التنمية المتعثرة ومخاطر نقص الغذاء

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: لأنه هو من الأمور المهمة التي يعتمد عليها الإنسان لديمومة حياته وإذا فقدت فذلك يؤدي الى فقدانها، ولأن الأوضاع في العالم غير ثابتة ومدمرة أكثر ما هي معمرة بسبب الحروب والنزاعات ناهيك عن الكوارث الطبيعية التي تدمر آلاف بل مئات المحاصيل الزراعية التي تمثل لقمة العيش لملايين الضحايا الأبرياء.

الغذاء، وبمختلف أنواعه، يعاني من شحة كبيرة وخطيرة حسب ما أشار إليه المحللون الاقتصاديون معتمدين على الدراسات والأرقام التي كشفتها المؤسسات والجمعيات التي تهتم بالنظام الغذائي العالمي وتحاول مساعدة الدول الفقيرة حول العالم، حيث كشفت الإحصائيات عن ملايين ممن يعيشون تحت خط الفقر، وهذا ليس بالأمر المطمأن لذلك كثفت الجهود لإيجاد حلول سريعة قبل فوات الأوان، لأن الفقر إذا اجتاح الدول أكثر وأكثر خلال السنوات القادمة فهذا لا يعني انه سيؤدي الى الموت فقط بل الى انتشار الأمراض والأوبئة وحالات الرعب والفوضى في عموم العالم.

مكافحة الفقر

فقد تم إطلاق مبادرة عالمية لبحوث الأرز في هانوي بهدف انتشال ملايين الأشخاص من براثن الفقر. وفي هذا السياق، قال أكيم دوبرمان، نائب مدير البحوث في المعهد الدولي لبحوث الأرز على هامش مؤتمر الأرز الدولي الثالث أنه "يمكن للجهات الفاعلة الفردية أن تلعب دوراً أكثر أهمية،" مشيراً إلى التأثير الكبير للبحوث الوطنية الخاصة بالأرز على الصعيد العالمي.

ومن المتوقع أن تتمكن الشراكة العالمية لعلوم الأرز GRiSP التي تم إطلاقها من قبل المعهد الدولي لبحوث الأرز والفريق الاستشاري للبحوث الزراعية الدولية، من رفع 150 مليون شخص من دوامة  الفقر بحلول عام 2035، بالإضافة إلى منع انبعاث الغازات الدفيئة بكمية تعادل مليار طن من ثاني أكسيد الكربون. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

ويمكن لهذه الشراكة المساهمة أيضاً في خفض أسعار المواد الغذائية بشكل كبير والحد من الفقر بنسبة 5 بالمائة بحلول عام 2020 و11 بالمائة بحلول عام 2035، من خلال تحسين قدرة مزارعي الأرز على توفير الغذاء لعدد متزايد من السكان.

ووفقاً للتقرير الصادر عن المعهد الدولي لبحوث الأرز وجمعية آسيا Asia Society، تعتبر البحوث المتعلقة بالأرز أكبر مصدر موثق لفوائد البحوث الزراعية في العالم النامي. وتفوق الفوائد الاقتصادية السنوية لبحوث تعزيز إنتاجية الأرز الـ 19.5 مليار دولار.

تكلفة الغذاء قد ترتفع أكثر في 2011

من جانبها حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أنه في حال لم يرتفع إنتاج القمح والذرة بشكل كبير في عام 2011، فإن وضع الأمن الغذائي العالمي قد يبقى غير مؤكد للعامين المقبلين.

وكانت أسعار القمح والذرة قد ارتفعت كثيراً عن أعلى مستوياتها لعام 2009، حيث أفادت الفاو أن فاتورة استيراد الغذاء قد تتجاوز التريليون دولار في عام 2010. وكانت واردات الغذاء قد قفزت حاجز التريليون دولار آخر مرة خلال أزمة الغذاء 2007/2008.

