد يوسدتير التي تضع على سترتها شارات "فري تيبت" و"يكيليكس"، "حرية الاعلام وحرية التعبير هما اسس الديموقراطية. من دونهما لا ديموقراطية فعلية". وتقول باسف ان "الكثير من الدول تضع قوانين جديدة تعرقل عمل الصحافيين والكتاب" تحت غطاء محاربة الارهاب خصوصا.

وتنوي ايسلندا الطامحة الى ان تكون ملاذا للشفافية، تعزيز حماية مصادر المعلومات وتشجيع الاشخاص الذين "يفضحون" الممارسات الشاذة والفساد او محاربة "سياحة القدح" التي تقوم على ملاحقة الصحافيين امام محاكم اجنبية. وهي ترتيبات مستوحاة من الولايات المتحدة والسويد وبلجيكا.

ويقول جوليان اسانج مؤسس موقع "ويكيليكس" المتخصص في نشر الوثائق السرية والذي اثار جدلا كبيرا اخيرا "لقد لاحظنا ان هذه (الضمانات) ضرورية فعلا".

ويضيف في شريط فيديو على الانترنت "تجربتنا في الدول النامية وغالبية الدول المتطورة تظهر ان وسائل الاعلام تتعرض للرقابة بانتظام من خلال اجراءات قضائية تعسفية".

شاركت ويكيليكس وعدة منظمات غير حكومية اخرى وشخصيات دولية في وضع هذه المباردة الايسلندية التي رحب بها الصحافيون الايسلنديون.

وتعتبر كريستين هرافنسون المراسلة المستقلة التي تتعامل مع ويكيليكس "مع الحماية المعززة للمصادر سيكون من السهل اكثر اطلاع الرأي العام على التجاوزات الحاصلة داخل الحكومة او المؤاسسات. عندما ندرك ان بامكاننا ان نمرر معلومة من دون ان نتعرض للعقاب فاننا سنميل اكثر الى القيام بذلك". الا ان ما اقره البرلمان الايسلندي سيكون له تأثيرا يتجاوز الحدود الايسلندية.

وتقول يونسدوتير "في الدول التي يتعرضون فيها للقمع مثل الصين وسريلانكا، يخاطر الصحافيون بحياتهم. الا ان مقالاتهم على الاقل لن تلغى بالتأكيد" اذا نشرت عبر موزع خدمات ايسلندي في منأى عن مقص الرقابة.

جائزة بيتر ماكلر للشجاعة

من جهة اخرى منحت جائزة بيتر ماكلر، التي تكافىء الشجاعة والنزاهة في مهنة الصحافة، الى الصحافي الروسي ايليا برابانوف مساعد رئيس تحرير اسبوعية "ذي نيو تايمز" المعارضة.

وسيتسلم برابانوف (24 عاما) الجائزة في 22 اكتوبر في واشنطن. والعام الماضي منحت الجائزة، وكانت يومها تمنح للمرة الاولى، الى الصحافي السريلانكي جاي اس تيسيناياغام الذي حكم عليه في آب/اغسطس بالسجن عشرين عاما.

وبرابانوف مساعد رئيس تحرير اسبوعية "ذي نيو تايمز" المعارضة التي تعرضت لمداهمات غير مشروعة وملاحقات من قبل الحكومة الروسية.

وقال جان فرنسوا جوليار امين عام منظمة "مراسلون بلا حدود" في بيان "اننا مسرورون جدا لمنح ايليا برابانوف هذه الجائزة".

واضاف "ان تكون صحافيا في روسيا من اصعب المهن في هذه الايام. الصحافيون الروس بحاجة الى دعم في العالم لما يقومون به. ان موهبة ايليا وشجاعته ومثابرته مزايا اساسية لكل من يريد مزاولة مهنة الصحافة في روسيا".

وبيتر ماكلر الذي كان رئيس تحرير مكتب فرانس برس في اميركا الشمالية، توفي اثر اصابته بازمة قلبية في 2008.

وامضى ماكلر ثلاثين عاما في وكالة فرانس برس، قام خلالها بتغطية حرب الخليج والعملية العسكرية في افغانستان وادار العديد من مكاتب الوكالة في آسيا والولايات المتحدة. وكان ايضا شغوفا بالتعليم وتدريب الصحافيين وانشأ لهذه الغاية منظمة "غلوبال ميديا فوروم".

وتمنح "غلوبال ميديا فوروم" جائزة بيتر ماكلر بالتعاون مع فرع "مراسلون بلا حدود" الاميركي.

تنصت مراسلين صحفيين

من جانبها قالت الشرطة البريطانية انها تسعى للحصول على مزيد من المعلومات بشأن ادعاءات بان مراسلين في صحيفة نيوز اوف ذا وورلد تسللوا بشكل غير قانوني الى حسابات للبريد الصوتي للتنصت على الرسائل الهاتفية للناس.

