كما كنا دائما فاننا سنبقى في كل ما نقول نضع الله امام عيوننا وفي
ضمائرنا العراق...
واليوم لن نحصر الاتهام في طرف بعينه لكن الامانة تقتضي والوضع
الخطير الذي تمر به بلادنا يحتمان علينا ان نرفع غلائل الكذب ونزيح
قيود الصمت فنقول، ان جميع الاطراف التي زعمت انها أبعد ما تكون عن
الطائفية... وانها لا تنطلق من الانانية والرغبة بالتسلط، وانها تسعى
لعراق واحد يتساوى فيه الجميع.. وانها تبحث عن الشراكة النزيهة، نقول
ان جميع هذه الاطراف لم تكن تعبر عن مكنوناتها، وما تخطط له، وما
تبغيه.
والدليل على ذلك بان النوايا الطيبة كان يمكن ان تحقق هدف تشكيل
حكومة المشاركة خلال بضعة اسابيع ان لم نقل بضعة ايام، لكن النوايا غير
الطيبة حالت دون ذلك، وعادت بالعراق الى المربع الاول.. وها هي القوى
السياسية قد اصطفت طائفيا وعرقيا مع وجود تناقضات داخلية او ثانوية
داخل كل صف...
الطائفية والعنصرية وليس الوطنية هما اللذان لهما الصدارة في عمل
جميع الفئات السياسية.
وبلادنا على شفى حرب اهلية تدعم كل طرف فيها جهات اقليمية بكل ما
اوتيت من قوة...
فهذه الجهات لا تريد عراقا مستقراً لان ذلك يوقف اطماعها...
ولا تريد عراقا يتصدر الدول النفطية في حجم الانتاج وعوائده لان ذلك
على حساب حصتها.
ولا تريد عراقا ديمقراطيا لان الديمقراطية هي نقيض الاستبداد الذي
تستند عليه في حكمها...
ولا تريد عراقا مرفها لانها تريد الرفاهية حكراً عليها...
ولا تريد عراقا ذا مكانة مرموقة جديرة بالاحترام لان ذلك سيكون على
حساب المكانة التي تصنعها الرشاوي وابواق الدجل الرخيص.
وكل ما استطاعت الاطراف المتنازعة عمله في الفترة الاخيرة هو الكف
عن محاولات التوفيق والتزام الصمت المريب... ولكن الضجيج يعلو كلما لاح
بالافق ما يعمق الخلاف كقضية الوثائق الاخيرة، ويفترض الكثيرون انه حان
وقت توجيه الضربة القاضية للخصم غير ان هؤلاء لا يفهمون من السياسة
اكثر من كونها تهريجاً يرد للبعض ثقتهم بانفسهم وبمستقبلهم.
والخلاصة ان نتيجة هذه التصرفات قد نحرت الفرصة التاريخية لميلاد
عراق جديد ولن نصفق لانفسنا وترضى ضمائرنا لاننا اثبتنا كوننا عراقيين
لن نرضى عن الحرية والتوحد والازدهار بديلاً...
بل اننا مسرورون ونصفق لانفسنا لاننا شيعة ضد سنة وسنة ضد شيعة وعرب
وكرد يتربصان ببعضهما... واننا لن نحب بعضنا ولن نسامح بعضنا، ولن
نتعايش مع بعضنا.. فكل طائفة تريد ان تكون هي السيدة الارستقراطية وان
يكون الاخرون مواطنين ثانويين لا يستحقون غير الاحتقار...
وحسبنا القول باننا سنكون مسرورين بعد اسابيع بعد اشهر باراقة دماء
بعضنا وسط بهجة وضحك الذين لا يستحقون الحياة علينا. ولتبتهج الطائفية
لاننا باقون على العهد معها، اوفياء لها.
اهذأ ما يريده السياسيون العباقرة؟
اللهم انا لا نسالك رد البلاء ولكن نسالك اللطف فيه |