تفجير كنيسة سيدة النجاة في بغداد وقتل عشرات الأبرياء غالبيتهم من
الأخوة المسيحيين عملية إرهابية دموية وحشية بشعة لا يقوم بها إلا
أعداء الديانات السماوية وأعداء الإنسانية، انه عمل إجرامي قد تبنته
بكل فخر جماعة دولة العراق الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة، الجهة
المسؤولة عن العديد من الأعمال الإرهابية في العراق، وهي جماعة إجرامية
لا تفرق بين تفجير كنيسة أو مسجد أو حسينية أو سوق عام أو مجمع سكني،
ولا تفرق بين قتل مصلين مسلمين أو مسيحيين، فأفرادها قلوبهم خالية من
المحبة والسلام بل مليئة بالكراهية والحقد، اعتادوا الاعتداء على دور
العبادة والناس، وهذا العمل الإجرامي يصب في مصلحة الصهاينة المغتصبين
أعداء الأمة وأعداء التقارب الديني بين الديانات السماوية وبالذات
المسلمين والمسيحيين، ودعم الحق العربي وبالخصوص فلسطين، ونشر حقوق
الإنسان والحرية والعدالة.
إن استهداف الكنيسة محاولة جديدة من قبل الإرهابيين والتكفيريين
لإشعال نار الفتن بين المسيحيين والمسلمين في البلد الواحد، وذلك ضمن
مسلسل الدمار والتخريب في جسد الأمة بعد تأجيج الصراعات المذهبية في
أوساط المسلمين بين الشيعة والسنة، وتفجير دور العبادة المساجد
والحسينيات في العراق وغيرها كباكستان التي شهدت جرائم مماثلة.
على محبي السلام والعدالة من جميع الأديان والمذاهب في العراق
والخليج والعالم أن يستنكروا عملية التفجير لكنيسة سيدة النجاة في
العراق، ولكل تطاول على الكنائس والمساجد ودور العبادة في أي مكان في
العالم، فالمجرم عدو لرسالات السماء ومنها الإسلام والمسيحية وعدو
للإنسانية وعدو للمحبة والسلام، فيجب الوقوف بحزم ضد كل من يعتدي على
دور العبادة كنائس أو مساجد أو بيعا، أو على المصلين مهما كان الاختلاف
الديني أو المذهبي والفكري والعرقي في أي مكان في العالم وبالخصوص في
البلدان العربية والإسلامية، فالمسيحيون وغيرهم أخوة في الوطن
والإنسانية، بل ينبغي على المسلمين في الوطن العربي والإسلامي أن
يدافعوا عن الكنائس كدفاعهم عن المساجد وان يحموا المسيحيين الذين
يعيشون بينهم، استجابة لنداء القران الحكيم والرسول الكريم (ص) والعقل
والوطنية والإنسانية.
فالكنائس والمساجد هي دور يعبد الله فيها حسب كل ديانة، وهذه الدور
العبادية محل تقدير واحترام لدى المؤمنين حقا بالدين الإسلامي
وبالرسالة المحمدية الأصيلة، ولدى من يؤمن بالتعددية الدينية والمذهبية
واحترام عقيدة وفكر ورأي الآخر؛ والله سبحانه وتعالى في كتابه القران
الكريم طالب الناس من المسلمين وغيرهم بالدفاع عن دور العبادة كالكنائس
والمساجد، كما يقول عز وجل في سورة الحج آية {40}: (وَلَوْلَا دَفْعُ
اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ
وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا
ولَيَنصُرنّ َاللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
وأخيرا يجب أن تحظى دور العبادة بالحماية والاحترام والتقدير
والاهتمام والعناية، وان يتمتع أتباع الديانات بالأمان والحرية في
ممارسة حق التعبد حسب عقيدتهم وبكافة الحقوق الوطنية والإنسانية، وتحية
لشهداء المحبة والسلام والإيمان والتسامح من المسيحيين والمسلمين ومن
كل الطوائف.
ali_writer88@yahoo.com |