
شبكة النبأ: انهمك السودان منذ أكثر
من نصف عمر استقلاله في حرب أهلية مؤلمة بين شماله وجنوبه فكانت الحرب
حقيقة شبه مستمرة تعرض خلالها الشعب السوداني للتشريد والقتال العنيف
والمعاناة الشديدة في الحرب الأهلية الثانية في الثمانينيات
والتسعينيات.
ثم تم التوصل إلى اتفاق سلام لا يصدق وبه نقطة شديدة الوضوح، وهي
أنه في العام 2011 سيصوت الجنوب بخصوص إن كان يرغب في الاستمرار كجزء
من السودان أو ينفصل وأوضحت أن هذه اللحظة باتت قاب قوسين أو أدنى، حيث
من المقرر عقد الاستفتاء في 9 كانون الثاني 2011 وهناك الكثير ممن
يساورهم القلق من أن الشمال لن يسمح بانفصال جزئه الجنوبي دون سفك دماء،
كما أنه من المرجح كثيرا أن جنوب السودان سيصوت لصالح الاستقلال الذي
صرحت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤخرا بأنه لا مناص منه.
ومع آفاق الاستقلال التي بدت تلوح في الأفق يعمل جنوب السودان بجد
محاولا أن يتصرف كدولة.
إن التحديات التي تواجه جنوب السودان كدولة مستقلة في المستقبل
هائلة لكن روح التفاؤل هي السائدة فالجنوبيون الذين حاربوا لعقود من
أجل التحرر من الخرطوم تواقون إلى تولي أمورهم بأنفسهم, وفي الوقت الذي
تبدو فيه الفترة الحالية التي تسبق الانتخابات هادئة بشكل يشوبه الشك,
لا يمكن إنكار أنها مشوبة بالأمل والإثارة بين المواطنين العاديين.
ومع ذلك فإن التوقعات العالية ربما تخف حدتها بعد انتهاء التصويت
حينما يبدأ العمل الشاق من أجل بناء الدولة والبلاد هذا في حالة عدم
اعتراض الخرطوم على نتائج التصويت أو حاولت سد الطريق أمام انفصال جنوب
السودان ومن بين كل المؤسسات الحكومية الحديثة العهد فإن القطاع الأمني
هو الذي سيلعب دورا إيجابيا أو سلبيا في جنوب السودان.
التقرير التالي يوضح أهم ما برز على الساحة السياسية والأمنية
وتداعيات انفصال الجنوب.
نشر للقوات
فقد قال دبلوماسيون في مجلس الامن ان قوات حفظ السلام التابعة للامم
المتحدة قد تنشئ مناطق عازلة في نقاط ساخنة على طول الحدود بين شمال
السودان وجنوبه قبل استفتاء سكان الجنوب فيما اذا كانوا يفضلون
الانفصال عن الشمال أو البقاء في اطار السودان الموحد.
جاءت تصريحاتهم التي أدلوا بها ردا على طلب قدمه رئيس جنوب السودان
سلفا كير خلال زيارة وفد مجلس الامن التابع للامم المتحدة للسودان
الاسبوع الماضي لنشر قوات لحفظ السلام على الحدود بين الشمال والجنوب.
وقال دبلوماسي في مجلس الامن طلب عدم الكشف عن هويته للصحفيين لا
أحد يعتقد في واقعية وضع قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في
السودان - حتى لو كانت لدينا قوات أكثر بكثير - بطول الحدود بين الشمال
والجنوب في بلد بهذا الحجم الضخم. حسب رويترز
لكنني اعتقد أن ما يمكننا فعله وعلينا النظر فيه... هو النظر في
زيادة قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في السودان في مناطق
ساخنة بعينها بطول الحدود حيث يمكن أن ينشأ وجود عازل.
وتتكون قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة من 10 الاف جندي وتقوم
بمراقبة التزام الطرفين باتفاقية السلام الشامل الموقعة بينهما عام
2005 والتي أنهت عقودا من الحرب الاهلية في السودان.
