
شبكة النبأ: على الرغم من بعض
التحليلات الامنية التي تفضي ان العراق يواجه في الوقت الراهن جيلا
جديدا من القاعدة غير واضح المعالم، ولا يمكن التعرف اليه بسهولة، الا
ان طبيعة الهجمات الارهابية تكاد لا تختلف عما سبقها خلال السنوات
الماضية، فاستهداف المدنيين كان ولا يزال ضمن سياقات الاعمال الارهابية
لذلك التنظيم، وان اختلفت التكتيكات والآلية التي تنفذ وفقها.
فيما لا تختلف طبيعة التهديدات التي يطلقها اعلام التنظيم في كل
مناسبة او اطلالة لاحد قياديه، سواء داخل او خارج العراق، تدنت ام
ارتقت درجة المعلن، فالقتل والتصفية الجسدية والتنكيل والويل والثبور
وختامها التكفير، كلمات لا تغيب عن رسائل القاعدة في كل مرة.
مؤخرا انتهزت ما تسمى دولة العراق الاسلامية قضية لا تتمتع بأي
مصداقية ولا ترتقي الى مصاف الحقيقة كذريعة جديدة لاستهداف مسيحيي
العراق، كحلقة جديدة في مسلسل القتل الذي ابتدأ بالمسلمين الشيعة مرورا
بالمسلمين السنة والاكراد وآخرا وليس أخيرا المسيحيين.
فيما سعى ذلك التنظيم المذكور الى اضفاء بعدا دوليا من خلال استهداف
دار عبادة مسيحي، رابطا جريمة بقضية يقول انها وقعت في جمهورية مصر
العربية.
اهداف مشروعة للمجاهدين
فقد اكد تنظيم القاعدة في العراق ان المسيحيين اصبحوا "اهدافا
مشروعة للمجاهدين" بعد انتهاء مهلته التي حددها للكنيسة القبطية في مصر
لاطلاق سراح سيدتين، حسبما ذكر المركز الاميركي لمراقبة المواقع
الاسلامية (سايت).
وكانت دولة العراق الاسلامية امهلت الكنيسة القبطية في مصر 48 ساعة
للافراج عن مسيحيتين قبطيتين اعتقنقتا الاسلام، وذلك عند تبنيها
الاعتداء الذي استهدف كنيسة في بغداد الاحد.
وقال البيان "انتهت المهلة ونتيجة لذلك اصبحت كل المراكز والمنظمات
والمؤسسات والقادة والمؤمنين المسيحيين اهدافا مشروعة للمجاهدين حيث
يستطيعون الوصول اليهم".
وكانت جماعة الاخوان المسلمين، ابرز الجماعات المعارضة في مصر،
طالبت الدولة المصرية بحماية دور العبادة المسيحية بعد التهديدات التي
اطلقها التنظيم.
وجاء في بيان للجماعة نشر على موقعها الالكتروني وتضمن تنديدا
بالاعتداء الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة في بغداد ليل الاحد "نبَّه
الإخوان الجميع- وفي مقدمتهم المسلمين -الى ان حماية دور العبادة لكل
ابناء الرسالات السماوية هي مهمة الاغلبية المسلمة".
واضاف البيان "رفض الاخوان اي تهديدات حمقاء لدور العبادة المسيحية
في مصر من اية جهة كانت ولاية ذريعة تكون، مؤكدين أن الدولة المصرية
والشعب المصري كله مطالب بحماية كل دور العبادة للمؤمنين من كل الأديان
السماوية".
واستهدفت مجموعة من تسعة مسلحين جمعا من المصلين داخل كاتدرائية
سيدة النجاة في حي الكرادة في بغداد ليل الاحد اي عشية عيد جميع
القديسين، في هجوم يعد من الاكثر دموية على المسيحيين في العراق. بحسب
فرانس برس.
وتبنى تنظيم "دولة العراق الاسلامية" الموالي للقاعدة في تسجيل نسب
اليه الهجوم، كما امهل الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للافراج عن
مسلمات "مأسورات في سجون اديرة" في مصر بسبب اعتناقهما الاسلام.
