بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي انزل على عبده القران، هدى للناس وبينات من الهدى
والفرقان، فتحدى به الفصحاء من أهل اللسان، فعجزوا عن معارضة اقصر سورة
في حسن نظمها والبيان، والصلاة والسلام على نبي الإنس والجان أبو
القاسم محمد المبعوث بأبلغ حجة وبرهان، واله الذين هم لكتابه وشرعه
حفظة وخزان عليهم صلوات الله في كل زمان ومكان.
يأمرنا الله بالتفكر والتدبر في القران الكريم إذ يقول (أَفَلاَ
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ - النساء - الآية – 82). ومعنى أفلا يتدبرون
أي تبصرون ما فيه فيعرفوا إعجازه.... والقرآن معجز في بلاغة ألفاظه
وجزالة معانيه كما انه معجز في بواطن علمه فلا يفوتنا أن نذكر وصف أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لكتاب الله عز وجل إذ يقول " كتاب ظاهره
أنيق وباطنه عميق، ظاهره حكم وباطنه علم ".
والذي لاشك فيه أن في القرآن العظيم آيات كثيرة لم تفهم بوضوح تام
إلا بعد أن تقدمت العلوم التجريبية في عصرنا الحاضر، فاذا بها تتحدث عن
ظواهر طبيعية لم تكتشف علميا إلا بعد مرور مئات السنين من نزول القران
الكريم، ومع هذا فقد صيغت هذه الآيات في صورة فهمها الناس قبل اكتشاف
هذه الظواهر العلمية ودون أن تصدم معارفهم التي كانت يقينا علميا
بالنسبة لهم في عصورهم السابقة. وهذا هو الإعجاز... ويمكننا القول أن
الكثير من آيات القران الكريم سوف تفهم بصورة أدق وأكمل بعد تقدم
العلوم التجريبية وتقانتها أكثر فأكثر.
هذه الحقيقة المذهلة تستوقفنا أمامها طويلا فبالرغم من أن القران
ليس أصلا كتاب طب أو طبيعة أو فلك أو....الخ، وبالرغم من انه بين الناس
أكثر من أربعة عشر قرنا بصورته الموحدة الثابتة، وبالرغم أن وحيه قد
نزل على محمد بن عبد الله (ص) الذي كان رجلا عربيا بسيطا، حتى بالنسبة
لمعارف عصر البدائية، بالرغم من ذلك كله...فقد تضمنت آيات القران معارف
علمية لا تزيدها الاكتشافات التجريبية في مجالاتها المتعددة إلا تصديقا
ودعوة الى اليقين، دون أن تناقض هذه المعارف البشري المتجددة آية من
القران وهذا ما يؤكد أن القران لكل زمان ومكان كما قال الإمام الصادق
(ع) " أن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس
فهو في كل زمان جديد وعند كل قوم غض الى يوم القيامة".
أيمكن بعد هذا كله أن يكون النص القرآني صادرا عن بشر وأي بشر، رجل
أمي عاش في القرن السابع الميلادي وأقصى ما يمكن أن يقال في معرفته انه
بلغ الغاية في علوم عصره وتجاربه، لقد صدق الحق وقوله الحق (أَفَلاَ
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ
لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا - النساء - الآية – 82).
