الانسان وحرب الميكروبات

 

شبكة النبأ: تجتاح العالم العديد من الأمراض التي تسببها البكتريا المنتشرة حول العالم وبكميات مخيفة حيث تأتي هذه الميكروبات في أكثر الأحيان نتيجة إهمال الإنسان لصحته ونظافته، حيث أكد الباحثون ان المسببات الرئيسية لهذه الأمراض التي تكون قاتلة لمن يصاب بها هو المريض ذاته بسبب عدم ثقافته في الوقاية منها قبل الإصابة بها.

حتى وصل الحال الى ان الأدوية والعلاجات التي تنتجها الشركات والمصانع عن طريق البحوث والدراسات التي يقوم بها الاطباء والباحثين في مجال الطب لا تكفي للقضاء على الأمراض بسبب الأعداد المتزايدة في كل عام عن سابقه من المرضى المصابين بأمراض خطرة ومميتة، لذلك تعمل الجمعيات العالمية المهتمة بصحة الإنسان والمؤسسات الطبية بجهد كثيف لإيجاد حلول قبل وقوع أزمة عالمية من انتشار مرض ما يؤدي بفقدان الملايين من الأرواح البريئة خلال السنوات القادمة.

الأمراض المهملة

حيث شددت منظمة الصحة العالمية على نيتها "السيطرة" بحلول العام 2015 على الأمراض التي تهملها شركات الدواء الكبرى في حين أنها تصيب مليار شخص وتقتل 534 ألفا سنويا. وخلال عرض التقرير الأول لمنظمة الصحة العالمية حول 17 من تلك الأمراض التي اختفت تقريبا من الدول الغنية، أسفت مارغريت شان المديرة العامة للمنظمة قائلة "الحاجات المتعلقة بالوقاية والعلاج ضخمة لكن الأشخاص المعنيين بتلك الأمراض فقراء".

وأضافت أن القيمين على قطاع الصناعة الصيدلانية "لا يميلون إلى الاستثمار في تطوير عقاقير جديدة وأفضل لمكافحة هذه الأمراض المرتبطة بالفقر، فهم يدركون أن المرضى لن يتمكنوا من تحمل التكاليف".

ويلفت تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه الأمراض تهمل أكثر فأكثر "باستثناء حمى الضنك. فهي لا تتفجر بشكل يجذب انتباه وسائل الإعلام". لكن تلك الأمراض تتسبب بإصابات تؤدي إلى الوفاة أحيانا "في غضون بضعة أشهر أو أسابيع أو حتى أيام"، مثل حمى الضنك النزفية ومرض النوم (أو داء المثقبيات الإفريقي البشري) وداء قرحة بورولي.

وهي غالبا ما تؤدي إلى تشوهات. في غالبية الحالات يصاب الأشخاص في الوقت نفسه بخمسة إلى سبعة من هذه الأمراض الطفيلية التي تنتقل من خلال الحشرات واليرقات والرخويات مثالا على ذلك داء الكلب والرمد الجبيبي (أو تراخوما) والجذام وداء الليشمانيات ومرض الفلاريا (أو داء الفيل). بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وتأمل منظمة الصحة العالمية أن "تتم السيطرة على هذه الأمراض بحلول العام 2015، وأن يتم القضاء على بعض منها". وداء التنينات (أو داء دودة غينيا) هو أول مرض يجب القضاء عليه، بحسب المنظمة. لذا "يمكن اللجوء إلى المكافآت بهدف تحفيز المصابين للإعلان عن مرضهم". وتشدد المنظمة على ضرورة تعزيز عمليات الكشف عن المرض والعلاجات المبكرة التي تعتبر أساسية، خصـوصا في ما يتعلق بداء المثقبيات الأميركي (أو داء شاغاس). فتدعو إلى وضع "أدوات ومقاربات بسيطة وأكيدة وفاعلة وغير مكلفة بما في ذلك المبيدات الحشرية" بالإضافة إلى جعلها "متوفرة" للجميع.