وتتوقع المنظمة أن ينكمش المخزون العالمي من الحبوب بنسبة سبعة بالمائة، مع تراجع مخزون الشعير بنسبة 35 بالمائة، والذرة بنسبة 12 بالمائة والقمح بنسبة 10 بالمائة. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

وفي هذا السياق، قال عبد الرضا عباسيان، أمين المجموعة الحكومية الدولية المعنية بالحبوب في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أنه على الرغم من أن مخزون الحبوب ليس منخفضاً كما كان عليه في2007/2008، "لكننا نميل قليلاً للتحذير في توقعاتنا بهدف رفع معدلات الإنتاج في العام القادم... غير أن مخزون الذرة الصفراء، التي تستخدم إلى حد كبير كعلف للحيوانات، قد وصل إلى المستوى المنخفض الذي كان عليه في 2007/2008".

وكانت نشرة توقعات الفاو الصادرة في 17 نوفمبر قد أفادت أنه لا بد من رفع إنتاج الذرة بنسبة 6 بالمائة عام 2011 عن إنتاج 2010 ورفع مخزون القمح بنسبة تزيد عن 3.5 بالمائة لضمان توفر احتياطي كاف لتعويض النقص خلال عام 2011.

وأضاف عباسيان قائلاً: "لا نحتاج فقط لتجديد مخزوننا في عام 2011، ولكن علينا أيضاً أن نقوم بعمل أفضل للتأكد من امتلاكنا لمخزون يكفينا في عام  2012". ولم تأخذ حسابات الفاو في الاعتبار إمكانية حدوث أحوال جوية غير مواتية في العام المقبل.

تكرار أزمة الغذاء

قال خبير اقتصادي في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة ان تكرار أزمة الغذاء العالمية التي وقعت في 2007- 2008 يتوقف على انتقال الأسعار المرتفعة للسلع الأولية الى الأسواق المحلية في الدول الفقيرة.

وفي مقابلة نشرت على موقع الفاو على الانترنت قال عبد الرضا عباسيان كبير المحللين الاقتصاديين المتخصصين في شؤون الحبوب "الوضع بدأ يصبح غير مريح بعض الشيء." وأضاف عباسيان "الدول الفقيرة مضطرة لاستيراد الغذاء بأسعار أعلى كثيرا. ولا يمكن التكهن بما اذا كان ذلك سيؤدي الى مشاكل محلية واضطرابات ومظاهرات وشغب على غرار ما رأيناه في 2008 ." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ومضى قائلا "الأمر يتوقف بشكل كبير على كيفية مواجهة هذه الدول لارتفاع الأسعار وما اذا كانت هذه الأسعار المرتفعة ستصل إلى الأسواق المحلية."

سياسة خاطئة

فيما قال ال جور نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ان دعم إنتاج وقود الايثانول من الذرة في الولايات المتحدة "لم يكن سياسة صحيحة" وذلك قبل أسابيع من تجديد العمل بالإعفاءات الضريبية.

وتجعل الإعفاءات الضريبية في الولايات المتحدة وقود الايثانول مربحا للمصافي حتى وان كان أغلى من البنزين. ويحل موعد تجديد الإعفاءات في 31 ديسمبر كانون الأول. وبلغ إجمالي دعم الايثانول في الولايات المتحدة 7.7 مليار دولار العام الماضي بحسب انترناشونال انرجي اندستري التي قالت ان الوقود الحيوي على مستوى العالم يتلقى دعما أكثر من أي نوع آخر من مصادر الطاقة المتجددة.

وقال جور في مؤتمر لأنشطة أعمال الطاقة النظيفة في أثينا "ليست سياسة صحيحة هذا الدعم الضخم في الولايات المتحدة للجيل الأول من وقود الايثانول." وأضاف "أعتقد أن الجيل الأول من وقود الايثانول كان خطأ. معدلات التحول في الطاقة صغيرة للغاية في أفضل الأحوال."

وأوضح أن دعمه للبرنامج الأصلي جاء مع طموحاته الرئاسية.

وقال "من بين الأسباب التي دفعتني لارتكاب هذا الخطأ إنني أوليت اهتماما خاصا بالمزارعين في ولاية تنيسي التي انتمي إليها وكنت شغوفا بالمزارعين في ولاية ايوا لأنني كنت على وشك الترشح للرئاسة."

