المافيا المكسيكية... تعلن الحرب والإرهاب

 

شبكة النبأ: بوتيرة متصاعدة باتت تشكل العصابات المكسيكية خطرا متفاقم على المواطنين والدولة على حد سواء، خصوصا بعد ان اصبحت تتمتع بنفوذ متنام وقوة تعجز الحكومة على الحد من اعمالها، فيما اعتبرت تلك العصابات بحسب المتابعين ممرا دوليا للإتجار بالبشر والمخدرات، ومعبرا مهما للتهريب عبر حدود الولايات المتحدة الامريكية المجاورة لها.

حيث استطاعت تلك المافيا من استدراج العشرات من الشباب المكسيكي الذي يعاني من البطالة، في ظل تنامي معدلات الفقر في تلك البلاد.

وتشن المافيا المكسيكية هجمات كبيرة على المواطنين لأهداف سياسية لم تستثني من براثنها أحد، خصوصا العاملون في وسائل الاعلام والاجانب هناك.

عنف متصاعد

من جهته اكد الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون ان 28 الف شخص قتلوا جراء اعمال العنف المتصلة بأنشطة كارتيلات المخدرات منذ وصوله الى الحكم نهاية 2006، ولكنه اعتبر انها اضعفت بعد مقتل عدد من زعمائها.

وقال في خطاب نقل مباشرة عبر الاذاعة والتلفزيون ان ثلاثة من اكبر زعماء العصابات قتلوا خلال الاشهر الاثني عشر الماضية.

وقال ان المكسيك تواجه على ارضها "حربا تزداد وحشية"، بين عصابات المخدرات بسبب "يأسها" بعد اعتقال او مقتل عدد من زعمائها.

وكان كالديرون يرد على الانتقادات سواء في صفوف المعارضة او في صفوف حزبه بسبب عدم نجاح سياسته في مواجهة الجريمة المنظمة.

وازدادت الانتقادات حدة بعد تجدد العنف في شمال شرق البلاد بعد اكتشاف مجزرة الاسبوع الماضي ضحيتها 72 مهاجرا. وشهدت المنطقة هجمات بالمتفجرات، ومقتل رئيس بلدية واختفاء شرطيين اثنين. ونسبت هذه الاعمال الى عصابة "زيتاس".

ولكن الحكومة حققت انجازا الاثنين مع توقيف تاجر المخدرات ادغار فالديز واحد اكبر المطلوبين من واشنطن ومكسيكو.

واعتبر كالديرون توقيف فالديز انجازا، وكذلك نجاح الجيش في قتل ارتور بلتران ليفا زعيم الكارتيل الذي يحمل اسمه وايناسيو كولونيل مساعد يواكين تشابو غوزمان والذي يعتبر من كبار اثرياء المخدرات في العالم.

وقال كالديرون ان "الحرب تزداد قسوة بين عصابات الجريمة المنظمة في صراعها على الارض والاسواق وطرق التهريب".

واضاف ان حصيلة هذه الحرب بلغت 28 الف قتيل بين تصفية حسابات والمواجهات مع الشرطة والجيش، منذ 2006.

ونشر كالديرون 50 الف عسكري لتعزيز قوات الشرطة في مواجهة عصابات المخدرات التي لا تزال تزرع الرعب في البلاد وخصوصا في الشمال على طول الحدود مع الولايات المتحدة، السوق الاولى للكوكايين.

ولكن كالديرون اعلن الخميس ان 125 من زعماء ومساعدي زعماء العصابات قتلوا او اعتقلوا.

الصمت او الموت

في السياق ذاته تفرض عصابات تهريب المخدرات بشكل متزايد مفهوم "الصمت او الموت" على الصحافيين المكسيكيين في تغطية اعمال العنف المرتبطة بتهريب المخدرات في البلاد كما اعلنت لجنة حماية الصحافيين.

وقالت هذه المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ان الصحافيين في المكسيك يتعرضون للقتل والخطف والتهديد ويفرضون على انفسهم رقابة ذاتية خشية التعرض للقتل او تعريض عائلاتهم للخطر.