ودعا هذا الاتفاق الى اجراء استفتاء على استقلال جنوب السودان والى
استفتاء منفصل على تقرير مصير منطقة ابيي الغنية بالنفط والمتنازع
عليها في الانضمام اما الى الشمال أو الجنوب.
ومن المقرر اجراء الاستفتاءين في التاسع من يناير كانون الثاني 2011
لكن الاستعدادات لهما متأخرة كثيرا عما يجب أن تكون.
ويعتقد على نطاق واسع أن يميل الجنوب الى التصويت لصالح الانفصال
وهو ما لا تريده الخرطوم.
واشتبكت قوات الجانبين أكثر من مرة منذ اتفاقية 2005 كان اخرها في
أبيي. واتهم كل طرف الاخر بأنه يحشد قواته على حدودهما المشتركة مع
اقتراب موعد الاستفتاء.
سابقة خطيرة
وعلى الصعيد الخارجي قال الزعيم الليبي معمر القذافي ان الصراعات
الانفصالية قد تنتشر في أنحاء افريقيا كالعدوى اذا قرر السودان
الانفصال الى بلدين في استفتاء يجري اوائل العام القادم.
ومن المقرر أن يبدأ السودان التصويت في التاسع من يناير كانون
الثاني في استفتاء على ما اذا كان سيحصل جنوب البلاد المنتج للنفط على
استقلاله. وكان الجنوب قد خاض حربا ضد الخرطوم قبل أن يوقع اتفاقا
للسلام قبل خمسة أعوام.
وقال القذافي خلال قمة للزعماء الافارقة والعرب في مدينة سرت بليبيا
ان على العالم احترام نتيجة الاستفتاء لكن التصويت لصالح الاستقلال
سيؤدي الى سابقة خطيرة. حسب رويترز
وأضاف أفريقيا بحاجة الى الاستثمارات.. الرأسماليون يريدون
الاستقرار واذا حدث هذا سيخاف رأس المال وسيهرب. رأس المال يبحث عن
مكان امن ومريح ومربح ولهذا نريد السلام وعدم الانفصال.
ونقلت وسائل الاعلام السودانية الحكومية عن الرئيس عمر حسن البشير
اتهامه لزعماء الجنوب بعدم احترام بنود اتفاق السلام وحذر من تجدد
الصراع اذا لم تتم تسوية الخلافات قبل الاستفتاء.
ويحكم القذافي ليبيا منذ أن قاد انقلابا عام 1969 وهو أقدم زعيم في
افريقيا. وتمنحه ثروة بلاده النفطية وملايين الدولارات التي يوزعها على
دول افريقية كمساعدات واستثمارات ثقلا دبلوماسيا بالقارة.
ورأس القذافي جلسة للقمة العربية الافريقية التي تهدف الى تضييق هوة
الخلافات بين المنطقتين وتشجيع المستثمرين العرب على توجيه أموالهم
لمشاريع افريقية.
وخلال كلمته اعتذر القذافي عما وصفه بتاريخ العرب المشين من الاتجار
في العبيد الافارقة.
ويقول مؤرخون ان التجار العرب خطفوا ملايين الافارقة من افريقيا
جنوب الصحراء وباعوهم كرقيق في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وهي ممارسة
دامت مئات الاعوام واستمرت ببعض الاشكال حتى القرن العشرين. وأضاف
القذافي نتأسف ونخجل عندما نتذكر ما مارسه العرب تجاه الافارقة.
عاملوهم كحيوانات. عاملوهم مثلما عاملهم الغرب كحيوانات.
ومضى يقول نتأسف لسلوك العرب خاصة اغنياء العرب. لقد مارسوا ممارسة
مخجلة. اشتروا الاطفال وجلبوهم لشمال افريقيا والجزيرة العربية
استعبدوهم وباعوهم ومارسوا الرق وتجاره البشر بشكل مشين.
الحرب من جديد
من جانبه حذر كبيرأساقفة السودان و من أن القتال قد يندلع في اي وقت
ببلاده وقال ان الفشل في اجراء استفتاء مزمع على استقلال جنوب السودان
سيشعل حربا اهلية من جديد.
