شبكة النبأ: تتزايد حدة المنافسة بين
الشركات العالمية في مجال الشبكة العنكبوتية الانترنت حيث أدى انتشارها
وكثرة عددها الى البحث على كل ما هو جديد وفريد، اذا كان ذلك عن طريق
استحداث الخدمات الموجودة او الكشف عن طرق وبرامج جديدة تتيح للمستخدم
إمكانية الحصول على أي شيء يدور في ذهنه، ومن أهم تلك الأمور التي لابد
ان تتوفر في الخدمات لإرضاء المستخدم هي السرعة والدقة والسهولة، حيث
اذا توفرت هذه الصفات في مشروع احد الشركات فهي بذلك سيزداد عدد
مشتركيها وبذلك تزداد إيراداتها المالية.
وذلك يؤدي الى ظهور ميزات جديدة وبرامج حديثة وطرق تكاد لا تصدق بل
هي شيئا من الخيال، ولكن هذا لا ينفي وجود بعض الأخطاء من قبل تلك
الشركات المتعمدة والغير متعمدة ولهذا فهي تخضع لجهات تتابعها وتصدر
الأوامر لتنفيذ العقوبات على أي خروقات.
انتهاك الخصوصية الشخصية
حيث بعد مداهمة مكاتب غوغل في كوريا الجنوبية وموجة الغضب في
ألمانيا من "انتهاك الخصوصية الفردية"، عاد الحديث عن خدمة "غوغل ستريت
فيو" التي أطلقتها مجموعة غوغل، والمخاوف التي تثيرها حول احترام
الحياة الخاصة للناس.
فقد أثارت الصور التي طرحتها "ستريت فيو" على "غوغل ماب"، الجدال
منذ إطلاق المشروع قبل ثلاث سنوات. وأرسلت مجموعة غوغل فرق عمل على متن
سيارات او دراجات هوائية مزودين بالات تصوير وأجهزة تحديد المواقع
الشاملة "جي بي اس" لتصوير الطرقات في المدن الكبرى وطرح الصور على
الانترنت ضمن خدمة الخرائط. الا ان البعض اشتكى من ان الصور تظهر وجوها
يمكن التعرف الى ملامحها، ما قد يؤدي الى إحراج البعض في مواقف معينة.
كما اشار آخرون الى ان أرقام لوحات تسجيل السيارات يمكن ان تستخدم
في تحديد هوية سكان بعض الشوارع. وقال جون فردي من منظمة "الكترونيك
برايفيسي انفورمايشن سنتر" التي تعنى بالدفاع عن الخصوصية الفردية على
الانترنت ان "+ستريت فيو+ هي خدمة تجمع وتخلد معلومات كانت لتزول" لولا
ذلك. وأوضح فكرته قائلا "المشي او قيادة السيارة في الشارع عمل علني،
لكن وضع هذه المعلومة في قاعدة بيانات وجعلها متاحة للجميع ينتهك
الخصوصية". واستجابت غوغل لهذه المخاوف فطمست وجوه الناس وأرقام
اللوحات البادية في الصور.
لكن الجدال أثير مرة جديدة هذا العام عندما كشفت غوغل أنها لم تلتقط
صورا فحسب، بل سجلت "عن طريق الخطأ" اتصالات عبر شبكة "واي فاي".
واعتذرت مجموعة غوغل مرات عدة عن تسجيلها معلومات خاصة (رسائل وفيديو)،
لكن السلطات في نحو عشر دول فتحت تحقيقا بالموضوع. وعلى ذلك، اقتحمت
الشرطة في كوريا الجنوبية مكاتب غوغل وصادرت عددا من أقراص الذاكرة
الصلبة. بحسب وكالة انباء فرانس برس.
الا ان قيام سلطات بعض الدول بمصادرة هذه المعلومات الشخصية من غوغل
قد يفاقم من خطورة القضية، اذ ان ذلك قد "يعرض للخطر ناشطي حقوق
الإنسان، والمعارضين وأصحاب المدونات المدافعين عن حقوقهم"، على ما
قالت كاتيتزا رودريغز من "الكترونيك فروتنير فوندايشن". وبحسب روب
انديرلي المتخصص في التكنولوجيا "فإن غوغل من خلال جمعها المعلومات
بهذه الطريقة أرادت ان تقدم لمستخدميها خدمة تحدد لهم أماكن توافر
شبكات +واي فاي+".
وقال "إرشاد الناس الى الأمكنة التي يمكن الحصول فيها على اتصال
مجاني بالانترنت هو من الخدمات التي قد تقدمها غوغل". وأضاف انه من
الممكن ان يستفيد من ذلك لصوص الانترنت لسرقة الهويات الالكترونية
تماما كما يستفيد اللصوص العاديون من ترك المنازل مفتوحة.