وتقرير لجنة حماية الصحافيين يتناول مقتل 22 صحافيا وثلاثة موظفين في وسائل اعلام واختفاء سبعة اخرين منذ وصول الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون الى السلطة في كانون الاول/ديسمبر 2006، والذي اطلق حملة وطنية ضد عصابات تهريب المخدرات.

ومنذ ذلك الحين اوقعت "حرب عصابات المخدرات" للسيطرة على تجارة المخدرات حوالى 28 الف قتيل في البلاد بين حوادث تصفية الحسابات ومواجهات ضد الجيش والشرطة.

ووصفت لجنة حماية الصحافيين تكتيك العصابات التي تحث وسائل الاعلام على الرقابة الذاتية عبر التهديدات والرشاوى.

واتهم ايضا السلطات المحلية والفدرالية بالفساد مؤكدا ان المكسيك هي دولة يكثر فيها الافلات من العقاب في الجرائم بحق الصحافيين مع نسبة تفوق 90% من الجرائم بقيت بدون عقاب في السنوات العشر الماضية.

وخلص تقرير منسق لجنة حماية الصحافيين للاميركيتين كارلوس لوريا "كلما سمحت المكسيك للعصابات وسلطات محلية فاسدة بمراقبة وسائل الاعلام، كلما فقدت من وضعها كشرك عالمي يحظى بمصداقية".

واكدت لجنة حماية الصحافيين خصوصا على تدهور التغطية الاعلامية في رينوسا (شمال-شرق) في منطقة على الحدود مع الولايات المتحدة حيث انفجرت اعمال العنف المرتبطة بتهريب المخدرات لا سيما التنافس بين عصابتين بارزتين. وتجري اشتباكات في وسط الشارع وهجمات بالمتفجرات ما دفع الولايات المتحدة الى ان توصي رعاياها بمغادرة المنطقة.

وفي نيسان/ابريل هاجمت عصابة مخدرات معسكرا. ونشر الجيش بيانا لكن وسائل الاعلام المحلية لم تنشره كما لفتت ايضا لجنة حماية الصحافيين.

وفي اب/اغسطس دعا سفراء الامم المتحدة لحرية التعبير ومنظمة الدول الاميركية المكسيك الى اتخاذ اجراءات سريعا لحماية الصحافيين.

وازاء قصور وسائل الاعلام التقليدية فان المعلومات حول اعمال العنف تنشر بشكل متزايد عبر شبكات تواصل اجتماعية مثل تويتر او فيسبوك. لكن من الملاحظ ايضا ان عصابات تهريب المخدرات تستخدم هذه الشبكات لتمرير رسائلها او اخافة السكان كما اكد خبراء. بحسب فرانس برس.

وذكرت لجنة حماية الصحافيين ان العصابات لا تزال تستخدم وسائلها القديمة مثلما حصل حين عثر على جثة صحافي من دورانغو (شمال) بلاديمير انتونا غارسيا مخترقة بالرصاص بعد خطفه في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 والى جانبها رسالة.

وكتب في الرسالة "لقد حصل هذا الامر لي لانني كنت اقدم معلومات للجيش ولانني بالغت في الكتابة".

سيارات مفخخة

فيما ذكر مصدر قضائي ان عبوتين ناسفتين انفجرتا في مدينة رينوسا شمال شرق المكسيك قرب المشرحة التي تضم جثث 72 مهاجرا قتلوا مؤخرا.

وقالت النيابة المحلية لوكالة فرانس برس ان الانفجارين اسفرا عن جرح شخص واحد على الاقل في وسط رينوسا حيث يجري التعرف على جثث القتلى في معهد الطب الشرعي المحلي.

وكانت الجثث نقلت الى رينوسا من مزرعة سان فرناندو حيث قتل المهاجريون بايدي خاطفيهم الذين يعتقد انهم ينتمون الى عصابة "زيتا". وقال ممثل للنيابة طالبا عدم كشف هويته "لا نعرف ما هي العبوات الناسفة التي استخدمت".