خسائر بسبب الأمراض

من جانبه قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية ان بلدان غرب المحيط الهادي تواجه خسائر اقتصادية متزايدة بسبب أمراض يمكن الوقاية منها مثل الجلطات وأمراض القلب وداء السكري.

وقال الدكتور شين يونج سو مدير منطقة غرب المحيط الهادي في منظمة الصحة العالمية ان 75 في المئة من الوفيات في المنطقة بسبب أمراض لا تنتقل عن طريق العدوى.

وقال شين "تفقد البلدان النامية في المنطقة أعدادا متزايدة من الناس الذين لا يزالون في عمر الإنتاج وعليه لم تصبح الأمراض غير المعدية مشكلة صحية وحسب بل أصبحت مشكلة اقتصادية كذلك."

وقال شين ان عدد الوفيات جراء الأمراض غير المعدية الناتجة أساسا من التدخين والغذاء غير الصحي وعدم ممارسة التمرينات الرياضية تزايدت باطراد في السنوات العشر الماضية وأفادت إحصاءات منظمة الصحة العالمية بأن فقدان الإنتاجية بين عامي 2005 و2015 سيكلف الصين أكثر من 550 مليار دولار. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وتضم منطقة غرب المحيط الهادي 37 دولة تمتد من الصين ومنغوليا شمالا الى نيوزيلندا جنوبا. وتقل أعمار نصف 26500 شخص - يتوفون يوميا في المنطقة بسبب أمراض غير معدية - عن 70 عاما ويصنفون على أنهم منتجون اقتصاديا.

وتتطلب مشكلة الأمراض غير المعدية المتزايدة من الدول أن تبحث كيف تنفق ميزانياتها الصحية بطريقة أكثر كفاءة. وقال شين "كثير من الأمراض غير المعدية يتطلب علاجا على فترات طويلة وعليه فثمة حاجة لتطوير نظم الرعاية الصحية حتى يتسنى مثلا تقديم قدر من الرعاية للمريض في بيته مما يحرر موارد المستشفيات."

ميثاق وقف الهجرة

بينما اقر وزراء الصحة اتفاقا عالميا نادرا لتجنب توظيف أطباء وممرضات من دول فقيرة تعاني من نقص حاد في الأطقم الطبية.

والميثاق التطوعي لأعضاء منظمة الصحة العالمية هو الثاني من نوعه في تاريخ المنظمة ويأتي بعد ست سنوات من المفاوضات التي تهدف الى وقف هجرة العاملين في قطاع الرعاية الصحية من نحو 60 بالمئة من أفقر دول العالم.

وقالت مارجريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري السنوي الذي يعقد على مدى أسبوع لأعضاء المنظمة البالغ عددهم 193 "توصلتم الى اتفاق بشأن بعض البنود الهامة التي تعد هدية حقيقية للصحة العامة في كل مكان. الفضل يرجع الى بعض الجهود التي بذلت على مدار الليالي .. لدينا الآن ميثاق للممارسة خاص بالتوظيف الدولي للأفراد العاملين بقطاع الصحة." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وأبدت الولايات المتحدة - اكبر دولة توظف عاملين بمجال الصحة من دول أخرى - تأييدا قويا للميثاق التطوعي والذي تتعهد الدول الغنية بموجبه بإعلاء المبادئ الأخلاقية وكذلك دعم التدريب الطبي في المناطق ذات الدخل المنخفض.

وقال نيلس داولير مدير شؤون الصحة الدولية في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية الذي يرأس الوفد الأمريكي في محادثات جنيف "نحن نعترف بالنقص الشديد في المختصين المدربين بقطاع الصحة في الدول الأكثر فقرا بالعالم .. ونحن ملتزمون بتلبية هذا الاحتياج." وتقول منظمة الصحة العالمية ان منطقة جنوب الصحراء الأفريقية والتي توجد بها أعلى نسب وفيات للأطفال والأمهات بها 3 بالمئة فقط من قوة العمل بمجال الصحة في العالم.