في ألمانيا، حيث أعلن انطلاق خدمة "ستريت فيو" قبل نهاية العام،
وحيث يبدي المواطنون حساسية تجاه خصوصيتهم، فان الأفراد قد يعترضون على
نشر صور منازلهم. وخلصت كاتيتزا رودريغز الى القول "+غوغل ستريت فيو+
خدمة رائعة، فمثلا يمكن للسياح ان يعرفوا ما يريدون عن الأمكنة التي
يزورونها، لكنها تقنية تتدخل في التفاصيل وتذهب في ذلك بعيدا، بينما
يسعى المرء الى درجة من الخصوصية عندما يتجول في الشارع".
ميزة جديدة
من جانبها أضافت شركة "غوغل" ميزة جديدة لبريدها الإلكتروني "جي ميل"
تتيح وبشكل تلقائي تحديد الرسائل المهمة وتفصلها عن الرسائل الأخرى
التي يمكنه الانتظار لاحقاً للقراءة لاحقا. ويطلق على الأداة أو الميزة
الجديدة اسم "صندوق الرسائل الواردة العاجل"، ويعمل وفق فلتر "مرشح"
تنقية الرسائل غير المرغوب بها، باستثناء أنها تغربل الرسائل التي لا
ترغب برؤيتها آنياً، وتقوم بنقل الرسائل المرغوبة إلى أعلى الرسائل
الواردة بصرف النظر عن التاريخ.
وقالت "غوغل" إن الميزة ستساعد المستخدمين على ترتيب صندوق الرسائل
الواردة المليء بمئات الرسائل البريدية التي لا تحتاج إلى القراءة
الآنية أو العاجلة والتي يمكنها الانتظار وتعمل الميزة من خلال متابعة
لطريقة المستخدم في التعامل مع رسائل بعينها، مثل سرعتها في الرد على
تلك الرسائل في الماضي. بحسب وكالة انباء السي ان ان.
كذلك يمكن للمستخدم تدريب "الميزة" على أي الرسائل الواردة أكثر
أهمية من غيرها بواسطة المفتاحين (+) و(-) لتحديد الرسائل ذات الأولوية.
وقالت "غوغل" إنها اختبرت الميزة الجديدة للبريد الإلكتروني من خلال 10
آلاف موظف لديها، ووجدت أن المستخدمين يقضون ما يصل إلى 13 في المائة
من وقتهم في متابعة بريد "جي ميل." وترغب العديد من الشركات في تقليل
الوقت الذي يقضيه الموظفون في متابعة البريد الإلكتروني.
تسريع البحث على الانترنت
كما كشفت شركة جوجل النقاب عن مجموعة من التحسينات التي أدخلت على
محركها للبحث على الانترنت تتوقع تساؤلات المستخدمين أثناء كتابتها
فيما يبشر بتقليص الوقت اللازم للعثور على المعلومات على الشبكة وزيادة
البحث من خلال موقعها الالكتروني.
وتقدم خدمة جوجل انستانت التي يجري تدشينها في الولايات المتحدة
نتائج البحث على صفحة الكترونية قبل أن يكمل المستخدم كتابة كلمات
البحث. ويتم تحديث نتائج البحث وتغييرها على الصفحة مع متابعة المستخدم
كتابة حروف إضافية لكلمة البحث. وقالت جوجل إن التقنية الجديدة يمكن أن
تقلص فترة كل عملية بحث بواقع ثانيتين الى خمس ثوان في الوقت الذي تسهل
فيه على المستخدمين سرعة البحث عن الموضوعات ذات الصلة.
وفي مؤتمر صحفي في متحف الفن الحديث بسان فرانسيسكو لعرض التغييرات
شبهت ماريسا ماير نائبة رئيس جوجل للبحث وخبرة المستخدم التقنية
الجديدة بتقنية التوجيه المعزز (باور ستيرينج) في السيارات. وقالت "بمجرد
أن تتعود عليه .. يكون من الصعب للغاية التراجع عنه" على الرغم من أنها
أقرت بأنه أثناء التجارب اختار بعض المستخدمين إغلاق الخاصية الجديدة.
وقال مسؤولون تنفيذيون في جوجل ان التقنية الجديدة لن تغير الترتيب
الذي يصنف من خلاله محرك البحث الصفحات الالكترونية أو الطريقة التي
يقدم بها الاعلانات الى جانب نتائج البحث. وعلى سبيل المثال يمكن من
خلال التقنية الجديدة أن يقدم محرك بحث جوجل توقعات الطقس المحلية
بمجرد أن يكتب المستخدم الحرف الاول من كلمة طقس. واذا واصل المستخدم
كتابة كلمة أخرى في صندوق البحث فسيتم تحديث الصفحة وتغيير النتائج
وفقا لذلك. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وجوجل أكبر محرك بحثي في العالم لكنها تواجه منافسة متزايدة من محرك
بينج التابع لشركة مايكروسوفت. وقالت جوجل ان التقنية الجديدة ستكون
متاحة أيضا في مزيد من الدول بما في ذلك فرنسا وبريطانيا في غضون
أسابيع وقالت انها تأمل في توفير نسخة يمكن استخدامها في الهواتف
الذكية خلال الفترة القادمة.