وأود أن أوضح للحضور الكرام أني عارف بقول الله تعالى والذي جاء على
لسان نبيه (ص) وعامل به إذ يقول: " ما آمن بي من فسر القرآن برأيه "
لأني سوف لن أفسر أو أؤول برأيي ولكن محاضرتي هذه هي امتداد لمئات
المباحث العلمية في مجال الإعجاز العلمي للقران الكريم، فمنذ أوائل
العصر الحديث ظهرت نزعة علمية حاولت أن تعلل الإعجاز القرآني بأسباب
علمية، هدفها إثبات مسايرة القران الكريم لكل ما يجد من مكتشفات
ومخترعات. وهي امتداد لنزعات علمية وجدت عند علماء عاشوا في القرن
السادس الهجري مثل الفخر الرازي (544-606 هـ) في تفسيره "مفاتيح الغيب"
الذي احتوى أبحاثا فياضة في نواحي شتى من العلم وكذا في كتابه " نهاية
الإيجاز في دراية الإعجاز" وكذلك وجدت هذه النزعة في كتاب الغزالي "
إحياء علوم الدين " وعند الاسيوطي " الإتقان في علوم القران "، ثم جمعت
هذه الشذرات المتناثرة في كتب عدة منها " الأسرار النورانية القرآنية "
لمحمد بن احمد الاسكندري الطيب والذي تعلق بالأجرام السماوية والأرضية،
والحيوان والنبات، والجواهر والمعادن وكان ذلك في القرن الثالث عشر
الهجري وكذلك في كتابه " تباين الأسرار الربانية في النبات والمعادن
والخواص الحيوانية "...
واستمرت النزعة العلمية في تفسير القران حتى ظهرت في مؤلفات بعض
كبار المفكرين أمثال عبد الرحمن الكواكبي والذي حاول استخراج مجموعة من
المكتشفات الحديثة من القران الكريم إذ قال انه ورد التلميح بها في
القران وعلل ظهورها بعد الخفاء بإثبات إعجاز القران... ولا يقف
الكواكبي فريدا في هذا الميدان فثمة باحثين آخرين مثل الأستاذ مصطفى
صادق الرافعي (إعجاز القران والبلاغة النبوية) وكذلك الشيخ طنطاوي
جوهري في تفسيره للقرآن... حتى ظهرت بعض الكتب المتخصصة مثل " اعجاز
القران في علم طبقات الأرض " للأستاذ محمد محمود إبراهيم، كما لا
يفوتنا أن نذكر " موسوعة أهل البيت الكونية " التي ضمت مجلدات تخصصية
منها في الظواهر الطبيعية وأخرى في النجوم والكواكب لمجموعة من
المؤلفين تحت أشراف الشيخ فاضل الصفار... وأخيرا لا ننسى أن نذكر ما
للعالم المصري زغلول النجار من دور كبير في هذا المجال خصوصاً مؤلفه
الأخير " من آيات الأعجاز العلمي في القرآن الكريم ".
أن الآيات التي تحتوي اعجازاً علميا تجريبيا كثيرة جداً، حتى مع
معارف عصرنا التي أكيد أنها لم تبلغ الغاية في الاكتشاف وأمامها الكثير
لتعرفه، ولن أستطيع في هذا المجال الضيق أن اذكر كل هذه الآيات لان ذلك
يحتاج الى مراجعة الكثير من النظريات العلمية الحديثة والتي يقتضي
أدراك مفاهيمها والتي قد يطول شرحها الصفحات، إلا أننا يمكن أن نستعرض
القليل منها لجلب انتباه الحضور حول المفاهيم العلمية لتي تتعرض لها
مثل قوله تعالى:
" وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ
الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ - يس - الآية - 38 وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ
مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ - يس - الآية - 39
لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ
سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ - يس - الآية - 40
"
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ - الرحمن - الآية - 19
بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ - الرحمن - الآية – 20
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ
شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ - الأنبياء - الآية - 30 وَجَعَلْنَا
فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا
فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ - الأنبياء - الآية - 31
وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا
مُعْرِضُونَ - الأنبياء - الآية - 32 وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ
وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ -
الأنبياء - الآية - 33
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا
بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا
فَاعِلِينَ - الأنبياء - الآية - 104
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ
السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ
خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ - النمل - الآية - 88
وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ - الذاريات - الآية – 7
وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ - الطارق - الآية – 1
بينما نرى في آيات أخر أن الله عز وجل يقسم بأمور كثيرة ليؤكد
عظمتها كما في قوله تعالى:
- فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ - الحاقة - الآية - 38 وَمَا
لَا تُبْصِرُونَ - الحاقة - الآية - 39
- فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ - التكوير - الآية - 15 الْجَوَارِ
الْكُنَّسِ - التكوير - الآية - 16 (الخنس جمع خانس، والخنوس الانقباض
والتأخر والاستتار، والجوار جمع جارية والجري يعني السير السريع والكنس
جمع كانس).