واكدت البلدية على موقعها على الانترنت وقوع الانفجارين ودعت السكان الى تجنب احياء وسط المدينة. وتحدثت صحيفة ريفورما على موقعها على الانترنت عن وقوع انفجار ثالث لكن السلطات المحلية لم تؤكد ذلك. بحسب فرانس برس.

وكانت سيارتان مفخختان انفجرتا امام مركز للشرطة ومحطة تلفزيون في كبرى مدن المنطقة سيوداد فكتوريا التي تبعد 150 كلم عن سان فرناندو. ولم يؤد الانفجاران الى سقوط ضحايا.

ولم تتبن اي جهة التفجيرات لكن يعتقد انها من فعل عصابة الزيتا التي قتل ثلاثة من اعضائها واعتقل رابع في الهجوم الذي شنته الشرطة على مزرعة سان فرناندو. وادت الحرب التي تخوضها عصابات تهريب المخدرات في المكسيك الى سقوط 28 الف قتيل منذ ثلاث سنوات.

حرب مستعرة

من جانبهم أغلق مسلحون ينتمون لعصابات متنافسة طرقا قرب حدود الولايات المتحدة وعلقوا لافتات تهديد بعد ان قتل جنود من مشاة البحرية أحد كبار زعماء عصابات المخدرات في المكسيك في حملة تشنها الحكومة على عصابات الجريمة المنظمة.

واستخدم مسلحون حافلات وشاحنات لسد طرق في رينوسا وهي معقل عصابة للمخدرات عبر الحدود قبالة ماك الين بولاية تكساس الامريكية وفي غرب ماتاموروس حيث قتل جنود من مشاة البحرية بالرصاص زعيم العصابة ايزيكويل "توني تورمنتا" كارديناس.

وفي اجراء انتقامي فيما يبدو من جانب منافسين قام مسلحون من عصابة زيتاس بتعليق رسائل بين الاشجار وعلى الجسور في رينوسا وفي مدن في انحاء متفرقة في ولاية تاموليباس الشمالية الشرقية تسخر من موت كارديناس. وكتب على احدى اللافتات التي وقع عليها زيتاس "مرة اخرى مصير خائن الخليج واضح ... لا مكان لهم ولا حتى في الجحيم."

وقالت صحيفة ال نورت ان قتالا اندلع بين مسلحين وجنود في رينوسا وان اثنين من المهاجمين قتلا. بحسب رويترز.

وسارع جنود من الجيش والشرطة الاتحادية في ارجاء المنطقة الي ازالة حواجز الطرق وقاموا بانزال اللافتات. لكن العديد من السكان ما زالوا خائفين من هجمات انتقامية.

وشهدت تاموليباس هذا العام بعضا من أعمال العنف المروعة المرتبطة بحرب المخدرات ومن بينها قتل سياسي بارز ومذبحة قتل فيها 72 عاملا مهاجرا.

وفي واشنطن قال البيت الابيض في بيان ان الرئيس الامريكي باراك اوباما اتصل هاتفيا بالرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون "ليؤكد له مجددا دعم الولايات المتحدة لجهود المكسيك لانهاء افلات جماعات الجريمة المنظمة من العقاب."

وقتل أكثر من 31 ألف شخص في ارجاء المكسيك منذ ديسمبر كانون الاول 2006 عندما تولى كالديرون الرئاسة واطلق حملته على عصابات المخدرات.

واغتيل نحو 50 شخصا، من ضمنهم عشرة وجدت جثثهم متفحمة بالقرب من الحدود مع الولايات المتحدة، خلال ايام.

ونقلت صحيفة ايل مكسيكانو عن مصادر في الشرطة السبت قولها "تم العثور على جثث تسعة رجال مصابة بطلقات نارية ومحترقة داخل شاحنة صغيرة"، في ولاية شيواوا على الحدود مع الولايات المتحدة.

وفي سيوداد خواريز، اخطر المدن المكسيكية، عثر على جثة احدهم متفحمة، بعد ان احرقه عناصر مجموعة مسلحة على مراى من جيرانه، على ما ورد في الصحيفة.

