تجربة شعرية تستعيد خضرة البساتين والقرى

 

شبكة النبأ: استمع عدد من المتابعين والمثقفين الى قراءات شعرية جميلة للشاعر عمار المسعودي في امسية اقامها له اتحاد الادباء في كربلاء، خصصت لتجربته الشعرية بعد أن قاربت تجربته العقدين كتب فيها الكثير من القصائد ونشر معظمها في الصحف والدوريات العراقية والعربية، وجاء الدور للشاعر المبدع عمار المسعودي (القروي رغم أنفه) فهو غالبا ماكان يصرح للمقريبين بخشيته من أن تُلصَق به صفة الشاعر القروي، ولكنه مع خشيته وحذره لم يتمكن في تجربته من مغادرة القرية وحضورها الماثل في قصائده.

بدأت هذه الامسية المتميزة بحيوتها وجمالها وعفويتها وصدقها الشعري الجميل بتقديم الشاعر صلاح حسن السيلاوي للمسعودي مرحبا بشاعر الطبيعة والجمال ومنوها عن رحلته التي قاربت العقدين مع الشعر، فاسحا المجال للشاعر المسعودي كي يقدم باقة من أشعاره، فقرأ قصائد من دواوينه الثلاثة (ساعة يلمع الماس) و (ما يتعطل من الأسئلة) و (يختفي في القرى) وهي مجموعته التي صدرت مؤخرا، مؤكدا فيها على أنه (شاعر قروي) وإن لم يرض بهذه التسمية، التي اتفق معظم الحاضرين على تميز عمار المسعودي بها، ومن قصائده التي قرأها أولا، قصيدة (عناد) في مجموعته (يختفي في القرى) جاء فيها:

(في بستان منسي

دفن أبي حكايته

أخفاها بألف نخلة

يعرف أبي يعرف

متى يوقف الماء عن زهو الرمان

ويعرف أيضا......

متى يطلق عليه أسماءه وألوانه

يفرق أبي

ما بين السياسة والفاكهة

وكلما حدق فيهما

أشّر عليهما الندوب والعفن....إلخ)

ثم قرأ علي حسين عبيد ورقة عن عمار المسعودي قال عنها أنها رؤية نقدية تحمل روح الشهادة حملت عنوان – المسعودي: تجربة في اخضرار الشعر- ومما جاء في هذه الورقة الشهادة:

(لقد قرأت عمار بطرق قرائية متنوعة، قرأت له ناقدا وقارئا وكاتبا للشعر أحيانا، وتوصلت الى أنه لا يزال يكتب بروحه وليس بعقله، ولذلك فهو يقف مع أولئك الشعراء الذين يتمتع شعرهم بخاصية تنسيق الحزن، وترويضه، فيشترك بذلك مع لغة أديب كمال الدين بنقائها، ويختلف معه لغويا من حيث المبنى والمسارات والنتائج، وهنا سأستعيد ثانية قولا لهاوسمان حين يحاول أن يعرّف الشعر من خلاله فيقول "إن مهمة الشعر هي تنسيق أحزان العالم").

وعاد المسعودي الى دوحة الشعر بطلب من مقدم الأمسية وجمهور الحاضرين، فقرأ قصائد أخرى من مجاميعه الثلاث تباعا، منها قصيدة (جمع من تغافل في سيره) من مجموعة ما يتعطل من الأسئلة، وجاء فيها:

(لي إمرأة تخفي الانوثة

في فرح هائل

لي ساقية واحدة

هل نجتمع لنفاجئ بعضنا  

اجمع لكسلي ما يكفي من النساء

اسكب احتمالي حين اقول

النساء خزف مرتب).

ثم قدم الشاعر علاوي كاظم كشيش كلمة بحق صديقه عمار، قائلا أن المسعودي يتمتع بعلاقة فطرية مع القرى والطبيعة، وهو شاعر ريفي أصيل، وقال كشيش أنه لا يريد أن يفسد الشعر بمداخلات تتخذ طابعا رسميا، فالقصيدة تفصح عن نفسها وتحكي براعتها من دون تخطيط مسبق.

ثم قرأ الشاعر والناقد الأكاديمي خضير درويش قراءة نقدية في قصيدة (عناد) وهي من قصائد مجموعة (يختفي في القرى) مؤكدا فيها على التواشج الواضح بين عناصر الطبيعة وعناصر القصيدة التي يكتبها عمار المسعودي.

ثم تحدث الشاعر فاضل عزيز فرمان عن المسعودي قائلا بأنه من الشعراء القلائل الذين تُقرأ أشعارهم من قبل قراء خارج الوسط الأدبي، وهي الغاية التي يسعى اليها الشعراء والادباء عموما، واشار الى أن عمار يكتب القصيدة التي تنسجم مع روح العصر وإن طغت على قصائده رموز الطبيعة وبهائها.

فيما أشاد القاص عباس خلف بتجربة الشاعر عمار المسعودي التي تتجانس مع سلوكه الاجتماعي الحميم مع اصدقائه وغيرهم مؤكدا حرص المسعودي على الابداع وعلى كل ما يدعم المبدعين وهي سمة يتحلى بها دائما.

ومن بين المتحدثين الذين شاركوا في باب الحوار والنقاش، الشاعر نعيم الصياد، والأكاديمي كامل المسعودي، والباحث الشاعر أحمد حسون، وقد انتهت هذه الامسية الثرية، بإعلان الامسية القادمة المخصصة للباحث حسن عبيد عيسى صمن برنامج الاتحاد الحالي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 24/تشرين الثاني/2010 - 17/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م