واشار مصدر امني مصري الى ان تدابير حماية دور العبادة القبطية في
مصر عززت بشكل غير معلن من خلال زيادة عدد الشرطيين بلباس مدني وتكثيف
الدوريات الامنية.
وفاء وكاميليا
الى ذلك يشير بيان المجموعة الموالية للقاعدة الى المصريتين
القبطيتين وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته وهما زوجتا قسين ينتميان الى
الكنيسة القبطية سرت شائعات واسعة حول اعتناقهما الاسلام، الاولى في
العام 2004 والثانية في تموز/يوليو 2010.
وفي تسجيل صوتي على موقع مركز سايت، يقول الشخص الذي اعلن تبني "دولة
العراق الاسلامية" مسؤولية احتجاز الرهائن في بغداد "اقدمنا نحن جنود
وكتيبة الاستشهاديين في دولة العراق الاسلامية على هذا العمل استجابة
لنداء الله تعالى ولنداء المستضعفات من المسلمات المأسورات بأيدي عباد
الصليب في مصر كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين".
ويتابع الرجل الذي كان يتحدث قبل النهاية الدامية لعملية احتجاز
الرهائن "مطلبنا بسيط وواضح: اسيراتنا عند ابناء ملتكم في مصر مقابل
ابناء ملتكم المحتجزين عندنا في الكنيسة".
ويضيف "ونقول للفاتيكان: كما اجتمعتم قبل ايام بنصارى الشرق الاوسط
لدعمهم وتاييدهم، الان اضغطوا عليهم ليفكوا اسر اخواتنا والا القتل
سيعمكم جميعا وسيجلب شنوده (البابا شنوده الثالث بطريرك الاقباط
المصريين) الدمار لجميع نصارى المنطقة".
وهدد المتحدث المجهول المسيحيين في الشرق الاوسط قائلا "ان جعلتم
كنائسكم سجونا للمسلمات فسنجعلها مقابر لكم باذن الله، ولن تكون
النهاية بقتل الرهائن فحسب بل ستفتحون على ابناء ملتكم بابا لا تتمنونه
ابدا، ليس في العراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة".
وتكاد كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين ان تكونا اشهر امرأتين في مصر
بسبب كونهما زوجتي قسين ينتميان الى الكنيسة القبطية وسرت شائعات واسعة
حول اعتناقهما الاسلام ما اثار توترا بين المسلمين والمسيحيين عبر عن
نفسه في تظاهرات داخل كاتدرائية الاقباط في القاهرة احتجاجا على "خطف
المرأتين واسلمتهما بالقوة" وتظاهرات مضادة امام عدد من المساجد
اعتراضا على "اخفاء الكنيسة للمرأتين وارغامهما على العودة للمسيحية".
وكانت كاميليا شحاته "اختفت" لمدة خمسة ايام في تموز/يوليو الماضي
قبل ان تتمكن اجهزة الامن من التعرف على مكان اقامتها لدى صديقة لها.
وارغمت المرأة الشابة التي غادرت منزل الزوجية بعد مشاجرات عائلية على
العودة الى الكنيسة في حراسة الشرطة.
وسرت شائعات واسعة حول اعتناقها الاسلام وهو ما نفته الكنيسة
القبطية ونفاه الازهر الذي يحتفظ بسجلات تضم اسماء من يترك المسيحية
الى الاسلام.
اما وفاء قسطنطين، فكانت "اختفت" كذلك لفترة قصيرة في العام 2004
وترددت انذاك شائعات حول اعتناقها الاسلام قبل ان تسلمها اجهزة الامن
الى الكنيسة.
واثارت قضية وفاء قسطنطين، التي كانت الكنيسة تؤكد انها "ارغمت على
ترك دينها"، غضب البابا شنوده الثالث الذي قرر انذاك الاعتكاف في دير
وادي النطرون لمدة 15 يوما تعبيرا عن احتجاجه على موقف الدولة الذي كان
يعتقد انه يتسم بالتساهل ازاء من يحاولون اسلمة المسيحيين.
ورغم ان الفاصل الزمني بين الحادثتين والبالغ ست سنوات، فانهما
تشهدان على التوتر المتنامي بين المسلمين والمسيحيين في مصر على خلفية
انحسار الخطاب الديني المتسامح وتنامي التعصب والتشدد الدينيين.