وافادت النيابة العامة في ولاية شيواوا عن اغتيال 12 شخصا اخرين من ضمنهم شرطيان، ثمانية منهم قتلوا في سيوداد خواريز. وفي ولاية غيريرو في جنوب المكسيك، اعلنت وزارة الداخلية مقتل 14 شخصا.

وعثر على جثث اربعة رجال موثقي الايدي ومعصوبي العينين على طريق منطقة اكابولكو الساحلية السياحية، كما عثر على جثتين معصوبتي العينين داخل موقف للسيارات في المدينة.

كذلك، تم العثور على ست جثث مصابة بطلقات نارية على الطريق المؤدية الى اكابولكو، اضافة الى جثتين اخريين بالقرب من قرية في محيط المدينة الساحلية.

وفي ولاية سيناولا، معقل احد اخطر زعماء عصابات تجارة المخدرات المكسيكيين، يواكين غوزمان المعروف ب"ايل شابو"، اغتيل خمسة اشخاص، على ما اورد مكتب المدعي العام في الولاية.

وفي كولياكان عاصمة سيناولا، قتل رجلان بالرصاص كما عثر على جثتي رجل وامراة كانا فقدا قبل حوالي الاسبوعين. وشهدت مناطق مختلفة من المكسيك اغتيال ستة اشخاص اخرين.

كما اعلنت الشرطة السبت العثور على تسع جثث في حفرتين سريتين بالقرب من العاصمة مكسيكو، مضيفة انها تشتبه في ان الجثث هي لضحايا عصابة "لا باربي" الذي اوقف في 30 اب/اغسطس الماضي.

وكان سبق للشرطيين الذين بدوا عمليات التفتيش بعد القاء القبض على ادغار فالدير المعروف ب"لا باربي"، ان عثروا قبل ايام قليلة على اربع جثث في حفرة اخرى في المنطقة نفسها من ولاية موريلوس في جنوب العاصمة. بحسب فرانس برس.

واعلنت الشرطة في بيان ان "لا باربي" ومساعده ماورو غونزاليس المعروف ب"الضبع" والذي اوقف في الثالث من ايلول/سبتمبر الحالي "امرا بدفن كل هذه الجثث".

وتم العثور على اكثر من مئة جثة في حفر سرية في المكسيك خلال الاشهر الماضية. وبلغ هذ العدد 55 في حزيران/يونيو في اكالبولكو السياحية الشهيرة (جنوب) و51 في تموز/يوليو بالقرب من مونتيري (شمال شرق) العاصمة الصناعية للبلاد.

وفي شمال شرق البلاد ايضا، بالقرب من الحدود مع الولايات المتحدة تم العثور على 72 جثة لمهاجرين غير شرعيين في احدى المزارع. وافاد شاهد ان عصابة "زيتاس" تخلصت منهم على الارجح بدفنهم سرا.

وتقدر السلطات وجود حفر سرية اخرى في انحاء مختلفة من المكسيك، خصوصا اذا تم الاخذ بالنظر حصيلة "حرب العصابات" للسيطرة على تهريب المخدرات: 28 الف قتيل خلال عهد الرئيس فيليبي كالديرون منذ كانون الاول/ديسمبر 2006 بين تصفيات للحسايات ومواجهات مع قوى الامن.

الى ذلك قالت وسائل اعلام مكسيكية ان مسلحين أطلقوا وابلا من الاعيرة النارية على حفل عائلي في مدينة سيوداد خواريز الحدودية التي يمزقها العنف فقتلوا ما لا يقل عن 12 شخصا.

وهذه ثاني مذبحة من نوعها هذا الشهر في سيوداد خواريز الواقعة على الحدود مع ال باسو بولاية تكساس الامريكية وهي واحدة من اكثر المدن عنفا في العالم حيث تخوض عصابات المخدرات معارك مع قوات الامن للسيطرة على طرق التهريب الى الولايات المتحدة.