وتسلط هذه القضية الضوء بشكل غير ملائم على العمل السابق لاندي كولسن رئيس الاتصالات في مكتب ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الذي كان رئيس تحرير سابق للصحيفة الاسبوعية الذي تحظى باعلى نسبة توزيع في بريطانيا.

وفي عام 2007 سجن كليف جودمان الذي كان يغطي اخبار العائلة المالكة في الصحيفة لمدة اربعة اشهر بعد ان كتب تقارير اعتمدت على معلومات من مخبر خاص تسلل بشكل غير قانوني الى رسائل البريد الصوتي لموظفين في القصر الملكي.

وتؤكد الصحيفة المملوكة لمؤسسة نيوز كورب لروبرت مردوخ ان جودمان تصرف دون علم كبار المحررين ومن بينهم كولسن الذي قال انه لم يكن يعرف شيئا عن هذا التصرف.

وعادت هذه القضية للظهور من جديد الاسبوع الماضي بعد ان ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان عمليات تنصت المراسلين غير القانونية واسعة الانتشار. بحسب رويترز.

وبعد ذلك قال شين هوار المراسل السابق لصحيفة نيوز اوف ذا وورلد في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية ان كولسن كان على علم بذلك.

وقال جون ياتيس مساعد قائد شرطة العاصمة لندن ان القوة سعت للحصول على مزيد من المعلومات من نيويورك تايمز "وستدرس هذه المادة الى جانب المقابلة التي اجراها شين هوار مع هيئة الاذاعة البريطانية في الاونة الاخيرة وسنتشاور مع هيئة الادعاء الملكي بشأن افضل الطرق للسير قدما."

واثارت القضية شخصيات رفيعة في الحكومة العمالية السابقة التي خسرت انتخابات في مايو ايار امام ائتلاف برئاسة حزب المحافظين الذي يتزعمه كاميرون.

ومن بين الذين يشعرون بقلق بشأن ما اذا كان قد تم تسجيل مكالماتهم الهاتفية جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء البريطاني العمالي سابقا والذي اشار الى ان الشرطة ربما كانت بطيئة في ان تكشف له عن كل الادلة الموجودة لديها بشأن قضيته. وقال ياتيس انه لا يوجد دليل على التنصت على بريسكوت.

عدوة الله

في طهران وجهت احدى محاكم طهران السبت تهمة "عدوة الله" الى الصحافية الايرانية والناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان شيوى نزار اهاري (26 عاما) ما قد يؤدي الى صدور حكم باعدامها بحسب ما اعلن محاميها.

ونقلت وكالة ايلنا الايرانية للانباء عن المحامي محمد شريف قوله ان موكلته "مثلت امام المحكمة باعتبارها عدوة الله وتآمرت على الامن الوطني وقامت بالدعاية ضد النظام وبالاخلال بالامن".

واوضح المحامي شريف ان هذه الجلسة هي الاخيرة قبل صدور الحكم، الا انه قال انه "غير متشائم" بالحكم الذي سيصدر.

كما اتهمت نزار اهاري بالاتصال بمنظمة مجاهدي خلق ابرز حركات المعارضة المسلحة ضد نظام الجمهورية الاسلامية الامر الذي نفته بشدة بحسب ما نقل موقع كلام.كوم الاصلاحي. بحسب فرانس برس.

ومنذ الثورة الاسلامية العام 1979 تم اعدام العديد من المعارضين بعد ادانتهم بكونهم "اعداء الله" غالبيتهم من مجاهدي خلق.

وكانت نزار اهاري الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان اعتقلت للمرة الاولى خلال تظاهرات الاحتجاج على اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد رئيسا في حزيران/يونيو 2009.

واطلقت بكفالة بعد ثلاثة اشهر على اعتقالها، لتعتقل مجددا في كانون الاول/ديسمبر بينما كانت تستعد للمشاركة في جنازة آية الله العظمى حسين علي منتظري الخليفة السابق للامام الخميني الذي تحول رمزا لمقاومة النظام.

وخلال تظاهرات الاحتجاج على اعادة انتخاب احمدي نجاد اعتقلت السلطات الايرانية عشرات الصحافيين والمناضلين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان والقريبين من القادة الاصلاحيين وحكم عليهم بالسجن لفترات طويلة. كما حكم على عشرة متظاهرين على الاقل بالاعدام من دون ان تنفذ هذه الاحكام.

المعهد الدولي للصحافة

في سياق متصل افتتح المعهد الدولي للصحافة "آي بي آي" الذي يعنى بالدفاع عن حرية الصحافة والصحافيين، مؤتمره في فيينا السبت بمناسبة الذكرى الستين لإنشائه. وكان المعهد الدولي للصحافة قد تأسس في العام 1950 خلال لقاء في جامعة كولومبيا في نيويورك جمع 34 رئيس تحرير من 15 بلدا، من بينهم رئيس تحرير صحيفة "لو موند" الفرنسية هوبير بوف-ميري.