ودعا كبير الاساقفة دانييل دنج المجتمع الدولي الى ضمان اجراء
الاستفتاء في الموعد المحدد مضيفا أنه حتى اذا حدث هذا فان هناك خطر
حدوث أزمة انسانية لان اللاجئين الجنوبيين اضطروا للنزوح من شمال
البلاد. حسب رويترز
وينص اتفاق السلام السوداني الذي تم توقيعه عام 2005 وأنهى حربا
اهلية دامت عقودا على أنه يجب اجراء استفتاء لتحديد ما اذا كان الجنوب
شبه المستقل المنتج للنفط سينفصل عن الشمال.
ومن المقرر اجراء الاستفتاء في التاسع من يناير كانون الثاني 2011
لكن الاستعدادات متأخرة كثيرا عن موعدها.
وقال دنج في مؤتمر صحفي عقد في لندن مع روان وليامز أسقف كانتربري
والزعيم الروحي للكنيسة الانجيلية اذا جاء التاسع من يناير ولم يحدث
شيء سيعود الناس الى الحرب هذا هو ما نخافه.
جدول زمني للاستفتاء
من جهة أخرى أعلن مسؤولون سودانيون جدولا زمنيا للاستفتاء على
انفصال الجنوب لكنهم حذروا من أن ظروفا غير متوقعة يمكن أن تؤجل
التصويت.
وينظم الاستفتاء بموجب اتفاق السلام الشامل لعام 2005 ومن المقرر
اجراؤه في التاسع من يناير كانون الثاني 2011 وقد تأخرت الاستعدادات
بالفعل عن المواعيد المحددة ويتهم الجنوبيون الشمال بمحاولة تأجيله
لمواصلة السيطرة على نفط الجنوب وهو اتهام تنفيه الخرطوم.
وقال سلفا كير رئيس جنوب السودان يوم الجمعة ان كل المؤشرات تشير
الان الى أن الجنوبيين سيختارون الاستقلال وان خطر العودة الى العنف
على نطاق واسع قائم في حالة تأجيل الاستفتاء أو تعطيله.
وقال عضو مفوضية الاستفتاء تشان ريك مادوت لرويترز انه طبقا للجدول
الزمني يتعين أن يبدأ تسجيل الناخبين في منتصف نوفمبر تشرين الثاني على
أن تكون القوائم النهائية للناخبين جاهزة بحلول 31 ديسمبر كانون الاول
أي قبل ثمانية أيام فقط من موعد الاستفتاء في التاسع من يناير كانون
الثاني. حسب رويترز
واضاف الجدول الزمني أصبح جاهزا. تم الاتفاق عليه... المواعيد
والفترات الخاصة بالاعتراضات والتعديلات (في قوائم تسجيل الناخبين)
كلها تم ضغطها لضمان أن ينتهي التسجيل النهائي للناخبين في حدود 31
ديسمبر.
وتابع لا نريد أن يعبث أحد بموعد التاسع من يناير. الجميع يركزون
على هذا التاريخ.
وقال مادوت ان الخطط الخاصة بتحديد مراكز التصويت وموظفي الاستفتاء
تجري على قدم وساق في الجنوب لكنه اضاف انه أقل ثقة بشأن سير العمل في
تسجيل الناخبين الجنوبيين المقيمين في الشمال وخارج السودان.
وتابع مادوت ان الوقت ضيق للغاية ومن المحتمل أن تؤدي ظروف غير
متوقعة الى تأحيل التصويت.
ومضى يقول بحلول ذلك الموعد سيكون مع كل ناخب مسجل بطاقة في يده.
وعندئذ سيفهمون الاسباب العملية لاي تأجيل.
استفتاء سلمي
من جانبه دعا الممثل الاميركي جورج كلوني المجتمع الدولي الى الحؤول
دون ان تلقي اعمال العنف بظلالها على الاستفتاء المقرر في جنوب السودان
مطلع العام 2011، بعد لقاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت
الابيض.
