الشاعر فاضل عزيز فرمان يقرأ شعره على وتر الأربعين

 

شبكة النبأ: في أمسية متميزة أقامها اتحاد الادباء والكتاب في كربلاء للشاعر فاضل عزيز فرمان، قدم فيها الشاعر فرمان باقة شعرية متنوعة وحافلة بالجمال والصور الشعرية الأخاذة من ديوانه الموسوم (منفرد على وتر الاربعين).

قدمه للجمهور الاديب حسن عبيد عيسى معرجا على رفقة الصبا والشباب التي جمعت الشاعر الضيف مع المقدم في مدرسة واحدة حيث بدأت براعم الشعر تتفتح في حديقتيهما، وقال حسن عبيد عيسى أن فرمان ليس شاعرا فحسب وإنما دخل في حقل التشكيل فرسم آنذاك لوحات جميلة ومعبرة وكتب في مجال النقد التشكيلي، ثم قدم سيرة ذاتية مختصرة للشاعر فاضل عزيز فرمان وطلب منه التحدث الى جمهور الحاضرين.

بدأ فرمان بالحديث عن الغربة وكيف تسهم بوضوح في إعلاء قيمة الوطن الذي قيل عنه وفيه الكثير، وأكد أن من يعيش بعيدا عن وطنه كمن يقف في منعزَل ويطل على الوطن فيراه بصورة مختلفة عمّا يراه الآخرون الذين يعيشون فيه ويتنعمون بدفئه، وقال أن أول الاشياء التي افتقدتها هي الوطن والاصدقاء، ثم تحدث عن الخطوات الاولى في مدينته الهندية التي تغفو على شاطئ الفرات فقال عن تلك المرحلة بأنها تمثل بوابة دخوله للشعر والثقافة عموما.

ثم قرأ الشاعر فرمان عددا من قصائده، ومنها قصائد (صلوات عراقية، من يسأل، وقصيدة "عندما" وهي مهداة الى صديقه الشاعر عودة ضاحي التميمي) وقال الشاعر فرمان أنه أحبّ قصيدته التي حملت عنوان ديوانه الجديد (على وتر الاربعين) كأبنائه، وهذا ما يحدث في الغالب مع الشعراء وقرأ مقاطع من هذه القصيدة التي جاء فيها:

نصفان منشطران من رجلٍ

يتوحدان

فينتهي الرجل !!

..............

نصف يغذّ السير

دون هدى

والآخر العراف

لا يصلُ

............

يتقاتلان وللفدا أملُ

يتصالحان وللهدى أملُ

............

نصفان

يتحدان في رجل

والبدرُ

ينقصُ

حين يكتملُ!

وقرأ قصائد أخرى منها قصيدة غزل بعنوان (كنتِ معي) وطلب منه الحضور قراءة قصيدة (القصيدة الراقصة) ففعل ذلك وسط تفاعل كبير من الحاضرين، وطلب هو أن يقرأ لهم قصيدة (بيت الشاعر) الذي ظل يبني به عمرا كاملا ولكنه الوحيد الذي لم يستطع دخوله دوناً عن الآخرين، ومن قصائد ديوانه الجديد قرأ أيضا مقاطع من قصيدة الغريب، ومنها:

دائما قولهُ شفرات الكلام

دائما ينهض الولدُ الفردُ

عافيةً

من تلال الركام

...........

دائما

قلبهُ

مثل برج الحمام

............

دائما

حينما يُغلق الناسُ أبوابهم

في الهزيع الأخير من الليل

يبقى الفتى

سائراً

في

المنام!!.

ثم قرأ الشاعر عودة ضاحي التميمي شهادة بحق فرمان جاء فيها (لايمكن أن نفصل بين فاضل عزيز فرمان الشاعر وبين فاضل عزيز فرمان الانسان، وقد اصدر ديوانه الاول "بيت الشاعر" وهو من بواكير شعره إلا انه كان مكتنزا بالشاعرية بل كان محاولة جادة للتجاوز وصرخة تمرد على ما هو سائد آنذاك).

وكانت هناك شهادة اخرى للشاعر عدنان الموسوي، فيما تداخل مع الشاعر في باب الحوار عدد من الادباء والاكاديميين منهم (علاوي كاظم كشيش، عماد العبيدي، عباس خلف علي، كاظم ناصر السعدي، علي حسين عبيد) وغيرهم، وقد أثار المحاورون عددا من التساؤلات حول تجربة الشاعر فاضل عزيز فرمان التي أجاب عنها بإيجاز قائلا:

لقد تأثرت تجربتي الشعرية باختصاصي العلمي الهندسي، وهكذا تبدو قصيدتي كعمل هندسي لايقبل الزيادة أو النقصان، ولهذا ما كنت عجولا في نشر قصائدي قط، أي أشتغل عليها شطبا واضافة حتى تكتمل، فهي كالبناء الذي قد يتهدم إذا أزحت منه عمودا أو أضفت عليه ثقلا، واستشهد بقول السياب الذي قال فيه، إن الشاعر ليس هو من يكتب فقط بل هو ايضا من يشطب، كذلك أكد على انه دقيق جدا في كتابة القصيدة وبنائها، وقال إن هذا متأت من تأثير الهندسة المدنية التي أعمل في حقلها مشيرا الى القاعدة التي تقول (لكي تكون مهندسا يجب أن تكون دقيقا) وقال فرمان، إنني أدعي بكتابة القصيدة التي لا زوائد فيها ولا يستطيع احد ان يشطب منها شيئا، وعرّج فرمان على الترجمة التي رأى بأنها تقتل الشعر إن لم تمسخه، كونها تقضي كليا على الايقاع الموسيقي الداخلي وليس الوزن العمودي، ناهيك عن عدم دقة المرادف اللغوي في الشعر.    

في الختام شكر الادباء والمثقفون الشاعر فاضل عزيز فرمان على هذه الامسية القيمة، وشكر فرمان اصدقاءه وأقرانه آملا بعودة قريبة تضعه بينهم بصورة دائمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 10/تشرين الثاني/2010 - 3/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م