ثم لنأتي الى الآية الكريمة والتي هي صلب محاضرتنا لهذا اليوم إذ
يقول الله سبحانه في سورة الواقعة-75،76 (فلا اقسم بمواقع النجوم وأنه
لقسم لو تعلمون عظيم).
ويذكر أن القسم في القران الكريم يأتي من قبيل التنبيه للمسلمين
خاصة وللناس عامة الى أهمية الأمر المقسم به وعظمته. كما في الآية
الأولى من سورة القيامة إذ يقول عز وجل " لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ
الْقِيَامَةِ - القيامة - الآية - 1 " للتنبيه الى هول وعظمة يوم
القيامة. وهنا أود القول الى أن العديد يخلطون بين مفهومي الكواكب
والنجوم. إلا أن المعنى الواضح للكوكب هو ذلك الجسم الصغير نسبيا والذي
يدور حول جسم ساخن أكبر حجما يعرف بالنجم تحت تأثير مجاله الجذبي.
والواقع أن هذا التعريف ينطبق على ما يسمى بالكوكب الرئيس الذي قد
تتبعه أو تدور حوله أجسام أصغر هي الكواكب الثانوية أو التوابع أو
الأقمار. والأرض هي أحد الكواكب التابعة إلى الشمس وهو النجم الذي يمثل
مركز المجموعة الشمسية التي تتبع بدورها مجرة درب التبانة كما يسميها
العرب أو اللبانة (Milky Way Glaxy) كما يسميها الآخرون. ولكلا
المسميين معناهما الدال فدرب التبانة تعني أن الكواكب الموجودة في هذه
المجرة تمشي ضمن مسارات ثابتة مشابهة لمسارات الدواب التي تحمل على
متنها التبن وبالتالي فإن التبن الساقط على جانبي الدابة سوف يحدد خط
السير الذي تتبعه تلك الدابة، بينما اللبانة تعني الطريق الحليبي الذي
تتبعه الكواكب في مسيرها أو تتركه بعد سيرها.
ليست الأرض الكوكب الوحيد الذي يدور حول الشمس ولها تابع واحد هو
القمر، بل هناك ثماني كواكب أخرى وهي بحسب قربها من الشمس عطارد،
الزهرة، الأرض ثم المريخ وتدعى بالكواكب الداخلية، يليها المشتري، زحل،
أورانوس، نبتون ثم بلوتو وتدعى بالكواكب الخارجية.
إضافة إلى (32) تابع و(2000) كويكب و(1000) مذنب تقريبا مع أعداد
هائلة من الشهب والنيازك والغبار الكوني وجميعها تدور حول الشمس تحت
تأثير مجالها الجذبي وتستمد حرارتها وضوءها منها. وكوكب الأرض كبير جدا
جدا للإنسان إلا أنه صغير بالنسبة للمجموعة الشمسية، والأخيرة (اي
المجموعة الشمسية) لا تمثل إلا قطرة في محيط بالنسبة للكون.
تدور كافة كواكب المجموعة الشمسية حول الشمس في نفس الاتجاه في
مدارات إهليجية، كما أن جميع هذه الكواكب تدور حول محورها بنفس اتجاه
دورانها حول الشمس عدا الزهرة. ومن هنا استنبط العلماء أن المجموعة
الشمسية ليست تجمعا اعتباطيا من الكتل بل هي مجموعة ذات منشأ واحد
يتحكم في حركتها قانون الجاذبية العام. وقد ذكرت مصادر التفسير ذات
النزعة العلمية أن الكتاب الكريم قد أشار الى هذه الظاهرة الطبيعية في
الآيات - إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن
تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن
بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا - فاطر - الآية - 41 وقوله
تعالى " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ
وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء
أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ
بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ - الحج - الآية - 65 " وقوله تعالى "
اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا -
الرعد - الآية - 2"
ونظرا للمسافات الشاسعة التي تفصل الكواكب عن بعضها أو المجرات أو
بين المجاميع الكونية المختلفة فأنها تقاس بوحدات فلكية خاصة تسمى
السنة الضوئية. وتعرف السنة الضوئية على أنها المسافة التي يقطعها
الضوء خلال سنة واحدة (أي بحدود 10 مليون مليون كيلومتر)، فمثلا يبلغ
عرض مجرتنا درب التبانة بحدود (80000) سنة ضوئية، أما بعد الأرض عن
الشمس فيبلغ (8) دقيقة ضوئية، وبعد القمر عن الأرض بحدود (1.24) ثانية
ضوئية. والجزء المدرك من الكون (وكله في السماء الدنيا) يبلغ قطره أكثر
من (20) الف سنة ضوئية.