الاتصال بالهواتف من (جي ميل)
بينما قالت شركة جوجل Google ان مستخدمي خدمتها البريدية (جي ميل)
Gmail سيستطيعون الان الاتصال بالهواتف مباشرة عبر بريدهم الالكتروني
مما يضع الشركة في منافسة مباشرة مع خدمة الاتصال عبر الانترنت (اسكايب)
Skype وشركات الاتصال التقليدي مثل ايه.تي. اند تي. AT & T وفيريزون
كوميونيكيشنز Verizon Communications . وسبق أن وفرت جوجل بالفعل خدمات
الاتصال الصوتي من جهاز كمبيوتر الى جهاز اخر والدردشة عبر الفيديو
ولكنها قالت انه ولأول مرة ستسمح بالاتصال بالهواتف المنزلية والهواتف
النقالة مباشرة من (جي ميل) . ووعدت جوجل بان المكالمات من (جي ميل)
الى الهواتف في الولايات المتحدة وكندا ستكون مجانية حتى نهاية هذا
العام وقالت انها ستضع تعريفة مخفضة للمكالمات التي تجرى الى دول اخرى.
وقالت على سبيل المثال ان المكالمات الى بريطانيا وفرنسا والمانيا
والصين واليابان ستكون تكلفتها سنتين فقط للدقيقة. ويقول المحللون ان
الخدمة الجديدة من المحتمل أن تمثل خطرا تنافسيا كبيرا على خدمات مثل
التي تقدمها (اسكايب) أكثر مما تمثله لشركات الاتصالات التقليدية والتي
أخذت بالفعل في تخفيض أسعار مكالماتها في السنوات الأخيرة بسبب
المنافسة الشرسة. وقال تود ريزيمير المحلل في هدسون اسكوير "هذا خطر
على اسكايب. انه منافس يتمتع باسم جيد للغاية." بحسب وكالة الأنباء
البريطانية.
وخدمة (اسكايب) مملوكة لشركات للتملك الخاص وشركة (اي باي) eBay وهي
تعتزم طرح عام اولي لاسهمها بقيمة 100 مليون دولار. وتسمح اسكايب
للمستخدمين منذ وقت طويل باجراء مكالمات من اجهزة الكمبيوتر الى
الهواتف. وأصبحت اسكايب مشهورة بأنها أول من قدم خدمات مجانية للاتصال
الصوتي وعبر الفيديو من جهاز كمبيوتر الى جهاز اخر. وقال ريزيمير انه
مثل اسكايب فمن المتوقع ان تصبح خدمة جوجل اكثر شعبية بين المستخدمين
الأمريكيين الذين يجرون اتصالات دولية مقارنة مع الأشخاص الذين يتصلون
بالأصدقاء داخل البلاد. وقال "الاتصالات رخيصة بالفعل لذلك لا اعتقد
أنها ستجتذب كما كبيرا من الاتصالات الداخلية. يمكن ان تأخذ بعضا من
سوق (الاتصالات) الدولية."
مليون اتصال هاتفي
وربما تكون غوغل قد واجهت صعوبات في اجتذاب المستخدمين لبرنامجيها "غوغل
ويف" و"غوغل باز"، غير أنها نجحت سريعاً في برنامجها المتعلق بالاتصال
عبر بريد الإلكتروني "جي ميل."
فعلى صفحتها في تويتر، كتبت غوغل تقول إن "أكثر من مليون مكالمة تم
إجراؤها عبر بريدها الإلكتروني خلال 24 ساعة فقط"، مبدية سرورها تجاه
الرقم المذكور. وللمقارنة فقط، ثمة 300 مليون أمريكي في الولايات
المتحدة، فإذا كان الأمريكي العادي يجري 10 مكالمات يومياً، فهذا يعني
أن مكالمة واحدة من بين 3000 مكالمة تمت عبر خدمة غوغل في اليوم الأول
فقط. بحسب وكالة انباء السي ان ان.