وتكاد كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين ان تكونا اشهر امرأتين في مصر
بسبب كونهما زوجتي قسين ينتميان الى الكنيسة القبطية وسرت شائعات واسعة
حول اعتناقهما الاسلام ما اثار توترا بين المسلمين والمسيحيين عبر عن
نفسه في تظاهرات داخل كاتدرائية الاقباط في القاهرة احتجاجا على "خطف
المرأتين واسلمتهما بالقوة" وتظاهرات مضادة امام عدد من المساجد
اعتراضا على "اخفاء الكنيسة للمرأتين وارغامهما على العودة للمسيحية".
وكانت كاميليا شحاته "اختفت" لمدة خمسة ايام في تموز/يوليو الماضي
قبل ان تتمكن اجهزة الامن من التعرف على مكان اقامتها لدى صديقة لها.
وارغمت المرأة الشابة التي غادرت منزل الزوجية بعد مشاجرات عائلية على
العودة الى الكنيسة في حراسة الشرطة.
وسرت شائعات واسعة حول اعتناقها الاسلام وهو ما نفته الكنيسة
القبطية ونفاه الازهر الذي يحتفظ بسجلات تضم اسماء من يترك المسيحية
الى الاسلام.
اما وفاء قسطنطين، فكانت "اختفت" كذلك لفترة قصيرة في العام 2004
وترددت انذاك شائعات حول اعتناقها الاسلام قبل ان تسلمها اجهزة الامن
الى الكنيسة.
واثارت قضية وفاء قسطنطين، التي كانت الكنيسة تؤكد انها "ارغمت على
ترك دينها"، غضب البابا شنوده الثالث الذي قرر انذاك الاعتكاف في دير
وادي النطرون لمدة 15 يوما تعبيرا عن احتجاجه على موقف الدولة الذي كان
يعتقد انه يتسم بالتساهل ازاء من يحاولون اسلمة المسيحيين.
ورغم ان الفاصل الزمني بين الحادثتين والبالغ ست سنوات، فانهما
تشهدان على التوتر المتنامي بين المسلمين والمسيحيين في مصر على خلفية
انحسار الخطاب الديني المتسامح وتنامي التعصب والتشدد الدينيين.
تفاصيل الهجوم
وقتل 46 مسيحيا معظمهم من النساء والاطفال في مجزرة وقعت خلال قداس
في وسط بغداد مساء الاحد حين اقتحم عناصر من تنظيم القاعدة كنيسة
السريان الكاثوليك في الكرادة اعقبه هجوم شنته القوات الامنية لتحرير
الرهائن واسفر عن مقتل سبعة من عناصرها، على ما اعلنت وزارة الداخلية
العراقية.
وقتل ايضا سبعة من عناصر الامن وخمسة ارهابيين في هجوم مشترك للقوات
العراقية والاميركية.
وهذا الهجوم الذي وقع عشية عيد جميع القديسين، يعتبر احد الهجمات
الاكثر دموية التي تستهدف مسيحيي العراق وقد يسرع هجرة هذه الطائفة
التي تراجع عدد ابنائها من 800 الف الى 500 الف منذ الغزو الاميركي في
2003.
واعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية "قتل 46 شخصا من المصلين
خصوصا من النساء والاطفال واصيب 60 بجروح حالة 20 منهم خطرة". وقتل
سبعة من عناصر الامن واصيب 15 آخرون بجروح.
وكان خوراسقف السريان الكاثوليك بيوس كاشا قال في وقت سابق "سقط 42
قتيلا بينهم كاهنان واصيب 25 بجروح بينهم كاهن اصيب برصاصة في كليته.
لم ينج من المجزرة سوى 10 او 12 شخصا" موضحا ان اقل من ثمانين مؤمنا
كانوا في الكنيسة لدى وقوع الهجوم.
واوضح اسقف الكلدان في بغداد شليمون وردوني ان اثنين من كهنة كنيسة
سيدة النجاة الواقعة في حي الكرادة في وسط بغداد قتلا فيما اصيب ثالث
بالرصاص في كليته.
وقال "ينتابني شعور بالحزن الشديد، ما يسعنا القول؟ انه عمل غير
انساني، حتى الحيوانات لا تتصرف بهذه الطريقة".