القاتل المنسي

من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية إن نحو مليون مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي، يلقون حتفهم كل عام، وسط استجابة عالمية دون المستوى المطلوب للمشكلة.

وقدرت نشرة أصدرتها المنظمة الدولية "وجود نحو 500 مليون مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي؛ أي أكثر من المصابين بفيروس العوز المناعي البشري بعشرة أضعاف."

وهناك أشكال متنوعة من التهاب الكبد الفيروسي، إذ في حين يكون التهاب الكبد A حاداً وعابراً مع معدّل وفيات منخفض، فإنَّ العدوى بالتهاب الكبد B وC يمكن أن تصبح مزمنة، وتؤدي إلى تشمّع الكبد والسرطان.

وقالت في النشرة إن هناك نحو "350 مليون مصاب بالتهاب الكبد المزمن B، وتتحمّل قارة آسيا أعباءً مرتفعة مقارنة بالقارات الأخرى، في حين يقدّر وجود 170 مليون مصاب بالتهاب الكبد C."

ونسب بيان المنظمة إلى الدكتور ستيفن ويرسما، موظف التنسيق لالتهاب الكبد لدى المنظمة في جنيف، قوله إن "أعباء المرض هائلة حقاً، ومع ذلك ما يزال التهاب الكبد الفيروسي منسياً ومغلوط التقدير."

ويضيف: "لقد بذلت مجموعات دعم المرضى جهوداً حثيثة لإدراج هذا الموضوع على جدول أعمال جمعية الصحّة العالمية،" وثمّنت البلدان "عمل منظمة الصحّة العالمية الجيد كمساعدتها في الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي بالتمنيع والتثقيف حول سلامة الدم والحقن مثلا." بحسب وكالة انباء السي ان ان.

من جهته، قال شارلز جور، رئيس تحالف التهاب الكبد العالمي: "ثمّة حاجات أكثر يجب تلبيتها لمعالجة ملايين المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي، والحيلولة دون وفاة المرضى بسبب تشمّع الكبد وسرطان الخلية الكبدية، ويجب القيام بعمل أكبر لتثقيف العاملين الصحيين حول سلامة الإبر والدم، ومحاربة الوصم والجهل."

وبحسب تقديرات منظمة الصحّة العالمية، فهناك نحو 21 مليون إصابة كلّ عام ناجمة عن الحقن غير المأمونة في مواقع الرعاية الصحّية.

ويضيف جور: "لا يوجد بلد في العالم خالٍ من مشكلة التهاب الكبد الفيروسي. التهاب الكبد موجود في كلّ مكان، ويمكنك القول من منظور الأمراض المعدية أنَّ ذلك هو التحدّي الأكبر الذي نواجهه، خصوصاً إذا ما أُخذ في الحسبان قلّة الإجراءات المتّخذة للتعامل مع المرض."

القضاء على الحصبة

فيما أفادت منظمة الصحة العالمية بأن الجهود الدولية للقضاء على مرض الحصبة قد عانت من انتكاسة كبيرة، الأمر الذي أسفر عن عودة المرض شديد العدوى إلى الظهور بسرعة.

وأشارت المنظمة إلى أن التراجع الكبير في التمويل وعدم وجود التزام سياسي قد أسفرا عن ركود الجهود المبذولة لاستئصال المرض القاتل في مرحلة الطفولة.

وذكرت أن الوفيات الناجمة عن الحصبة، فيما بين الأطفال دون سن الخامسة، قد انخفضت بنسبة 89 في المائة، من مليون ومائة ألف حالة وفاة عام 1990، إلى 118 ألف حالة في 2008.

إلا أن عودة ظهور المرض في أكثر من ثلاثين دولة في أفريقيا جنوب الصحراء، وفي بريطانيا، وبلغاريا، واندونيسيا، والفلبين، وتايلاند على مدى العام الأخير قد شكلت انتكاسة عالمية في جهود القضاء على مرض الحصبة، وفق الأمم المتحدة.