وقال كارلوس جونزاليز المتحدث باسم ممثلي الادعاء العام في ولاية تشيهواهو لصحيفة ريفورما "وصلت مجموعة من الرجال المدججين بالسلاح في شاحنتي فان صغيرتين. اقتحم عشرة رجال على الاقل الحفل."

ونقلت ريفورما عن جونزاليز قوله ان 12 شخصا قتلوا في الحفل لكن صحيفة خواريز هوي قال ان العدد 15.

وفي وقت سابق من هذا الشهر اقتحم مسلحون حفلا في سيوداد خواريز واطلقوا النيران فقتلوا ستة اشخاص.

وايضا، قتلت مجموعة يشتبه بأنها تنتمي لعصابات المخدرات 13 شخصا على الاقل عندما أطلقت النار في محطة لغسل السيارات في غرب المكسيك في ثالث مذبحة من نوعها في بضعة أيام مما يزيد الضغوط على الرئيس فيليب كالديرون.

وقال مكتب المدعي العام في ولاية ناياريت ان المسلحين فتحوا النار على العاملين في المحطة التي تقع على مشارف مدينة تيبيك الساحلية بولاية ناياريت فأردوهم قتلى على الفور وتركوا جثثهم ملقاة على الارض.

وقالت متحدثة طلبت عدم الكشف عن هويتها "جميع العمال رجال وكانوا يغسلون السيارات عندما جاء المسلحون -- الذين من المحتمل ان يكونوا من عصابات الجريمة المنظمة -- في عربات وبدأوا في اطلاق النار." وأضافت " لدينا تقارير بأن بين 13 و15 شخصا قتلوا بينهم أحد المارة."

قتل الامريكيين

من جهتها قالت القنصلية الامريكية ان مسلحين قتلوا ستة مواطنين امريكيين في هجمات متفرقة في مدينة سويداد خواريس الحدودية التي يعصف بها العنف في الوقت الذي تكافح فيه المكسيك لوقف عمليات القتل المتزايدة.

واصبح مانويل اكوستا وايدر دياز الطالبان في جامعة تكساس ويدرسان في ايل باسو الواقعة على الجانب الاخر من الحدود قبالة سويداد خواريس أحدث الضحايا واللذين اطلق عليهما النار خلال ركوبهما سيارة في المدينة.

وجاءت عمليات القتل بعد مقتل اربعة امريكيين اخرين بينهم امرأة توفيت متأثرة بعدة طلقات نارية داخل متجر يوم السبت. وقتل امريكيان اخران السبت اثر رمي سيارتهما بوابل من الرصاص.

وقالت القنصلية في بيان "ان الشرطة قالت ان القتلة اطلقوا 50 طلقة ...ليصيبوا السيارة بي.ام.دبليو السوداء بوابل من الرصاص."

وشاعت عمليات القتل في سويداد خواريس رغم ابتعاد اغلب الامريكيين عنها منذ ارتفعت وتيرة العنف المرتبط بالمخدرات في يناير كانون الثاني 2008. ومنذ ذلك الحين قتل اكثر من سبعة الاف شخص في المدينة الصناعية التي خيمت عليها فوضى عصابات الاجرام وحولها.

وقتل 37 امريكيا على الاقل في اعمال عنف بسويداد خواريس منذ يناير كانون الثاني مقارنة بمقتل 39 في 2008 و2009 معا وفقا لبيانات الحكومة الامريكية.

ضبط أكبر كمية ماريوانا

من جانبه قال الجيش المكسيكي إن جنوده ضبطوا 105 أطنان من الماريوانا تبلغ قيمتها أكثر 340 مليون دولار أمريكي وهذه أكبر كمية يجري ضبطها على الاطلاق في المكسيك.

وداهم جنود مدججون بالسلاح مجموعة من المنازل في ضاحية فقيرة بتيخوانا على الجانب الاخر من الحدود في سان دييجو بكاليفورنيا وتعرضوا لاطلاق نار مرة واحدة على الاقل عندما أخذوا المخدرات واعتقلوا أيضا 11 مهربا مشتبها بهم.