وحيا النجم الهوليودي جهود الرئيس اوباما على صعيد هذا الملف املا
ان تتحرك الدول الاوروبية لضمان ان يجري الاستفتاء بشكل سلمي.
وكان كلوني زار المنطقة الاسبوع الماضي قبل تنظيم الاستفتاء الذي قد
يؤدي الى تقسيم السودان.
وقال كلوني لدى خروجه من المكتب البيضوي امامنا 90 يوما للقيام بذلك
هذا لن يكلفنا اي مليم ولن يكلفنا ارواحا بشرية. هذه ليست مسألة تتعلق
باليسار او باليمين. حسب فرانس برس
وحذر من احتمال ان تسعى الحكومة السودانية الى منع تنظيم الاستفتاء
بسلام داعيا الى استخدام سياسة الجزر والعصا لحمل نظام الرئيس السوداني
عمر البشير على عدم التدخل في سير الاستفتاء.
من جهته اعلن البيت الابيض بعد اللقاء دعمه لتطبيق" خطة اسلام
العائدة للعام 2005 وجدد عزم الولايات المتحدة على العمل بالتنسيق مع
المجتمع الدولي لضمان استفتاء سلمي ينظم وفقا للبرنامج.
وفد مجلس الامن الدولي
من جهة أخرى توجه مبعوثون من مجلس الامن الدولي الى السودان يوم
الاثنين بهدف الضغط عليه لتجنب نشوب حرب أهلية جديدة من خلال التأكيد
على عدم تأجيل الاستفتاء على انفصال الجنوب.
ومن المقرر أن يجري الاستفتاء على ما اذا كان جنوب السودان شبه
المستقل سينفصل أم سيبقى تحت سيطرة الخرطوم في الشمال في التاسع من
يناير كانون الثاني القادم وهو نفس اليوم الذي سيشهد استفتاء في منطقة
ابيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بشأن ما اذا كانت ستظل ضمن الشمال
أم ستنضم الى الجنوب.
وتأخرت الاستعدادات للاستفتاءين عن الجدول الزمني المحدد لها ويريد
وفد مجلس الامن الضغط على السودانيين حتى يجري التصويت في الموعد
المحدد من أجل تجنب نشوب حرب أهلية استمرت عقودا وانتهت عام 2005.
وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما في اجتماع عالي المستوى بالامم
المتحدة الشهر الماضي ان ما يحدث في السودان مهم للمنطقة وللعالم وأن
هذا البلد اما سيمضي قدما نحو السلام واما أن ينزلق الى اراقة الدماء.
حسب رويترز
وحذر محللون من ان هناك خطرا من نشوب حرب جديدة اذا تأجل الاستفتاء
أو تعطل. ومن المرجح أن يصوت الجنوبيون للانفصال.
وسوف تنضم سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة
وعضو ادارة أوباما الى نظيرها البريطاني مارك ليل جرانت ومبعوثين
بارزين اخرين من الدول الاعضاء بمجلس الامن للقيام بهذه الزيارة.
وقال مسؤولون بالامم المتحدة ان الوفد سيضم ايضا مبعوثين من روسيا
والصين وهي واحدة من أكبر الشركاء التجاريين الرئيسيين للسودان واحدى
الدول التي تزود الخرطوم بالسلاح.
وسوف يبدأ الوفد مهمته التي تستغرق أسبوعا بزيارة أوغندا حيث من
المتوقع أن يلتقي أعضاء الوفد بالرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني قبل أن
يتوجه الى جوبا عاصمة جنوب السوادن. وسوف يتوجه الوفد بعد ذلك الى
اقليم دارفور بغرب السودان قبل الذهاب الى الخرطوم.
وقال جون برندرجاست وهو مسوؤل سابق بوزارة الخارجية الامريكية وأحد
مؤسسي (مشروع كفى) وهي جماعة مناهضة للابادة الجماعية انه يأمل أن تعبر
زيارة وفد المجلس عن توحد المجتمع الدولي حول سبيل واحد نحو السلام.
