
شبكة النبأ: يتوجه حجيج بيت الله
الحرام الى مكة المكرمة لإقامة مناسك الحج هذا العام مع مخاوف محتملة
لشن تنظيم القاعدة الارهابي هجمات بالمتفجرات قد يكون مصدرها اليمن.
فعلى الرغم من نفي القاعدة اي نية لها في استهداف موسم الحج، الا ان
السلطات السعودية اعربت عن قلقها من وقوع بعض الخروقات الامنية، خصوصا
ان هذا التنظيم المشبوه كان ولا يزال غير مأمون الجانب بحسب معظم
المحللين.
وحسب بعض الاحصائيات المتوافرة فان عدد الحجيج لهذا الموسم زاد على
مليونين ونصف المليون ناسك، وهذا العدد قابل للزيادة خصوصا ان الآلاف
من الحجاج يدخلون الاراضي السعودية بشكل غير شرعي.
القاعدة تعارض شن اي هجمات
فقد اكد تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب في بيان على الانترنت
انه يعارض "اي عمل اجرامي على حجاج بيت الله الحرام" الذين يؤدون الحج
في السعودية، وذلك بعد ان اعربت الرياض عن مخاوفها من تعرضهم لهجمات.
وجاء في البيان "نبين لامتنا المسلمة بان طليعتها المجاهدة تبرأ الى
الله من كل من يقوم بالتعدي على الكعبة المشرفة وعلى حجاج بيت الله
الحرام".
واكد البيان "اننا ضد اي عمل اجرامي على حجاج بيت الله الحرام"،
مضيفا "اننا احرص الناس على دماء المسلمين في اي مكان كانوا وفي مكة هي
أشد حرمة من غيرها".
واضاف البيان "واننا ما قمنا الا للدفاع عن المسلمين وتحكيم شرع
الله ورفع الظلم عن المسلمين".
وكان وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبدالعزيز صرح انه لا
يستبعد امكانية حصول عمل تخريبي خلال الحج، وذلك ردا على سؤال حول
تهديد تنظيم القاعدة الذي يتنامى نشاطه في اليمن المجاور. وقال الامير
نايف "نحن لا نثق بهم، ولا نستبعد محاولة اي عمل يعكر امن حجاج بيت
الله".
واضاف الوزير "نحن مستعدون لاي عمل يمكن حدوثه، ان شاء الله لا يحدث
هذا تقديرا لهذه الشعيرة"، واكد "نحن قادرون على افشال مثل هذه العملية".
ويشارك نحو 2,5 مليون مسلم في اداء فريضة الحج هذا العام.
وقال التنظيم في بيانه ان "محاولات ال سعود اليائسة في القضاء على
المجاهدين جعلتهم يفترون الكذب عليهم ومن ذلك تصريح وزير الداخلية
السعودي باحتمال قيام المجاهدين بعمل تخريبي ضد حجاج بيت الله الحرام
لتشويه صورتهم امام امتنا المسلمة".
وحذر البيان "من تطبيق خطة عدو الله بترايوس التي تهدف الى التفجير
في الاسواق العامة والمساجد واماكن العبادة لتشويه الحركة الجهادية"،
في اشارة الى قائد القوات الاميركية السابق في العراق الجنرال ديفيد
بترايوس.
واضاف البيان "ومما يؤكد على ان آل سعود لديهم تعاون وولاء كامل مع
الامريكان واليهود، تبليغهم عن الطرود المفخخة الموجهة لليهود
والامريكان".
وكان البيان يشير الى العثور على طردين مفخخين معدين للانفجار داخل
طائرتين في بريطانيا ودبي. وتم ارسال هذين الطردين من اليمن عبر شركتي
+فيدكس+ و+يو بي اس+، وعثر عليهما بفضل معلومات قدمتها الاستخبارات
السعودية.
واختتم البيان "ننبه امتنا المسلمة الى تساهل آل سعود في الامن وفتح
المجال للشيعة الروافض ليمارسوا الاعمال الاجرامية التي تقلق امن بيت
الله الحرام في ظل عدم تحذير ال سعود من استعداء الرافضة المتوقع ولا
سيما وانها قد تكررت منهم في السابق".
اكثر من مليوني مسلم
في السياق ذاته بدأ 2.5 مليون مسلم على الأقل أداء شعائر الحج يوم
الأحد متوجهين الى مخيمات قرب مكة المكرمة ليسلكوا الطريق الذي سلكه
النبي محمد (ص) قبل 14 قرنا.
ويتوجه الحجاج سيرا على الاقدام أو باستخدام وسائل النقل العام أو
في سيارات خاصة الى منى على بعد ثلاثة كيلومترات من مكة.
وما زالت الارقام النهائية للحجيج لم تعلن اذ ان الالاف ما زالوا
يصلون الى الاراضي المقدسة فيما لم يتحدد بعد عدد الحجيج من داخل
السعودية.
كما ان هناك دائما عددا من الحجيج الذين يصلون مكة بطريقة غير شرعية،
اي من دون اذن الحج، وذلك عبر التسلل من المعابر التي تحيط بمكة.
واعلنت الشرطة السعودية انها ضبطت 29 الف شخص يحاولون الدخول الى
المدينة المقدسة.
وتهدف الاجراءات الامنية المشددة الى حماية التجمع السنوي الاكبر في
العالم من اي محاولة لتعكير صفو الشعائر، وتفخر السعودية بانها حامية
الحرمين الشريفين في مكة والمدينة.
وتنشر السلطات السعودية عدة حواجز تفتيش على الطريق بين جدة (غرب)
ومكة المكرمة وتقوم بالتدقيق في وثائق المسافرين المتجهين الى الاراضي
المقدسة.