ويتم إنتاج الايثانول في الولايات المتحدة من خلال استخلاص السكر من الذرة في عملية كثيفة استهلاك الطاقة. وقال محللون لدى جولدمان ساكس ان صناعة الايثانول في الولايات المتحدة ستستهلك نحو 41 في المائة من محصول الذرة الأمريكي هذا العام أي ما يعادل 15 في المائة من محصول الذرة العالمي. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وثار جدل بشأن الغذاء والوقود في 2008 بعد الارتفاع القياسي في أسعار الأغذية ووجهت انتقادات لصناعة الوقود الحيوي لمساهمتها في رفع أسعار الأغذية. وقال جور ان هناك مجموعة من العوامل ساهمت في أزمة أسعار الأغذية من بينها الجفاف في استراليا لكنه قال أن الوقود الحيوي له تأثير بلا شك.

وأضاف "الحجم -النسبة المئوية من الذرة على وجه الخصوص- الذي يستخدم الآن في الجيل الأول من الايثانول يؤثر بالقطع على أسعار الأغذية." وتابع "المنافسة مع أسعار الأغذية حقيقية."

وأبدى جور دعمه لما يسمى بالجيل الثاني من التكنولوجيا الذي لا ينافس الغذاء وعلى سبيل المثال التقنيات التي تستخدم الكيماويات في استخلاص السكر من الأنسجة في الأخشاب والحشائش. وقال جور "أعتقد أن الجيلين الثاني والثالث اللذين لا ينافسان أسعار الغذاء سيلعبان دورا متناميا وبصفة خاصة في وقود الطائرات.

ندرة المياه

من جانب آخر، سيعاني المزيد من الملايين في جميع أنحاء آسيا من انعدام الأمن الغذائي بسبب زيادة ندرة المياه، مما يعزز الحاجة إلى المزيد من الكفاءة في إنتاج الأرز المروي بالطرق المعتادة أو عن طريق المطر. فقد أخبر روبرت زيغلر، المدير العام للمعهد الدولي لبحوث الأرز، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) على هامش مؤتمر الأرز الدولي الثالث الذي انعقد مؤخراً في هانوي أن "الأمن الغذائي لمئات الملايين من البشر سيتأثر سلباً".

وقد جمع المؤتمر، الذي استمر لمدة خمسة أيام وانتهى يوم 12 نوفمبر، أكثر من 1,200 مزارع وعالم وخبير في صناعة الأرز. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

ويعتبر الأرز الغذاء الرئيسي لأكثر من نصف سكان العالم، بينهم 640 مليون شخص يعانون من نقص التغذية ويعيشون في آسيا، حيث يتم زراعة ما يقرب من 90 بالمائة من محصول الأرز في العالم. وعادة ما تستخدم مزارع الأرز في آسيا البالغ عددها حوالي 200 مليون مزرعة، معظمها أصغر من هكتار واحد، حوالي 3,000 لتر من المياه لإنتاج كيلوغرام واحد من الأرز في الوقت الذي يستهلك فيه النبات أقل من نصف هذه المياه. وتشمل المناطق التي تسبب قلقاً خاصاً سهول الهند ونهر الجانج في الهند والصين وشمال غرب بنجلاديش وأجزاء من باكستان، فضلاً عن شمال شرق تايلاند المتأثر بالجفاف، وفقاً لزيغلر. وتعتبر تايلاند حالياً أكبر مصدر للأرز في العالم.

مخاوف

بينما يقول مسؤولو الصحة أن انعدام الأمن الغذائي أثر بشكل خطير على 22 من القرى الواقعة في إقليم سناج

 أفاد مسؤولو الصحة في سناج، وهي منطقة تقع إلى الشمال الشرقي من جمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد، أن انعدام الأمن الغذائي يؤثر على 22 قرية في منطقة جبلية حيث تم الكشف عن إصابة أكثر من 200 طفل بسوء التغذية.