وعثرت القوات على المخدرات ملفوفة في عشرة الاف حزمة بنية وفضية في منازل وشاحنة كانت متوقفة. وجرى جلب الماريوانا من شتى أنحاء المكسيك على مدى عدة أشهر وكانت تتجه الى الولايات المتحدة.

وقال الجنرال ألفونسو دوارتي للصحفيين في قاعدة عسكرية بتيخوانا "ضبط هذه الكمية من المخدرات لم يسبق له مثيل في البلاد." واضاف أن المخدرات تبلغ قيمتها 4.2 مليار بيزو (344 مليون دولار).

وقال الجيش ان الماريوانا كانت ملفوفة بعناية وكانت تحمل علامات وشعارات سلسلة من الموزعين في الولايات المتحدة.

وجاءت هذه الضربة القوية في الوقت الذي زارت فيه وزيرة الامن الداخلي الامريكية جانيت نابوليتانو سان دييجو لتؤكد على الجهود على الجانب الشمالي من الحدود لسحق عصابات المخدرات. وكان الرئيس باراك أوباما سمح بنشر 1200 من قوات الحرس الوطني على طول الحدود في مايو أيار لوقف المهربين والمهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود بشكل غير قانوني. بحسب رويترز.

وقالت نابوليتانو "على مدى العامين الماضيين زادت مضبوطاتنا من المخدرات والعملات والاسلحة بشكل كبير."

وقالت نابوليتانو ان الاعتقالات التي يقوم بها ضباط الولايات المتحدة انخفضت بنسبة أكثر من الثلث لتصل الى 463 الفا في السنة المالية 2010 مقارنة بعام 2008 مما يعني أن عددا أقل من الاشخاص يحاولون عبور الحدود الى الولايات المتحدة.

وهذه العملية خبر سار للرئيس المكسيكي فيليب كالديرون الذي راهن بسمعته على هزيمة عصابات المخدرات القوية في حملة بقيادة الجيش اطلقها في في ديسمبر كانون الاول 2006.

ويتعرض كالديرون لضغوط لاظهار أن حربه على المخدرات تؤتي ثمارها بعد أن قفز عدد القتلى خلال السنوات الاربع الماضية الى ما يقرب من 30 الف شخص الامر الذي يضع واشنطن والمستثمرين الاجانب على حافة الخطر ويثير الذعر بين كثير من المكسيكيين.

نفق ضخم

في سياق متصل قالت السلطات ان شرطة الحدود الامريكية عثرت على نفق يستخدمه مهربو المخدرات بطول ستة ملاعب لكرة القدم يربط بين جنوب كاليفورنيا والمكسيك وألقت القبض على شخصين.

وقالت هيئة الجمارك وحماية الحدود الامريكية يوم الاربعاء ان النفق يربط بين مخازن في اوتاي ميسا بكاليفورنيا وتيهوانا بالمكسيك. ويبلغ طوله 550 مترا وكان مزودا بنظام للسكك الحديدية واضاءة وتهوية.

وعثرت الشرطة على أكثر من 25 طنا من الماريوانا في عملية ضبط متصلة بالتحقيق في كاليفورنيا والمكسيك وألقت القبض على مواطن أمريكي وزوجته المكسيكية.

وتم توقيف الزوجين عند نقطة تفتيش تابعة لاحدى دوريات الحدود في جنوب كاليفورنيا وهما في شاحنة محملة بعشرة أطنان من الماريوانا. وكانت الشاحنة قد غادرت في وقت سابق المخزن الذي وضعه الضباط تحت المراقبة. بحسب رويترز.

وتيهوانا هي البوابة الرئيسية للمخدرات التي تدخل كاليفورنيا من المكسيك. وفي الشهر الماضي صادرت السلطات هناك اكثر من 100 طن من الماريوانا تتجاوز قيمتها 340 مليون دولار في اكبر عملية ضبط من نوعها بالمكسيك حتى الآن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9/تشرين الثاني/2010 - 2/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م