وبعدما بدأت المنظمة نشاطها في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية، تمكنت خلال العقود المنصرمة من تطوير شبكة لها حول العالم. فراحت تفضح العنف الذي يتعرض له الصحافيون بالإضافة إلى الانتهاكات التي تطال حرية الصحافة.

والمعهد الذي يتخذ من فيينا مقرا له منذ العام 1992، تنقل خلال السنوات الماضية بين زيورخ ولندن. والمؤتمر بدأ أعماله في فيينا لينتقل بعدها إلى براتيسلافا. ويركز المشاركون فيه على التحديات التي تواجه الإعلام في ظل الأزمة الاقتصادية، بالإضافة إلى منصات البث الجديدة ومعالجة التطرف السياسي من قبل وسائل الإعلام "الحديثة" و"القديمة".

ونظم حفل استقبال في دار بلدية فيينا تكريما لستين حائزا على "جائزة حرية الصحافة" التي منحها المعهد الدولي للصحافة منذ إنشائه.

مصور تلفزيوني هدف لتجار المخدرات

من جهته يدرك اغوستين ميسا وهو مصور تلفزيوني منذ 20 عاما في سيوداد خواريث، اكثر المدن دموية في المكسيك، انه الهدف اليومي لقتلة كارتيلات المخدرات الا انه يؤكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لا يمكننا كبشر ان نبقى صامتين حيال ما يجري".

يوما بعد يوم يصور الجثث. فقد خلفت "حرب الكارتيلات" 28 الف قتيل في المسكيك بين تصفية حسابات ومواجهات مع القوى الامنية منذ تولي الرئيس فيليبي كالديرون السلطة في كانون الاول/ديسمبر 2006 رغم انتشار 50 الف عسكري في البلاد.

وتدمي هذه المواجهات والجرائم شمال البلاد برمته على طول حدود تمتد على اكثر من ثلاثة الاف كيلومتر حيث تتواجه الكارتيلات للسيطرة على تزويد السوق الاميركية اكبر مستهلك للكوكايين في العالم.

وتحطم سيوداد خواريث كل الارقام القياسية مع اكثر من 2600 قتيل في 2009 واكثر من الفي قتيل هذه السنة.

في حرب الشوارع هذه غالبا ما يشكل الصحافيون ضحايا جانبيون. فقد قتل 11 منهم منذ كانون الثاني/يناير الماضي واغتيل ثلاثون او اختفوا منذ تولي كالديرون السلطة بحسب منظمة "مراسلون بلا حدود".

ويدرك اغوستين وهو يحمل الكاميرا على كتفه انه تسهل رؤيته من قبل تجار المخدرات. لكنه يقول "امارس هذه المهنة منذ اكثر من عشرين عاما انها شغفي وعلي ان استمر. لا يمكنني كانسان ان ابقى صامتا حيال ما يجري".

هاتفه النقال يرن فيرد قائلا "ساذهب فورا" ويتوجه الى مسرح جريمة جديدة ذهب ضحيتها شاب في الثالثة العشرين قتل في وسط الشارع.

وما بعد يوم يبلغ زملاؤه في شمال المكسيك عن تهديدات. ويكثر التجار والمهربون من عروض القوة والوحشية لترهيب الرأي العام والسيطرة على الاعلام والاقتصاص من الذين يخالفون التعليمات.

واعلنت الحكومة للتو اجراءات حماية قانونية محض. فالتهديدات وعمليات خطف صحافيين وقتلهم ستصنف "جريمة فدرالية" على ما اعلن الرئيس كالديرون. ومعروف انه يمكن الوثوق بالشرطة الفدرالية اكثر من قوات الشرطة المحلية.

في ايلول/سبتمبر اعلن صحافي من سيوداد خواريث حصوله على اللجوء السياسي في الولايات المتحدة حيث كان يعيش في المنفى منذ قرابة السنتين. الا انه ليس الوحيد الذي عبر الحدود للافلات من التهديدات.

ويقول مايك اوكونور من لجنة حماية الصحافيين ومقرها في نيويورك "يشعرون انهم متروكون من دون حماية. فهم يقتلون ويتعرضون للتهديد والخطف من دون ان يحصل في غالبية الحالات اي تحقيق او ملاحقات قضائية. من السهل جدا قتل صحافي مكسيكي والافلات من ذلك من دون مشكلة".

ويتابع قائلا "ساحات المعركة في هذه الحرب باتت خطرة جدا على الصحافيين في السنوات الاخيرة وبات غالبيتهم لا يغطون بكل بساطة هذا النوع من الاحداث".