وبدت الكنيسة اشبه بساحة حرب، مشيرا الى ان الارض والجدران غطتها
الدماء واخترقها الرصاص وتناثرت في داخلها الاشلاء. بحسب فرانس برس.
وقال الاب يوسف توما مرقس رئيس الاباء الدومنيكان في العراق ان "العملية
كانت محضرة منذ فترة طويلة نظرا للاسلحة والذخائر التي عثر عليها في
الكاتدرائية. الامر يستغرق وقتا طويلا لادخالها".
من جهته تفقد خوراسقف السريان الكاثوليك بيوس كاشا الكنيسة قائلا "انها
مجزرة حقيقية"، مضيفا "الامر الاكيد ان ابناء رعيتي جميعا سيغادرون
العراق".
وقال "لم يعد لنا مكان هنا. ماذا يريدون منا؟ ماذا فعلنا؟ لقد قتلوا
ابرياء كانوا يصلون. يريدوننا ان نرحل وماذا تفعل الحكومة؟ لا شيء
اطلاقا".
وقال احد الرهائن بسام سامي يوسف (21 عاما) الذي نجا من المجزرة "كما
كل يوم احد بدأ القداس عند الساعة 17,00 (14,00 تغ). بعد ربع ساعة
سمعنا دوي انفجارات واسلحة اوتوماتيكية ثم اقتحم الارهابيون المدخل
الرئيسي للكاتدرائية".
واضاف "قطع الاب اثير عظته وحاول الاب وسيم ادخال حوالى خمسين مؤمنا
الى قاعة وكنت بينهم. وحاول التفاوض مع المهاجمين لكنهم اردوه والاب
اثير على الفور".
وتابع ان المعتدين المسلحين ببنادق كلاشنيكوف وقنابل يدوية وسترات
محشوة بالمتفجرات فتحوا النار على الفور. واضاف "عمت الفوضى. القى
الارهابيون قنبلة على سبعة مؤمنين كانوا يحاولون الفرار".
وقال احد الرهائن البالغ من العمر 18 عاما رافضا التعريف عن اسمه ان
"رجالا يرتدون ملابس عسكرية اقتحموا الكنيسة حاملين اسلحتهم وقتلوا
كاهنا على الفور. لقد احتميت داخل قاعة صغيرة حيث كان يوجد اربعة مصلين
اخرين".
واضاف "بعدها بقليل، دخل اثنان من المسلحين الى القاعة واطلقا النار
في الهواء وعلى الارض ما ادى الى جرح ثلاثة اشخاص ثم دفعوا بنا الى صحن
الكنيسة. حصل بعدها تبادل اطلاق نار وسمعنا دوي انفجارات. وقد تناثر
الزجاج على الناس".
وقرابة الساعة 20,50 (17,50 ت غ)، بدأت قوات الامن العراقية هجومها
على المسلحين تؤازرها القوات الاميركية، التي وعلى الرغم من انتهاء
مهامها القتالية نهاية اب/اغسطس، لا تزال تستطيع استخدام القوة بحال
تعرضت لهجوم او اذا ما طلب منها العراق ذلك.
ودان البابا بنديكتوس السادس عشر الاثنين "العنف العبثي والوحشي" ضد
"اشخاص عزل" في العراق.
وقال البابا خلال الصلاة الملائكية في ساحة القديس بطرس في
الفاتيكان "اصلي من اجل ضحايا هذا العنف العبثي، عنف من الوحشية لدرجة
انه يستهدف اشخاصا عزلا مجتمعين في بيت الله الذي هو بيت محبة وتسامح".
واضاف "اعبر عن تضامني الحار مع الطائفة المسيحية (العراق) التي
ضربت مجددا". وتابع "امام دوامة العنف المروعة التي لا تزال تمزق شعوب
الشرق الاوسط، اود ان اجدد ندائي من اجل السلام".
تفجيرات تقتل العشرات
في سياق متصل هزت سلسلة تفجيرات أحياء في بغداد معظم سكانها من
الشيعة مما أدى الى سقوط 40 قتيلا على الاقل واصابة العشرات بعد يومين
من قيام متشددين من القاعدة بهجوم دموي عندما احتجزوا رهائن في كنيسة.
