شبكة النبأ: تجري الرياح بما لا تشتهي
السفن، قد نستطيع ان نلخص مشاكل الحياة وصعوباتها التي يمر بها الإنسان
ويعاني منها بهذا المثل البسيط، فمن الطبيعي ان لكل واحد منا (وفي كل
مرحلة عمرية يمر بها) أحلام وتطلعات ومشاريع نبدأ بالتفكير بها ونسبح
في فضاء الخيال الذي يأخذنا أحيانا بعيدا عن الواقع وهو في بعض الأحيان
يجعل من الشخص غير مدرك لحياته ومجتمعه وبدوره يؤدي بنا الى صدمة قوية
قد يتصرف شخص ما بجنون ويفقد أعصابه ويقدم على الانتحار، حيث بينت
الإحصائيات والأرقام ان هناك عدد كبير جدا من حالات الانتحار تسجل وفي
كل يوم، ويرجح الأطباء النفسانيين والاجتماعيين هذه الحالات الى الوضع
الاجتماعي الضعيف في الأسرة بالإضافة الى بعض الإخفاقات التي يمر بها
الإنسان في مجال الدراسة او الحب او العمل.
3 آلاف شخص يوميا
حيث قالت منظمة الصحة العالمية، إن نحو ثلاثة آلاف شخص يقدمون على
الانتحار كل يوم، داعية وسائل الإعلام إلى "التعقل في تغطية حالات
الانتحار،" للحيلولة دون المزيد.
وقالت المنظمة لمناسبة "اليوم العالمي لمنع الانتحار،" إن الهدف من
تخصيص يوم عالمي هو "تعزيز الالتزام والعمل في شتى أرجاء العالم من أجل
منع حالات الانتحار." ووفقا لتقديرات منظمة الصحة فإن نحو 3000 حالة
انتحار تسجل يومياً، في حين أن هناك، لكل حالة، 20 محاولة انتحار أو
أكثر.
وقالت المنظمة إنها "تسعى وهيئاتها الشريكة، بالتعاون مع الرابطة
الدولية لمنع الانتحار، إلى الدعوة من أجل توفير العلاج المناسب لمن
يحاولون الانتحار ومتابعتهم، وحثّ وسائل الإعلام على توخي المزيد من
العقلانية لدى تغطية حالات الانتحار."
ووفقا لإحصاءات المنظمة فإن نحو مليون شخص ينتحرون سنويا، وفي الـ45
سنة الأخيرة، قفزت معدلات الانتحار بنسبة 60 في المائة في جميع أنحاء
العالم. وقالت المنظمة "الانتحار هو من بين الأسباب الثلاثة الرئيسية
للوفاة بين الذين تتراوح أعمارهم بين 15-44 في بعض البلدان، والسبب
الرئيسي الثاني للوفاة في الفئة العمرية 10-24 سنة، وهذه الأرقام لا
تشمل محاولات الانتحار." بحسب وكالة أنباء السي أن أن.
ورغم أن معدلات الانتحار كانت أعلى بين كبار السن من الذكور، إلا أن
المعدلات في صفوف الشباب آخذة في التزايد إلى درجة أنهم الآن المجموعة
الأكثر تعرضا للخطر في ثالث البلدان، من الدول المتقدمة والنامية.
وأشارت المنظمة إلى أن الاضطرابات النفسية، خصوصا الاكتئاب واضطرابات
تعاطي الكحول، هي عامل خطر رئيسي للانتحار في أوروبا وأمريكا الشمالية،
ولكن في البلدان الآسيوية فإن الانتحار له أسباب معقدة نفسية واجتماعية
وبيولوجية وثقافية.
حاصل الذكاء.. يحدد
بينما يميل الرجل الأقل ذكاء، وفقاً لاختبار حاصل الذكاء، إلى
الانتحار أكثر من غيره، وفق ما كشفته دراسة سويدية نشرت مؤخراً.
فقد خلصت الدراسة التي أجراها عدد من الباحثين، من بينهم أطباء من
مستشفى جامعة كارولينسا ونشرت في صحيفة بريتيش ميديكال جورنال، إلى أن
لدى الرجال ذوي المعدلات المتدنية في اختبار الذكاء IQ ميل أكبر على
الانتحار.