ولهذا الأمر "نجاحان"، الأول يتمثل في الاتصال بالهاتف الخلوي وجهاز
الكمبيوتر مع بعضهما، وبالتالي فإنه يمكن الرد من كليهما. أما الثاني،
فهو أن شاشة البريد الإلكتروني، "جي ميل" كشفت عن استقبال عدد من
الاتصالات التي لم تتم الاستجابة لها بعد الابتعاد عن شاشة الكمبيوتر
لدقائق، وما أن يتم الضغط على مصدر المكالمة التي لم يرد عليها، حتى
يتم إجراء المكالمة عبر الكمبيوتر. كل هذا دون أن يتم حسم أي مبالغ من
رصيد الهاتف الخلوي، وكل هذا يتم عبر رقم هاتف "غوغل فويس"، ويمكن أن
يتم ذلك بكل بساطة عبر إضافة الملحق الخاص بالبرنامج إلى الكمبيوتر.
هذا الأمر بالتأكيد سيسحب البساط من تحت أقدام شركات الاتصالات عبر
الكمبيوتر المعروفة اختصاراً باسم "فويب" VoIP.
القضاء في تكساس
فيما أعلن عملاق الانترنت ومحرك البحث "غوغل" ان القضاء في تكساس (جنوب
الولايات المتحدة) أطلق تحقيقا لمعرفة ما اذا كانت النتائج التي يقدمها
تخضع للتلاعب. وقال مساعد مدير الشؤون القضائية لمجموعة غوغل دون
هاريسون على مدونة الكترونية ان مكتب المدعي العام في تكساس ينظر في
مدى احترام غوغل لحقوق المنافسة، وفي عدم انحياز النتائج التي يقدمها.
واضاف "نحن نرحب بأن نجيب على أسئلتهم، لأننا على قناعة بأن غوغل
تعمل لما يحقق المصلحة القصوى لمستخدميها". وكانت مواقع الكترونية عدة
اشتكت من انها تأتي في آخر قوائم البحث التي يقدمها غوغل. وترى غوغل ان
هذه المواقع تجمعها قواسم مشتركة، فبعضها تعمل مع المحامين أنفسهم
الذين تعمل معهم مايكروسوفت، والبعض الآخر تسانده مؤسسات دعائية تمولها
مايكروسوفت. بحسب وكالة انباء فرانس برس.
في شباط/فبراير أطلقت المفوضية الأوروبية تحقيقا برلمانيا حول
إمكانية ارتكاب غوغل مخالفات في هذا المجال، بعد ورود ثلاث شكاوى. وفي
الولايات المتحدة، جرت ملاحقة غوغل قضائيا مرات عدة على خلفية القيام
بممارسات لا تحترم قواعد التنافس، الا انها لم تدن في أي من هذه المرات.
وبحسب الأرقام الأخيرة الصادرة عن شركة كومسكور المتخصصة ان 66% من
عمليات البحث التي تجري على الانترنت، تجري بواسطة غوغل، وقد ترتفع هذه
النسبة أكثر في دول أخرى.
كرات "غوغل" الملونة
في حين ظهر شعار غوغل على صفحته الرئيسية بألوان جذابة، ونقاط
متحركة، والسبب حتى الآن لم يُعرف. فعلى صفحة الولايات المتحدة
الأمريكية لغوغل، تم تصميم الشعار من عدة كرات ملونة، وعندما يحرك
المستخدم مؤشر الفأرة باتجاه هذه الدوائر، فإن حجمها يتغير، وتعود إلى
حالتها الطبيعية، عندما يتوقف المؤشر عن الحركة.
إلا أن متحدثا باسم الشركة قدم شرحا بسيطا لهذا التغيير بالقول:
"هذه الكرات تمثل السرعة، والمتعة، والتفاعلية في آن واحد، وهي الطريقة
ذاتها التي يجب أن يكون عليها محرك البحث." وعادة ما تقوم غوغل بتغيير
شعارها في العطلات والمناسبات الخاصة. بحسب وكالة انباء السي ان ان.
ولعل أكثر التغييرات إثارة كانت تصميم الشعار ليرمز لمرور الذكرى
الثلاثين للعبة "باك مان"، إذ أوقف العديد من محبي هذه اللعبة أعمالهم
لتجربة لعبة "باك مان"، ليؤدي، ووفقا لإحصاءات أجريت في ذلك اليوم، إلى
ضياع ملايين الساعات من العمل. وعادة ما ينشر غوغل على مدونته الخاصة
أسباب التغييرات التي تحصل على شعاره، إلا أنه لم يتم فعل ذلك هذه
المرة، مما أدى إلى إثارة العديد من التكهنات. غير أن ما اتفق عليه
الكثير من المستخدمين هو انبهارهم بهذا التغيير، فقد قال أحد
المستخدمين، ويدعى موجو روجو: "يوما ما، ستتمكن غوغل من السيطرة على
العالم بأكمله، ولن نكون منتبهين لذلك لأننا سنكون منشغلين بمتابعة
التغييرات على شعارات الشركة." |