ووقعت التفجيرات بعد ساعات من قداس اقيم لبعض الرهائن الذين قتلوا
بين الضحايا الاثنين والخمسين من المصلين وافراد الشرطة في الهجوم على
كنيسة يوم الاحد وبينما تعهدت الحكومة العراقية بتشديد الامن على
الاقلية المسيحية في العراق.
ويظهر الهجوم الثالث الكبير في العراق منذ يوم الجمعة فيما يبدو ان
التمرد الذي ضعف لكنه ما زال عنيدا لديه قدرة أكبر على تنفيذ هجمات على
نطاق واسع أكثر مما يسلم به مسؤولون امريكيون وعراقيون.
ومازال العراق في حالة من التيه السياسي بعد نحو ثمانية اشهر من
انتخابات غير حاسمة مما أثار مخاوف من ان جماعات سنية مثل القاعدة قد
تستغل التوترات وتحاول اشعال حرب طائفية من جديد.
وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم أمن بغداد ان العدد الاولي
للقتلى هو 40 وان 80 اصيبوا بجروح مؤكدا ان هذه الارقام أولية وان
العدد الاجمالي للتفجيرات هو 14 .
وقال ان كل التفجيرات وقعت في ضواح شيعية.
وقال وزير الصحة العراقي صالح الحسناوي ان 36 شخصا قتلوا لكن هذا
العدد قد يرتفع وان 320 أصيبوا بجروح سمح لمعظمهم بمغادرة المستشفيات.
وقال مصدر شرطة طلب عدم الكشف عن اسمه ان عدد القتلى 57 وان 248
شخصا أصيبوا بجراح. واضاف المصدر قوله انه وقع 14 انفجارا لسيارات
ملغومة وانفجرت قنبلتان على جانب الطريق وأطلقت ثمانية قذائف مورتر لكن
القوات الامريكية قالت ان اجهزة راداراتها لم ترصد اي قذائف مورتر.
واستهدف أحد أكبر التفجيرات فيما يبدو مطاعم ومقاهي في حي مدينة الصدر
الشيعي. بحسب رويترز.
جاءت أحدث سلسلة من الهجمات بعد شهرين من انتهاء العمليات القتالية
الامريكية رسميا في العراق بعد سبع سنوات ونصف السنة من الغزو وتولي
قوات الامن العراقية المسؤولية الرئيسية لحماية المواطنين.
وقال الاسقف متى شعبا معتوق رئيس ابرشية الكنيسة الاشورية في بغداد
في القداس الذي اقيم يوم الثلاثاء متسائلا لماذا لا يقولون لهم بصراحة
انهم يهدفون الى اخلاء البلاد من المسيحيين. وأضاف ان العراق بلدهم
وانهم سيتمسكون به. ومضى قائلا ان استهداف اشخاص يؤدون الصلاة هو عمل
همجي تماما.
وكانت اجراءات الامن شديدة حول كنيسة سان جوزيف الكلدانية حيث اقيم
القداس. ووضع 14 نعشا لف بالعلم العراقي في صف بالقرب من المنصة
الرئيسية. وسمع صوت البكاء في أرجاء الكنيسة أثناء القداس.
وقال الموسوي انه بدأ تحقيق لمعرفة كيف تمكن المسلحون المرتبطون
بالقاعدة من اقتحام الكنيسة رغم نقاط التفتيش مضيفا انه "اذا كان هناك
تقصير او اهمال او تواطؤ حدث سيحاسب بشدة كل من اخطأ."
وقال ان المهاجمين تخفوا في زي حراس يعملون لدى شركة أمن خاصة
وكانوا يحملون أوراق هوية مزورة.
وقال وزير الدفاع عبد القادر جاسم ان السلطات أمرت باعتقال قائد
الشرطة المسؤول عن المنطقة التي وقع فيها الهجوم لاستجوابه وهو اجراء
معتاد بعد وقوع هجمات كبيرة.
وتعهد جاسم بتشديد الامن لمسيحيي العراق.
وأضاف ان المسيحيين هم أهلهم وان الواجب هو حمايتهم ولا يمكن تخيل
حجم الاسف على ما حدث.