ورغم المساحات الشاسعة التي تغطيها المجموعة الشمسية إلا أن الشمس
في نظر الفلكيين لا تمثل إلا شرارة بسيطة في مجرة درب التبانة، لأنها
تمثل نقطة مضيئة بالقرب من أحد أطرافها، إذ يبعد مركز مجموعتنا الشمسية
عن مركز المجرة وهي مجموعة القوس حوالي (30000) سنة ضوئية. وتغطي مجرة
درب التبانة مساحة يبلغ طولها حوالي (200000) سنة ضوئية وعرضها بحدود
(80000) سنة ضوئية بسمك (15000) سنة ضوئية تقريبا. وتتألف مجرة درب
التبانة من عدد هائل من النجوم والكواكب التي يبلغ متوسط حجم النجم
فيها حجم الشمس، بينما يقدر عدد نجومها فقط بحوالي مائة ألف مليون نجم
تقريبا. والنجوم ذاتها تشبه الشمس شبها كبيرا إلا أنه بعدها الشاسع
يجعلها تبدو خافتة، علما أنه يوجد لعدد كبير من هذه النجوم كواكب تدور
حولها.
ومجرتنا ليست وحدها السابحة في الفضاء لأن المرقاب (التلسكوب)
الحديث قد كشف على الأقل عن (200) الف مليون مجرة أخرى بعضها اكبر من
مجرتنا بكثير. والملاحظ هنا مع عظمة النجوم ذاتها إلا أن الله اقسم
بمواقعها كون الانسان يرى المواقع ولا يراها أولا، كما أن الموقع يشير
الى اتساع الزمان والمكان ثانيا، وفوق كل ذلك فان هذه المواقع تحكمها
قوانين الجاذبية الكونية المسيطرة على الأجرام فاذا فقدت لسبب ما يفنى
الكون وهذا ما قد تشير له الآية في قوله تعالى " يَوْمَ نَطْوِي
السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ
خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ -
الأنبياء - الآية - 104 "
المجرات كما هو معروف تتباعد عن بعضها بسرعة بين (600-40000)سنة
ضوئية/ثا " وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ -
الذاريات - الآية - 47 حيث تفنى مجرات وتولد مجرات جديدة عند أماكن
تسمى بالثقوب السوداء (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ - التكوير - الآية
- 15 الْجَوَارِ الْكُنَّسِ - التكوير - الآية - 16) (الخنس جمع خانس،
والخنوس الانقباض والتأخر والاستتار، والجوار جمع جارية والجري يعني
السير السريع والكنس جمع كانس). ومجرتنا درب التبانة تقع عند طرف نظام
كوني من المجرات على شكل قرص قطره حوالي (100 مليون) سنة ضوئية، إذ
يحتوي هذا النظام على (10000) مجرة والتي مركزها (مجرة عنقود العذراء)
ويسمى ذلك القرص بـ (العنقود الأعلى). ولك عزيزي القارئ أن تقدر عظمة
قسم الجليل بمواقع النجوم ودلائله الكبيرة.
ونختم بقوله عز وجل (إن لفي خلق السموات والارض واختلاف الليل
والنهار لآيات لأولي الألباب).
* كلية العلوم-جامعة كربلاء
dr.najimnajim@yahoo.com |