وفي هذا السياق، قال صحرا حسان، وهو مسؤول في وزارة الصحة بأرض الصومال، أن حالات الإصابة بسوء التغذية بين الأطفال سُجِّلت في بعض المناطق في سناج. وجاء في قوله أنه "قد تم نقل ما لا يقل عن أربعة أطفال يعانون من سوء التغذية من المناطق الجبلية إلى مستشفى إيريغافو. كما نقوم أيضاً بتوفير الأدوية والمواد الغذائية المغذية التي تقدمها الهيئة الطبية الدولية للأطفال في المناطق المتضررة". بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

وكان تحديث الأغذية لفترة سبتمبر-أكتوبر بعد أمطار غو الصادر عن وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية بالصومال قد صنف الوضع الغذائي في معظم مناطق سناج بأنه "منذر بالخطر"، مع وصف الوضع في منطقة صغيرة من غوليس/غوبان إلى الغرب من سناج بأنه في "مرحلة غذائية خطيرة".

ووفقاً للتحديث، يعزى تصنيف "منذر بالخطر" أساساً إلى تحسن الأمن الغذائي للأسر الناجم عن أمطار غو الجيدة لعام 2010 في تلك المنطقة". وجاء في توضيح وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية أن "النتائج التي تم التوصل إليها عبر استخدام معايير النمو التابعة لمنظمة الصحة العالمية والتي تم قياسها وفقاً لحساب الاحتمالات التابع لمركز مراقبة الأمراض أظهرت نسبة سوء تغذية عام أقل من 8.5 بالمائة ونسبة سوء تغذية حاد أقل من 0.6 بالمائة".

المياه والصرف الصحي

وأضافت الوحدة أن "الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحي والمرافق الصحية يعتبر أيضاً مصدراً للقلق، إذ يقتصر على أقل من 50 بالمائة من مجموع السكان الذين شملهم المسح. كما أن الوصول الضعيف للحليب سواء للاستهلاك أو البيع، الذي يعود أساساً إلى الأوضاع السيئة للماشية والهجرة يعتبر عاملاً يزيد من سوء أوضاع المجتمعات الرعوية في المنطقة خلال هذا الوقت من السنة".

وأضافت الوحدة أن "نسبة الأطفال الذين شملهم المسح والذين تم التبليغ عن إصابتهم بأمراض خلال الأسبوعين السابقين للمسح كانت مرتفعة حيث بلغت 5.26 بالمائة. كما أن نسبة الأطفال الذين تم الإبلاغ عن إصابتهم بالإسهال في الأسبوعين السابقين للتقييم وصلت إلى 4.9 بالمائة. كما تم الإبلاغ عن إصابة عدد أكبر من الأطفال بالتهاب رئوي (14.3 بالمائة) وأمراض الحمى (14.8 بالمائة)".

وفي هذا السياق، أفادت إيتي هيغينز، وهي مسؤولة ميدانية لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بهرجيسا، أن منظمات الإغاثة الدولية تعمل على توفير العلاج للأطفال المصابين بسوء التغذية في العيادات الخارجية في منطقة سناج. وأضافت أن "اليونيسف، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الصومالية والهيئة الطبية الدولية، تقوم بدعم العلاج في العيادات الخارجية وتقديم خدمات الرعاية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد. كما يجري تقديم الدعم لتحسين الحالة التغذوية للنساء الحوامل من خلال العديد من المغذيات الدقيقة التكميلية، وبالتالي الحيلولة دون معاناتهن من نقص شديد في المغذيات الدقيقة وضمان بداية تغذوية جيدة للرضيع خلال مرحلة الولادة الحديثة".

وأوضحت هيغينز أنه يتم استخدام الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام مثل "بلامبي نت" في المناطق النائية مثل سناغ، وهي تشكل علاجاً ممتازاً لسوء التغذية. وأضافت أنه "مع ذلك، يتم في حالات سوء التغذية الحاد والشديد المصحوب بمضاعفات طبية إدخال الرضع والأطفال لواحد من مراكز الحفاظ على الاستقرار التغذوي الثلاثة التي تدعمها اليونيسف داخل مستشفيات هرجيسا وبوروما وبرعو".

مئة مليون شخص الى الفقر

فيما لا يزال تمويل الحكومات لقطاع الصحة غير كاف في العالم حيث يغرق سنويا مئة مليون شخص إضافي في الفقر بسبب النفقات الطبية على ما أعلنت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الذي نشر الاثنين.