هوية الارهابيين
على صعيد متصل قال مسؤول إن العراق بدأ التحقيق في هجوم الكنيسة
الذي قتل فيه 52 رهينة وشرطيا في محاولة لمعرفة الطريقة التي تمكن بها
المسلحون المرتبطون بالقاعدة من اقتحام المبنى رغم نقاط التفتيش.
وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم أمن بغداد ان المهاجمين
تخفوا في زي حراس يعملون لدى شركة أمن خاصة وكانوا يحملون أوراق هوية
مزورة.
وقال الموسوي "تم تشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة تفاصيل وملابسات ما حدث.
لدينا الكثير من علامات الاستفهام. اذا كان هناك تقصير او اهمال او
تواطؤ حدث سيحاسب بشدة كل من اخطأ."
وأضاف "هناك العديد من علامات الاستفهام حول كيفية وصول هذا العدد
من الارهابيين الى هذا المكان في منطقة الكرادة في قلب العاصمة بغداد."
وقال وزير الدفاع عبد القادر جاسم ان السلطات أمرت باعتقال قائد
الشرطة المسؤول عن المنطقة التي وقع فيها الهجوم لاستجوابه وهو اجراء
معتاد بعد وقوع هجمات كبيرة.
وانتهى الهجوم الذي استمر عدة ساعات عندما داهمت قوات الامن الكنيسة
لتحرير أكثر من 100 كاثوليكي عراقي.
ولم يكن الهجوم من بين أكثر الحوادث دموية منذ تفجر التمرد والعنف
الطائفي في أعقاب الغزو عام 2003. وقتل في العنف عشرات الالاف من
العراقيين أغلبيتهم الساحقة من الشيعة والسنة.
وقال بعض مسؤولي الامن ان معظم ضحايا يوم الاحد سقطوا أثناء مداهمة
الشرطة للمكان سواء عندما فجر مهاجمون يرتدون أحزمة ناسفة أنفسهم أو
ألقوا قنابل أو في القتال بالاسلحة النارية الذي أعقب ذلك. وقالت
تقارير أخرى يوم الثلاثاء انه يحتمل أن يكون المسلحون بدأوا قتل
الرهائن بشكل جماعي قبل هجوم الشرطة.
وأمرت هيئة الاعلام والاتصالات العراقية باغلاق قناة تلفزيون
البغدادية التي اتهمتها باذاعة تقرير عن مهمة الانقاذ قبل ان تبدأ.
وقالت الهيئة ان هذا التقرير يحتمل انه دفع المهاجمين الى الاسراع
بخططهم لقتل رهائنهم وتفجير الكنيسة الامر الذي أجبر قوات الامن على
اقتحام الكنيسة.
وقال الموسوي ان التحقيقات أظهرت حتى الان ان المهاجمين الذين قال
انهم عشرة بينهم خمسة انتحاريين كانوا مستعدين جيدا. وتم اعتقال خمسة.
وقال الموسوي "الارهابيون كان لديهم خبرة بهذا النوع من العمل.
كانوا يحملون هويات مزورة وكتب ووثائق مزورة حتى العجلة التي كانوا
يستقلونها (تحمل وثائق تسجيل) مزورة.. وكانو يرتدون ملابس الشركات
الامنية الخاصة."
وقال نائب وزير الصحة خميس السعد ان 34 شخصا قتلوا وان 77 اصيبوا
بجروح. وقال وزير الدفاع ان 34 مدنيا وتسعة من افراد قوات الامن قتلوا.
وكان نائب لوزير الداخلية قال يوم الاثنين ان 52 من افراد الشرطة
والرهائن قتلوا.
والارقام المتضاربة التي قدمتها وزارة الصحة قد تكون ناجمة عن تأخر
المستشفيات في ارسال شهادات الوفاة التي أصدرتها.
وقال شليمون وردوني اسقف الكلدانيين في بغداد لاذاعة الفاتيكان "لم
يعد هناك من مكان امن. حتى بيوت الله لم تعد امنة."
وقال "هذا العمل سيترك تاثيرا سلبيا كبيرا على نفسية اولئك الذين
اختاروا البقاء في العراق مع ان الكثير منهم قالوا انهم الان على
استعداد للهجرة." |