وقامت القوات الامنية السعودية والدفاع المدني باستعراض قوة لافت اذ
استعرضت قواتها الخاصة السريعة الانتشار مدعومة بالمروحيات والمركبات
المصفحة المضادة للشغب.
وقال الفريق سعيد القحطاني مدير قوى الامن العام السعودية خلال
العرض ان "هؤلاء الرجال مستعدون لمواجهة اي حالة عند الحاجة".
وخلال الاستعراض الذي نظم في مكة، سير الدفاع المدني عشرات مركبات
الاطفاء وسيارات الاسعاف وقوارب النجاة.
والمملكة الغنية بالنفط انفقت المليارات في توسعة قدرات الاستيعاب
في مكة التي تقصدها سنويا اعداد متزايدة من الحجيج.
وكانت مواسم حج سابقة شهدت حوادث تدافع مميتة، خصوصا على جسر
الجمرات في منى. وقتل 364 حاجا في 2006 في التدافع بينما قتل 251 شخصا
في 2004 في حادثة مشابهة. وفي 1990، قتل 1426 شخصا في تدافع داخل نفق
في منى.
وردا على هذه الحوادث، فككت السعودية جسر الجمرات القديم واقامت
مكانه جسرا متعدد الطبقات. وستفتتح طبقات الجسر الثلاث الاعلى للمرة
الاولى هذه السنة.
ويحظى الجسر بعدة مداخل ومخارج فيما يقوم نظام الكتروني متطور يشمل
30 كاميرا، بمراقبة حركة الحجاج لرصد كثافة العبور.
والاكتظاظ مشكلة تواجهها السلطات ايضا داخل الحرم الذي يتسع ل700
الف شخص فيما تتسع باحته العلوية ل180 الف شخص اضافي.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي الاسبوع
الماضي "نحن نحاول ان نستفيد من خبرة جسر الجمرات داخل الحرم".
كما ان التغير الكبير الذي يمكن ان يلحظه كل شخص في مكة هو تركيب
الساعة العملاقة الاكبر في العالم على ناطحة سحاب ضخمة بالقرب من الحرم.
ويتم العمل على الانتهاء من تركيب الجهات الاربع من الساعة التي بدات
بالدوران في اب/اغسطس لفترة تجريبية من ثلاثة اشهر. ومن المفترض ان
تتحول هذه الساعة الى مرجع التوقيت بالنسبة للمسلين حول العالم. وسيبلغ
ارتفاع البرج عند الانتهاء من بنائه 601 متر.
والثلاثاء اول ايام عيد الاضحى، يعود الحجاج فيه الى منى بعد صلاة
الفجر ويقومون برمي الجمرة الاولى، وهي رمز لرجم الشيطان، ثم يقومون
بالتضحية، وغالبا تكون التضحية بخروف.
وفي الايام الثلاثة التي تلي، يتابع الحجاج شعائر رمي الجمرات
ويقومون بالطواف الاخير حول الكعبة الشريفة، وهو ما يعرف بطواف الافاضة
الذي يسبق عودة الحجاج الى ديارهم.
ولم يتم تسجيل اي حوادث هامة في الايام الاخيرة بالرغم من تواجد
مئات الالاف في مكة.
وتجمع حوالى 1,7 مليون مصل الجمعة في الحرم لصلاة الجمعة.
وتشكل حركة الانتقال بين المشاعر المقدسة مصدر قلق كبير للسلطات
السعودية بسبب تسجيل حوادث مميتة خلال هذا الانتقال في السابق.
وانفقت المملكة التي تفتخر بكونها حامية الحرمين الشريفين والساهرة
على امن وراحة الحجاج، مليارات الدولارات على تحسين منشآت خدمة الحجاج
من اجل ضمان الانتقال السلس عبر المشاعر.
قطار يربط بين مكة والمشاعر المقدسة
ولتقليل خطر التزاحم وتقليص الاختناقات على الطرق تشغل السلطات
للمرة الأولى قطارا صنعته الصين يتجه إلى الأماكن المقدسة.
وقال حبيب زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية أن طول
خط القطارات الذي تكلف 1.8 مليار دولار يبلغ 18 كيلومترا وسينقل 180
الف راكب هذا العام. وأعرب حجاج عن سعادتهم بخدمة القطارات الجديدة.
وقال حاج مصري يدعى أحمد مجدي "والله خدمة ممتازة من المملكة. وفرت
على الناس كثير. في الحقيقة تعمل بثلاثين في المئه من طاقتها الان.. ان
شاء لله السنه القادمة تتقدم لتكون خدمة جيدة للحجاج باذن الله."
وسينقل القطار الحجاج إلى المشاعر المقدسة في منى وعرفات والمزدلفة.
وقال زين العابدين إن "القطار طاقتة الاستيعابية 72 ألف (راكب) فى
الساعة." بحسب رويترز.
وتعمل القطارات بنحو 35 في المئة من طاقتها ويتوقع أن تبدأ العمل
بطاقتها الكاملة في عام 2011.
وقال زين العابدين "في العام القادم نعتقد اننا سنخدم ما يزيد عن
500 ألف الى 600 ألف حاج في النقل العام في الرحلة الكاملة وسنخدم
حوالي مليون شخص في النقل بين محطات القطار والمستوى الخامس لجسر
الجمرات."
وأوضح زين العابدين أنه نظرا للطاقة الاستيعابية المحدودة لخدمة
القطارات هذا العام فسيقتصر عملها في الوقت الحالي على نقل الحجاج
السعوديين والقادمين من دول الخليج العربية الأخرى ثم ستشمل كل الحجاج
في العام المقبل. |