عندما تتحرر الأمنيات

فريد النمر

تسبقني لغتي السهلة على هضاب حبك الخضراء نقية خالية من رتوش الليل المعتق علّها تكون قطرة قبول من رذاذ نمير غديرك المبيض للقلوب ... يا أمير المؤمنين

 

 

عَلى كفّ مَوّالٍ وقلبٍ أمتّعُ= جَميلاتِ ألحانٍ ترفّ وُتبدِعُ

 

وأنسُجُ ذاتَ الحبّ وَجهَ خَمَائِلٍ= للقياكَ تشْذو رَوعَة تَتَضَوّع

 

فيا أشهَى مَا في الشَمسِ دُفءٌ وَلَمْعةٍ= هَوَاكَ لكلّ الكَونِ دفءٌ وَمَلمَعُ

 

وقد هَمْتُ في معناك أيّ تميمةٍ على =العَرشِ أنتَ حَينَ نَدعُوا وَتَسْمَعُ

 

نَمَا في شعوُري إنّما أنتَ مُنْحَةٌ =تدُيرُ السَمَاواتِ التي تَتَرَفّع

 

وانكَ شُهْبُ اللهِ عن كلّ مَاردٍ =تَرُدّ الشَيَاطينَ المَرَيدةَ تَمْنَعُ

 

فَأنْزَلَكَ التَوحِيْدُ مِنْ مُهَجِ السَمَا حُساماً =لدعوى الحقِ تحَمِي وتصْدَع

 

وَسيْفاً لحِفظِ الدّين يَحمِي مُحمَداً وقلبَا =الى الزهْرَاء يُضويْ ويَلمَعُ

 

فآثرَكَ المَولى عُبُورا مُيَمّما= بأنْمَى بُيُوتِ اللهِ فَتْحاً تُشَرّعُ

 

فحَياكَ قلبُ البَيْتِ طُفلا مُرَفّه= وَشُقَ جَدَارُ المُسْتجَارِ المُقَنّعُ

 

هُناكَ انبلاجُ النورِ لمّا تمَلّكتْ =دِناَنٌ لهَا الأمْلاكُ تَهوى وَتَركَعُ

 

فتَحْتَ فُجَاجَ النوْرِ في كلِ وِجْهٍ =الى سِمَةٍ مِنْ شُرْفَةِ الشَمْسٍ أنصَعُ

 

كأنّ المَصَابيحَ لم تكنْ ذاتَ لحظةٍ =تَشُعّ وكنتَ النورَ في فِيهْاَ تُرضِعُ

 

سلامٌ عليكَ الحبُ يَبتكرُ الصِّبا =فيلعَقُ ثدْيَ الطّهرِ ثغرٌ وأصْبعُ

 

فمن أينَ استوحِيكَ من أيِّ فكرةٍ =تصبُّ الجِّهاتِ السّتِ ,عيناك مَطلعُ

 

تنَقّيتَ قَلبَاً واشْتِهَاءً وَحَضْرَةً =فيَا سَيدَ الأوْقاتِ مَا أنت؟ أنزْعُ!

 

وتلكَ عُيُونُ الوقتِ يُنْبُوعُ رِفْعَةٍ= تُحَررُهَا بالشَوقِ مَا تَتَطَلّعُ

 

كأني وقلبي بينَ ذِكراكَ شَمْعَة =تَلُذُّ بفتحِ النّورِ عَمّا يُقَنّعُ

 

فهَاهُنا عُيْدُ اللهِ وَافَاكَ مُوْجِزَا =مَسَيْرَتِكَ العُظمَى بمَا هُو أرْوَعُ

 

تَعَالِيْتَ فَوْقَ الخَلْقِ بالحَقِ فانْتَمَى= لمُصْبَاحِكَ الأشهَى خُلودٌ مَشَرّعُ

 

فَحُزْتَ مِن المَولى الجَليلِ مَرَاتِباً= يُؤمِنُها الهَاديْ البَشِيرُ المُشَرِعُ

 

عَليٌ بِأمْرِ اللهِ بَعْدي خَلِيْفةٌ =أطيْعُوهُ انّ اللهَ فيْكُم يُشَفّعُ

 

كأنّ على كَفّيْك قدْ لاحَ مَقدِسٌ =عَلِيهِ صِفاتُ اللهِ وَاللهُ أرْفَعُ

 

وآياتُه الأزكَى تُذِيْعُ على المَلا= بهذا رِتَاجُ الدّينِ ينْمُو وَيَطلَعُ

 