واوضح تقرير العام 2010 حول الصحة في العالم "في الدول حيث يؤمن جزء كبير من تمويلات الصحة من خلال تحميل المرضى النفقات، فان كلفة العناية الصحية تدفع سنويا مئة مليون شخص نحو الفقر".

وافقر دول العالم هي الاكثر تضررا من هذا الوضع لكنها ليست الوحيدة. فقد اظهرت وثيقة منظمة الصحة العالمية التي نشرت في برلين حيث ينطلق الاثنين مؤتمر وزاري حول تمويل الصحة ان دراسة اجرتها جامعة هارفرد بينت ان الامراض والفواتير الطبية ساهمت العام 2007 في 62 % من عمليات افلاس عائلات في الولايات المتحدة (في مقابل 50 % منها في 2001).

وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغرت تشان في البيان منددة "ينبغي الا يضطر اي شخص الى الافلاس للحصول على العناية الصحية".

وقال ديفيد ايفانز مدير دائرة تمويل الانظمة الصحية في المنظمة في مؤتمر صحافي "هذا امر غير مقبول بكل بساطة. ولا سبب لان يكون الوضع كذلك لان بامكاننا ان نتحرك".

واعتبرت المنظمة ان افضل الطرق لتجنب افلاس العائلات يكمن في زيادة مستويات الدفع المسبق الذي يجنب المرضى تمويل العناية الطبية بانفسهم. ويكون هذا النظام قائما على صناديق مشتركة تمولها الضرائب او على عقود التأمين "وهو "الاساس الانجع والاكثر عدلا لزيادة عدد السكان الذين تشملهم التغطية" الطبية.

الا ان "العالم لا يزال بعيدا عن التغطية الشاملة" التي تعهدت الدول ال192 الاعضاء في منظمة الصحة العالمي تحقيقها العام 2005.

واشارت المنظمة الدولية الى ان الضغط المالي العائد الى الازمة فضلا عن تقدم السكان في السن بشكل عام مما يؤدي الى امراض مزمنة اكثر وعلاجات مكلفة يشكلان تحديات امام زيادة الاموال الضرورية في هذا المجال. لكنها شددت على ان تحسينات كثيرة ممكنة للاتجاه نحو التغطية الشاملة بفضل اجراءات بسيطة بدءا باستخدام افضل للموارد. بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

واشار التقرير الى انه يمكن الحصول على مزيد من الاموال من خلال نظام "فعال اكثر للضرائب". وادرج التقرير دراسة مفادها ان 22 دولة ذا مداخيل متدنية يمكنها جمع 1,42 مليار دولار اضافي مع زيادة 50 % على الضرائب والرسوم على التبغ.

وأوضح ايفانز ان بعض الدول تشكل قدوة في هذا المجال مثل الغابون وتايلاند اللتين تمنكتا من تحقيق التغطية الشاملة من خلال الضرائب. ورغم ذلك اقرت منظمة الصحة العالمية ان الدول ذات المداخيل المتدنية لن تتمكن وحدها من الخروج من هذا الوضع وستحتاج الى مساعدات تنمية تقدمها الدول المتطورة.

وختمت المنظمة تقول انه في حال وفت الأطراف المانحة بتعهدات تخصيص 0,7 % من إجمالي ناتجها الداخلي لمساعدات التنمية الرسمية "يمكن انقاذ ثلاثة ملايين شخص إضافي بحلول العام 2015".

معدلات الجوع

في حين أفادت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن ارتفاع مستويات الدخل في الدول الآسيوية أدى إلى خفض عدد الجياع في العالم في عام 2010، ولكن خبراء الاقتصاد يحذرون من أن تذبذب أسعار القمح يؤثر على محاصيل الحبوب الأساسية الأخرى مثل الذرة والأرز، مما قد يؤدي إلى حدوث انتكاسات.