وقال خبير الطب الاجتماعي في معهد الأبحاث جيسس، واحد من شاركوا
بالدراسة، الأستاذ دنّني فوغيرأو، إن النتيجة تظهر نمطاً واضحاً، ولهذا
فهي مثيرة للاهتمام. وقد قسمت نتائج الدراسة على تسع مجموعات، وأظهرت
أن ثمة علاقة واضحة بين المعدلات المنخفضة في اختبار الذكاء وميول
الرجال إلى محاولة الانتحار في فترة لاحقة من العمر، وفقاً لما ذكرته
الإذاعة السويدية.
وجاءت الدراسة نتيجة متابعة لما يقرب من مليون رجل يعملون في عدة
مجالات على فترة 25 عاماً. وحسب دنّي فوغيرأو فإن جذور خطر التعرض
لمحاولة الانتحار لدى البالغين موجودة خلال الفترة التي يكون بها الطفل
على مقاعد الدراسة. بحسب وكالة أنباء السي أن أن.
وأوضح أن من يمرون بفترة دراسية جيدة يحصلون على معدلات أعلى في
اختبارات الذكاء.
وأشار إلى أن من يواجهون صعوبات أثناء الحياة المدرسية، فسوف يعانون
من صعوبات في القراءة، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف التطور السلوكي والذي
يرتبط بسوء الحالة الصحية قبل وبعد سن البلوغ.
وتابع قائلاً أن هذا بدوره سيؤدي إلى ضعف المشاركة في المجتمع
والحياة الاجتماعية، وبالتالي زيادة المشاكل والصعوبات. وأضاف دنّي
فوغيرأو أن هذه الدراسة تتوافق مع الدراسات التي أجريت في الأعوام
الماضية حول علاقة الذكاء والموهبة بالصحة والوفيات.
ظاهرة خاطئة
من جانبها حذرت دراسة من احتمال أن يكون للجنازات وحفلات التأبين
المهيبة التي تتم بعد انتحار مراهقين تأثير سيئ على سائر الشباب من ذوي
الميول الانتحارية، بحيث تشجعهم على قتل أنفسهم سعياً لنيل ما يعتقدون
أنها مناسبات تمجّد ذكراهم.
وقالت مؤسسة الوقاية من الانتحار الأمريكية إن على المؤسسات
التعليمية والجامعات تجنب إقامة تلك الاحتفالات، خاصة وأن الأبحاث تدل
على إمكانية انتشار الانتحار بـ"العدوى" بين صغار السن، ونصحت بأن تعمد
المدارس عوضاً عن ذلك إلى نشر برامج التوعية ضد الانتحار.
وذكرت آن هاس، مديرة المؤسسة، إن نسبة الانتحار بين طلاب المدارس في
الولايات المتحدة على سبيل المثال تصل إلى 7.5 حالات لكل مائة ألف شخص،
بينما ترفع النسبة بشكل عام لدى الشبان بين 18 و2 عاماً إلى 11.5 لكل
مائة ألف. بحسب وكالة أنباء السي أن أن.
واعتبرت هاس أن صغار السن هم الأكثر عرضة لانتشار "عدوى" الانتحار
بسبب حساسيتهم المفرطة تجاه ما يحيط بهم من أمور، إلى جانب ميلهم
لتقليد ما يقوم به أقرانهم. ونبهت إلى أن دراسة أجرتها جامعة جنوب
كاليفورنيا خلصت إلى أن الشبان تراودهم الأفكار الانتحارية بعد موت
الأصدقاء أو أفراد العائلة، أو بمجرد رؤية حالات انتحار عبر التلفاز.
أما كيث أندرسون، مدير المعهد الأمريكي للصحة، فقد لفت إلى أن
انتشار الأمراض العقلية والنفسية في المجتمعات الحديثة رفعت نسبة
الطلاب الذين يلتحقون بالمدارس والجامعات وهم يعانون أصلاً من مشاكل
عقلية.
كما أشار أندرسون إلى أن بيئة المدارس والجامعات باتت أكثر إثارة
للقلق والتوتر من السابق، خاصة مع الأزمة المالية العالمية التي جعلت
المستقبل بالنسبة للكثير من الطلاب أمراً مجهولاً، كما فرضت عليهم
السعي بجد للحصول على أموال تكفي لسداد كلفة التعليم.
ميول
فيما أظهرت وثيقة صادرة عن المعهد الوطني للصحة العامة في كيبيك ان
الميل الى الانتحار اكبر في كيبيك منه في أرجاء كندا الأخرى.
ففي العام 2008 انتحر 1103 من سكان كيبيك. ويقدم الرجال بسهولة اكبر
على هذه الخطوة من النساء اذ ان 842 رجلا في مقابل 260 امرأة انتحروا
على ما جاء في الوثيقة. ولم تبرز الوثيقة جنس الشخص الأخير المنتحر.
