الحج على الطريقة الوهابية

 

شبكة النبأ: يطل علينا الحج وأيامه المباركة حيث يفترض أن يكون موسماً لتعزيز وحدة المسلمين وانسجامهم، والقضاء على كل أسباب الفرقة والشقاق الذي يفترض أن يكون مؤتمراً تتحد فيه كلمة المسلمين، لمواجهة التحديات والقضايا الكبرى وتنبعث فيه روح التسامح والمحبة، ولكنه ومع الأسف أصبح موسماً لإصدار الفتاوى والتصريحات المأجورة التي تزكم الأنوف بروائحها النتنة المحرضة على الكراهية والبغض، المسيئة والمهينة للإسلام والمسلمين.

حيث أفادت مصادر مطلعة أن مجموعة من الحجاج الشيعة تعرضوا للاستفزاز الطائفي في طريقهم إلى مكة المكرمة، وفي التفاصيل تعرض بعض كوادر حملات حج المنطقة لألفاظ طائفية من قبل عناصر نقاط التفتيش في طريق مكة المكرمة حيث نقل (م.ع) -مسؤول في إحدى الحملات-؛ أثناء توجهنا لمكة كانت عناصر نقاط التفتيش القريبة من مكة المكرمة تسألنا عن مناطقنا ثم يجيبون بلغة استفزازية: "إن شاء الله تصيروا سنة" و "الله يهديكم إلى المذهب الصحيح". بحسب شبكة العوامية.

ويضيف آخر "حين وصولنا منطقة السيل الكبير -وهي ميقات القادمين من المنطقة الشرقية - وعند احدى النقاط الأمنية قال لنا أحد الضباط بكل صلافة: "انقلبوا إلى سنة أفضل لكم من الشيعة".

وكان متابعون للأوضاع بترقب علقوا أننا نخشى من أن يتم تصعيد الحالة الطائفية هذا العام بسبب السموم التي تبثها القنوات التكفيرية كوصال والحكمة على سبيل المثال.

بالذات أن هذه القنوات دأبت في الفترة الماضية على زرع الطائفية في أوساط المتأثرين بها، وذلك عبر نشر الأكاذيب والتلفيقات على أتباع مذهب أهل البيت.

وأضاف حقوقي شيعي أن ما نخشاه أن تقف السلطات موقف المتفرج منتظرة أن يقوم الشيعة بالدفاع عن أنفسهم لتقوم بمهاجمتهم، أو أن تكون عنصراً أساسياً كما حدث في إعتداءات البقيع.

المدينة المنورة

هذا ونقلت بواكير الحجاج الواصلين للمدينة النبوية الشريفة أن مركز هيئة البقيع يقوم بممارسة الطائفية بشكل سافر تجاه الحجاج الشيعة هذا العام.

ويتعرض الزائرين للبقيع لمضايقات وتهديد بالاعتقال لمجرد حملهم كتب الزيارة أو حتى قراءة الزيارة من أجهزة الهواتف الذكية.

ونقل العديد من الزائرين أن أحد أعضاء الهيئة يقف يومياً منذ بدء وقت الزيارة إلى نهايته منادياً - من على مرتفع خصص لذلك - "أيها الناس ذكر الله النملة في القرآن ولم يذكر عليا" "ذكر الله النحلة في القرآن ولم يذكر علياً" "قال الحسن المجتبى سبط النبي سيد شباب الجنة يا أيها الناس لا تعبدوا علياً" ويكرر هذه العبارات -وأخرى- بشكل دائم.

ويلقى العديد من الزائرين مضايقات متعددة من الهيئة التي تكفر كل من يزور أئمة أهل البيت أو يسأل عن قبور الصحابة الصالحين من أبناء الشيعة والسنة، فضلاً عن منعها زيارة الرسول الأعظم معتبرة زواره من المشركين.

وبالعودةً لأحد النشطاء الحقوقيين أكد "إن صدور مثل هذه التصرفات من عناصر ومسؤولي الشرطة مؤشر خطر يجب على المسؤولين إيقافه لأنه يهدد السلم الأهلي العام ويهدد صفو الحج على وجه خاص" وأضاف "لا أتصور أن العقلانية تجعل المسؤولين يقبلون أن تحدث تطورات لا يحمد عقباها في موسم الحج أو بعده".

وبالحديث حول تصرفات الهيئة أجاب "يجب على الدولة إيقاف الهيئة عند حدودها وإلا فإنها ستتضرر منها كثيراً على المستوى الداخلي والخارجي"، "الدين الإسلامي دين منطق وليس دين إكراه وإقصاء".

ويتابع "ثقافة الكراهية أنتجت للأمة الإسلامية حركة طالبان التكفيرية التي ذاقت منها الأمة ولا تزال الويلات، وأدت لقيام حالات العداء للدين الإسلامي في كل العالم وهذا يكفي لإعادة النظر في طريقة عمل الهيئة والجهات التكفيرية الأخرى".

وبالحديث عن الشيعة في البلاد أكد "الشيعة مكون أصيل في العديد من مناطق البلاد ولا يمكن تجاهله أكثر مما حدث"، "لن يؤدي الهجوم على الشيعة بهذا الشكل إلا للتأكيد أن التشيع أصيل في هذا البلد وفي جميع البلدان العربية والإسلامية وأنه آخذ في الانتشار".

ويؤكد "مدرسة أهل البيت هي المدرسة الرائدة في نشر الإسلام النقي ولن يزيدها الهجوم الممنهج ضدها إلا حنكة وصلابة في طريق نشر الفكر الإسلامي الوهاج بإذن الله".

السلطات السعودية تحتجز حاجا عراقياً وتصر على عدم اطلاق سراحه !