وقال مسؤولون سودانيون ودبلوماسيون انهم كانوا يريدون ان يجتمع الوفد
مع الرئيس عمر حسن البشير الذي تتهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب
ابادة جماعية وجرائم حرب أخرى في دارفور خلال السنوات السبع الماضية.
اشتباكات بالخرطوم
وعلى الصعيد الأمني أفادت أنباء واردة من العاصمة السودانية
الخرطوم باندلاع اشتباكات بين عدد من مؤيدي وحدة السودان وآخرين يؤيدون
انفصال الجنوب، أثناء مظاهرة تأييد للرئيس عمر البشير السبت، تزامناً
مع زيارة وفد من مجلس الأمن الدولي، فيما أشارت تقارير إلى أن رئيس
حكومة الجنوب، سلفاكير ميرديت، دعا إلى نشر قوات دولية في المناطق
الفاصلة بين شمال وجنوب السودان. حسب سي ان ان
وذكرت مصادر مطلعة أن جماهير ولاية الخرطوم سيرت مسيرة حاشدة السبت،
دعماً لخيار وحدة السودان، ورفضاً لقرارات المحكمة الجنائية الدولية،
بحق الرئيس عمر البشير، معتبرين إياه رمزاً للسيادة الوطنية، إلا أن
مجموعة من مؤيدي انفصال الجنوب اعترضوا المسيرة، مرتدين قمصان وقبعات
برتقالية، وهتفوا بعبارات مؤيدة للانفصال، مما أدى إلى وقوع اشتباكات
بين الجانبين.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية أن المسيرة انطلقت من أمام القصر
الجمهوري بميدان الشهداء، صوب مقر الأمم المتحدة، وسلم المتظاهرون
مذكرة لممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان، أكدوا فيها وقوف
الشعب السوداني مع خيار وحدة السودان، كما أكدوا رفضهم لقرارات المحكمة
الجنائية بحق رمز السيادة الوطنية، واعتبروها أداة لتركيع الدول
المستضعفة، وآلية للهيمنة العالمية على مقدرات الشعوب.
وخاطب رئيس المجلس الوطني السوداني، أحمد إبراهيم الطاهر، المشاركين
في المسيرة قائلاً إن الحكومة السودانية أوفت بكل التزاماتها في
اتفاقية السلام، بقيام كافة المؤسسات السياسية والقانونية، بما فيها
تشكيل حكومة الجنوب، وفاءً للعهد الذي قطعته الحكومة على نفسها، ولم
يتبق من بنود الاتفاقية غير الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان،
وفق سونا.
كما أكد المسؤول السوداني التزام الدولة بقيام الاستفتاء في موعده،
الذي حددته اتفاقية السلام الشامل، ولكنه اشترط أن يجري الاستفتاء في
أجواء من الصدق والشفافية، حتى يأتي تعبيراً صادقاً على إرادة أهل
الجنوب، ومعترفاً به على المستوى القطري والدولي، كما دعا حكومة
الجنوب، في الوقت نفسه، إلى مراجعة نصوص الاتفاقية، حتى لا يتجدد
القتال مرة أخرى.
من جانب آخر، أفاد دبلوماسيون بأن نائب الرئيس السوداني ورئيس حكومة
الجنوب، سلفاكير، طلب من مبعوثي مجلس الأمن، الذين زاروا مدينة جوبا،
كبرى مدن الجنوب مؤخراً، نشر قوات حفظ سلام دولية على طول الحدود بين
جنوب وشمال السودان، قبل الاستفتاء المزمع إجراؤه في التاسع من يناير/
كانون الثاني من العام المقبل، لتحديد مصير الجنوب.
وفي وقت سابق، اتهم الجيش السوداني قوات الحركة الشعبية لتحرير
السودان، التي تحكم منطقة الجنوب، بحشد قواتها عند الحدود في منطقة
النيل الأبيض، معتبراً أن هذه التطورات لا تساعد في قيام الاستفتاء
المتعلق بتحديد مصير الجنوب، وما إذا كان سكانه سيختارون الانفصال
وتشكيل دولة مستقلة. |