والحصبة مرض فيروسي معدي يصيب عادة الأطفال دون سن الخامسة من العمر وتنتقل أساساً عن طريق الرذاذ، لكن الهواء وأدوات الأطفال تنقلها أيضا بسهولة، ومن مضاعفات هذا المرض: الالتهاب الرئوي، وهو المسؤول عن معظم الوفيات، بجانب التهاب الأذن الوسطى، الإسهال، والتهاب العيون والدماغ. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

ودعا د. بيتر ستريبل، من قسم التطعيم بمنظمة الصحة العالمية إلى تعزيز نظم التطعيم كل عامين إلى أربعة أعوام حتى يمكن تجنب ظهور المرض مجددا على الصعيد العالمي، وتجنب تراجع التقدم المحرز نحو تحقيق الهدف الرابع من الأهداف الإنمائية للألفية.

كما ناشد المانحين أن زيادة استثماراتهم في مجال تخفيض الوفيات الناجمة عن الحصبة على المستوى العالمي. وقدر المسؤول ألأممي نقص التمويل الخارجي اللازم لتغطية الفترة الباقية من عام 2010، يقدر 50  دولار أمريكي.

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن تأثير تناقص التمويل والالتزام السياسي قد يتسبب في نصف مليون حالة وفاة ناجمة عن الإصابة بالحصبة خلال عام 2012، ومحو المكاسب التي تحققت على مدى الثمانية عشر عاما الماضية.

الملاريا تقتل 205 آلاف

وفي السياق ذاته، قال باحثون ان الملاريا تقتل نحو 205 آلاف شخص في الهند كل عام وهو ما يزيد 13 مرة عن تقدير منظمة الصحة العالمية. وتذهب تقديرات المنظمة الى ان نحو 15 ألفا يلقون حتفهم بسبب الملاريا سنويا في الهند و100 الف من البالغين في انحاء العالم.

ودعا الباحثون الى مراجعة عاجلة لكلا الرقمين حتى لا يؤثرا بالسلب على التمويل اللازم للوقاية والتشخيص السريع للمرض والعلاج منه. وقال فينود شارما من المعهد الوطني الهندي لأبحاث الملاريا "اذا لم تعرف المرض في اي منطقة فان احتياجاتك من الأدوية وكافة الأشياء (لن تكون) صحيحة. سيتضرر برنامجك للمكافحة لذلك من المهم حقا معرفة هذه الأرقام بشكل صحيح." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

والأرقام الجديدة سترفع تقديرات منظمة الصحة العالمية للوفيات بسبب الملاريا سنويا من 860 الفا - اغلبهم من الأطفال اقل من خمس سنوات - الى أكثر من مليون. ولكن المنظمة تشكك في صحة التحليل. وقال شارما ان منظمة الصحة العالمية وضعت تقييماتها بناء على أرقام قدمتها الحكومات وسيكون من المهم للحكومات تطبيق أنظمة يعتمد عليها لمراقبة المرض. وأضاف ان الهند ترصد سنويا الف حالة وفاة فقط بسبب الملاريا.

قاتلة في غضون ساعات

في السياق ذاته، ومع إعلان الأمم المتحدة عن وفاة 138 شخصاً، على الأقل، والإبلاغ عن أكثر من 1500 إصابة أخرى بالكوليرا، في هايتي، حذر خبراء من أن المرض الجرثومي قد يفضي للموت في غضون ساعات.

والكوليرا هي من أمراض الإسهال الناجمة عن عدوى معوية ببكتيريا الضمة الكوليرية، ويمكن أن تصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، وفق منظمة الصحة العالمية.

وقال د. ويليام شافنر، رئيس الطب الوقائي بالمركز الطب التابع لجامعة فاندربلت: "هي نوع من البكتيريا موجود في البيئة وتنمو عند توفر المناخ الملائم، يمكن أن يصاب المرء بها نتيجة شرب ماء أو تناول طعام ملوث بتلك البكتيريا."