ويؤكد "في بعض الحالات يقبلون الرشوة لكن في غالبية الاحيان يذعنون امام تهديدات القتل ويمتعنون عن التغطية. انهم يفرضون رقابة ذاتية على انفسهم".

ويؤكد اغوستين "نحن صحافيون ونكتفي بالقيام بعملنا وهو الاعلام" مضيفا "ما اطلبه انا هو ان تحترم الشرطة عملي". عندها يرن هاتفه لينطلق مجددا الى مسرح جريمة اخرى.

في غيبوبة بعد التعدي عليه بالضرب

يرقد صحفي في جريدة روسية كبرى في غيبوبة بعد ان تعرض لضرب مبرح ورجح رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل بها أن يكون للاعتداء صلة بعمله الذي تضمن تغطية احتجاجات المعارضة.

وهذا احدث هجوم على صحفيين في بلد مدرج على "مؤشر الافلات من العقاب" للجنة حماية الصحفيين الذي يتضمن قائمة بالدول التي تتكرر فيها حوادث قتل الصحفيين وتفشل حكوماتها في الوصول للجاني.

وذكر مكتب النائب العام في بيان ان الشرطة بدأت تحقيقا جنائيا في جريمة الشروع في القتل بعد الضرب المبرح الذي تعرض له اوليج كاشين (30 عاما) الصحفي السياسي بصحيفة كوميرسانت اليومية قرب منزله. بحسب رويترز.

وذكرت الصحيفة على موقعها على الانترنت ان الاطباء ادخلوا كاشين في غيبوبة بعد ان نقل للمستشفي مصابا بكسور في الساقين والجمجمة والفك في موضعين. ونقلت عن شهود قولهم ان رجلين هاجماه قرب شقته في موسكو.

وقال متحدث باسم الكرملين ان الرئيس ديمتري ميدفيديف امر المدعي العام ووزير الداخلية بالاهتمام بالتحقيق بشكل خاص. وقال ميدفيديف على موقع تويتر "يجب العثور على الجناة ومعاقبتهم."

وقال ميخائيل فيدوتوف رئيس نقابة الصحفيين الروس لمحطة راديو ايخو موسفكي "يبين ذلك ان البعض في المجتمع مستعد للجوء للجريمة لغلق افواه الصحفيين."

وتابع "هذا هجوم على شخص كان يحاول أن يقول الحقيقة... دون شك كان مرتبطا بعمله."

وقال رئيس تحرير كوميرسانت ميخائيل ميخائيلين ان المهاجمين لم يسرقوا حافظة نقوده او هاتفه مما يثبت ان للهجوم علاقة بعمله.

وكان كاشين يكتب عن السياسة الروسية بما في ذلك مظاهرات المعارضة ولم تتضح الموضوعات التي غطاها التي ربما تكون قادت للهجوم عليه.

داغستان

من جانب آخر فقد اثنان من مديري شركة "خودا ميديا" الاعلامية في داغستان، الجمهورية المضطرية في القوقاز الروسي، بعد ان تعقبهما مجهولون على مدى ايام، بحسب ما افاد السبت صحافي روسي في اذاعة صدى موسكو.

واوضح الصحافي اورخان جمال ان مدير "خودا ميديا" ابو بكر رزفانوف، ومساعده تيمور كوربنماغوميدوف، استقلا السيارة عند الساعة 16,00 من الجمعة (12,00 ت غ)، ومنذ ذلك الحين فقد اثرهما. واضاف انه بات من المتعذر بعد نصف ساعة من ذلك الاتصال بالرجلين عبر هاتفهما المحمول.

وقال جمال وهو صحافي لم يحدد بيان اذاعة صدى موسكو طبيعة علاقته بشركة "خودا ميديا"، انه قبل ايام من فقدانهما، "يحكى ان الرجلين كانا ملاحقين" من جانب مجهولين حاولوا التقاط صور لهما.

وبحسب المصدر نفسه، فان المسؤولين في "خودا ميديا" اتجها مؤخرا الى الاهتمام بالشان الاخباري، بعد قيامهما سابقا باعمال ترجمة واصدار اقراص مدمجة. وشهدت داغستان جرائم قتل طالت عددا من الصحافيين خلال السنوات الاخيرة.

وقتل الصحافي عبدالله علي شاييف، الذي عمل لحساب محطة التلفزيون المحلية "تي في شيركي" حيث كان يهتم بقضايا الدين الاسلامي، برصاص مهاجمين اثنين في ايلول/سبتمبر 2008.

وفي اذار/مارس من العام نفسه، قتل صحافي اخر من محطة تلفزيون داغستان، وهو غدي اباشيلوف. وفي حزيران/يونيو 2005، قتل ماغوميدزاغيد فاريسوف، مراسل مجلة "نوفويي ديلو" في داغستان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 5/كانون الأول/2010 - 28/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م