من جهته قالت مصادر حقوقية عراقية ان السلطات السعودية قامت باحتجاز احد الحجاج العراقيين اثناء تأديته مناسك عمرة الحج التي تسبق المناسك المعروفة في مكة المكرمة الخميس الماضي. وكان الحاج جاسم حمادي مهدي البوصني يؤدي فريضة الصلاة في مكة المكرمة حين إقدمت مجموعة من موظفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باقتياده الى أحد مقراتها دون تبيان الأسباب الحقيقية التي دعتها لاتخاذ هذا الإجراء الغريب. الناشط في مجال الدفاع عن الحريات العامة في العراق هادي جلو مرعي  الذي تلقى إستغاثة من عائلة حمادي التي تقطن حي الكاظمية في العاصمة بغداد دعا السلطات العراقية لإتخاذ الاجراءات الكفيلة بتأمين سلامة المواطن العراقي جاسم حمادي والسعي لدى نظيرتها السعودية الى اطلاق سراحه فورا لانه كان يؤدي مراسيم الحج ضمن بعثة الحج العراقية وهو في سن لايؤهله لتحمل متاعب الاحتجاز اضافة الى معاناته من عدة امراض في المفاصل والعمود الفقري.

مرعي اضاف إن الحاج جاسم حمادي مهدد بالبقاء قيد الاحتجاز حتى نهاية موسم الحج وبالتالي حرمانه من المناسك التي ذهب لادائها عن طريق القرعة التي تجريها هيئة الحج والعمرة في العراق. داعياً السلطات السعودية الى إطلاق سراح الحاج جاسم فوراً لأن ذلك من شأنه أن يفقد الاخرين الثقة بطريقة التعامل المألوفة في مثل هذه المناسبات.

من جهته ناشد عباس جاسم الإبن الأكبر للحاج المحتجز في مكة السلطات العراقية لبذل أقصى الجهود من أجل إنقاذ والده من بطش هيئة الامر بالمعروف السعودية وتأمين عودته الى عائلته وإكمال مناسك الحج المقررة.

فرض الاسلوب الوهابي في الحج

من جهته قال الشيخ محمد الحسين رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية في تعليقه على تصريح صالح الفوزان الأخيرة حول مناسك الحج: انه في الوقت الذي سيطر فيه (بني) سعود ومن هم بمعيتهم على مقاليد الحكم في شبه الجزيرة العربية قبل قرن من الزمان، والحرمين الشريفين تحت الاحتلال، يوحي سلطان بني سعود الفاقد للشرعية الدينية والسياسية لفقهاء البلاط بالتصريح كيف شاءوا لفرض سيطرتهم الدينية على العالم الإسلامي بعد الفراغ من احتلال شبه الجزيرة العربية واستباحة المحرمات وهدم ما تصل إليهم يدهم من آثار إسلامية.

واضاف الشيخ الحسين: لقد وصل الأمر بهذا النظام السعودي ان يختبر قدرته على التحكم بأمور المسلمين بجميع مذاهبهم وطوائفهم من خلال ادعائه حماية الحرمين، ومنح رئيس هذا النظام الذي أدعى الملوكية ظلماً وعدواناً لقب (خادم الحرمين الشريفين) الى ان يصدر أذنابه من منافقي الدين والمتزلفين للسلطان فتاوى تحرم على المسلمين كافة العمل طبق مبانيهم الفقهية وأتباع الأسلوب الوهابي في تفسير القرآن والسنة، ليثبتوا للعالم الإسلامي أولاً بأنهم الأعلم بدين الله، وثانياً منح أنفسهم صفة القيمومية على الحرمين الشريفين، وثالثاً واخيراً تحدي علماء العالم الإسلامي بأن من يملك المال فقط... هو من يخرس الألسن، ويغمض العيون.

 واشار رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة: لقد صرح المدعو صالح الفوزان عضو ما يسمى بالهيئة الدائمة للإفتاء وعضو بهيئة كبار العلماء، بان على المسلمين كافة عدم الالتزام بأي من المذاهب الإسلامية في مناسك الحج وان العمل وفقاً للمذاهب الإسلامية الأخرى هي باطلة ومخالفة للكتاب والسنة.

هذا وكان صالح الفوزان عضو الهيئة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء في المؤسسة الدينية السعودية قد أدلى بتصريح يعترض فيه على مقالة مسؤول في التوعية في الحج العام الماضي (اتركوا الحجاج كل يأخذ بمذهبه في مناسك الحج).

حيث قال، (تعجبت كيف تصدر هذه المقالة من مثله إذ معنى هذه المقالة أنه لا فائدة من التوعية ما دام أنه يترك كل على مذهبه، لأن معنى التوعية توجيه الحجاج للعمل في مناسكهم على وفق الدليل من الكتاب والسنة حتى يكون حجهم صحيحاً).

وأما أداء مناسك المسلمين على حد زعم الفوزان وفقاً لمذاهبهم فهي مخالفة للكتاب والسنة وهي باطلة ومخالفة لقول رسول الله (ص) (خذوا عني مناسككم) وهذا ما صرح به الفوزان صراحة حيث تابع قائلاً (ونحن ندعو إلى الأخذ بما قام عليه الدليل لا التزام بمذهب معين).

فبرأي الفوزان أن ما قام عليه الدليل هو شريعة بني سعود التي أمر الله ورسوله بإتباعها وعدم التخلف عنها، وأن الالتزام بأي من المذاهب الإسلامية مخالف للكتاب والسنة وبذلك يكون حجهم فاسداً.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 14/تشرين الثاني/2010 - 7/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م