الاغتصاب... من مرض نفسي الى ظاهرة اجتماعية

 

شبكة النبأ: تعد جرائم الاغتصاب من الاكثر الاعمال وحشية بحق الانسان، خصوصا انها تنهتك الاخرين ماديا ومعنويا، سيما ان عواقب الامر يخلف اضرار مباشرا بالجسد والكرامة على حد سواء، لذلك يصنف علماء النفس ان من يقدم على تلك الافعال الشنيعة ضمن الحالات المرضية الاخطر ضررا على محيطهم.

الا ان ذلك السلوك الشاذ بات في بعض الاحيان سلوك اجتماعي او ثقافة متفشية في بعض الشرائح، وهو دلالة خطيرة على انحلال كبير وتجاوز اكبر على الفطرة الانسانية والاعراف والاديان السماوية.

العاصمة العالمية

فقد وصفت الموفدة الخاصة للأمم المتحدة لمكافحة العنف ضد النساء والأطفال في النزاعات مارغوت والتسروم جمهورية الكونغو الديمقراطية بأنها "العاصمة العالمية للاغتصاب"، وحضت مجلس الأمن الدولي على التحرك لوضع حد لأعمال العنف هذه.

وقالت والستروم أمام أعضاء مجلس الأمن ال15 "إذا كان تعرض النساء لأعمال العنف الجنسي مستمرا، فليس السبب ان القانون لا يستطيع حمايتهم ولكن لأنه لا يطبق في شكل كاف".

وأضافت خلال عرضها امام اعضاء المجلس نتائج زيارتها الاخيرة لجمهورية الكونغو ان "النساء لا حقوق لهن اذا ظل من يغتصبون حقوقهن من دون عقاب".

وتابعت ان جمهورية الكونغو الديموقراطية هي "العاصمة العالمية للاغتصاب"، مؤكدة ان "النساء فيها لسن آمنات في منازلهن وأسرتهن حين يحل الظلام". وأفادت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة انه في الفصل الأول من العام 2010، أبلغت 1244 امرأة الأمم المتحدة أنهن تعرضن للاغتصاب، ما يوازي "نحو 14 عملية اغتصاب يوميا". بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

وسجل أكثر من ثلث عمليات الاغتصاب في إقليمي شمال وجنوب كيفو في شرق جمهورية الكونغو، حيث أدت أعمال العنف الى نزوح 1,4 مليون شخص بينهم مئة ألف يقيمون في مخيمات تديرها مفوضية اللاجئين. ومنذ 1996، تم رسميا إحصاء 200 الف حالة اغتصاب جنسي، وفق المنظمة.

وأعلنت مارغوت والستروم لدى إعلان تعيينها موفدة خاصة للأمم المتحدة في نهاية يناير الفائت انها تريد التحرك لاعتبار أعمال العنف المذكورة ضد النساء بمثابة جرائم حرب.

20 ألف امرأة

بينما أشارت تقديرات خبير بالأمم المتحدة إلى أن نحو 20 ألف امرأة تعرضن للاغتصاب خلال الحرب الأهلية التي دارت رحاها في البوسنة والهرسك في الفترة بين 1992 و 1995.

وقال فاريس هادروفيتش، الخبير بالأمم المتحدة في سراييفو إن كثيرا من هؤلاء النساء لا زلن يعانين الصدمة النفسية حتى الآن بعد مرور عقد ونصف العقد على انتهاء هذه الحرب. وشكى هادروفيتش من أن هؤلاء النساء لا يتلقين سوى القليل من المساعدات الطبية والنفسية. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

يذكر أن الصرب كانوا يعتمدون في حربهم مع مسلمي البوسنة والهرسك على سياسة الاغتصاب بشكل ممنهج. وكان نحو 40 ألف شخص احتشدوا في بلدة سربرنيتشا البوسنية لإحياء الذكرى الخامسة عشرة للمذبحة التي سيطرت فيها القوات الصربية على البلدة وبدأت قتل الرجال والصبية المسلمين.

وتحدت الحشود حرارة الشمس الحارقة لتأبين 775 ضحية جرى التعرف عليها ، وهم 774 مسلما و كرواتي واحد، عند مركز بوتوكاري التذكاري، حيث تم دفن رفاتهم بجانب أكثر من 4500 شخص جرى دفنهم بالفعل هناك.

"لولب" يحمي المرأة من عضو الرجل

وفي السياق ذاته، وقبل نحو 40 عاماً تلقت الباحثة الطبية، سونيت إهليرز، اتصالاً هاتفياً أثناء الليل، يفيد بتعرض إحدى الفتيات في جنوب أفريقيا للاغتصاب، وبدت الفتاة وكأنها جثة تحاول أن تلتقط أنفاسها بصعوبة، وقد غابت معالم الحياة عن عيونها.