وانّ كمَالَ الأمْرِ هَذا أمَيرُكُم= إليْهِ شُمُوخُ الدّينِ والعزّ يَرْجَعُ

 

وهذا وِلاهُ الآنَ فَرْضٌ مُتَمِمٌ =وفيهِ خَلَاصُ الوَقتِ مما يُبضِعُ

 

هَنيئَا لنا الأدْوُارُ في حبّ حَيدَرٍ =وَمَعناهُ صُدْقُ القلبِ لمَا يُضَوّعُ

 

مَدَدَنا اليكَ الروحَ قبْلَ أكفنّاَ =فايَاك نسْتَهدِي وَايَاكَ نَتِبَعُ

 

عليٌ لغَاتُ الكَونِ حَارَتْ على فَمِي =وَغَيرُكَ لا مَعنَىً بِهِ أتَذَرّعُ

 

بسَطْتُ قَصِيدَ الحبّ فيكَ لعَلني =بكَأسِ لَذِيْذِ العِشْقِ أهْمِي وأبْدِعُ

 

فيُنبُوعيَ الصَافي أجرّ جِرَارَهُ =عَلى ضِفّتيكَ الآنَ قَلبي أوَزّعُ

 

فطورُكَ هَذا النبضُ قدّ قَمِيْصَهُ =وللقبَسِ الأسْنى أتىْ لكَ يَسْجَعُ

 

عَليٌ مَفاهِيمٌ عَليٌ مَنَاقِبٌ =عَلِيٌّ مِدَادُ اللهِ فينَا يُشْعَشَعُ

 

ظمِأنا فكُنتَ الحبّ يَروِي قُلوبنَا =وَلا شيءَ غيْرُ الحبّ للقلبِ يَنْفَعُ

 

فيا وَاهِبَ الأشوَاقِ سِرّا لرَشْفَةٍ =سَتَبقَى أسَارَى الحبّ بالحُبِّ تَصْدَعُ

 

فانّ الذي يَهوَى الصَلاةَ يَؤُمّهَا =وانّ زِمَامَ الأمرِ عزمٌ ومُبضَعُ

 

فيَا بَاعِثَ الآلاءِ كلُّ غَدِيْرِنَا =عَلِيّ وفيه العشقُ يُؤْوِيْ ويَجْمَعُ

 

يُلازمُنا الأنسَانَ في كلّ همسةٍ= فانّ عليا للمُحِبّينَ مَجْمَعُ

 

فللحبّ نحيا بانتمَاءٍ وعِزْةٍ =وانّ لئِيمَ الذّاتِ بالغيّ يَقنَعُ

 

ولا يَسْتَويْ الأثنانِ ظُلمٌ وَمُهجَة= تحبُ عَليّا فالضلالاتُ بَلقَعُ

 

فانّ أمامَ الحَق طهرٌ مُطَهرٌ =وقلبٌ مِنَ الإيْمَانِ لْيسَ يُبضّعُ

 

فكُونوا لهُ زَينَاً فأسْمَىْ ولاؤكُم= إليْه عَلى اسْمِ اللهِ خفْقٌ وَمَسْمَعُ

 

فانّ الوَلاءَ الحَقّ حُبّ وَرَحْمَة =تجَمّعُ هذا الشَمْلَ عَمّا يُوَزّعُ

 

فحَنّوا شِغَافَ الذاتِ من نزفِ طِهرِهِ= بنُبِلٍ مِنَ الأخْلَاقِ للبُغضِ يَقْلَعُ

 

وَيَا شَاحِذيْهَا نَعْرَةً طَائِفِيّةً =وَمُسْتنقعُ الأحْقَادِ للغلّ يُقرِعُ

 

هنَا يَسْتدلُّ الحبّ في عشْقِ حَيدرٍ =هنا منْ لذيذِ الشّوطِ ما الحبّ يَزْرَعُ

 

فانْ شِئتَموا خُلداً فتِلكَ نفائسٌ= تصُبّ شَآبيباً من النورِ تُفرِعُ

 

لروْحِكَ قدْ صُغنَا غناكَ حيَاتَنَا =مَتى شَتّتْ الأصْداءُ نادتْكَ أضْلُعُ

 

خشُوعاً عَلى مَعناك تُسْتَوْقَفُ الرّؤى= عَليّ فَدَاكَ الرّوحُ أيّاكَ نَطْمَعُ

* غدير 1431ه

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25/تشرين الثاني/2010 - 18/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م