وتسجل كيبيك 23.8 عملية انتحار لكل الف شخص لدى الرجال و6.6 لدى النساء
في حين ان المعدل الوسطي الكندي هو 16.9 للرجال و5.1 للنساء. بحسب
وكالة أنباء فرانس برس.
وجاء في التقرير ان نسبة الوفيات الناجمة عن الانتحار تشهد تراجعا
قدره 4 % سنويا منذ العام 1999. وفي صفوف الفئة فوق سن الخمسين يسجل
التراجع الأكثر اعتدالا فيما نسبة الانتحار في فئة النساء بين سن
الخمسين والرابعة والستين ارتفعت 1.1 % سنويا بشكل وسطي بين عامي 1999
و2008.
وهذا الوضع يقلق جمعية كيبيك للمتقاعدين في القطاعين العام وشبه
العام التي تعتبر ان "ألحكومة وهيئات مكافحة الانتحار يجب ان تكثف
تحركاتها لدى الأشخاص الأكثر ضعفا". وفي العام 2008 كان 41 % من
الأشخاص الذين أقدموا على الانتحار فوق سن الخمسين. وفي العام 1999
كانت هذه الفئة تشكل 27 % فقط من حالات الانتحار.
انتحار البراءة
كما سجلت مصالح الأمن الجزائرية منذ بداية العام الحالي 81 محاولة
انتحار في أوساط أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 الى 16 عاما من بينهم 61
فتاة، مقابل حالتي انتحار بولايتي وهران الواقعة غرب البلاد وباتنة
الواقعة شرقا تتعلق بطفل انتحر شنقا وفتاة ألقت بنفسها من شرفة شقة
بالطابق الخامس.
وذكرت صحيفة «صوت الأحرار» ان المشاكل العائلية والرسوب المدرسي
تأتي في مقدمة أسباب الانتحار. من جهتها، أكدت رئيسة مكتب الأمومة
والطفولة بالشرطة القضائية خيرة مسعودان ان ظاهرة محاولة الانتحار قد
عرفت ارتفاعا في أوساط شريحة الأطفال خلال العام الماضي خاصة بين
التلاميذ حيث بلغ عددهم 208 تلاميذ بين 247 محاولة انتحار مسجلة، فيما
تمكن 6 آخرين من وضع حد لحياتهم من بين 13 حالة انتحار. بحسب وكالة
أنباء الشرق الأوسط.
وأوضحت أنه من بين الطرق المستخدمة في محاولات الانتحار خلال السنة
الماضية يوجد 213 محاولة انتحار بتناول حبوب مختلفة، و28 محاولة انتحار
عن طريق الرمي من مناطق مرتفعة والجرح باستعمال آلة حادة و6 حالات أخرى
لجأ فيها أصحابها الى الشنق.
وأشارت الى أنه بالنسبة للشريحة العمرية فتأتي فئة من 15 الى 17
عاما في المقدمة بـ129 محاولة انتحار، تليها فئة بين 14 و15 عاما بـ111
محاولة انتحار، ثم فئة ما بين 10 الى 13 عاما بـ7 حالات.
باسم الحب
في حين قالت الشرطة، إن عاشقين في سن المراهقة قفزا من الطابق الـ
34 ليلقيا حتفهما على الفور في هونغ كونغ، فيما يعتقد أنه انتحار بسبب
ضغوط أسرتيهما عليهما كي ينهيا علاقتهما.
وعثر على جثتي المراهقين، وكلاهما في الرابعة عشرة من العمر،
ممددتين على الأرض خارج عمارة سكنية شاهقة الارتفاع.
وأضافت الشرطة إن التحقيقات الأولية أظهرت أن يانج يينج وصديقها،
وونج يات لونج ألقيا بنفسيهما في فضاء سلم العمارة المكونة 34 طابقا.
وقال مدير مدرستيهما "إن يانج يينج كانت موضع مراقبة من موظفي شؤون
اجتماعية أجروا مقابلة معها قبل يومين من الحادث، ولم تظهر عليها أي
علامات تشير إلى نيتها الانتحار". بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
ويعد هذا الحادث تكرارا لحادث مماثل وقع في 2005، حينما انتحرت فتاة
حامل في سن السابعة عشرة هي وصديقها ابن السادسة عشرة قفزا من أعلى
بناية شاهقة الارتفاع. |