ونظرت الفتاة الضحية إلى الطبيبة الشابة، وقالت لها: "تمنيت لو أن لي أسنان في الأسفل"، مما دعا إهليرز، التي كانت في العشرين من عمرها آنذاك، إلى التفكير في الأمر جدياً، لدرجة أنها وعدت الفتاة بأنها ستبذل قصارى جهدها للتوصل إلى طريقة ما، "لمساعدة أمثالها من الفتيات في يوم ما."

وبعد مرور أربعة عقود، أصبح حلم الطبية الجنوب أفريقية حقيقة، حيث توصلت إلى اختراع واقي أنثوي "لولب"، أطلقت عليه اسم Rape-aXe، وهو يشبه كثيراً ما تحدثت عنه الفتاة، حيث يحتوي على ما يشبه الأسنان، التي تنغرس في عضو المغتصب، ولا يمكن إزالته إلا بمعرفة الأطباء. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وشرحت الطبيبة طريقة عمل "اللولب" الجديد بأنه يحتوي على صف من الخطاطيف التي تشبه الأسنان، من الداخل، وفي حالة تعرضها لمحاولة اغتصاب، فإن هذه الخطاطيف تنغمس في عضو الرجل، وقالت: "إنه يسبب له آلماً شديداً، بحيث لا يستطيع التبول ولا حتى السير، ولذلك فإنه اختراع فعال."

وكشفت إهليرز عن أنها قامت ببيع منزلها وسيارتها للإنفاق على هذا الاختراع، مشيرةً إلى أنها تخطط لتوزيع نحو 30 ألف قطعة مجانية، على سبيل التجربة. وقالت إنها استعانت بفريق من الأطباء والمهندسين والباحثين النفسيين، للتأكد من سلامة الواقي الجديد، بالنسبة للمرأة بالطبع، وأضافت أنه بعد الفترة التجريبية، فإنه سيتم توفيره بسعر دولارين للقطعة الواحدة، ودعت النساء اللاتي حصلن عليه إلى إفادتها بأية تطورات بشأن استخدامه.

وذكرت إهليرز أن "الوقت المناسب لأن ترتدي المرأة هذا الجهاز، عندما تضطر إلى الخروج في موعد تتخوف منه، أو أثناء تواجدها في منطقة غير مأمونة." كما أشارت إلى أن والدة فتاتين ذهبت إلى أحد السجون، وتحدثت مع مدانين بجرائم اغتصاب، وسألتهم عما إذا كان وجود مثل هذا الاختراع سيجعلهم يعيدون التفكير، وقد أجابها البعض بالإيجاب.

إلا أن معارضين للفكرة يرون أن الواقي الأنثوي لا يمثل حلاً لمشكلة الاغتصاب على المدى الطويل، كما يمكنه أن يجعل من النساء أكثر عرضة للعنف، والتي قد تصل إلى القتل، من رجال قد يتعرضون للأذى بسبب هذا الجهاز.

الأرواح الشريرة

في حين يحاكم رجل في هونغ كونغ بتهمة مواقعة طالبة بعد ان خدعها وادعى أنه يستطيع تخليصها من الأرواح الشريرة.

وذكرت صحيفة «هونع كونغ ستاندرد» أن الفني لو فوك -يي (63 عاما) اتهم بممارسة الجنس مع الطالبة مرتين داخل شقتها بعد إقناعها أن الآلام التي تصيبها أثناء الحيض ناجمة عن حملها بـ «جنين شبح». بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وذكرت أوراق القضية التي تنظرها محكمة هونغ كونغ الجزئية أن فوك التقى الطالبة عبر صديقته، والتي تعمل حارسة في المدرسة العليا، حيث تدرس الفتاة. وذكر الادعاء أن فوك اعترف خلال تحقيقات الشرطة أنه ليس لديه اعتقادات دينية، وأنه لا يؤمن بوجود الأرواح، وادعى أن الفتاة اعتقدت خطأ أنه زعيم روحي.

تسعيني يغتصب

كما اعتقلت الشرطة التايلندية مسنا أستراليا على خلفية اتهامات باغتصاب والتحرش بأربع قاصرات في مدينة تشيانغ ماي بشمال تايلند. وقالت الشرطة إنه تم اعتقال الرجل المسن (90 عاما)، إلا أنه ينفي الاتهامات الموجهة إليه.

وأفادت تقارير بأن ذوي البنات الأربع التي تحرش بهن الرجل الأسترالي، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 7 و14 عاما، اتهموه بإغواء البنات بالحلوى والنقود، حتى يصطحبهن لمنزله، ويتحرش بهن جنسيا مرات عدة، كما عثر على تسجيلات وصور إباحية في منزله. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقال ضابط شرطة، يدعى براويت تشوسري: «رغم سنه، لا يزال في ما يبدو لديه الرغبة، لكن لا نعلم إذا ما كانت لديه القدرة على ممارسة الجنس أم لا».

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/تشرين الثاني/2010 - 23/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م