وتراجع عدد الجياع هو دليل على أن الدول النامية مستمرة في التعافي من أزمة ارتفاع أسعار الغذاء التي شهدها العالم في عام 2008 عندما كان أكثر من مليار شخص يعانون من نقص في التغذية. غير أن ديفيد داوي، وهو اقتصادي بارز لدى منظمة الأغذية والزراعة، أفاد أن عدد الجياع الحالي المتمثل في 925 مليون شخص ما يزال مرتفعاً جداً. وقد وردت هذه الأرقام في تقرير "حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم" الذي ستصدره الفاو في أكتوبر. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

وأوضح داوي أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ قد سجلت انخفاضاً قدره 80 مليون شخص من أصل 98 مليون يعانون من نقص التغذية. ولكن هذا الانخفاض هو بالأساس انعكاس للتعافي الذي شهدته المنطقة من أزمة ارتفاع أسعار الغذاء عام 2008. وأضاف أن "معدل انتشار [نقص التغذية] عاد إلى 16 بالمائة... أي المستوى الذي كان عليه في عام 2005/2006 والذي يعتبر مرتفعاً إلى حد كبير."

ويحدد كل من مستوى الدخل والأسعار فرص الحصول على الغذاء، حيث أوضح داوي أن "الناس تعرضوا في عام 2009 لضربة مزدوجة تمثلت في انخفاض الدخل بسبب الركود الاقتصادي وبطء التراجع في أسعار المواد الغذائية بعد الارتفاع الذي شهده عام 2008، إلا أن الاقتصاد العالمي يتعافى الآن وخاصة اقتصادات الدول الآسيوية بسبب ارتفاع مستويات الدخل".

حقائق من تقرير "حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم"

• عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في عام 2010: 925 مليون نسمة

• عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في عام 2009: 1.023 مليار نسمة

• المنطقة التي تضم أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية: آسيا والمحيط الهادئ، 578 مليون نسمة

• المنطقة التي شهدت الانخفاض الأكبر في عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية خلال عام 2010: آسيا والمحيط الهادئ، 80 مليون نسمة

• المنطقة التي سجلت أعلى معدلات انتشار نقص التغذية: إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، 30 بالمائة

مليار إنسان تحت خط الفقر

كما توقع تقرير، أصدرته الأمم المتحدة بعنوان "مكافحة الفقر وعدم المساواة", ارتفاع عدد الفقراء بحلول عام 2015 إلى مليار شخص, يصنفون تحت خط الفقر المدقع, حيث تشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة إلى أن أعداد الأفراد المصابين بسوء التغذية سيتجاوز للمرة الأولى حد المليار نسمة.

وبين التقرير أن "الفوارق ستزداد في مستويات الدخل والثروة في معظم البلدان, وكذلك الفوارق بين الجنسين والمجموعات الثنية والمناطق". وأشار التقرير ان أطفال الأسر الفقيرة والمناطق الريفية في البلدان النامية هم أكثر تعرضاً للنقص في الوزن من أطفال الأسر الغنية, الذين يعيشون في المدن والبلدات.

 إضافة إلى ان أطفال الأسر الفقيرة في بعض أقل البلدان نمواً هم أقل حظاً بثلاث مرات في الالتحاق بالمدارس في المرحلة الابتدائية من أقرانهم في الأسر الغنية, وعلى مستوى العالم, حيث يفوق معدّل تسرب الفتيات من المدرسة معدل تسرب الفتيان.

وقال التقرير ان استمرار الفقر في بعض المناطق, وتنامي التفاوت في مختلف أنحاء العالم, إنما هو تذكير بأن عولمة الاقتصاد وتحريره لم يخلقا بيئة مواتية للتنمية الاجتماعية المنصفة والمستدامة.

تراجع معدل الفقر

بينما انخفض معدل الفقر فى فنزويلا بنسبة 26 فى المائة فيما تقلصت نسبة الفقر المدقع بواقع 7.2 فى المائة، على ما أظهرت الأرقام الرسمية التي كشف النقاب عنها.

وأعلن الأرقام رئيس معهد الإحصاء الوطني، الياس الخورى فى مؤتمر صحفي، حضره أيضا وزير المالية خورخى جيوردانى ورئيس البنك المركزي الفنزويلى نيلسون ميرينتيس.  وقال الخورى انه في قطاع التعليم فإن ما يزيد على 4.1 مليون طفل يتناولون صنفين من الطعام ووجبة غذائية يوميا فى المدارس بفنزويلا .