وفي حالة الوباء، يمكن أيضا أن تنتشر الكوليرا من براز الشخص المصاب، علماً أن ثلاثة أرباع الأشخاص الذين يحملون البكتريا لا تبدو عليهم أعراض المرض، والذي يتضمن الإسهال والتقيؤ وتشنجات العضلات والجفاف والصدمة. وقد تحدث الوفاة حال عدم لقي المصاب العلاج فوراً. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

ويذكر أن براز المصاب بالكوليرا هو المصدر الرئيسي للتلوث، فالبكتيريا يمكن أن تعيش أيضاً في بيئة الأنهار المالحة قليلاً والمياه الساحلية، وتنتشر في المناطق التي لا تعالج فيها مياه المجاري وإمدادات مياه الشرب معالجة كافية، وفقاً للمنظمة.

 وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما بين 3 ملايين إلى 5 ملايين شخص يصابون بالكوليرا سنوياً، وتصل الوفيات بالمرض إلى ما بين 100 ألف إلى 120 ألف حالة وفاة. والكوليرا يمكن علاجها بسهولة ففي حالات الجفاف يمكن إعطاء المرضى أملاح الإماهة الفموية، أما الحالات الحادة فقد يتطلب علاجها بواسطة السوائل الوريدية والمضادات الحيوية.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية ، فإن معدل الوفيات قد يتفاوت ما بين 30 في المائة إلى 50 في المائة حال عدم تلقي العلاج اللازم، وهناك الآن لقاحان جديدان فمويان للكوليرا يوفران حماية طيبة تدوم ثلاث سنوات.

مرضى السكري في 2030

في حين قالت منظمة الصحة العالمية، إن عدد المصابين بمرض السكري حول العالم، مرشح للزيادة بنحو 100 في المائة، ليصبح 440 مليون شخص، بحلول عام 2030.

وقالت المنظمة في نشرة على موقعها الإلكتروني لمناسبة اليوم العالمي للسكري، إن "نحو 80 في المائة من وفيات السكري تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل." وقالت النشرة "يصيب السكري أكثر من 220 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم.. ومن المرجّح أن يزداد ذلك العدد بنسبة تفوق الضعف بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ أيّة إجراءات للحيلولة دون ذلك."

ويوم 14 تشرين الثاني/نوفمبر، وهو تاريخ حدّده كل من الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية لإحياء عيد ميلاد فريديريك بانتين الذي أسهم مع شارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين في عام 1922، والتي تعد ضرورية لبقاء مرضـى السـكري على قيد الحياة. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وقد يسبب مرض السكري مضاعفات صحية خطيرة بما فيها أمراض القلب، والعمى، والفشل الكلوي وبتر الأطراف، وفقا لعدة دراسات. وبجانب السمنة يلعب ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب إلى جانب تاريخ الأسرة في الإصابة بالسكري، دوراً في زيادة مخاطر الإصابة بالمرض. وكشفت الكثير من الدراسات عن رابط بين السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية، إلا أن العلماء فشلوا في التحديد بدقة الأسباب وراء ذلك.

المرض أكثر أفضل أم الموت الأسرع؟

كما قالت دراسة أن الأمريكيين المسنين يعانون من أمراض مزمنة أكثر من نظرائهم في انجلترا لكن الانجليز لايموتون أسرع منهم وهو ما قد يحيي جدلا بشأن أي نظام صحي أفضل الأمريكي ام الانجليزي.

ووجد باحثون في راند كورب ومقرها الولايات المتحدة ومعهد الدراسات المالية في بريطانيا ان الامريكيين الذين تزيد اعمارهم على 55 عاما لديهم معدلات أعلى من الامراض المزمنة ويعيشون لفترة اطول من المسنين الذين يمرضون في انجلترا.

وقال جيمس سميث وهو خبير اقتصادي في راند ومقرها سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا والذي شارك في الدراسة مع جيمس بانكس والستير موريل من معهد الدراسات المالية اذا مرضت في سن متقدمة ستموت بشكل أسرع في انجلترا عنه في الولايات المتحدة.

