الحزب الوطني يدافع عن نفسه

محمد شوكت الملط

كثيراً ما يتفاخر زعماء الحزب الوطني بما يعتبرونه انجازات حققها حزبهم في الآونة الأخيرة، واذا حاول أى مواطن أن يجادلهم فيما يزعمونه من انجازات، فربما سمع منهم اجابات غاية في الطرافة وخفة الظل.

فاذا ما تجرأ مواطن وقال لهم بصوت جهوري: إن أحوالنا الإقتصادية والمالية متدنية ولا تسر أحداً، فقد وصل إجمالي الديون إلى 614 مليار جنيه، ونسبة 35 % من الشعب تحت خط الفقر ومتوسط الدخل أقل من دولار واحد في اليوم، وقيمة الديون المهربة إلى خارج البلاد 300 مليار دولار، فلربما رد عليه بثقة يُحسد عليها: كلامك صحيح، ولكن الفقر ليس قاصرا على مصر فحسب، وانما يجتاح العديد من الدول، ولم نصل بعد لنكون مثل الصومال أو البوسنة والهرسك أو أهالي غزة المحاصرين فاحمدوا الله على ما أنتم فيه من نعمة، ولا تنس أن في بلادنا أغنى أغنياء العالم، ألا ترى الشواطئ والشاليهات والمباني الفخمة في شرم الشيخ والغردقة وغيرها من الأماكن السياحية والمدن الجديدة فأصحابها من المصريين.

 ولا تكن متشائما يا رجل فان لدينا خططاً طموحة وأفكاراً هائلة. ياسادة.. السرطان عندنا تضاعف ثماني مرات، أعلى نسبة في العالم، وكذلكالذبحةالصدرية20% من الحالات شباب تحت الأربعين، البلهارسيا أعلى نسبة في العالم، والسكرى وما أدراك ما السكرى؟ سبعة ملايين مواطن مصري، ثلاثة عشر مليون مصري مصابون بالإلتهاب الكبدي الوبائي، وعشرون مليونا من المصريين مصابون بالإكتئاب، وغيرهم مصابون بأمراض أخرى، وهذه المصائب نتيجة سياساتكم الفاشلة والمبيدات المسرطنة والتقاوى الفاسدة التي أتيتم بها.

 ربما سمع المواطن من عباقرة الحزب الوطني عبارات إيمانية وكأنهم رهبان بالليل فرسان بالنهار.. ألا تعلم أن المرض والشفاء من عند الله، ونحن شعب صبور، والأمراض منتشرة في أنحاء المعمورة، ويكفينا أن مرض الإيدز لم ينتشر عندنا، وانت تشاهد على شاشات التلفاز المقابر الجماعية يُدفن فيها الضحايا في وقت واحد - نتيجة الزلازل والكوارث -، الأمر الذى ل اتراه في بلادنا.

واذا قال لهم المواطن: إن حوادث الطرق: 6 آلاف قتيل سنويا و 23 الف مصاب، تراهم يردون عليه باستعلاء: إن هذا دليل الرفاهية، فهؤلاء كانوا يستقلون سياراتهم الخاصة أحدث موديل أو سيارات أجرة حديثة، وكلما ازداد عدد السيارات كلما ازداد عدد الحوادث، والأهم فالذنب ذنبهم فلماذا لا يستقلون القطارات؟، ربما تكون حوادث القطارات كثيرة، ولكن ضحاياها أقل عددا من ضحايا حوادث السيارات.

واذا ناداهم المواطن: يا فلاسفة الحزب الوطني... ألا تعلمون أن الهجرة: 4 ملايين مهاجر: 820 ألفاً من الكفاءات و 2500 عالم في تخصصات شديدة الأهمية.. 6 ملايين طلب هجرة للولايات المتحدة وحدها سنة 2005، ربما ردوا عليه بتهكم: وهل أكرههم أحد على تلك الهجرة، وهل ضربهم أحد على أيديهم؟، إنهم هم اللذين تركوا وطنهم مصرنا أم الدنيا، تركوا نهر النيل والسد العالي وقناة السويس والأهرامات، جذبتهم اغراءات أوربا وامريكا.

واذا سألهم عن سبب غلق القنوات الدينية، كانت اجابتهم أنها تثير الفتنة وتهدد الوحدة الوطنية، ولأن الكثير من الناس يُقبلون عليها ويتركون القنوات الحكومية وغيرها من القنوات الأخرى، ولماذا تتركون القنوات الأخرى تنشر الأفلام المثيرة والأغاني التي تحث على ارتكاب الفاحشة؟، قالوا: إنها حرية الرأي ولن نقيد الإبداع والتحرر، ومن لا تعجبه تلك القنوات فيغلق تلفازه.

وهكذا اذا سألهم المواطن عن انتشار المخدرات وكثرة التدخين بين الشباب وحوادث الاغتصاب وارتفاع معدلات ارتكاب الجريمة، ومعدلات الطلاق، والأعداد المخيفة للعوانس وانتشار الرشوة بصورة علنية وغيرها من الفضائح والمصائب والكوارث، ربما استمع إلى اجابات عجيبة مليئة بالسخرية والتهكم والإستهزاء والإستعلاء، وكأنهم هم الأذكياء وغيرهم الأغبياء، هم الناجحون وغيرهم الفاشلون، هم المهتدون وغيرهم الضالون.

Msh_malt2011@yahoo. com

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 11/تشرين الثاني/2010 - 4/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م