وأوضح الخورى انه فيما يتعلق بالصحة العامة، فإن الحكومة تقدم الرعاية والأدوية مجانا وأكد على الجهود الموجهة لمرضى فيروس نقص المناعة المكتسبة.

سوريا تقر برنامج بقيمة 4 مليار دولار

من جانبها أقرت سوريا 53 مشروعا يشملها البرنامج الوطني للأمن الغذائي بقيمة 200 مليار ليرة سورية (4 مليار دولار) تطال المناطق الأشد عوزا ويستفيد منها مليونا فقير.

وأقرت الحكومة السورية البرنامج الذي يشمل 53 مشروعا وتبلغ كلفته 200 مليار ليرة سورية (4 مليار دولار) سيطال المناطق الأشد عوزا وسيستفيد منه مليونا فقير، بحسب صحيفة الثورة الحكومية.

وأوضح مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في "ان مدة تنفيذ البرنامج الذي أعدته وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تتراوح بين 2 و10 أعوام ويندرج (البرنامج) ضمن الخطة الخمسية 2011-2015". بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

وتقوم بعض الجهات الدولية المانحة بتمويل 10 بالمئة من القيمة الإجمالية للبرنامج الذي سيتم طرحه أمام ممثلين عن حكومات الدول وصناديق التمويل، بحسب مكتب الفاو. ويتضمن البرنامج الذي اعد في عام 2009 عدة محاور تتعلق بالبيئة والإنتاج الزراعي والحيواني والتبادلات التجارية والري والتغذية.

وبحسب تقرير صادر عن البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة يعاني 14 بالمائة من إجمالي عدد السكان في سوريا من الفقر المدقع إي ان نحو 3 ملايين من أصل 22 مليون نسمة لا يستطيعون تامين احتياجاتهم الأساسية.

تحذير من نقص المعروض

كما قالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة ان المساحات المزروعة قمحا في أوروبا والولايات المتحدة آخذة في التزايد في رد فعل لانخفاض المحصول العالمي هذا العام ولكن على العالم أن يظل في حالة تأهب تحسبا لأي نقص في الإمدادات مستقبلا.

وخفضت الفاو تقديراتها للإنتاج العالمي من الحبوب في 2010 الى 2.216 مليار طن مقارنة مع التقدير السابق بإنتاج 2.239 مليار طن.

وقالت ان إمدادات وفيرة من الأرز والقمح والذرة البيضاء وهي أهم محاصيل غذائية أساسية في كثير من الدول المعرضة للازمات ستحد من مخاطر تكرار أزمة غذاء 2007-2008 وما صاحبها من أعمال شغب وتكالب مذعور على الشراء.

وأضافت الفاو "نظرا لعدم انحسار الضغوط على الأسعار العالمية لمعظم السلع الأولية فانه يتعين على المجتمع الدولي أن يظل متيقظا ومستعدا لأي صدمات أخرى في الإمدادات في عام 2011." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وكانت الفاو توقعت ارتفاع إنتاج الحبوب في تقريرها السابق عن توقعات الغذاء المنشور في يونيو حزيران لكنها خفضت هذه التوقعات في سبتمبر أيلول. وقالت المنظمة انها تتوقع ارتفاع محصول الذرة واحدا بالمائة فقط الى 831 مليون طن مخفضة توقعاتها السابقة نتيجة انخفاض متوقع في الإنتاج الأمريكي بنسبة ثلاثة بالمائة.

وأضافت أن من المتوقع أن يرتفع إنتاج السكر العالمي 7.8 بالمائة الى 169 مليون طن في موسم 2010-2011 لكن من المرجح أن تظل الأسعار مرتفعة ومتقلبة في ظل قوة الطلب العالمي.

ومن المنتظر أن يبلغ الإنتاج العالمي من المحاصيل المنتجة للزيوت 454 مليون طن بتغير طفيف عن الموسم الماضي اذ من المتوقع أن يمحو ارتفاع محاصيل مثل القطن والفول السوداني والنخيل أثر تراجع المحاصيل المنتجة لزيوت الصويا والكانولا وجوز الهند.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 28/تشرين الثاني/2010 - 21/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م