يبدو على الاقل فيما يتعلق في البقاء على قيد الحياة في اعمار كبيرة مع امراض مزمنة ربما يكون النظام الطبي في الولايات المتحدة افضل من النظام في انجلترا. لكن هذا التفوق بثمن.

وتشير بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الى أن الولايات المتحدة تنفق اكثر على الرعاية الصحية من أي دولة اخرى وقال بانكس ان الانفاق على الرعاية الصحية للمسنين في الولايات المتحدة مثلي نظيره تقريبا في انجلترا.

وفي 2008 وهو احدث عام تتوافر بيانات كاملة عنه من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أنفقت الولايات المتحدة 16 في المائة من ناتجها القومي أو 7538 دولارا لكل فرد على الرعاية الصحية وهو أعلى من مثلي المتوسط في كافة دول المنظمة والبالغ 3000 دولار لكل فرد. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وحلل الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة (ديموجرافي) بيانات مسحين شملا أشخاصا أعمارهم 50 عاما او اكثر وهما مسح الصحة والتقاعد الأمريكي الذي شمل أكثر من 20 ألف شخص والمسح الانجليزي للشيخوخة والذي شمل بيانات عن حوالي 12 ألف شخص.

ودرس الباحثون معدلات الأمراض المزمنة وهي السكري وارتفاع ضغط الدم ومرض القلب وأزمات القلب والجلطات وأمراض الرئة المزمنة والسرطان ومعدلات الوفاة بين ما تراوحت أعمارهم بين 55 و64 عاما وبين 70 و80 عاما.

كما درس الباحثون الإصابة بأمراض جديدة بين المجموعتين خلال الفترة بين عامي 2002 و2006 . وبالنسبة للأشخاص في السبعينات من العمر كانت معدلات السكري أعلى بمثلين تقريبا في الولايات المتحدة عنه في انجلترا اي بنسبة 17.2 في المائة مقابل 10.4 في المائة كما كانت معدلات الاصابة بالسرطان اعلى من المثلين بنسبة 17.9 في المائة في الولايات المتحدة وبنسبة 7.8 في المائة في انجلترا. بينما كانت معدلات الوفاة بين من تراوحت أعمارهم بين 55 و64 عاما في الولايات المتحدة وبريطانيا مماثلة مما يظهر انه رغم اصابة الأمريكيين بأمراض اكثر فإنهم يعيشون لفترة أطول.

أعلى مستويات السل

بينما وصلت معدلات الإصابة بمرض السل في بريطانيا لأعلى مستوياتها خلال 30 عاما مسجلة 9040 حالة وتضاعفت أعداد الحالات المقاومة للعقاقير خلال العقد الماضي وذلك وفقا لما أظهرته بيانات الحكومة.

وجاء في تقرير سنوي عن المرض أصدرته وكالة الحماية الصحية التابعة للحكومة ان عدد الحالات المقاومة لعدد من العقاقير تضاعف تقريبا رغم ان النسبة لا تزال منخفضة عند 1.2 في المئة فقط. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وقال الدكتور ابراهيم ابوبكر رئيس قسم مراقبة المرض في الوكالة "نحن قلقين من رؤية حالات الاصابة بالسل في اعلى مستوياتها منذ السبعينات. ان السل عرض يمكن الوقاية منه وعلاجه ولكن اذا ترك دون علاج قد يهدد الحياة."

وقال انه رغم ان المرض قد يؤثر على اي شخص الا ان الحالات اكثر شيوعا بين الناس تظهر في المناطق الحضرية حيث الكثير من الأمراض المعدية الأخرى وتجمعات المهاجرين والأشخاص الأكثر عرضة مثل المدمنين والمشردين. وأكثر من ثلث سكان العالم مصاب بالبكتريا التي تسبب السل لكن نسبة صغيرة منهم فقط يتطور لديهم المرض.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/تشرين الثاني/2010 - 16/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م